mardi 29 décembre 2015

مقارنة طريفة بين عنف "الحشاشين" في القرن 11-12م وعنف "الدواعش" في القرن 20-21م؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

مقارنة طريفة بين عنف "الحشاشين" في القرن 11-12م وعنف "الدواعش" في القرن 20-21م؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

ملاحظة منهجية: هذه المقارنة الطريفة التي سأجريها بين عنف "الحشاشين" في القرن 11-12م وعنف "الدواعش" في القرن 20-21م، لا تعني البتة أي إدانة مُسقطة للتاريخ الإسلامي بل هي عبارة عن بحثٍ في سببٍ واحدٍ من بين الأسباب الأخرى العديدة المولِّدة للإرهاب الداعشي المعاصر ولا تعني أيضاً أنني لا أعي أو أهمل الأسباب الخارجية التآمرية. منهجية تحديد البحث على سبب واحد لا تعني تهميش الأسباب الأخرى وليعلم القرّاء أنني قد سبق لي أن نشرتُ حول هذه الأسباب عدة مقالات نقدية، ولكل مقام مقال.
كل ما سأذكره عن "الدواعش" من معلومات تاريخية هو من عندي، وكل ما سأذكره عن "الحشاشين" هو مأخوذ من الكتاب التالي:
Les croisades vues par les Arabes, Amin Maalouf, Editions J`ai lu, Paris, 1985, 316 pages

المقارنة:
1.     ظروف التأسيس:
"الحشاشين" في القرن 11-12م: وُلِد مؤسِّسُهم حسّان (الشيعي) في عهد كان المذهب الشيعي فيه مُسيطرا على مصر وسويا (الفاطميون) وفي فارس والعراق (البويهيون يسيطرون على فارس وعلى الخليفة العباسي في قلب بغداد). وجدَ حسّان في مصر أتباعاً متدينين أصوليين شيعة يشاركونه فكرة تجديد الخلافة الفاطمية الشيعية في مصر والثأر من الخلافة السلجوقية السنية في العراق. احتل حسّان حِصْناً جبلياً يُسمى في ذلك العصر "حصن الموت" قرب مدينة قزوين على بعد 100كلم من طهران اليوم.
"الدواعش" في القرن 20-21م: وُلِد مؤسِّسُهم بن لادن (السنّي) في عهد كان المذهب السنّي فيه مُسيطرا على جميع البلدان الإسلامية ما عدى سوريا (الحكّام علويون وأغلبية الشعب سنّية) سَلطنة عُمان (الحكّام والشعب خوارج أو إباضية) وإيران (الحكّام وأغلبية الشعب شيعة). وجدَ البغدادي (مؤسس داعش) في  العراق أتباعاً متدينين أصوليين سنّة يشاركونه فكرة تجديد الخلافة السنّية في العراق وسوريا والثأر من الحكم الشيعي في العراق (المالِكي) وسوريا (بشّار) وإيران. احتل البغدادي مدينة الموصل ثاني مدينة بعد بغداد وأكبر منتج للنفط.

2.     طريقة الاستقطاب والتلقين العقائدي أو المذهبي:
"الحشاشين" في القرن 11-12م: يُصنف الأتباعُ حسب مستواهم الثقافي وإخلاصهم وشجاعتهم. يتلقون تكويناً مكثفاً في أصول الدين وفنون القتل والقتال. وكذلك يفعل "الدواعش" في القرن 20-21م.

3.     طريقة تنفيذ العمليات "الإرهابية" من منظورنا و"الجهادية" من منظورهم:  
"الحشاشين" في القرن 11-12م: سلاحهم المفضل هو الاغتيال. ينتشر أعضاء المذهب فُرادى أو على شكل مجموعات قليلة العدد. يتنكرون في زِيِّ تجار أو نُسّاك، يتعرفون على مكان تنفيذ الجريمة ويرصدون تحركات ضحيتهم المحتملة ثم يضربون. يكون الإعداد سرياً للغاية أما التنفيذ فهو علني عمومي ومَشهدي (Spectaculaire)، يقع أمام أكبر عدد ممكن من المتفرجين. لذالك يكون مكان التنفيذ المفضل بالنسبة لهم هو الجامع والزمان هو وضح النهار. يُعتبر القتل لديهم ليس فقط وسيلة للتخلص من الخصم بل هو قبل كل شيء درسٌ يُعطَى للعموم: درسٌ مزدوجٌ يتمثل أولاً في تسليط عقابٍ قاسٍ على الضحية ويتمثل ثانياً في إبراز بطولة المُنفذ الانتحاري في الشجاعة و"التضحية في سبيل الله". إذعان المنفذين للأوامر عند الإعداد وهدوئهم ورباطة جأشهم عند التنفيذ يدعوان للشك في أنهم يتناولون منشطات أو مخدرات. وكذلك يفعل "الدواعش" في القرن 20-21م.

4.     تهمة الخيانة للوطن العربي وتهمة التخابر مع العدو من أجل انتصار مذهبهم الإسلامي (سنّة أو شيعة ) على المذهب الخصم وهو إسلامي أيضاً:
 "الحشاشين" في القرن 11-12م: يُلامون على تعاطفهم مع الأعداء (الفرنجة في الحروب الصليبية، المحتلون للقدس). ينظرون بعين الرضا للجيوش الصليبية التي تلحق الهزيمة تلو الهزيمة بالحكّام السنّة السلاجقة. فِعْلُ "الحشاشين" يشبه داء الجذام (La lèpre) الذي ينخر العالَم العربي في وقتِ يحتاج فيه هذا العالَم لشحن كل طاقاته من أجل التصدي للاحتلال الصليبي. نفس اللوم يُوجه لـ"الدواعش" في القرن 20-21م على تعاطفهم مع الإسرائيليين المحتلين للقدس. ينظرون بعين الرضا للجيوش الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية التي تلحق الهزيمة تلو الهزيمة بالحكّام الشيعة في سوريا (نظام بشّار) ولبنان (حزب الله). فِعْلُ "الدواعش"  يشبه داء السيدا (Le SIDA) الذي ينخر العالَم العربي من الداخل ويضعف مناعته (جيوشه واقتصاده) في وقتٍ يحتاج فيه هذا العالَم لشحن كل طاقاته من أجل التصدي للاحتلال الصهيوني.

5.     لا يعترفون بأي سلطة إسلامية قائمة حتى لو كانت تنتسب إلى مذهبهم لذلك هم مكروهون ومضطهدون من قِبل جميع الدول الإسلامية:
"الحشاشين" في القرن 11-12م: لا يعترفون بالخليفة الفاطمي رغم أنه شيعي. وكذلك يفعل "الدواعش" في القرن 20-21م، لا يعترفون بملك السعودية، الراعي الرسمي للمذهب السنّي في العالَم الإسلامي المعاصر.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 29 ديسمبر 2015.


lundi 28 décembre 2015

لفتةٌ كريمةٌ حظِيتُ بها أخيراً من قِبل مواطنٍ جمني كريمٍ؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

خلال زيارتي الأخيرة إلى مسقط رأسي وقِبلة قلبي جمنة، التقيتُ صدفة بمواطنَيْنِ جُمَّنَيْنِ غير يساريّيْن، ودار بيننا نقاشٌ مطوّلٌ بُحْتُ لهما فيه بعلاقتي المتوتّرة مع بعض أصدقائي الماركسيين الحميمين دون ذِكرِ أسمائهم واستعنتُ لإقناعهم بكتاب أمين معلوف حول "الهويّات القاتلة" (1998). لو تصنّتَ علينا ماركسيٌّ لَصاح قائلا: وجدتُها (Eurêka )! نفاق محمد كشكار للإسلاميين. لقد سبق وقلتُ لكم أن الماركسيين لا يعرفون أنهم لا يعرفونني! إذْ لا يمكن أن يُعتبرَ هذا الحديث الذي دار بيننا أثناء السهرة نميمةٌ (ڤَرْضَة) في حق أحدٍ، لأن كل معلومة أسْرَرْتُ بها إليهما هي ملك للعموم. لقد سبق لي وأن نشرتُها حَرفيا على مدونتي وعلى صفحاتي الفيسبوكية الثلاث.

في الغدِ، اتصل بِي في حانوت أخي أحد جليسيَّ البارحة وقال لي بالحرف الواحد: "أنتَ يا سي محمد نَوّرتَ وجوهنا في تونس العاصمة وأكيد أن لك هنالك أصدقاء ترغب في أن تقدّم لهم صندوق دڤلة هدية. فكم تحب من صندوقٍ أهاديكْ (يا شاغلَ البالِ: هذه دعابة من عندي)؟" صَمَتُّ حياءً من فرطِ كَرَمِه.

صَدَقَ في قَوله ونَفّذَ وَعدَه. وزّعتُ الصناديقَ على أصحابي في تونس. كم أنتِ رائعة يا جمنة، الله يُعْلِيكِ على مَن يُعادِيكِ.

في الآخر وللتشويق، أتركُ لكم لذة اكتشاف هذا المواطن الجمني العتيق؟ كم أسعدتني أيها الفلاحُ الجمني المثقفُ الباسِقُ والمِعطاءُ كالنخلة. أنتَ خيرَ راعٍ  لناشِئَتَنا ولنخيلِنا.

إمضائي
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
Ma devise principale : Faire avec les conceptions non scientifiques (elles ne sont pas fausses car elles offrent pour ceux qui y croient un système d`explication qui marche) pour aller contre ces mêmes conceptions et simultanément aider les autres à auto-construire leurs  propres conceptions scientifiques
Mon public-cible: les gens du micro-pouvoir (Foucault) comme  les enseignants, les policiers, les artisans, les médecins, les infirmiers, les employés de la fonction publique, etc

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 28 ديسمبر 2015.




vendredi 25 décembre 2015

الفيسبوك مهنتي الجديدة لمن لم يعلم بعدُ، مهنةٌ شاقّة دون أجرٍǃ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

الفيسبوك مهنتي الجديدة لمن لم يعلم بعدُ، مهنةٌ شاقّة دون أجرٍǃ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

الكتابة والنشر التطوعي غير الربحي في الفيسبوك مهنتي، أحترمها وأعتز بها، هي رسالتي النضالية الوحيدة في الحياة ولولاها لَتعجّلتُ نهايتي. مهنة غير رسمية بكل المقاييس: دون رقيب، دون أجر، دون توقيت، دون جزاء أو عقاب مادي، دون توقيت رسمي. أعطيها كل عِلمي وجِدي وتأخذ منّي كل وقتي، أكتبُ وأنشرُ الثانية صباحاً، أحياناً الرابعة. نشرتُ مرة مقالاً حول مرض السُّكَّرِي على الساعة الخامسة صباحاً فعلّق عليه فيسبوكي جزائري طريف وكتب: "صَبَّحْ رَبَّكْ، عَصّباحْ سُّكَّرِي". مهنتي الجديدة بعد التقاعد منحتني أكبر متعة فكرية، متعة لا تُضاهيها في نظري أي متعة حسّية. مهنتي العزيزة جلبتْ لي احتراماً من قِبل أصدقاء جدد مباشرين و آخرين افتراضيين،  احتراماً لم أكن أحلم به ولا في المنام، وفي نفس الوقت أفقدتني صداقات حميمة عمرها أربعون عاماً. في زيارتي الأخيرة إلى مسقط رأسي جمنة، جالستُ أناساً محترمين غير يساريين لم أكن عادة أجالسهم. قبل 2008، سنة انخراطي في الفيسبوك، كنتُ سجينَ إيديولوجيتي القديمة "التي تذكّرني بشبابي"، وكانت هذه الأخيرة   تقف عائقاً كبيراً أمام نسج علاقات مع غير اليساريين وهم الأغلبية الساحقة في تونس وخاصة في جمنة (على حد علمي، يوجد اليوم في جمنة يساري واحد فقط من بين سبعة آلاف ساكن، ومن حسن حظ جمنة واليسار أن هذا الأخير يُعدُّ بطلا من بين عديد الأبطال الجمنين، نهضاويين وقوميين ومستقلين، الذين يسهرون متطوعين منذ خمس سنوات ويسيّرون ويديرون  أكبر إنجاز في تاريخ جمنة القديم والحديث، عنوانه "جمعية حماية واحات جمنة").

أبدأ عملي كل يوم على الساعة السابعة صباحاً في المقهى. أجالسُ بمفردي حبيبتي المفضلة، الجريدة الشهرية السياسية الفرنسية، لوموند ديبلوماتيك، أو كتاباً وجدته صدفة في المكتبة العمومية بحمام الشط أو أعارني إياهُ صديقٌ لطيفٌ مثقفٌ. أحبائي الاثنان يفرضان عليّ جل مقالاتي نقلاً أو إيحاءً. لا أملك أجندة مسبقة، لا سياسية ولا إيديولوجية، صدّق مَن صدّق وكذّب مَن كذّبǃ لا أقصد فرض رأيي بالأمثلة والبراهين على أحد بل أدعو الكل بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لقرّائي ناقصا أو سيئا أرجوهم أن يردّوا بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

أرجع إلى المنزل حوالي الساعة العاشرة صباحاً. أشرع في كتابة مقالي اليومي بكل عشق العاشقين وأمانة الباحثين وتقوى المتصوفين وكأنني أكتب كتاباً. أنهيه حوالي الرابعة مساءً. أنشره فوراً جازماً أنني عبقريُّ زمانه، لا قَبْلِي ولا بعدي، ومعتقداً أنني "جِبْتْ الصِّيدْ من وِذْنُو". أقرأ اعترافاً أطير فرحاً، أقرأ ثلباً أموت كمداً. أعترف على الملأ ودون حياء أنني حسّاس وضعيف وللأسف لم تعِظني نفسي ولم تُعلّمني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمّة. لو استعصت لغة الضاد عليّ، أستشير هاتفيّاً صديقين مختصين في اللغة ولو استعصت لغة فولتير أستشير رقميّاً لاروس وروبير. أحترم الأخلاقيات العلمية، لا أسرق أفكار غيري وأذكر مصادري بكل دقة الباحث. أحاول تفنيد الأفكار التي لا تعجبني دون المساس بالأشخاص. أحذف نهائيّاً كل مَن يثلبني أو يثلب شخصاً آخر على صفحتي. والمفارقة الغريبة أن أكثر السب والشتم والتجاهل والتحقير يأتيني من بعض أصدقائي الماركسيين الحميمين، يظنون أنهم يعرفونني وأنا أجزم أنهم لا يعرفون أنهم لا يعرفونني. تغيرتُ والتغيير في دينهم خيانة. قال لي اليوم صديقي: "أنت تعي جيداً أن الكتابة مهنتك ولذلك تعطيها كل حبك وطاقتك، لكنك لا تعرف أن شَانِيَكَ لا يمتهن، لا الكتابة الجدية ولا القراءة الجادة، شَانِيَكَ يا سي كشكار يعطيك على الحساب قبل أن يقرأ الكتاب". وقال لي اليوم أيضاً صديقٌ آخر: "جِبْتُو لْرُوحَكْ". بِقدر ما أسعدني الأول ، استفزني الثاني. أجبتُ الثاني قائلاً: "كيف تحمّلني مسؤولية استفزازات غيري؟ لقد نشرتُ البارحة مقالاً مترجماً عنوانه "ما هي المعارف البيولوجية الضرورية لفهم عالم متحول؟". علق عليه مواطن يبدو أنه ماركسي الهواء فكتب: "شكرا للدكتور على المساعدة في محاولة تفسير العالم لكن المطروح والأكثر إلحاحا هو تغييره للأفضل وهذا لا يتم أساسا بالتربية أو بالاخلاق على أهميتهما بل بالسياسة الثورية من أجل الحرية والعدل أو العدل والحرية ولن يتم هذا إلا بماركسية ثورية متجددة ومتجذرة في واقعها العصري القطري والقومي والأممي". نشرتُ آخرَ منذ أسبوعين وعنوانه "ألقيتُ اليوم محاضرة (علمية بحتة، مقتبسة من أطروحتي، 2007)، "المساواة بين المرأة والرجل في الإرث الجيني والذكاء رغم الفوارق البيولوجية بينهما". علق عليه مواطن ماركسي أحترمه جدّاً وأعزه أكثر فكتب: "... ألا يهمّك نوعية الجمهور المستهدَف ...". بكل لطف واحترام، أسأله: "هل يُعقل أن يقف أستاذُ علومٍ يساري أمام باب قاعته ويقول: التلميذ السلفي أو النهضاوي لا يدخل؟".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 25 ديسمبر 2015.



mercredi 23 décembre 2015

ما هي صورة المسيح وأمه مريم في القرآن؟ ترجمة مع إضافة بعض الآيات القرآنية والصلوات على النبي الكريم، مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

كيف تتجلّى صورة المسيح وأمه مريم في القرآن؟ ترجمة مع إضافة بعض الآيات القرآنية والصلوات على النبي الكريم، مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

المصدر: Le Monde diplomatique, n° 741 - 62è année, décembre  2015. Extraits sélectionnés de l`article : « De Jésus à Mahomet », Page 23, par Akram Belkaid, journaliste

نص أكرم بالقايد:
"الإسلام جعل من المسيح شخصية لا تقل مِحورية عن شخصية آدم، الإنسان الأول. عيسى ابن مريم هو الذي سيرجع في آخر الزمن ليقتل المسيح الدجال. رغم أن المسيح يُعتبر نبيا ورسولا من أنبياء ورسل المسلمين فإن العديد من هؤلاء الأخيرين لا يعون المكانة الأساسية والفريدة من نوعها التي يحتلها المسيح في القرآن حيث قُدِّمَ كروح وكلمة وهِبة الله وآية للعالمين. هو إنسان جميل وخارق للعادة وصانع المعجزات. من ناحية أخرى، اقتصد القرآن في ذكر محمد (صلى الله عليه وسلّم)، "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ"، الذي لم يأتِ بمعجزات مثل معجزات عيسى "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ". هذا التقارب بين الديانتين يتجسم أيضا في الأهمية التي منحها القرآن لمريم، مريم هي المرأة الوحيدة التي سمّاها باسمها و ذكرها عدة مرات بل خصّها بسورة كاملة (سورة 19). تسليط الضوء على هذه القرابة بين الديانتين قد يخفف من حدة التوتر في العلاقات الحاصل اليوم بين المسلمين والمسيحيين. (...) القرآن دَحَضَ بصراحة الطبيعة الإلهية التي يضفيها المسيحيون على المسيح "لم يلد ولم يُولد" ونَفَي موته مصلوبا "وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ" وأنَّبَ المسيحية على ذلك واتهمها بالشِّرْكِ والتثليث والقطع مع مفهوم التوحيد الصارم "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة". (...) الدوسيتية (Le docétisme) فرقة تُعتبر هرطقة في فجر المسيحية، هي أيضا تقرّ باستحالة موت المسيح على الصليب. (...) مكانة المسيح في القرآن تجعلنا نفكر أن محمدا (صلى الله عليه وسلّم) لم يتوجه فقط لمشركِي مكة وشبه الجزيرة العربية بل توجه بخطابه أيضا إلى المسيحيين بهدف استقطابهم. وهذا يمثل أحد الأسباب -وليس الوحيد- الذي شجع المجتمعات المسيحية الشامية للدخول في الدين الجديد أفواجا.

... القرآن، عندما اتهم اليهود بقتل المسيح، هنا أيضا نراه قد تناول أفكاراً مسيحية منتشرة بكثرة في القرن السابع ميلادي، أفكارٌ عَظْمُها صلبٌ وإلى اليوم لم تندثر. ولم تتوضح الصورة إلا بعد تصريح البابا سنة    1963 الذي اعتذر فيه لليهود عن اتهامهم من قِبل جل المسيحيين بقتل المسيح. (...) اليوم، أكد هؤلاء المختصون أن القرآن كتابٌ غير معادي لليهود لكنه معادي للأحبار منهم".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 24 نوفمبر 2015.


اليوم فقط عرفتُ لماذا الحكومةُ البورجوازيةُ لا تهتم بتنظيف عاصمَتَنَا تونس؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

اليوم فقط عرفتُ لماذا الحكومةُ البورجوازيةُ لا تهتم بتنظيف عاصمَتَنَا تونس؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

للأغنياء عاصمتهم ولنا عاصمتنا!
عاصمتهم تشمل المرسى الشاطئ وسيدي بوسعيد وقرطاج الرئاسة والبحيرة 1 و2.
عاصمتنا تشمل السوق المركزية وأنهج الجزيرة وبومنديل وجمال عبد الناصر وإسبانيا وبريطانيا وروما والمنجي سليم والبلاد العربي وغيرهم.
عاصمتهم دوماً نظيفة فلماذا تريدهم أن ينظفوا عاصمتنا؟ شارع بورقيبة استثنوه فبارك الله فيهم ويرحم والديهم.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 23 ديسمبر 2015.



lundi 21 décembre 2015

À certains de mes amis adeptes du marxisme. Citoyen du Monde Mohamed Kochkar

À certains de mes amis adeptes du marxisme. Citoyen du Monde Mohamed Kochkar

Bonjour, samedi 23 juillet 2005, Université Claude Bernard, Lyon 1, laboratoire de Didactique des sciences, bâtiment « La Pagode ».

Je vous écris pour mettre les points sur les « i ». A 53 ans j’ai perdu plusieurs amis et je ne veux pas vous perdre malgré les divergences qui nous séparent. Je vais vous les énumérer ces différences au lieu de bredouiller des banalités au café. Notre différend est plus complexe que vous ne le croyez, il se situe à un niveau supérieur. Vous, vous me cherchez, moi j’essaye de vous éviter avec toute la sagesse possible. Nos chemins sont divergents et ne se rencontreront jamais mais on peut les faire en parallèle si vous voulez bien qu’on les fasse.

-      Je cherche la vérité, vous, vous l’avez déjà trouvée à la faculté.
-      Vous, vous militez pour une cause, moi je cherche ma cause.
-      Je suis un humble citoyen, vous, vous êtes des figures connues. C’est pourquoi d’ailleurs je me réserve le droit de vous critiquer en votre présence et en votre absence.
-      Moi, si je me trompe un peu, vous vous trompez plus car vous êtes des activistes.
-      Vous, vous voulez libérer la terre, moi j’espère me libérer avec les hommes.
-      Vous, vous avez confiance dans  les organisations de libération armées, moi j’ai perdu cette confiance.
-      Vous, vous êtes pour la révolution violente, moi je suis pour le changement conceptuel pacifique progressif.
-      Vous, vous êtes convaincu, moi je ne le suis pas et je ne le serai jamais.
-      Vous, vous portez le marxisme dans vos cœurs, moi je le critique.
-      Vous, vous êtes faits prisonniers du paradigme marxiste, moi je m`y suis évadé depuis longtemps.
-      Pour vous, Marx a remplacé Dieu, pour moi ni Marx ni Maître.
-      Vous l’organisation, moi le hasard et l’émergence.
-      Vous une cause un effet, moi mille causes mille effets.
-      Vous le déterminisme, moi l’épigenèse.
-      Vous les professionnels, moi l’amateur.
-      Vous la confrontation, moi faire avec les conceptions non scientifiques pour aller contre.
-      Vous, vous aimez ou vous sympathisez avec les dictateurs (lénine, mao, nasser, ho, castro, arafat, rintissi, etc.), moi je les critique.
-      Vous, vous avez un projet, moi je suis entrain de le construire.
-      Vous, vous avez conservé  le marxisme  intact, moi je n’ai gardé de lui que la dialectique (L`interaction et l`émergence) et le constructivisme marxiste nourri de celui de Piaget.
-      Vous, vous êtes nationalistes, moi je ne suis pas raciste.
-      Vous, vous êtes cartésiens rationnels, moi je ne suis plus dualiste.
-      Vous, vous êtes des soldats en puissance, moi je suis contre la guerre.
-      Vous, vous avez une idéologie, moi je n’en ai plus.
-      Vous, vous êtes dans un parti, moi je suis anti-parti.
-      Vous, vous êtes sûrs de vous-mêmes, moi je ne suis sûr de rien.
-      Vous, vous n’avez plus d’héros, vous glorifiez ceux des autres.
-      Vous, vous êtes pour un état dictateur, moi je suis contre.
-      Vous, vous êtes à l’aise, vous faites la guerre par procuration, vous n’avez pas le courage de la faire vraiment, vous pouvez si vous le voulez, rien ne vous empêche d’aller en Irak comme le font vos nouveaux héros, moi je ne veux pas la faire ni par procuration ni directement car je sais par expérience intellectuelle que la violence n’apporte que la violence et on ne peut rien attendre d’un bougre soldat qui se précipite derrière « allaho akbar ». Peut-on changer les conceptions des gens par le klachinkof ?

Est-ce que le changement peut se faire aussi facilement comme vous le préconisez? « À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence » « je ne suis pas là pour vous convaincre par des arguments, loin de ça, d’ailleurs je m’en balance, mais je suis là pour vous inviter à essayer autre chose » « le débat, noir ou blanc, est dépassé. C’est la mode des nuances » « l’interaction est un concept joker, on peut le mettre partout, il résout toutes les           difficultés insurmontables ».

Ma signature
« Pour l`auteur, il ne s’agit pas de convaincre par des arguments ou des faits, mais, plus modestement, d’inviter à essayer autre chose » (Michel Fabre & Christian Orange, 1997).
« À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence » (Le Monde Diplomatique).
Einstein disait :"On ne résout pas un problème avec les modes de pensée qui l'ont engendré."
Ma devise principale : « Faire avec les conceptions non scientifiques (elles ne sont pas fausses car elles offrent pour ceux qui y croient un système d`explication qui marche) pour aller contre ces mêmes conceptions et simultanément aider les autres à auto-construire leurs  propres conceptions scientifiques ».
Mon public-cible: les gens du micro-pouvoir (Foucault) comme  les enseignants, les policiers, les artisans, les médecins, les infirmiers, les employés de la fonction publique, etc.



Date de la première publication on line : Hammam-Chatt, mardi 22 décembre 2015 (Lettre ouverte rédigée le samedi 23 juillet 2005, Université Claude Bernard, Lyon).

Enseigner des connaissances ou des valeurs? Citoyen du Monde Mohamed Kochkar, Docteur en épistémologie de l`enseignement

Enseigner des connaissances ou des valeurs? Citoyen du Monde Mohamed Kochkar, Docteur en épistémologie de l`enseignement

Enseigner des connaissances ou des valeurs? Là est la question. Je fais référence ici à Atlan : « les propos des scientifiques eux-mêmes sont dictés au moins autant par leurs valeurs subjectives que par leur savoir objectif » (Atlan & Bousquet, 1994, p. 82). Dans l’introduction du livre, Catherine Bousquet pose la question suivante sur la biologie : « la biologie nous parle-t-elle de la vie ? De notre vie ?... S’il s’agit de savoir comment il faut vivre, aimer, souffrir…mourir, force est de reconnaître que non, le vécu n’est pas vraiment l’objet de la biologie. De fait, la science, fût-elle celle de la vie, n’a pas grand-chose à dire sur ces questions de vie ! » (Atlan & Bousquet, 1994, p. 7).
Enseigner des connaissances ou des valeurs ? Dans son dialogue avec Bousquet, Atlan fait références aux philosophes de l’antiquité :
Atlan : « Protagoras, dans le débat qui l’oppose à Socrate sur le thème : comment enseigner la vertu ? Pour Socrate, il suffit d’enseigner les sciences : la connaissance de la vérité débouche automatiquement sur celle du bien. Pour Protagoras, il faut enseigner la poésie épique : le bien n’est pas un théorème géométrique ou une loi physique, c’est l’identification à un héros. On s’est moqué de Protagoras, mais aujourd’hui que se passe-t-il ? La télévision enseigne l’éthique en diffusant des images, qui déclenchent l’indignation ou l’admiration. Donc Protagoras a raison sur toute la ligne. »
Bousquet : « Vous le regrettez ? »
Atlan : « Oui et non. Je ne le regrette pas, si le regret impliquait de tenter encore une fois de réhabiliter la position que défend Socrate dans ce dialogue, car cette position est illusoire. Mais oui, je regrette que l’enseignement de masse de l’éthique par les médias se limite à une morale de l’indignation. »  (Atlan & Bousquet, 1994, p. 12-13).
Dans notre étude, nous ne nous prétendons pas apporter une réponse à cette question : Enseigner des connaissances ou des valeurs ? Mais nous analysons les conceptions des élèves sur l’identité biologique puis nous leur proposons des connaissances sur l’épigenèse cérébrale afin d’essayer de changer leurs valeurs.

Ma signature
« Pour l`auteur, il ne s’agit pas de convaincre par des arguments ou des faits, mais, plus modestement, d’inviter à essayer autre chose » (Michel Fabre & Christian Orange, 1997).
« À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence » (Le Monde Diplomatique).
Einstein disait :"On ne résout pas un problème avec les modes de pensée qui l'ont engendré."
Ma devise principale : « Faire avec les conceptions non scientifiques (elles ne sont pas fausses car elles offrent pour ceux qui y croient un système d`explication qui marche) pour aller contre ces mêmes conceptions et simultanément aider les autres à auto-construire leurs  propres conceptions scientifiques ».
Mon public-cible: les gens du micro-pouvoir (Foucault) comme  les enseignants, les policiers, les artisans, les médecins, les infirmiers, les employés de la fonction publique, etc.


Date de la première publication on line : Hammam-Chatt, mardi 22 décembre 2015 (Introduction d`un article écrit pour la revue « Aster » le 16 septembre 2005).


كليات العلوم التونسية، لماذا لم تنتج لنا علماء! مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

كليات العلوم التونسية، لماذا لم تنتج لنا علماء! مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

هل لتقصير من أساتذتنا وطلبتنا أم لقصور في برامجنا ومناهجنا التربوية في الابتدائي والثانوي والجامعي؟
يبدو لي أن السببين الاثنين مسئولان معاً. كيف ذلك؟
وزارتَىْ التربية والتعليم العالي:
لم توفرا الإمكانات المادية واللوجستية الضرورية للارتقاء بمستوى تعليمنا: مثلا، وسائل التعلم (Les moyens didactiques) مفقودة في جل مؤسساتنا التربوية كالحواسيب والمجاهر (Les microscopes) وآلات العرض (Les vidéoprojecteurs).

المدرّسون في الابتدائي والثانوي والجامعي على السواء:
جلهم محافظون متكاسلون وللتجديد ناكرون وفي بذل الجهد والقيمة المضافة مقصِّرون وعلى قدر المرتب الزهيد يعملون وعلى الرخص المرَضية مدمنون. جل المدرسين لم يدرسوا أكاديميا طرق التدريس القديمة والحديثة (Le constructivisme de Piaget, le socio-constructivisme de Vygotsky, la dévolution, le modèle allostérique ou construction\déconstruction de Giordan, aide-moi à faire seul de Montessori) ولم يدرسوا تاريخ العلوم ولا الإبستمولوجيا ولا علم نفس الطفل ولا علوم التواصل ولا علم التقييم ولا البيداغوجيا ولا الديداكتيك. حوالي  النصف أو أكثر من أساتذة الجامعة التونسية لا يحملون، لا ماجستير ولا دكتورا. فكيف سيعلمون طلبتهم البحث العلمي يا تُرى (رسالة الجامعة الأساسية)؟ جل الأساتذة الجامعيين لا يتقنون اللغة الأنجليزية، لغة العلم بلا منافس، حتى العلماء الفرنسيون المعاصرون ينشرون ويحاضرون في المؤتمرات العلمية العالمية بالأنجليزية. زد على هذا الخور كله: لي زميلة دكتورة في الديداكتيك تدرّس في الجامعة علم النفس السلوكي، علم لم تدرسه أكاديميا يوما واحدا وأمثالها بالآلاف.
رفضَ أساتذة الثانوي عن جهل تطبيق طريقة "بيداغوجيا المشروع" أو تقاطع التعلمات. طريقة تُربّي التلميذ على البحث العلمي منذ الصغر وتؤهله للاستغناء والاستقلال عن الأستاذ. المدرس لا يوفر للتلميذ فرصة تعلم الطيران بنفسه وبجناحيه. على العكس يقلّم المدرس جَناحَيْ التلميذ ظنا منه أنه يهذبهما.

التلامذة والطلبة:
هم ضحايا نظام تربوي متخلف نسبيا والضحية قد يصبح جلاد نفسه. لا يركّزون في القسم ولا يراجعون في المنزل ويغشّون في الامتحانات مع الإشارة أن للغش حلول علمية لا تأديبية كما هو معمول به اليوم. كلنا في الهواء سواء، مدرّسون وأولياء أخلينا بواجبنا، ربّينا و"أحسنّا" التربية، جنَيْنَا ما زرعت أيادينا فانقلب السحر على الساحر. جيل لا يطالع والعلم، كما تعلمون، لا ينزل كالمطر من السماء.

البرامج:
كثيفة ومتكلسة ولا تراعي انتظارات التلميذ ولا قدراته ولا طموحاته. تخلينا على التعليم المهني واستثمرنا في التعليم الطويل فأصبحت مدرستنا مخبرا لصنع الفشل، حوالي 100 ألف منقطع سنويا. ركزنا على تدريس النظري وأهملنا التطبيقي فلم ننجح في تكوين المواطن المتخرج العلمي المتكامل.

معلومات طريفة لا علاقة لها بموضوع المقال أعلاه، سمعتها اليوم صباحا في مقهى الشيحي بحمام الشط الغربية. أضيفها للذكرى والحنين والتندر:
رواها لي صديقي السنبتيك علي لحمر، إطار شومينو متقاعد، استشرته قبل النشر فأذن لي (La deuxième personne de mes sources qui ne souhaite pas garder l’anonymat): "في الستينات كانت أسعار بعض المواد الاستهلاكية بالكغ وبالمليم كما يلي: لحم العلوش=200م وفي آخر النهار 180م (اليوم: ضُرِب سعر لحم العلوش في 100  مرّة فأصبح 20د وضُرِبت شهرية صديقي -50د- في  30  مرّة فقط  فأصبحت 1500د). العلوش الحي كاملا=2250م (اليوم: ضُرِب سعر العلوش الحي الكامل في 222  مرّة فأصبح 500د). قهوة في المقهى=10م. كعبة بيرّة بالكَمْيَة في بار الأولنبيك =60م، الكَمْيَة: مقرونة جارية أو تريلية مَانْجْتُو)."

إمضائي
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
Ma devise principale : Faire avec les conceptions non scientifiques (elles ne sont pas fausses car elles offrent pour ceux qui y croient un système d`explication qui marche) pour aller contre ces mêmes conceptions et simultanément aider les autres à auto-construire leurs  propres conceptions scientifiques 
Mon public-cible: les gens du micro-pouvoir (Foucault) comme  les enseignants, les policiers, les artisans, les médecins, les infirmiers, les employés de la fonction publique, etc



تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 21 ديسمبر 2015.







dimanche 20 décembre 2015

يبدو لي أن كليات العلوم التونسية قد أنتجت لنا ناقِلي علم ولم تنتج علماء! مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

يبدو لي أن كليات العلوم التونسية قد أنتجت لنا ناقِلي علم ولم تنتج علماء! مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

الأساتذة الجامعيون التونسيون اكتفوا بنقل ما تعلموه إلى طلبتهم ولم يبحثوا ولم يضيفوا للعلم شيئاً يُذكر. كتبوا آلاف الأطروحات، نسخاً باهتة لإنتاج الجامعات الغربية محفوظة في رفوف المكتبات الجامعية. اهتموا بملفات ترقياتهم أكثر من اهتمامهم بالبحث العلمي (في بعض الدول الغربية ألغِيت الترقيات للأساتذة الجامعيين وحُذِفت المراتب (Les mentions) في منح شهادة الماجستير والدكتورا).
المهندسون التونسيون نفذوا ما تعلموه وكأنهم مجرد تقنيين ولم يبتكروا حلولا للصعوبات التقنية التي يتعرض لها يوميا الفلاح أو الصناعي التونسي. نحن في واحات جمنة وغيرها نحتاج لآلات تسهّل عمليات تلقيح النخيل وجني التمور.
المعماريون التونسيون قلدوا تصميمات زملائهم الغربيين وأهملوا كنوز تراثهم القديم والمعاصر. نحن في جمنة مثلا كنا نبني بيوتاً من "الطوب" (حجر هش مكون من الرمل والكلس والطين المتماسك) بأبخس التكاليف، بيوتاً متأقلمة مع مناخنا صيفاً وشتاءً دون مكيّف، بيوتاً تعيش أكثر من قرن. اليوم أصبحنا نبني بالأسمنت المسلح الغالي الثمن كـسُكان العاصمة، مسلح ضد كل شيء إلا شمسنا.
الأطباء التونسيون العامّون والمختصون تفننوا في كتابة وصفات غربية مطولة تنهك صحة المريض التونسي وجيبه. لم يبتكروا وصفات جديدة ولم يطوروا أدوية "الطب العربي" المصنوعة من الأعشاب. قَصَدَهم المرضى الأجانب من الأغنياء (ليبيون وجزائريون جاؤوا للعلاج وغربيون جاؤوا للتجميل) وهجرهم المرضى التونسيون من الفقراء بسبب أجور كشوفاتهم المشِطّة (أجرُ كشفٍ عند مختص = 50 دينار = ثُمْنُ الأجر الصناعي الأدنى). 
المختصون في علوم التربية لم يؤسسوا نماذج تعلمية انطلاقاً من عاداتنا وتقاليدنا خاصة في مجال التعليم ما قبل المدرسي. كنا أطفالاً في جمنة الخمسينات وغيرها من المدن والقرى التونسية نتعلم من أندادنا دون رقيب كهل، نصنع لُعَبَنا بأيدينا ومن لَعِبِنا كنا نتعلم دون معلم. كنا نطبق دون أن نشعر نظرية البنائية الاجتماعية للعالم السوفياتي فيڤوسكي (Le socio-constructivisme de Lev Vygotsky, 1896-1934) ونجسم شعار الطبيبة الإيطالية ماريا مونتيسوري "ساعِدني على أن أفعل بنفسي" («Aide-moi à faire seul», Maria Montessori, 1870-1952). تركونا أولياؤنا -يرحم والديهم- نتعلم بأنفسنا ومع أندادنا ولم يقتلوا مَلَكَة الإبداع فينا كما تفعل اليوم روضات الأطفال "الحديثة".
المختصون في علم النفس لم ينتبهوا لإبداعات مجتمعنا في التعايش مع "مجانيننا" قبل أن يغلق الغرب معتقلات الأمراض العقلية. كنا في جمنة وفي كل المدن والقرى التونسية ولا زلنا نفتح قلوبنا وشوارعنا لـ"مجانيننا"، لم نحرمهم يوما من حرياتهم ولم نقيدهم بالسلاسل ولم نسلمهم لمعتقل الرازي بالعاصمة، زوجنا البعض منهم فأنجبوا كفاءات في كل المجلات، أطلقنا أيديهم فأسعدونا وأخص بالذكر أطرفهم وأشهرهم المدعو الساسي بن احمد، كان ينظف شوارع جمنة وجامعها الوحيد قبل تأسيس البلدية، يغني لفريد الأطرش وأسمهان، باختصار كان عَلماً وبعده لم تعد جمنة جمنتي.
الصيادلة التونسيون أصبحوا تجار أدوية غربية باهضة الثمن مثلهم مثل تجار قطع الغيار، واكتفوا بقراءة وصفات الأطباء كما يقرأ زملاؤهم تجار قطع الغيار ورقات الميكانيكيين. استوردوا أدوية جاهزة ولم يصنعوا لنا أدوية تونسية في متناولنا.
البيولوجيون التونسيون في مخابرهم طبقوا علينا حرفيا مواصفات التحاليل الغربية دون مراعاة لنظامنا الغذائي المختلف عن الغرب.

إمضائي
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
Ma devise principale : Faire avec les conceptions non scientifiques (elles ne sont pas fausses car elles offrent pour ceux qui y croient un système d`explication qui marche) pour aller contre ces mêmes conceptions et simultanément aider les autres à auto-construire leurs propres conceptions scientifiques

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 20 ديسمبر 2015.
Haut du formulaire