أمَنَاءُ الجبهةِ لا ينطقون إلا
بالحكمة؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La
Didactique de la Biologie)
الحكمة
الأولى: حزب يساري (الجبهة الشعبية) يعرض برنامجا يساريا على رئيس جمهورية يميني
وحكومة مرتقبة يمينية وينتظر منهما تطبيقه. مثَلُه كمثَل قِطٍّ يطلب من فأرٍ أن
يقول "مِيييووو"!
الحكمة الثانية: حزب يساري (الجبهة الشعبية) يثق في رئيس جمهورية يميني (السبسي) سبق وأن غدره (تحالف مع النهضة) بعد ما سانده في الانتخابات بقطع الطريق عن خصمه (المرزوقي).
الحكمة الثالثة: حزب يساري (الجبهة الشعبية) يريد أن ينقذ حكومة يمينية بتِعِلّة إنقاذ البلاد وهو يتجاهل أن إنقاذ البلاد من وجهة نظر يسارية يكمن في إسقاط الحكومات اليمينية وليس إنقاذها. كيف يسقطها؟ الديمقراطية تمنحك يا جبهة خيارين لا ثالثة لهما: الخيار الأول: تتجهين إلى الشعب وتقنعيه بالنضال القاعدي المكثف والشعبي المباشر وتحثيه على التظاهر السلمي والمطالبة بإسقاط الحكومة (ألستِ صاحبة تجربة يا جبهة في إسقاط الحكومات سلميا: اعتصام باردو)، والشعب هو صاحب السيادة، يهبها بالصندوق مؤقتا لمن يشاء وينزعها ممن يشاء بالصندوق أو بالمظاهرات السلمية. الخيار الثاني: تتجهين إلى القاعدة أي الشعب وعوض أن تتسولي القمة تشرعين في فضح فشل اليمين في الحكم (ولكِ من الحجج بالبالة) تحضيرا للانتخابات القادمة. بالله عليكم هل سمعتم مرة أن حزبًا معارضًا (يعني فاشل في الانتخابات) يمد يده لإنقاذ حزب يميني في السلطة؟ وإن فعلها، وها قد فعلها في بلاد العجائب، فهو حزب لا يقرأ تجارب الآخرين ولا يتعظ من تجاربه هو مع اليمين الغادر. يبدو لي أن من حق اليمين أن يغدر اليسار سياسيا لكن ليس من حق اليسار أن يُلدغ من جحر اليمين مرتين متتاليتين متقاربتين؟ وهو حزب لا يتجه فعليا بنضاله إلى الشعب ولا ينظم اجتماعات عامة ولا ندوات فكرية مفتوحة في مقراته المنتشرة في معظم المدن. قد يكمن السبب في رجال الجهاز (Les hommes d`appareil) الذين يجمّدون النشاط القاعدي لغرض في نفوسهم، أو في القاعدة الجبهاوية نفسها التي تطمح عادة للتماثل مع نمط حياة الطبقة البورجوازية وتترفع عن العامل التي تدعي النضال من أجله (جل مناضلي الجبهة ليسوا عمالا ولا فلاحين ولا معطلين بل مثقفين موظفين بورجوازيين صغار). وهل يُعقل أن نصدق أن هنالك طبقة تنطوع للنضال من أجل مصلحة طبقة أخرى؟ صدق ماركس عندما وصف المناضلين اليساريين البورجوازيين الصغار بالفئة المترددة المتذبذبة غير الصادقة وغير الشجاعة.
الحكمة الثانية: حزب يساري (الجبهة الشعبية) يثق في رئيس جمهورية يميني (السبسي) سبق وأن غدره (تحالف مع النهضة) بعد ما سانده في الانتخابات بقطع الطريق عن خصمه (المرزوقي).
الحكمة الثالثة: حزب يساري (الجبهة الشعبية) يريد أن ينقذ حكومة يمينية بتِعِلّة إنقاذ البلاد وهو يتجاهل أن إنقاذ البلاد من وجهة نظر يسارية يكمن في إسقاط الحكومات اليمينية وليس إنقاذها. كيف يسقطها؟ الديمقراطية تمنحك يا جبهة خيارين لا ثالثة لهما: الخيار الأول: تتجهين إلى الشعب وتقنعيه بالنضال القاعدي المكثف والشعبي المباشر وتحثيه على التظاهر السلمي والمطالبة بإسقاط الحكومة (ألستِ صاحبة تجربة يا جبهة في إسقاط الحكومات سلميا: اعتصام باردو)، والشعب هو صاحب السيادة، يهبها بالصندوق مؤقتا لمن يشاء وينزعها ممن يشاء بالصندوق أو بالمظاهرات السلمية. الخيار الثاني: تتجهين إلى القاعدة أي الشعب وعوض أن تتسولي القمة تشرعين في فضح فشل اليمين في الحكم (ولكِ من الحجج بالبالة) تحضيرا للانتخابات القادمة. بالله عليكم هل سمعتم مرة أن حزبًا معارضًا (يعني فاشل في الانتخابات) يمد يده لإنقاذ حزب يميني في السلطة؟ وإن فعلها، وها قد فعلها في بلاد العجائب، فهو حزب لا يقرأ تجارب الآخرين ولا يتعظ من تجاربه هو مع اليمين الغادر. يبدو لي أن من حق اليمين أن يغدر اليسار سياسيا لكن ليس من حق اليسار أن يُلدغ من جحر اليمين مرتين متتاليتين متقاربتين؟ وهو حزب لا يتجه فعليا بنضاله إلى الشعب ولا ينظم اجتماعات عامة ولا ندوات فكرية مفتوحة في مقراته المنتشرة في معظم المدن. قد يكمن السبب في رجال الجهاز (Les hommes d`appareil) الذين يجمّدون النشاط القاعدي لغرض في نفوسهم، أو في القاعدة الجبهاوية نفسها التي تطمح عادة للتماثل مع نمط حياة الطبقة البورجوازية وتترفع عن العامل التي تدعي النضال من أجله (جل مناضلي الجبهة ليسوا عمالا ولا فلاحين ولا معطلين بل مثقفين موظفين بورجوازيين صغار). وهل يُعقل أن نصدق أن هنالك طبقة تنطوع للنضال من أجل مصلحة طبقة أخرى؟ صدق ماركس عندما وصف المناضلين اليساريين البورجوازيين الصغار بالفئة المترددة المتذبذبة غير الصادقة وغير الشجاعة.
إمضائي:
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 21 جوان 2016.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire