mardi 22 avril 2014

هل نستطيع تغيير أو تعديل التصورات غير العلمية بسهولة لدى التلميذ؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

هل نستطيع تغيير أو تعديل التصورات غير العلمية بسهولة لدى التلميذ؟ مواطن العالم د. محمد كشكار


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في  15 جوان 2010.

"المدرّسون لا يفهمون أن تلامذتهم لا يفهمون" قاسنون باشلار.

يبدو لي أن المدرس يعتقد خطأ أن تلامذته سيقتنعون بوجهة نظره  عندما يصمم   درسه بهدف تجاوز العوائق الابستومولوجية و التعلّمية و النفسية. يبدو لي أنه ينسى أو يتناسى أن التخيلات القوية و المعاناة و العواطف لدى التلميذ قد تكون بنفس الأهمية أو أكثر أهمية من الجوانب المنطقية المقتصرة على عالم المعرفة.
لقد قادتنا البحوث العلمية حول تصورات المتلقي حول المخ و حول الحتمية البيولوجية إلى تمثل التعلّم أو التدريب على شكل تغيير في التصورات الذهنية.

سنعرض في الفقرة التالية بعض وجهات النظر لعلماء حول مفهوم "تغيير التصورات غير العلمية" (Le changement conceptuel ):
§        "باشلار" (1989): " بالنسبة لباشلار، الداعي لمقاربة "التطور المتقطع للعلم"، يقع التغيير بعد قطيعة ابستومولوجية (Rupture épistémologique)  حبلى بالعوائق الابستومولوجية. تُنجز القطيعة عند تجاوز العائق. يرى باشلار أن العلم يتطور عبر سيرورة من القطائع الابستومولوجية التي تقطع مع المعرفة العامة مثلما تقطع مع النظريات السابقة.

"بوسنار" (1982)، هو العالم الذي أدرج مفهوم "تغيير التصورات غير العلمية " حتى و لو اقتصر مجهوده على نقل إشكالية كلاسيكية من مجال تاريخ و ابستومولوجيا العلوم إلى مجال التعلم الفردي (Apprentissages individuels  ). يجوز أن نتحدث على تغيير التصورات الذهنية المستديمة على مستوى شخص. نقول أن هذا الشخص تعلم ما هو معروف عند العلماء عندما يفهم و يستوعب و يهضم و يوظف بسهولة فكرة معقولة و خصبة.

§        بالنسبة لـ"كون" (1983)، تغيير التصورات الذهنية هو تغيير في إطار التفكير (Changement de paradigme)  و يقع بعد ثورة علمية.

§        يستعيد "روملار" (2005) فكرة "كون" و يؤكد أن العائق الابستومولوجي (Obstacle épistémologique) هو في حد ذاته إطار تفكير و قد يتمثل تغيير التصورات الذهنية في تغيير أطر التفكير نفسها.

§        أما "أستولفي" (1997) فيعتقد أن النجاح في التعلم أو التدرب يتمثل أولا في إثارة تغيير فكري أكثر من مجرد إضافة معلومات جديدة.

§        يضيف العالم "أورانج" (2005): تمثل كيفية طرح المسائل (La problématisation) استراتيجية لتغيير التصورات غير العلمية. نأخذ تصورات التلميذ غير العلمية و نحولها إلى إشكالية حتى نصل إلى عقلنتها و علمنتها. ننطلق من سؤال لنبحث في الممكن حتى نقع في غير الممكن و الضروري. نطرح سؤالا غير مناسب ثم ننقده و بهذه الطريقة نتعرف على المشكل و نحلله و نفهمه. نحدد الفرضيات التي قد تصيب أو تخطئ. نتخلى عن مسألة الخطأ و الصواب و نبحث في الممكن و غير الممكن. و بذلك نهدف إلى الوصول إلى معرفة علمية عقلانية عبر نقل تصورات التلميذ من المعرفة العامة غير العلمية إلى المعرفة العلمية. هذه الأخيرة تجيب عن تساؤلات كيف و لماذا عكس المعرفة العامة التي تجيب عن سؤال كيف فقط. يمثل تغيير التصورات غير العلمية هدفا من أهداف التعلم. لكن نحو أي تغيير نحن ذاهبون؟ نحو تغيير يقود التلميذ من التصورات غير العلمية إلى التصورات العلمية عن طريق طرح الإشكاليات و حلها و ليس عن طريق التلقين و التقليد. لن نصل إلى تغيير في تصورات التلميذ إلا إذا أكسبناه بالتدريب آليات التفكير و طرح الإشكاليات حتى و لو لم نصل به اليوم إلى تصور علمي صحيح.

ننهي هذه السلسلة من وجهات نظر بعض العلماء بفكرة "برّات-كليرمون" (1979) و "جيلّي" (1988). يكوّن مفهوم "الصراع الاجتماعي المعرفي" (Le conflit socio-cognitif ) استراتيجية جديدة لتغيير تصورات التلميذ. يدور هذا الصراع المعرفي بين التلاميذ في القسم بإشراف الأستاذ. يقول "أستولفي" (1997) أن مفهوم "الصراع المعرفي الاجتماعي" أُدرِج من قبل المدرسة البياجية السويسرية الجديدة في سنوات 75 على يد "دواز" و "موني" في اتصال مع تجارب "بياجي" لكن في قطيعة مع فلسفته. لا يرى "جيلّي" أن الصراع المعرفي يقتصر على مجابهات فكرية داخلية كما يعتقد بياجي بل يتخطاه إلى مجابهات فكرية بين الفرد و أقرانه الموجودين في محيطه. أما "برّات-كليرمون" فترى أن داخل كل صراع معرفي يكون الفرد مجبرا على أن يقيم وزنا لأفعاله و ردوده ولأفعال أقرانه و ردودهم أيضا حتى يصيغ و يستوعب الاختلافات الحينية.

خلاصة القول:
نحن نوافق الفيلسوف "كون" عندما يقول أن تغيير التصورات غير العلمية هو تغيير في إطار التفكير. لكن نختلف معه في طريقة التغيير، هو يقول بعد ثورة علمية و نحن نقول بعد تطور تدريجي دون قطيعة لأن العوائق الابستومولوجية شديدة المقاومة و لا تنهزم بسرعة و سهولة. شبّه العالم "روملار" العائق الابستومولوجي بإطار تفكير. نحن نضيف أن إطار التفكير العلمي، بين مضفرين، المسمى "الكل وراثي" (le tout génétique) .
يمثل هذا البراديقم أو إطار التفكير مجموعة من العوائق قد تكون لها جذورا ابستومولوجية أو تعلمية أو نفسية (Des origines épistémologiques, didactiques et psychologiques).

يتمثل براديقم "الكل وراثي" في النظرية القائلة بأن كل الصفات البشرية الجسمية منها و الذهنية العالية مثل الذكاء، كلها وراثية مائة بالمائة و لا دخل لتأثير العوامل المكتسبة في التعليم في بروزها و تطوّرها. قد يكوّن الاعتقاد في فكرة "الموهبة" (La notion du don) في الفن أو العلم أو الأدب جذرا من جذور هذا العائق " الكل وراثي"  مع العلم أن فكرة "الموهبة" لم تأت من بحوث علمية نفسية و لا وراثية و لا بيولوجية. أما الراحل الأستاذ الفرنسي "أستولفي" فنحن معه في ما ذهب إليه من كون إضافة المعلومات وحدها لا تحدث تغييرا فكريا. أستاذنا الكبير و مدير أطروحتي "كليمان" (1998, 2004) يؤكد كلام "أستولفي" و يعرّف التصورات على النحو التالي: تنبثق التصورات غير العلمية و العلمية من التفاعل بين معارف التلميذ و قيمه و الممارسات الاجتماعية المرجعية حسب نموذجه المشهور "م ق م" ذي الأقطاب الثلاثة (KVP : K, connaissances ; V, valeurs ; P, pratiques sociales de référence).

 إذا أردنا تغيير التصورات فعلينا الاشتغال على الأقطاب الثلاثة في الوقت نفسه مع العلم أننا نعرف أن تغيير التصورات المرتبطة بالمعارف أو المعلومات هو أسهل بكثير من تغيير التصورات غير العلمية المرتبطة بالقيم و الممارسات (Delalande-Simonneaux, 1995).


في الآخر تبقي طريقة طرح الإشكاليات أو  كيفية طرح المسائل إستراتيجية من بين عديد الاستراتيجيات الأخرى مثل الصراع المعرفي الاجتماعي أو التلقين أو التقليد أو التنشيط أو الاستقالة من التدريس مع التواجد المادي داخل القسم و ترك التلميذ يتعلم بنفسه و بمعية أقرانه.

البصمة الفكرية لـم. ع. د. م. ك.
بكل شفافية، أعتبر نفسي ذاتا حرة مستقلّة مفكرة  و بالأساس مُنتقِدة، أمارس قناعاتي الفكرية بصورة مركبة، مرنة، منفتحة، متسامحة، عابرة لحواجز الحضارات و الدين و العرق و الجنس و الجنسية و الوطنية و القومية و  الحدود الجغرافية و الأحزاب و الأيديولوجيات.
على كل مقال ناقص أو سيء، نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.

Mes deux principales devises dans la vie, du moins pour le moment:
-         Mohamed Kochkar : faire avec les conceptions non scientifiques (ou représentations) pour aller contre ces mêmes conceptions et en même temps auto-socio-construire à leurs places des conceptions scientifiques
-         J. P. Sartre : Les idéologies sont liberté quand elles se font, oppression quand elles sont faites

إمضاء جديد و محيّن لـم. ع. د. محمد كشكار

مواطن العالَم (أعتذر لكل المواطنين في العالَم غير الغربي على فعله و يفعله بهم حتى الآن، إخوانهم في الإنسانية، المواطنون في العالَم الغربي)، مسلم (أعتذر لكل المواطنين غير المسلمين على ما فعله بهم أجدادي المسلمون)، عربي (أعتذر لكل المواطنين غير العرب على ما فعله بهم أجدادي العرب) تونسي (أعتذر لكل المواطنين التونسيين على ما فعله بهم نظام بورقيبة و نظام بن علي طيلة سنوات الجمر الخمسة و خمسين)، "أبيض- أسود" البشرة (أعتذر لكل المواطنين السود في  العالَم  علىِ ما فعله أجدادي البيض بأجدادي السود)، يساري غير ماركسي (أعتذر لكل المواطنين غير اليساريين و لليساريين غير الماركسيين في  العالَم  علىِ ما فعلته بهم الأنظمة الماركسية اللينينية و الستالينية و الماوية)، و غير منتم لأي حزب أو أي أيديولوجيا ( أعتذر لكل المواطنين غير المنتمين حزبيا أو أيديولوجيا في العالَم عن كل خطأ ارتكبته في حقهم الحكومة و المعارضة و المتعاطفين معهما).



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire