mardi 14 juin 2016

جبريل شَقَّ عن قلب الرسول وغسله. فمَن يا تُرى سَيَشُقُّ عن قلوب جل المسلمين ويستخرج منهم عَلَقَةَ كره الآخر، مسلمًا كان أو غيرَ مسلمٍ؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

جبريل شَقَّ عن قلب الرسول وغسله. فمَن يا تُرى سَيَشُقُّ عن قلوب جل المسلمين ويستخرج منهم عَلَقَةَ كره الآخر، مسلمًا كان أو غيرَ مسلمٍ؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

مَن سيفعل هذا يا رَبْ؟ ونحن نعلم علم اليقين أن زمن المعجزات قد ولى وانتهى منذ وفاة خاتم الأنبياء خمسة عشر قرنًا مضت؟ لماذا لم يفهم المسلمون بعدُ ما قاله رب العزة وهو يخاطب رسوله الكريم: "ولو شاء ربك لآمن مَن في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" ؟ مهمة الهداية، اختصاص رباني حجبه الله عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل سيوكله اليوم للإخوان المسلمين أو السلفيين أو الداعشيين؟ حكمة الله في أن يكون الناس مختلفين، منهم مؤمنون ومنهم غير مؤمنين، حكمة لم يهضمها بعدُ جل المسلمين. وإلا لماذا يكرهون غيرهم (الملحد واليهودي والمسيحي والبوذي والبهائي والشيوعي والعلماني، إلخ.) ويكرهون أيضا بعضهم بعضا (السني يكره الشيعي والشيعي يكره السني والسلفي يكره الصوفي والمسلم الغيري يكره المسلم المثلي، إلخ.)؟ كل خلق الله جدير بالاحترام. ألا يكفينا دليلا أنه من صنع الله؟ فهل صَنَعَه عبثا؟ حاشا وكَلاّ أن يفعل! علينا اليوم أن نقبل بحكمة الله لو كنا مسلمين حتى ولو لم نفهمها بعدُ لقِصَرِ نظرٍ فينا وليس للَبْسٍ فيها.
مَن سيفعل هذا يا رَبْ؟ نحن طبعا ولا أحد يقدر على غسل قلوبنا غيرنا! الله أوكل لنا هذه المهمة الصحية بصريح العبارة أحادية الدلالة: "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". المنقذ الوحيد قال لنا لا تنتظروا منقذا بعد محمد، وقال لنا أيضا انقذوا أنفسكم بأنفسكم وإلا هلكتم، محمد علَّمَنا الصيدَ ونحن ما زلنا ننتظر سَمَكًا من المشعوذين تجار الدين.
كيف سننقذ أنفسنا؟ بالقرآن وحده؟ أكيد لا. بالإسلام وحده؟ أكيد لا. بالعلم وحده؟ أكيد لا. بالعمل وحده؟ أكيد لا. بكلهم جميعا. ممكن لكن النتيجة غير مضمونة. جربها أسلافنا، لم يستمروا ففشلوا. حررنا الله (نحن وغيرنا) من التبعية والاستلاب له ولمخلوقاته، منحنا (نحن وغيرنا) عقلا وقال سوف أحاسبكم يوم القيامة. عقل استعمله الغرب وتحرر به، أما نحن فعقلنا عقلناها وبقينا ننتظر مِنَّةً من السماء ولم نفهم أن المِنَّةَ الإلهية الوحيدة هي العقل ولا منة غيره حتى ولو أقمتَ الليل كله وصُمت الدهرَ كله ! ومن العدل الإلهي الفائض أن وَزَّعَ العقل بالتساوي بين البشر وهو يعلم مسبقا أن أكثريتهم غير مسلمين. ومن المفارقات الإلهية الكبرى أن العقل مِنة تتجدد مع كل مولود، وكل مولود يُخلق بعد متعة وليس بعد صلاة أو صيام أو مجهود.

إمضائي:
على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 14 جوان 2016.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire