جلاد حقير يتفاخر، و ضحية
بريئة تتصاغر!!! مواطن العالَم د. محمد كشكار (ديمقراطي اشتراكي غير ماركسي، غير راض عن الجبهة
الشعبية و معارض لـحزب حركة النهضة و رافض تماما رجوع رموز الدساترة و التجمعيين)
جلاد متكبر مستبد (رموز
نظامَيْ بورقيبة و بن علي و لم أقل كل الدساترة و كل التجمعيين) يتفاخر
بــ"إنجازاته" بكل وقاحة أمام ضحية الأمس و هي صامتة (المنتمون لحركة
الاتجاه الإسلامي سابقا و حزب حركة النهضة حاليا). لا غرابة في موقف الجلاد و
الشيء من مأتاه لا يُستغرب، لكن قمة الغرابة تكمن في موقف الضحية من جلاد الأمس!
تنازلت جل قيادات حزب حركة
النهضة عن حق شهدائها و مناضليها و لم تسرّع في تحقيق العدالة الانتقالية عندما
كانت في الحكم، و لم تفتح ملفات الفساد الحقوقي و السياسي و المالي و الإداري،
آلاف الملفات المتعلقة برموز التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكمة في عهد بن علي و
رموز الحزب الدستوري الحاكمة في عهد بورقيبة من أمثال الباجي قائد السبسي و محمد
الصياح و الطاهر بلخوجة و محمد الغنوشي و محمد الغرياني و حامد القروي و غيرهم، و
يبدو لي أن عددهم لا يفوق الآلاف، و أظن أن إقصاءهم من الحياة السياسية لمدة خمس
أو عشر سنوات لن يعطل المسار الديمقراطي و لا المسار الاقتصادي، و لا يمكن أن ننعت
هذا الإقصاء السياسي الوقتي بكونه عملية اجتثاث للتجمعيين عموما مثل ما وقع للمنتمين
لحزب البعث في العراق.
و مما زاد الطين بلة هو تخلي
"النهضة" عن مساندة تمرير قانون تحصين الثورة، قانون يمثل أضعف الإيمان
بالثورة، هذا لو كانت "النهضة" تسعى بجد و صدق من أجل تحقيق أهداف
الثورة كما تدعي ذلك.
نسي الإسلاميون أو تناسوا
بــ"براڤماتية انتهازية سخيفة و مقيتة" معاناة ما يقارب الثلاثين ألف
سجين سياسي نهضاوي و الأربعين شهيدا تحت التعذيب و عشرات الآلاف من المنفيين قسرا
أو المهاجرين خوفا و اضطرارا و مئات الآلاف من المرعوبين و المروعين خارج السجن من
أهلهم و أقاربهم و مئات الطلبة المفصولين ظلما من الثانوي و الجامعة.
لم أنس الضحايا الأُخَرْ من
قوميين و يساريين (لقد خصصت لليساريين المنتمين مقالا نشرته حديثا في الفيسبوك)، و
تمنيت لو تحالف ثلاثتهم تكتيكيا ضد رموز العهد البائد، و مرروا مجتمعين قانون
تحصين الثورة، و لا أخالهم عاجزين عن ذلك، و لا أشك لحظة في صدق نواياهم، رغم ضحالة
وسائلهم لبلوغ هذه الغايات النبيلة، خاصة و قد برهنوا على قدرتهم على التحالف التكتيكي
في حركة 18 أكتوبر 2005، فعلوها و "التجمع" في الحكم، فماذا دهاهم اليوم
و "التجمع" خارج الحكم؟
إمضاء م. ع. د. م. ك.
يطلب الداعية السياسي أو
الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي -
أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة
و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال ناقص أو سيء نرد بمقال
كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 7 أفريل 2014.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire