dimanche 26 juin 2016

نحن الغربيون، بدأنا بظلم المسلمين فلماذا نتعجب من رد فعلهم ضدنا؟ أرهَبناهم فأرهَبونا؟ فكرة الفيلسوف اليساري الفرنسي ميشيل أونفري. صياغة وتعليق مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

نحن الغربيون، بدأنا بظلم المسلمين فلماذا نتعجب من رد فعلهم ضدنا؟ أرهَبناهم فأرهَبونا؟ فكرة الفيلسوف اليساري الفرنسي ميشيل أونفري. صياغة وتعليق مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

ميشيل أونفري، فيلسوف فرنسي يساري  غير ماركسي ملحد مشهور جدا في فرنسا (نشرَ قرابة مائة كتاب في الفلسفة) أسس جامعة شعبية مفتوحة في مدينة "كانْ" الفرنسية. يساري تحرري اشتراكي (Gauche libertaire: la justice sociale) وليس يساريا ليبراليا مثل الحزب الاشتراكي الحاكم في فرنسا (Gauche libérale : le marché fait la loi). يؤرخُ لتحوّل اليسار الفرنسي من النهج التحرري إلى النهج الليبرالي بداية من سنة 1983 على يد الرئيس ميتران الذي قال: "خيّروني بين تحقيق العدالة الاجتماعية التي انتُخِبتُ من أجلها أو المشي في ركاب أمريكا وألمانيا، فاخترتُ أوروبا الليبرالية نصف المتوحشة التابعة لأمريكا الليبرالية المتوحشة".
قال الفيلسوف: "منذ حربِنا ضد العراق سنة 1990 حتى حربنا الأخيرة ضد داعش، قتلنا بواسطة طيارينا الإرهابيين المحترفين أربعة ملايين مسلم. فكيف نتعجب من العمليات الإرهابية الإسلامية الهاوية في باريس؟".

استعملت داعش صرخته الصادقة ووظفتها إعلاميا في شريط دعائي لكنها لم تنس أن تنعته بأكبر ملحد في العالَم وكأنها وصية على الإيمان في العالم متجاهلة آيات حرية العقيدة في القرآن: "لا إكراه في الدين" و"مَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفر". أهُم أكثر حرصًا على الإسلام من رب العالَمين، رب المسلمين ورب غير مسلمين؟ وللملحد في رحمته نصيبٌ! نصيبٌ قد يكون مستقبلا أكبرَ من نصيبِ ناعتِه الحالِي بالكفر، ولنا عبرة في إسلام الفيلسوف الفرنسي الملحد روجي ڤارودي الذي خدم الإسلام أكثر من بلدان عربية بملايين مصليها وآلاف علمائها ودعاتها التقليديين.

يا ميشيل، يا رفيقي في اليسارية التحررية  غير الماركسية وغير الليبرالية، وصديقي الافتراضي: إرهابكم الخارجي وإرهابنا الداخلي، إرهابان يُسلّطان علينا يوميا في سوريا والعراق وليبيا وتونس. أنتم ظلمتم المسلمين فظلمتكم داعش. فبأي ذنبٍ تعاقبنا داعش، نحن المسلمين المسالمين؟

إمضائي:
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 26 جوان 2016.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire