dimanche 6 avril 2014

جلاد حقير يتفاخر، و ضحية بريئة تتصاغر!!! مواطن العالَم د. محمد كشكار

جلاد حقير يتفاخر، و ضحية بريئة تتصاغر!!! مواطن العالَم د. محمد كشكار (ديمقراطي اشتراكي غير ماركسي، غير راض عن الجبهة الشعبية و معارض لـحزب حركة النهضة و رافض تماما رجوع رموز الدساترة و التجمعيين)

جلاد متكبر مستبد (رموز نظامَيْ بورقيبة و بن علي و لم أقل كل الدساترة و كل التجمعيين) يتفاخر بــ"إنجازاته" بكل وقاحة أمام ضحية الأمس و هي صامتة (المنتمون لحركة الاتجاه الإسلامي سابقا و حزب حركة النهضة حاليا). لا غرابة في موقف الجلاد و الشيء من مأتاه لا يُستغرب، لكن قمة الغرابة تكمن في موقف الضحية من جلاد الأمس!

تنازلت جل قيادات حزب حركة النهضة عن حق شهدائها و مناضليها و لم تسرّع في تحقيق العدالة الانتقالية عندما كانت في الحكم، و لم تفتح ملفات الفساد الحقوقي و السياسي و المالي و الإداري، آلاف الملفات المتعلقة برموز التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكمة في عهد بن علي و رموز الحزب الدستوري الحاكمة في عهد بورقيبة من أمثال الباجي قائد السبسي و محمد الصياح و الطاهر بلخوجة و محمد الغنوشي و محمد الغرياني و حامد القروي و غيرهم، و يبدو لي أن عددهم لا يفوق الآلاف، و أظن أن إقصاءهم من الحياة السياسية لمدة خمس أو عشر سنوات لن يعطل المسار الديمقراطي و لا المسار الاقتصادي، و لا يمكن أن ننعت هذا الإقصاء السياسي الوقتي بكونه عملية اجتثاث للتجمعيين عموما مثل ما وقع للمنتمين لحزب البعث في العراق.

و مما زاد الطين بلة هو تخلي "النهضة" عن مساندة تمرير قانون تحصين الثورة، قانون يمثل أضعف الإيمان بالثورة، هذا لو كانت "النهضة" تسعى بجد و صدق من أجل تحقيق أهداف الثورة كما تدعي ذلك.

نسي الإسلاميون أو تناسوا بــ"براڤماتية انتهازية سخيفة و مقيتة" معاناة ما يقارب الثلاثين ألف سجين سياسي نهضاوي و الأربعين شهيدا تحت التعذيب و عشرات الآلاف من المنفيين قسرا أو المهاجرين خوفا و اضطرارا و مئات الآلاف من المرعوبين و المروعين خارج السجن من أهلهم و أقاربهم و مئات الطلبة المفصولين ظلما من الثانوي و الجامعة.

لم أنس الضحايا الأُخَرْ من قوميين و يساريين (لقد خصصت لليساريين المنتمين مقالا نشرته حديثا في الفيسبوك)، و تمنيت لو تحالف ثلاثتهم تكتيكيا ضد رموز العهد البائد، و مرروا مجتمعين قانون تحصين الثورة، و لا أخالهم عاجزين عن ذلك، و لا أشك لحظة في صدق نواياهم، رغم ضحالة وسائلهم لبلوغ هذه الغايات النبيلة، خاصة و قد برهنوا على قدرتهم على التحالف التكتيكي في حركة 18 أكتوبر 2005، فعلوها و "التجمع" في الحكم، فماذا دهاهم اليوم و "التجمع" خارج الحكم؟

إمضاء م. ع. د. م. ك.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال ناقص أو سيء نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 7 أفريل 2014.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire