Affichage des articles dont le libellé est نقد الإسلام الأرتدوكسي. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est نقد الإسلام الأرتدوكسي. Afficher tous les articles

dimanche 10 juillet 2016

أيها المسلمون، اعملوا لوجه الإنسان فسيرى وجه الله أعمالكم! مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

أيها المسلمون، اعملوا لوجه الإنسان فسيرى وجه الله أعمالكم! مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

هو اقتراح وليس نصيحة والفرق بينهما شاسع. تأتي النصيحة من متكبّرٍ مغترٍّ يظن خطأً أن الله حباه دون غيره بذكاء حادّ أو من متعلم ناقص علم لا يعرف أن الذكاء متعدد (L`intelligence est multiple: manuelle, intellectuelle, artistique, corporlle, etc) وأنه لا يُصنّف (Albert Jacquard : on ne peut pas catégoriser l`intelligence). يأتي الاقتراح من متواضع يعرف حدود معرفته ويعرف أيضا أن ذكاءه مرهون ببيئته أي بالآخرين.

أيها المسلمون العرب، أنتم أصحاب حضارة فتية وأنتم الوحيدون في العالم المستعدون للموت من أجل دينكم، أرجوكم لا تموتوا من أجل الله ولا تعملوا لوجه الله (لا أقصد الواجبات كالصلاة والصوم)، فالله غني عن أرواحكم وعن أعمالكم ولو رُمتم بحق رضاءه، سبحانه وتعالى، فاعملوا من أجل عبده الإنسان مسلم وغير مسلم وضحوا من أجل راحة البشرية، فقد تفوزوا بالدارين وتنالوا رضاء الطرفين، الله والإنسان: تضامنوا، تطوعوا، اتقنوا عملكم، اخلصوا لضميركم، احترموا القانون، لا ترشوا، لا ترتشوا، لا تغشوا، لا تحتكروا، لا تكرهوا، لا تحتقروا، لا تشتموا، لا تظلموا، لا تكفّروا غيركم، تبسموا، افرحوا، غنوا، ارقصوا، أحبوا لغيركم -مسلمون وغير مسلمين- ما تحبون لأنفسكم، إلخ.

ولو أصررتم عن جهل أن تعملوا لوجه الله فقط وهو الغني عن أعمالكم، وأهملتم عبده المحتاج لأعمالكم فقد تخسروا الدارين وتتحملوا سخط الطرفين، الله والإنسان. والله متسامح في حقه، شديد العقاب لو أخطأتم في حق عباده، مسلمين وغير مسلمين.

يتطوع المسلمون لبناء الجوامع، بيوت الله، ويتبرعون بالنفس والنفيس لتأثيثها بالثريّات الثمينة والمكيفات والسجاد الفاخر. يكون عملهم عملا جيدا ومستحسنا لو نالت المدرسة الابتدائية المجاورة خُمس أو عُشر ما ناله الجامع، مدرسة دون سور ودون وحدة صحية ودون محل تمريض ودون... ودون. فمَن أولى يا تُرى بكرمكم، مدرسة التلميذ البريء الضعيف أم بيت الرحمان الغني الجبار؟ يردون ويقولون: "للمدرسة ميزانية ووزارة ووزير". وأقول: "لبيوت الله ربّ يرعاها، ربّ لم يقل لكم بيوتي كالكنائس زخرفوها وبالرخام غلفوا جدرانها وبسجاد تايوان أفرشوها. مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بُني بالطوب والطين وليس له مئذنة ولو تمنى محمد على ربه  لَبَناه بِالعسجد وبالياقوتِ فرشه وبالدُرِّ غطاه.
1
بعض مُسْلِمِي مسقط رأسي جمنة، أعضاء جمعية حماية واحات جمنة (12 فرد)، طبقوا ما أصبو إليه: يساري ونهضاوي وقومي ومستقل تطوعوا لخدمة الإنسان فنالوا رضاء الجمنين وسوف ينالون بحول الله رضاء الله. أداروا ضيعة "المعمّر" المؤممة إبّان الثورة (عشرة آلاف نخلة دڤلة نور تنتج في السنة محصولا بقيمة مليون وثمان مائة ألف دينار=1800.000 دينار).
إنجازات الجمعية: بنت سورًا وقاعات ووحدات صحية في المدرستين الابتدائيتين وقاعة رياضة مغطاة في المعهد وسوق تمور مغطاة وشرت للبلدة سيارة إسعاف وتبرعت لجوامع جمنة الستة ولبعض الجمعيات الخيرية والثقافية بكامل ولاية ڤبلي والخير ما زال الڤُدّامْ لو تركنا الحاكم نخدم المصلحة العامة. لم يتقاض أعضاء جمعية حماية واحات جمنة مقابلاٌ أو جزاءً لأعمالهم المتواصلة منذ 12 جانفي 2011 ولو كان دينارًا واحدًا أو حتى عرجون دڤلة واحد.
أبَعْدَ هذا العملِ لوجه الإنسان، عملاً أكبرَ لوجه الله؟

إمضائي:
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 10 جويلية 2016.



vendredi 24 juin 2016

واحد مع واحد يساوي صفر في الجامع والمدرسة؟ فكرة ألبير جاكار. تأثيث مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

واحد مع واحد يساوي صفر في الجامع والمدرسة؟ فكرة ألبير جاكار. تأثيث مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

Source: Pr Albert Jacquard "Singularité de l'être humain". Vidéo sur You Tube.


المشكل: تلميذٌ صامتٌ جنب تلميذٍ صامتٍ في القسم لن يتعلما بدون الحوار من العلم شيئًا، كذلك مصلٍّ صامتٌ جنب مصلٍّ صامتٍ في الجامع لن يتعلما بدون الحوار من الدين شيئًا.
الحل: نفتح مدارس وجوامع أين يناقش التلميذ مع التلميذ والمصلي مع المصلي وما على الإمام والمعلم إلا أن يهيئا قَبْلِيًّا وضعيات تعلمية، ويستقيل الأول عن الوعظ والإرشاد الذي لم ينتج ولو مصليا تونسيًّا واحدا صادقًا مع ربه ومجتمعه، ويستقيل الثاني عن التدريس الذي لم ينتج عالِما تونسيًّا واحدا مخترِعًا.
أيها الإمام وأيها المعلم، اتركا الناس أحرارًا يتبادلون التجارب والأفكار، ومن الحوار الحر وحده تنبثق الحقيقة ويولد العلم ويتجدد الدين إن شئتم وشاء الله، فالذكاء البشري نتيجة لِتفاعل جمعي أو لا يكون والفرد وحده لن يصبح ذكيّا كالبشر لو عاش بمعزل عن الآخرين. والحقيقة لعلمكم ليست حكرًا على الإمام وحده ولا على المعلم وحده! وما وجودنا إلا نتيجة تفاعل حدث بين خمسة وليس بين اثنين (الأب والأم) كما قد يتبادر إلى أذهان الكثيرين فيكم: كائنان حيّان كبيران (الولدان) كائنان حيّان صغيران (البويضة والحيوان المنوي) والصدفة التي جمعت بينهما في قناة فالوب. وإذا فصلنا نهائيًّا بين الصوديوم (Na) والكلور (Cl) فلن يوجد بعد اليوم ملحٌ (NaCl) على الأرض كافّة!

إمضائي:
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 25 جوان 2016.



صَحّة شْرِيبَتْكُمْ أيها المصلون التونسيون، أحبكم بقوة إذن أنقدكم بنفس القوة أو أشد؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

صَحّة شْرِيبَتْكُمْ أيها المصلون التونسيون، أحبكم بقوة إذن أنقدكم بنفس القوة أو أشد؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

J`ai hâte qu`on introduise l`épistémologie de la religiosité musulmane dans nos mosquées, nos écoles et nos universités, comme on a introduit l`épistémologie dans les sciences exactes, expérimentales et humaines.
نقد سلوكيات جل المسلمين وتدينهم المزيّف الذي هو من عند البشر الخطائين بطبعهم، وليس نقد الدين الذي هو من عند الله سبحانه وتعالى.

ما يثيرني ويصدمني عند جل المصلين التونسيين في رمضان هو انعدام التناسق الصارخ بين ما يفعلونه داخل الجوامع (تقوى، خضوع، خشوع، تآخي، تآزر، تضامن، بشاشة، سِلم، خفض الصوت، كتم الغيظ، تقديم الرحمة، تأخير الغضب، تواضع، مساواة، زهد في الدنيا، حب في الآخرة، احترام المسنين، غض الطرف، التحلي بأخلاق الرسل والأنبياء) وما يفعلونه خارجها (غِش في الميزان، غياب الإتقان، كذبٌ من أجل مصالح مادية رخيصة، تقاعس في العمل، احتكار السلع، غلاء الأسعار، إهمال مصالح المواطنين بسبب نوم الضحى، عادة ما غضبهم يسبق رحمتهم لأتفه الأسباب).
والله لو تمسكوا بأخلاق الجامع وطبقوها خارج الجامع لَما احتجنا حكومة ائتلاف وطني ولا محاكم ولا بوليس ولا السبسي ولا حمّة ولا الغنوشي ولا القروض.
أصْدُقك القول يا ربي: صلاة أحبتي بني قومي لم تنههم عن الفحشاء والمنكر! فأصلح من حالهم أرجوك  قبل فوات الأوان وأهدهم إلى الطريق المستقيم وأعفو عنهم وجنبهم عذاب الدنيا لكي ينالوا رحمتك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين، رب مَن في الجامع ورب مَن خارج الجامع إنك الغفور الرحيم.
أي إنسان ما لم ينقد سلوكه بل انشغل عنه بالممارسة هبط عن مستوى إنسانيته: ولقد قال فيهم الله أكثر مما قلته فيهم أنا بكثير: "أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا". إنهم كالأنعام يصومون، وكالأنعام في المغرب يفطرون، وكالأنعام للتراويح يروحون، والله أعلم بما في الصدور، أما أنا فأكتفي بنقد ما بانَ منها وظهرْ ومن النفاق ما انتشرَ منه وضرْ والصدق والإخلاص حجتي والمعايشة والمشاهدة دليلي والحب منهجي وما توفيقي إلا بالله العليّ العظيم.

Ce qui m`intrigue le plus chez mes compatriotes tunisiens musulmans pratiquants jour et nuit en ce mois de ramadan,  c`est l`incohérence totale  et criarde  entre ce qu`ils font dans la mosquée et ce qu`ils font hors de la mosquée ?

أما غيرُ المصلين فهم عصاةٌ متستِّرون وعن صلاتهم ساهون واعون وقتيون ولربهم خاشعون وفي عفوه طامعون ولرِضائه منتظرون مطمئنون وبصيامهم قائمون وبالشهادة ناطقون وبإيمانهم العميق لا يتبجّحون وبحرية الضمير في الدستور منتفعون وحسابهم مؤجل إلى يوم القيامة، وربي لم يوكل أحدا لمحاسبتهم ولا حتى للرسول الكريم نفسه، أما محاسبة الغشاشين والمحتكرين من المصلين وغير المصلين فهي من مشمولات القضاء البشري الدنيوي وليست مؤجلة إلى يوم القيامة كتَرْكِ الصلاة.
"إن الكبائر في الغفران كاللَّمَمِ (صغائر الذنوب)" عند ربٍّ غفورٍ رحيمٍ، متسامحٌ في حقه (ترك الصلاة) شديدُ العقاب في حق عباده المظلومين (الغش والاحتكار).
غيرُ المصلين ليسوا ملائكة في مكان وشياطين في مكان آخر، بعضهم ملائكة في رمضان وغير رمضان وبعضهم شياطين.

إمضائي:
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 23 جوان 2016.


jeudi 23 juin 2016

صَحّة شْرِيبَتْكُمْ أيها المصلون التونسيون، أحبكم بقوة إذن أنقدكم بنفس القوة أو أشد؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

صَحّة شْرِيبَتْكُمْ أيها المصلون التونسيون، أحبكم بقوة إذن أنقدكم بنفس القوة أو أشد؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

J`ai hâte qu`on introduise l`épistémologie de la religiosité musulmane dans nos mosquées, nos écoles et nos universités, comme on a introduit l`épistémologie dans les sciences exactes, expérimentales et humaines.
نقد سلوكيات جل المسلمين وتدينهم المزيّف الذي هو من عند البشر الخطائين بطبعهم، وليس نقد الدين الذي هو من عند الله سبحانه وتعالى.

ما يثيرني ويصدمني عند جل المصلين التونسيين في رمضان هو انعدام التناسق الصارخ بين ما يفعلونه داخل الجوامع (تقوى، خضوع، خشوع، تآخي، تآزر، تضامن، بشاشة، سِلم، خفض الصوت، كتم الغيظ، تقديم الرحمة، تأخير الغضب، تواضع، مساواة، زهد في الدنيا، حب في الآخرة، احترام المسنين، غض الطرف، التحلي بأخلاق الرسل والأنبياء) وما يفعلونه خارجها (غِش في الميزان، غياب الإتقان، كذبٌ من أجل مصالح مادية رخيصة، تقاعس في العمل، احتكار السلع، غلاء الأسعار، إهمال مصالح المواطنين بسبب نوم الضحى، عادة ما غضبهم يسبق رحمتهم لأتفه الأسباب).
والله لو تمسكوا بأخلاق الجامع وطبقوها خارج الجامع لَما احتجنا حكومة ائتلاف وطني ولا محاكم ولا بوليس ولا السبسي ولا حمّة ولا الغنوشي ولا القروض.
أصْدُقك القول يا ربي: صلاة أحبتي بني قومي لم تنههم عن الفحشاء والمنكر! فأصلح من حالهم أرجوك  قبل فوات الأوان وأهدهم إلى الطريق المستقيم وأعفو عنهم وجنبهم عذاب الدنيا لكي ينالوا رحمتك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين، رب مَن في الجامع ورب مَن خارج الجامع إنك الغفور الرحيم.
أي إنسان ما لم ينقد سلوكه بل انشغل عنه بالممارسة هبط عن مستوى إنسانيته: ولقد قال فيهم الله أكثر مما قلته فيهم أنا بكثير: "أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا". إنهم كالأنعام يصومون، وكالأنعام في المغرب يفطرون، وكالأنعام للتراويح يروحون، والله أعلم بما في الصدور، أما أنا فأكتفي بنقد ما بانَ منها وظهرْ ومن النفاق ما انتشرَ منه وضرْ والصدق والإخلاص حجتي والمعايشة والمشاهدة دليلي والحب منهجي وما توفيقي إلا بالله العليّ العظيم.

Ce qui m`intrigue le plus chez mes compatriotes tunisiens musulmans pratiquants jour et nuit en ce mois de ramadan,  c`est l`incohérence totale  et criarde  entre ce qu`ils font dans la mosquée et ce qu`ils font hors de la mosquée ?

إمضائي:
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 23 جوان 2016.


jeudi 16 juin 2016

يعيبون على العرب أنهم لا يقرؤون وأنا أعيب على بعض إسلاميّي الصحوة انكبابهم على القراءة بنَهَمٍ كل الكتب التي تعلّم الكراهية والانغلاق والتطرف والتزمّت والإقصاء وعدم التسامح والتكفير! مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

يعيبون على العرب أنهم لا يقرؤون وأنا أعيب على بعض إسلاميّي الصحوة انكبابهم على القراءة بنَهَمٍ كل الكتب التي تعلّم الكراهية والانغلاق والتطرف والتزمّت والإقصاء وعدم التسامح والتكفير! مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

جعلنا بيننا وبين الفلسفة جبالًا من الكتب الصفراء الحديثة حتى حجبنا شمسها من سمائنا. يقرأ الغربيون (بما فيهم المسلمون) ليتفتحوا ويتقدموا ونحن نقرأ لننغلق أكثر ونتأخر أكثر:
-         هل يُعقل أن يقرأ مسلم عادي ليصبح داعشيا يقتل المسلمين وغير المسلمين؟
-         هل يُعقل أن يقرأ مسلم عادي ليصبح لا يصافح زوجة خاله بعد ما كان ينام في حضنها وهو رضيعٌ ويتوسّد ركبتيها وهو يافعٌ؟
-         هل يُعقل أن يقرأ مسلم عادي ليصبح لا يزور قريباته قرينات أمه في غياب أزواجهن؟
-         هل يُعقل أن يقرأ مسلم عادي ليصبح يكره أساتذته الفرنسيين ويراهم شياطين لمجرد أنهم غير مسلمين؟
-         هل يُعقل أن يقرأ مسلم عادي ليصبح إرهابيا يقتل المثليين الأمريكيين.
-         هل يُعقل أن يقرأ مسلم عادي ليصبح محطِّمًا للآثار والتماثيل التي لم يحطمها عمر بن الخطاب ولا عمر بن العاص؟
-         هل يُعقل أن يقرأ مسلم عادي ليصبح يطرد المسيحيين والصابئة من ديارهم والرسول أوصى بهم خيرًا؟
-         هل يُعقل أن يقرأ مسلم عادي ليصبح عدوًّا للغناء والطرب والنحت والرسم والرقص والفرح؟
-         هل يُعقل أن يقرأ مسلم عادي ليصبح عدوًّا لدودًا للحرية والقيم الكونية ويطلب من المجتمع الدولي أن يخصه ببيان إسلامي لحقوق الإنسان وكأن لليهود بيان وللمسيحيين بيان وللبوذيين بيان؟

بئس هذه الكتب التي نقرؤها، كتبٌ تضيف لعقولنا عوائق معرفية (Des obstacles épistémologiques) عوض أن تزيل ما فيها من عوائق وهي كثيرة والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه. نقرأ حَسَنْ البنا ولا نقرأ جمال البنا. نقرأ المودودي ولا نقرأ إقبال. نقرأ سيد قطب ولا نقرأ علي عبد الرازق. نقرأ الشريف رضا ولا نقرأ محمد عبده. نقرأ القرضاوي الذي يقول أنه يعرف كل شيء ويفتي في كل شيء ولا نقرأ سقراط الذي يقول أنه يعرف أنه لا يعرف أي شيء. نقرأ الخميني ولا نقرأ علي شريعتي.

أطلب بكل لطف من قرائي الكرام أن يقرؤوا ولن يندموا، يقرؤوا ما قرأت ومنهم استفدت: أركون، هاشم صالح، جعيط، الشرفي، الفرجاني، عياظ بن عاشور، الطالبي، محمد حداد، شريعتي، الأفغاني، الكواكبي، وكبيرهم أمين معلوف، إلخ. تعلمت منهم تقديس العقل وحب الرسول والقرآن والمسلمين وغير المسلمين. تعلمت منهم الانفتاح والقيم الكونية وحب الآخر قبل حب النفس. تعلمت منهم أن الإسلام ليس كل الحل بل هو جزء ضئيل من الحل. تعلمت منهم أن مَن يُقصي نفسه من العالَم يُقصيه العالم. تعلمت منهم أن العلم والعمل هما الحل المشترك الوحيد لمشاكل العالم. تعلمت منهم أن المتآمر الوحيد على الإسلام هم المسلمون قُرّاء الكتب الصفراء الحديثة. تعلمت منهم أن أمهاتنا وآباءنا الذين لم يقرؤوا هذه الكتب الصفراء الحديثة كانوا أتقى منا ألف مرة وأكثر منا تسامحا  وصِدقا ورحمة وبِرّا وخِشية من الله.

لستُ من المتحاملين على المتأسلمين المتطرفين الجدد والدليل أنني أعيب على اليساريين ما عبته على زملائهم في الانغلاق والإقصاء والتطرف، أعني بهم الماركسيين الذين لا زالوا في القرن الواحد وعشرين يجترّون كتب ماركس ولينين وستالين وماو وڤيفارا وأنور خوجا، ويرفضون قراءة روزا (منتقدة لينين) وسارتر (منتقد ستالين) وجيلبار (منتقد اليسار الماركسي التونسي المتحزب) وريمون آرون (مؤلف كتاب " أفيون المثقفين" ويقصد به الماركسية، صدر سنة 1955) وليتطهروا لم يأخذوا  مثلي حمّامًا رمضانيًّا فلسفيًّا يوميّا يستمتعون فيه بالإنصات المقدس لمحاضرات إدڤار موران وميشال سارْ وميشال أونفراي ولم يسمعوا مثلي في المقهى فيلسوف حمام الشط الماركسي حبيب بن حميدة (منتقد اللينينية والستالينية والماوية والأحزاب الشيوعية التونسية "الكبرى" الثلاثة).

إمضائي:
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 17 جوان 2016.






mardi 14 juin 2016

جبريل شَقَّ عن قلب الرسول وغسله. فمَن يا تُرى سَيَشُقُّ عن قلوب جل المسلمين ويستخرج منهم عَلَقَةَ كره الآخر، مسلمًا كان أو غيرَ مسلمٍ؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

جبريل شَقَّ عن قلب الرسول وغسله. فمَن يا تُرى سَيَشُقُّ عن قلوب جل المسلمين ويستخرج منهم عَلَقَةَ كره الآخر، مسلمًا كان أو غيرَ مسلمٍ؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

مَن سيفعل هذا يا رَبْ؟ ونحن نعلم علم اليقين أن زمن المعجزات قد ولى وانتهى منذ وفاة خاتم الأنبياء خمسة عشر قرنًا مضت؟ لماذا لم يفهم المسلمون بعدُ ما قاله رب العزة وهو يخاطب رسوله الكريم: "ولو شاء ربك لآمن مَن في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" ؟ مهمة الهداية، اختصاص رباني حجبه الله عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل سيوكله اليوم للإخوان المسلمين أو السلفيين أو الداعشيين؟ حكمة الله في أن يكون الناس مختلفين، منهم مؤمنون ومنهم غير مؤمنين، حكمة لم يهضمها بعدُ جل المسلمين. وإلا لماذا يكرهون غيرهم (الملحد واليهودي والمسيحي والبوذي والبهائي والشيوعي والعلماني، إلخ.) ويكرهون أيضا بعضهم بعضا (السني يكره الشيعي والشيعي يكره السني والسلفي يكره الصوفي والمسلم الغيري يكره المسلم المثلي، إلخ.)؟ كل خلق الله جدير بالاحترام. ألا يكفينا دليلا أنه من صنع الله؟ فهل صَنَعَه عبثا؟ حاشا وكَلاّ أن يفعل! علينا اليوم أن نقبل بحكمة الله لو كنا مسلمين حتى ولو لم نفهمها بعدُ لقِصَرِ نظرٍ فينا وليس للَبْسٍ فيها.
مَن سيفعل هذا يا رَبْ؟ نحن طبعا ولا أحد يقدر على غسل قلوبنا غيرنا! الله أوكل لنا هذه المهمة الصحية بصريح العبارة أحادية الدلالة: "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". المنقذ الوحيد قال لنا لا تنتظروا منقذا بعد محمد، وقال لنا أيضا انقذوا أنفسكم بأنفسكم وإلا هلكتم، محمد علَّمَنا الصيدَ ونحن ما زلنا ننتظر سَمَكًا من المشعوذين تجار الدين.
كيف سننقذ أنفسنا؟ بالقرآن وحده؟ أكيد لا. بالإسلام وحده؟ أكيد لا. بالعلم وحده؟ أكيد لا. بالعمل وحده؟ أكيد لا. بكلهم جميعا. ممكن لكن النتيجة غير مضمونة. جربها أسلافنا، لم يستمروا ففشلوا. حررنا الله (نحن وغيرنا) من التبعية والاستلاب له ولمخلوقاته، منحنا (نحن وغيرنا) عقلا وقال سوف أحاسبكم يوم القيامة. عقل استعمله الغرب وتحرر به، أما نحن فعقلنا عقلناها وبقينا ننتظر مِنَّةً من السماء ولم نفهم أن المِنَّةَ الإلهية الوحيدة هي العقل ولا منة غيره حتى ولو أقمتَ الليل كله وصُمت الدهرَ كله ! ومن العدل الإلهي الفائض أن وَزَّعَ العقل بالتساوي بين البشر وهو يعلم مسبقا أن أكثريتهم غير مسلمين. ومن المفارقات الإلهية الكبرى أن العقل مِنة تتجدد مع كل مولود، وكل مولود يُخلق بعد متعة وليس بعد صلاة أو صيام أو مجهود.

إمضائي:
على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 14 جوان 2016.



samedi 28 mai 2016

بأيدينا شوّهنا حضارتنا العربية الإسلامية ولم يشوّهها أحدٌ غيرنا، وبأيدينا لغّمناها من الداخل، وبأيدينا أيضًا أشعلنا الفتيلَ، واليوم نقف كالمتفرّج ونتعجب من انفجار الألغام فينا. فكرة حبيب بن حميدة. تأثيث مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

بأيدينا شوّهنا حضارتنا العربية الإسلامية ولم يشوّهها أحدٌ غيرنا، وبأيدينا لغّمناها من الداخل، وبأيدينا أيضًا أشعلنا الفتيلَ، واليوم نقف كالمتفرّج ونتعجب من انفجار الألغام فينا. فكرة حبيب بن حميدة. تأثيث مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

- رَفعَنا القرآن درجات وفضّلَنا على جميع الأمم "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه". بالله عليكم يا مسلمين، هل نحن اليوم كذلك؟ أكاد أجزم أننا اليوم عكس ذلك! وهل يوجد منكر أفظع من قتل النفس؟: الأنظمة العربية (عبد الناصر والأسد وصدام والڤذافي وكلهم دون استثناء) والحركات الإسلامية الجهادية (القاعدة والنصرة وداعش وأخواتها). وهل سجّل لنا التاريخ معروفا واحدا أمرْنا به الأمم الأخرى منذ موت ابن رشد في نهاية القرن الثاني عشر ميلادي؟ وهل آمنا بالله حقا؟ قال تعالى: "وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ". ونحن لا شغل لنا إلا تكفير كل مَن خالفنا دون وجه حق. نقول عنهم أنهم لتوراتهم وإنجيلهم محرّفون ونحن ماذا فعلنا بقرآننا، حفظه الله نصا ونحن حرفناه تأويلا: جاء نبينا لإتمام مكارم الأخلاق. فأين نحن منها اليوم؟ صلاتنا لم تنهنا عن الفحشاء والمنكر، رمضاننا تبذير، حَجُّنا كِبْرٌ وزكاتنا لم تنقذ الفقير أما الشهادة عندنا نُحسن نطقها ولا نفقه معناها.
- جاءنا الوحي بالتوحيد في أرقى صورة من التجريد. نزلنا به إلى أرذل صورة من الطقوس المفرغة من التقوى وقلبنا التجريد إلى تجسيد. ومَن أولَى بالتجريد يا تُرى؟ المثقفون من كل الأديان أم عَبَدَةُ الأئمة مِنّا والرهبان؟
- ورّثنا الله زبدة الحضارة اليهودية المسيحية. أنكرْنا أننا امتدادٌ لها ولسنا أعداءً لها. تمادينا في غِيِّنا وعصينا الله فيها وعاديناها. عزلنا أنفسنا في قوقعة وأقفلنا المخرج وتوهمنا أن الإسلامَ هو الحل! رضي الله بالكِتابية، يهودية أو مسيحية، أمًّا لأولادنا المسلمين. أيوجدُ بعد هذا التشريف تشريفا لليهود والمسيحيين؟ أم نحن نعلم أكثر منه سبحانه وتعالى؟ معاذ الله، نحن يقينًا أقصر منه نظرًا وأضيق منه أفقًا وأقل منه رحمة! ظلمنا أنفسَنا وألصقنا ظلمنا بغيرنا بقال الله وقال الرسول وهم من كفرِنا والله أبرياء!
- في عهد المأمون وقبل أوروبا بحوالي خمسة قرون، اكتشفنا الفلسفة والعقلانية اليونانيتين، عِمَادَيْ النهضة والتقدم ولا عماد غيرهما إلا الله، إله الناس أجمعين مسلمين وغير مسلمين. ثم هجرناهما عن طواعية ودون سبب منطقي فكان مَثلنا كمَثل مَن يتزوج امرأة طيبة وجميلة ويطلّقها دون ذنبٍ اقترفته 
سوى أنها أسعدته وضمّته إلى عالَمها الأجمل والأرحب، عالَم العِلم والفلسفة، عالَم القِيم الكونية، وأخرجته من جحره العربي البدوي المنغلق.
- ربي يفتح باب عفوِه على مصراعيه ويقبل توبة المشرِك حتى آخر ثانية من حياته قبل أن يقبض روحه ومالكٌ عندنا يفتي بقتل تارك الصلاة.
- ربي خَتَمَ جل أو كل آيات حدوده بـ"إن عفوتم فهو خيرٌ لكم" وقال: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا" بل وحرَّض المشركين، وهم على حالٍ عظيمٍ مِن قبيح الفِعال، أنْ يُقلعوا عن كفرهم ليفوزوا بالغفران، فقال: "قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ". وقال البصيري في قصيدة البردة في مدح النبي: "يا نفس لا تقنطي من زلّة عَظُمَتْ ... إنّ الكبائر في الغفران كاللّمم (صغائر الذنوب)" كما قال يحيى بن معاذ: " إذا أقام اللهُ عليك عدْلَه، لَمْ تَبْقَ لك حسَنَةٌ تُثابُ عليها، وإنْ أقام عليك فضْلَه لَمْ تَبْقَ لك سيِّئةٌ تُعاقَب عليها". أبَعْدَ كل هذا التسامي والرحمة والتسامح، ننزل إلى الحضيض بغفرانه ونأخذ في الحساب مكانه؟: نقطع يدَ مَن سرق في السودان بلاد الفقراء، نقتل صحفيا في الجزائر أو مفكرا في لبنان، ننعل شارب حارة بيرّة في تونس وكان الأجدر بنا أن ننعل المعصية وندعو بالهداية للعاصي، نرجم الزان والزانية في إيران، حُكمٌ أتى به الفاروق ولم يُذكر في الفُرقان، نحرق عدوا في داعش وما يحرق بالنار إلا العزيز الجبّار، نعذب أسيرا في الأردن والرسول أوصى أسامة بأن لا يقطع في الحرب شجرة، أما في بلادنا فنضرب الفاطرين رمضان ونطرد اليهود التونسيين من ديارهم في 67 والرسول أوصانا بأهل الكتاب خيرًا ونكفّر عالِما كالصدّيق أو الطالبي وفي نفس الوقت نرحب بوجدي غنيم في القبّة.
- كل الأمم ترنو لتحقيق القيم الكونية ولا تضع لطموحها حدّا. ولو لم تحقق الكثير منها فالأكيد أنها في الغرب وآسيا حققت القليل. أما نحن فما دمنا نرنو إلى القيم السلبية فإن شاء الله سنتدحرج إلى أسفل السافلين: نمجّد الأنانية والكسل والنفاق والانتهازية بل نربي عليها أولادنا ونرفعها قيما براڤماتية للنجاح على حساب الآخرين ونعادي باسم الدين الناسَ أجمعين وننسى أن "مَن حفر جُبًّا لأخيه (في الإنسانية) وقَع فيه".

إمضائي:
على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 29 ماي 2016.
Haut du formulaire
Bas du formulaire


mardi 24 mai 2016

وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ

قال تعالى: "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ".  يعني: كلّ دابة، والناسُ -حسب اجتهادي الشخصي- ليسوا منهم، عكس ما ذهب إليه بعض المفسرين. فالإنسان -دونًا عن المخلوقات جميعًا- هو الوحيد الذي نفخ الله فيه من روحه {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} تكريمًا له وتشريفًا فهو إذن قد أخذ مجازيًّا شيئًا من صفات الله أعني بها "الخَلْقُ المشروط باستعمال العقلِ" وعلى الإنسان -عكس جميع الدواب- أن يبحث على قُوتِه وقُوتِ عيالِه بنفسه دون انتظار هِبةٍ من السماء  والبشرُ الذي لا يبتكر ولا يبدع، لَهُوَّ بالعيش مع الحيوانات أحْرَى وأجدَر. ورد في التراث الإسلامي مايلي: "اسعَ يا عبدي وأنا أسعى معك"، والمقصود بهذا القول أن الله يعين العبد، ويوفقه، وييسره لما خلقه له. وقال تعالى: "إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"، قال "ما بقومٍ"، ولم يقل سبحانه "ما بدوابٍّ".
ملاحظة: كلامي هذا ليس حجة يُعتدُّ بها بل هو اجتهاد صادرٍ عن عبدٍ غير مختص في التفسير، كلامٌ يُردُّ عليه ولا  يُؤخذُ به.

فكرة فيلسوف حمام الشط الأستاذ حبيب بن حميدة، نقل مواطن العالَم د. محمد كشكار

dimanche 22 mai 2016

بْجَاهْ رَبِّي قٌولُولِي يَاخِي القرآن مْتَاعْ شْكُونْ؟ مْتَاعْ المسلمين ولَّ مْتَاعْ العالَمِين؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (Didactique de la Biologie)

بْجَاهْ رَبِّي قٌولُولِي يَاخِي القرآن مْتَاعْ شْكُونْ؟ مْتَاعْ المسلمين ولَّ مْتَاعْ العالَمِين؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (Didactique de la Biologie)

كل ما بَنَى علماء الغرب عِلمًا وتَكْنَلَجُوه ولنا صدّروه وكأنهم من أجلنا اخترعوه، إلا وصاح بعض المتعصبين منّا وقالوا أنهم في القرآن وجدوه. لنفرض جدلا أن ما يدّعونه صحيح: فهل القرآن ملكية خاصة حكرًا على المسلمين دون غيرهم؟   
على حد علمي المتواضع، هو رسالة للعالمين (حسب تأكيد رب العالمين نفسه وحسب قول خاتم النبيّين وأشرف المرسَلين)، مسيحيين ويهود وبهائيين وهندوسيين وبوذيين وحتى الملحدين والناس أجمعين. أأنتم وحدكم تمثلون العالمين أيها المسلمون؟ أليس الذي هداكم بقادِرٍ على هداية غيركم؟ وإلا فكيف تفسرون إسلام روجيه ڤارودي، أحد مؤسسي الحزب الفرنسي ومنظر الإلحاد سابقا، وهو في التاسعة والستين من عُمُرِهِ؟ وقد قدم هذا الفيلسوف للإسلام خدمات فعلية تعجز عشرات الآلاف منكم على تقديمها. ألم يقل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة (الإسلام)، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه". فمن المروض إذن أن القرآن قرآنهم كما هو قرآننا! فبماذا نتباهى إذن نحن المسلمون؟ بما نملك أو بما يملك الجميع؟ زد على ذلك أن إعجاز القرآن هو إعجاز يرجع فيه الفضل لله وحده سبحانه وتعالى وليس لنا فيه أي استحقاق. فهل يحق لنا نحن المسلمون أن نتباهى بما يمنّه الخالق على مخلوقاته جميعا؟ أو ننتحل صفة من صفاته؟ عطفه وكرمه ورحمته شملت الناس أجمعين ولم يقل أنه خص بها المسلمين وحدهم. وعلى حد علمي أيضا لا يعرف أحدٌ غيره مَن سيشمله عفوه وعلى مَن سيسلّط غضبه؟
نمسك بالمصحف ونرفعه هوية وحيدة لنا في وجوه غير المسلمين، لا نفرّق بين صالح وطالح منهم، وكأنه إنجاز من كدّنا وعمل أيدينا. وهم يعرضون علينا علمهم طواعية ومصلحةً ويشرّكوننا فيه ويفتحون أمامنا طريقا للنجاة ولو عملنا بالعلم لفزنا كما فازت بلدان إسلامية وغير إسلامية. نحن نهددهم بجهنم وبئس المصير وكأن جهنم بأيدينا أقفالها! أو كأننا نعلم مسبقا، أهُم أم نحن سُكانها؟ ألا يجازي الله عباده على قدر أعمالهم؟ أوَ نحن أنجزنا حتى ننتظر يوم القيامة ثوابًا على إنجازنا؟ أليس الجواب بائن من عنوانه؟
هل اخترعنا دواءً واحدًا يشفي مرضًا واحدًا؟
هل صنعنا مركبةً سريعة واحدة، بريّة كانت أو جويّة أو بحريّة؟
هل سهلنا التقارب والتواصل والتحابب بين البشر كما فعل مخترعو الهاتف والتلفاز والسكايب والفيسبوك والتويتر؟
هل صدّرنا قمحًا للمحتاجين؟
هل استقبلنا لاجئين أم كنا لهم مهجرين؟
هل قرأنا القرآن؟ نعرفه، نعم، نعمل بفلسفته، لا! وهل في العالم مَن لا يعرفه؟ نحترمه، نقدسه، ونحفظه معززا مكرّما في "الأرجانتيير". وهل يوجد عاقلٌ لا يحترم الكتب المقدسة؟ أما المستشرقون منهم فقد قرأوه وتفكروه وتدبروه وللغاتهم ترجموه. نحن اكتفينا بتقبيله وترتيله كالببغاوات خمس مرات في الصلاة دون خشوع ولا تقوى. وهل إذا قرأناه فهمناه؟ "وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ"َ. ومَن هم الراسخون في العلم"؟ هم ورثة الأنبياء. وهل يمكن اليوم لعالِم واحدٍ أن يكون راسخا في العلم؟ وهل القرآن سهلٌ إلى درجة أن يفسره الغزالي وحده أو القرضاوي وحده ؟ مع احترامي للشيخين الجليلين. وما دام القرآن يحوي العلوم كلها إيحاءً وتلميحًا وليس تعليمًا وتفصيلاً، فالأفضل أن يتولى تفسير آياته وتأويل معانيه فريقٌ غير متجانس من العلماء، ألسني وفيلسوف وإبستمولوجي وبيولوجي وأنتربولوجي وبسيكولوجي وفيلولوجي وسيميولوجي وسوسيولوجي أديان وفنان وطبيب ومن المستحسن أن يكون بينهم عالم أو اثنان غير مسلمين  وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.
شخصيا حفظت جزءً صغيرا منه في الصغر وقرأته وتفسيره في الشباب ولم أتبين عمق مقاصده إلا بعد الدكتورا والمتشابهات فيه أكثر من المحكمات لذلك يحق لي أن أقول أن لكل زمن قرآنه أي تأويله فالنص ثابت في المكان والمعني متحرك وعابر للأزمان، تلك حكمة لا يعلمها إلا هو!
كفانا تكبرا وتفاخرا بما في القرآن وأكيد ليس فينا وهذا التقييم لا يحتاج إلى حجة أو دليل لأنه جلي واضح  وضوح الشمس في الأصيل (نستطيع رؤيتها ولا تعمينا أشعتها)! كفانا احتكارا لمُلك عالمي عمومي مشترك. كفانا اغتصابا لحقوق غير المسلمين المشروعة في القرآن! أليسوا هم أيضا من خلقه؟ ألم يخلقهم سبحانه عنّا مختلفين وذلك لحكمة يعلمها ونحن نجهلها؟ أليس هو القائل: "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"؟ (أكيد هو).
أفيقوا بنُو ديني واصحوا من أوهامكم! ألم يقل لكم بصريح العبارة: "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"؟ (أفضل وأبلغ وأقصر تعريف عندي للعَلمانية). كفانا انتظارا لمُغيثٍ قال لنا أنه لن يأتي! أنكذبه -أستغفر الله- ونقول: لا، سوف يأتي! لقد غير أسلافنا ما بأنفسهم فغير الله ما بهم: فتحوا الأمصار، ملكوا نصف العالم، أحيوا الفلسفة اليونانية وهي رميم، اكتشفوا الجبر وعلم البصريات واللوڤاريتم والصفر والإكس (L`inconnu X) والتشريح وبعض النجوم والكواكب. ومذ تشبثوا بالقرآن نصا وجمدوه معنى ومنعوا الاجتهاد ولم يعملوا بما حثت عليه الفلسفة اليونانية السابقة لنزول القرآن ولم يتفكروا في معنى أولى آيات القرآن " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ"، منذ القرن الثاني عشر ميلادي ساءت أحوالهم وقعدوا والله لا ينصر القوم القاعدين حتى لو كانوا من المسلمين كما لا ينجي من الغرق غير السباحين حتى ولو كانوا من المسلمين. والقرآن لا يشرفه الكسالى الفاشلون من أي دين يكونون.
كيف يتجرأ مسلم جاهل ويرفع القرآن مكفرا  في وجوه علماء للإنسانية نافعون أو في وجوه سياسيين لشعوبهم مستنهضين محررين من أمثال باستور وميندال وغاندي ومانديلا؟ ألم يقل عمر رضي الله عنه: "انصحوا الناس بصمت". قالوا: "كيف يا عمر". قال: "بأخلاقكم وسلوككم". فمَن يا ترى ينصح اليوم الناس بصمت؟ أأنتم أم هم؟ وَمَن يَقْتُلُ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ دون حَقِّ ؟ أأنتم أم هم؟ ضعفاء الأنفس منهم فعلوها فينا والمجاهدون في سبيل الشيطان منا أجهزوا على المتبقي منا.
بالله عليكم قولوا لي مَن ربكم ومَن ربهم؟ أليس رب واحد أحد، الله الصمد؟ أوَ أنتم للتوحيد أيضا محتكرون؟ اتقوا الله في دينكم و"وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ". هم عملوا فبارك الله أعمالهم. وأنتم، مَن أنتم؟ أم لديكم اعتراض على مشيئته؟
أخيرا من فضلكم أجيبوا على سؤالي: بْجَاهْ رَبِّي قٌولُولِي يَاخِي القرآن مْتَاعْ شْكُونْ؟ مْتَاعْ المسلمين ولَّ مْتَاعْ العالَمِين؟ شخصيا أقول مْتَاعْ الناس أجمعين مسلمين وغير مسلمين. ولو جيدا قرأتموه لَوجدتم فيه تمجيدًا لهم، هم العاملون. ولو تمعنتم فيه أكثر لَاكتشفتم فيه تقريعًا لكم، أنتم القاعدون، الذين لا يقرأون وبأول النزول لا يعملون. فكيف يا ترى دون العمل والعلم ستفلحون؟ اتركوا علم الله لله وأرونا علمكم. ألم يهبكم الله مع القرآن عقلا؟ فلماذا هم تمسكوا بواحد مما عندكم ففازوا ؟ وأنتم فشلتم منذ أن أهملتم العقل متصورين خطأ أنكم فزتم  بالقرآن وفاتكم أن القرآن بلا استعمال العقل يبقى كلام الله لكن لا يستفيد منه البشر حتى لو كانوا من المسلمين ولربهم صباحا مساء راكعين خاشعين. ضاعَ بسبب "ذكائكم" الأول والثاني!
وإذا كنتم فعلا "خير أمة أخرِجت للناس" كما يقول عنكم القرآن فاثبتوا للعالَم أحقيتكم بهذا الشرف. أستغفر الله، يبدو لي أنه لا يقصدكم بهذا الوصف! فالأمة الأسكندنافية أحق منكم بهذا الوسام الرباني يا مسلمين غير مسلمين. ألم يقل ابن تيمية شيخ السلفية وأنا في هذه أوافقه تماما: "دولة عادلة كافرة خيرٌ من دولة مسلمة ظالمة" والسلام.

إمضائي:
على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
بالفلاقي، فدّيت مِن تعاليق بعض القرّاء: "حقّك اكتبت هَكَّ ولّ هَكَّ". والِّلِّشاهي شهوة إديرها في عشاه والِّلِّعندو فكرة مخالفة لفكرتي ينشرها في جورنالو وقِيلوني لله يرحم والديكم. أنا شيخ شايخ فلا تطيِّروا من رأسي السكرة الصوفية وأخيرا أقول لكم: ربي عندي فيه بَايْ وفي القرآن عندي بَايِينْ والله لم يبنِ بينه وبيني لا حْجابْ ولا حْجابينْ ويرحم والدين مخترع الفيسبوك ولو كُتِبت له النار ككافر وكُتِبت لي الجنة كمسلم لرَجوتُ الله أن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولو كان بإمكاني لَمنحته مكاني!  

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 22 ماي 2016.