dimanche 27 avril 2014

هل "حمة الهمامي" إصلاحي أو ثوري؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

هل "حمة الهمامي" إصلاحي أو ثوري؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

تعريف "حمة الهمامي":
مناضل سياسي صادق و شرس عنيد في الحق، منحاز للفقراء من العمال و الطلبة و الفلاحين و العاطلين و المهمشين من المثقفين و غير المثقفين، معارض في عهد بورقيبة و بن علي، سُجن و عُذب و شُرّد و أُقصيَ في العهدين البائدين، يحضا بتقدير و احترام جل التونسيين خصوما و موالين، و أنا أحترمه و أجله كثيرا رغم اختلافي الإيديولوجي و السياسي معه، و هو حاليا الأمين العام لحزب العمال التونسي و الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية.

الخبر مقدس:
في لقاء "حمة الهمامي" مع قناة نسمة، سأله المذيع: هل ما زلت تتمسك بالشيوعية و الماركسية اللينينية؟ لم ينف "حمة الهمامي" تمسكه بالشيوعية و لم يؤكده في نفس الوقت، و برر موقفه المتذبذب بتخلي "حزب العمال" عن تسميته القديمة و هي "حزب العمال الشيوعي"، و علل تأرجحه بما تحمله كلمة شيوعية من تمثلات و تصورات غير علمية في المخيال الشعبي التونسي.

و في المقابل أعلن "حمة الهمامي" عن تمسكه بمرجعيته الماركسية اللينينية، مرجعية تحيل اليساريين غير الستالينيين مباشرة إلى أداء أسوأ نظامين شيوعيين في العالم، الستالينية و الماوية.

و التعليق حر:
حسب رأيي المتواضع (لا أفقه كثيرا في العلوم السياسية)، تمنيت لو - و ما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا - تمسك "حمة الهمامي" بالنظرية الماركسية الشيوعية و تخلى عن التجربة الماركسية اللينينية، لأن الوسيلة (الماركسية اللينينية) تقريبا كلها شر، أما النظرية الماركسية فهي حبلى بــ"الغايات" النبيلة رغم أنها حمّالة أوجه، و فيها الغث و السمين، و تحتوي على أفكار تقدمية مثل العدالة الاجتماعية و النقد العلمي للرأسمالية و كشف آلياتها و أساليبها لتدجين و استلاب و استغلال العامل، و للأسف الإبستمولوجي (نقد المعرفة) تحتوي أيضا على "وسائل" لا ديمقراطية أسست لديكتاتورية الحزب الواحد و قمع الحريات الفردية و المركزية الديمقراطية الماركسية اللينينية التي نقدتها روزا لوكسمبورغ في عهد لينين، و نحن نعرف جميعا أن "الغاية لا تبرر الوسيلة"!

فكرة أخيرة سأنشرها رغم أن أحد المتعاطفين مع حزب العمال نعتها بالفكرة الفاشية عندما قلتها أخيرا في الطاولة الثقافية بمقهى الويفي بحمام الشط الغربية:
صرّح "حمة الهمامي" مرة أنه إصلاحي و ليس ثوريا، فوددت أن يذهب حمة بإصلاحيته إلى مداها و ينقد اللينينية  و الستالينية و الماوية (التجارب الثورية الاشتراكية الثلاث الكبرى الفاشلة في التاريخ الحديث)، و يتخلى تماما عن مرجعيته الثورية الماركسية اللينينية، و يتبنى بصدق الاشتراكية الديمقراطية الإصلاحية على النمط الأسكندنافي، و لو فعلها لصفقت له و لكنت من اليساريين غير الماركسيين المتعاطفين معه قلبا و قالبا.


"أنت يا "حمة الهمامي"، لست مُجبرا كفرد على التماهي مع المجتمع التونسي ذو الأغلبية المسلمة. لكن إذا ما قرّرت، كرئيس حزب و ناطق رسمي باسم الجبهة الشعبية، أن تفعل في هذا المجتمع، في أي ظرف كان، فعليك إذن أن تتكلم بلسانه (المجتمع)، أن تنطق بمنطقه، أن تخضع لقانونه" (بتصرف عن الفيلسوف اليساري المغربي العظيم عبد الله العروي).

إمضاء م. ع. د. م. ك.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال ناقص أو سيء نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 27 أفريل 2014.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire