vendredi 18 avril 2014

إذا كانت البلد في أزمة، فلماذا يا أعضاء الحكومة لم تؤسسوا "خلية إدارة الأزمات"؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

إذا كانت البلد في أزمة، فلماذا يا أعضاء الحكومة لم تؤسسوا "خلية إدارة الأزمات"؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

يقولون (أعضاء الحكومة) أن الدولة التونسية في أزمة حادة و خانقة إلى أقصى درجاتها المتمثلة في  العجز المحتمل عن دفع الرواتب الشهرية للمتقاعدين و الموظفين. إذا كان الأمر كذلك - و هو في الواقع حسب رأيي ليس كذلك - فالمتعارف عليه في الدول التي مرت بأزمة أن تتكاتف الجهود و يقف الصراع و يلتفت الجميع إلى إنقاذ السفينة - من العامل إلى المسؤول - حتى لا تغرق بالجميع.

أنا لا أصدقهم، لأنني أشك في خلفياتهم من وراء نشر الأخبار الهادفة إلى تمرير إجراءات تعسفية مثل رفع الدعم عن المواد الأساسية الحياتية حتى يحلوا هم (المافيا المتجددة غير واضحة المعالم التي تريد أن ترث المافيا البنعلية-الطرابلسية القديمة) مشكلتهم على حسابنا نحن الفقراء (حسب تقييمي الشخصي: يُعتبر فقيرا اليوم في تونس كل من قلّ راتبه الشهري الوحيد عن ألف دينار).

و إن أرادوا أن أصدقهم، فعليهم إنشاء "خلية إدارة الأزمات"، و أقترح عليهم بعض الإجراءات التالية و هم أكثر مني علما و دراية لأن إدارة الأزمات أصبحت علما يدرّس في الجامعات:
-         الحد من استيراد السلع الفاخرة: يقولون و العهدة على الراوي أن القطاع الخاص في تونس استورد أخيرا خمسين سيارة من نوع "بورش"، ثمن الواحدة 350 ألف دينار. و إذا لم تصدق هذا الخبر، فعاين بنفسك تكاثر سيارات "المرسيدس" الفاخرة جدا (ثمن الواحدة يتراوح بين 200 و 300 ألف دينار) التي تجوب الطرقات دون حياء من "أزمتنا".
-         الزيادة في التصدير و تحسين الجودة في هذا القطاع كبيع زيت الزيتون معلبا عوض بيعه في براميل و كأنه نفط. الترفيع في استخراج و تصدير الفسفاط المعطل منذ ثلاث سنوات.
-         تخفيض الأجور التي تفوق الألف دينار شهريا بعشرة في المائة.
-         تجميد مؤقت لجميع الإضرابات خاصة في القطاع العمومي كالحوض المنجمي و المصانع الكبرى بقابس و صفاقس و شركة الماء و شركة الكهرباء.
-         بيع نصف أسطول السيارات الإدارية.
-         تجريم التهرب من الضرائب المتفشي لدى الطبقة البرجوازية و المهن الحرة كالأطباء و المحامين و العدول المنفذين.
-         المعذرة، عندما أتذكر إجراءات أخرى سوف أراسلكم على البريد الإلكتروني و أبلغكم تحياتي و خوفي عليكم من انفجار الأزمة عوض انفراجها و السلام.
-         أخيرا أوصيكم أن لا تقتصدوا في جمع القمامة من الطرقات العامة، فغيابها قد يساهم في رجوع الأمل في المستقبل لدى المواطن التونسي الفقير و المعني أولا و أخيرا بالأزمة، و لا أبيح لكم سرا عندما أقول لكم (أعضاء الحكومة و المافيا المتجددة غير واضحة المعالم) أنني - و أنا الأستاذ ابن الفقراء و الأقل فقرا بين الفقراء - أنني في أزمة مادية مذ خُلقت و سأموت في أزمة مادية بقدرة الله الذي لا يُحمد على مكروه سواه.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 18 أفريل 2014.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire