mardi 31 mai 2016

ماذا تعني "المقاربة بالمنهاج" التي يَعِدُنا بها إصلاحُنا التربوي؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

ماذا تعني "المقاربة بالمنهاج" التي يَعِدُنا بها إصلاحُنا التربوي؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)


المصدر: محاضرة قدمتها متفقدة أنڤليزية، المشاكسة الرائعة نجوى السوداني، التي لم تعجب واحدٌ فقط من بين حوالي خمسين مشاركًا.
ملخص المحاضرة:
- "المنهاج للنظام التربوي، كالدستور للبلاد" (Un curriculum est à un système éducatif ce qu`une constitution à un pays).
- هي مقاربة تشمل كل المقاربات التربوية، البيداغوجية منها والديداكتيكية والإبستمولوجية والفلسفية والسوسيولوجية والبسيكولوجية والعاطفية والبنائية (Une approche qui jongle avec toutes les autres approches).
- هي مقاربة تعتبر "التلميذ الذي يتعرض إلى صعوبات تعلمية" محورًا لكل إصلاح تربوي ولكل العملية التربوية برمتها، لكنها لا تهمل الفاعلين التربويين الذين يحومون حوله ومن أجله وعلى سبيل الذكر لا الحصر، نذكّر بأهمهم: المربون والأولياء والإداريون والمتفقدون والقيمون والمشغِّلون.
- تصمّم وتكتب وتراجع وتعدِّل البرامج (programme d`une discipline # curriculum).
- تصمّم وتكتب وتراجع وتعدِّل وتنشر الكتب المدرسية.
- تنظم التكوين المستمر للمربين أجمعين، معلمون وأساتذة ومتفقدون وقيمون وإداريون.
- تحدّد وتراجع وتعدِّل السياسة التقييمية لمكتسبات التلميذ بالتنسيق مع ميولاته وتوجّهاته.
- تنظم وتحدّد مرحلة صياغة منهاج جديد (عام) ومرحلته التحسيسية والتواصلية والتجريبية (ثلاث سنوات) بهدف إنجاح تبنّيه عن طواعية وكسب التعاطف معه من قِبل التلميذ أولا، والمربي ثانيا، والولي ثالثا، والمشغِّلين رابعا، والإداريين خامسا، وعمال التربية سادسا والمنظمات العالَمية الحكومية وغير الحكومية سابعا، إلخ.
- تهدف إلى الرقيِّ بالمتخرّج التونسي (نهاية الأساسي أو نهاية الثانوي أو نهاية العالي) وضمّه عن حب ورغبة إلى عالَم أرحب، عالم القيم الكونية، ومساعدته على الخروج من عالَمه المنغلق الضيق، عالَم الهويات القاتلة (Les identités meurtrières: arabe, musulman, sunnite, chiite, kharidjite, bahaïste, catholique, protestant, orthodoxe, copte, juif, communiste, trotskiste, stalinien, léniniste, conservateur, progressiste, libéral, laïque, capitaliste, socialiste, nationaliste, salafiste, djihadiste, révolutionnaire, réactionnaire, moderniste, etc. À mon avis, il vaut mieux jongler avec toutes ces identités pour diluer leurs venins respectifs dans le but de s`évader une fois pour toute de leurs paradigmes-prisons).


إمضائي:
على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 31 ماي 2016.


lundi 30 mai 2016

Parle-moi de Dieu! Gorki

Parle-moi de Dieu!


Biblio : Maxime Gorki, Enfance, Cérès Editions, Tunis 1997, 296 pages. (Bibliothèque nationale de Hammam-Chatt).


Jamais inscrit dans aucun parti, Maxime Gorki était devenu le porte-parole officiel du gouvernement stalinien.


Page 74
Le Seigneur est au paradis, assis sur une colline, au milieu d`une prairie ; des tilleuls d`argent abritent abrite son trône de saphir et ces tilleuls sont en fleur toute l`année, car le paradis ne connait ni l`automne, ni l`hiver ; les fleurs n`y fanent jamais, elles fleurissent sans trêve pour la joie des saints, autour du Seigneur vole une multitude d`anges. Ils ressemblent à des flocons de neige ou à des essaims d`abeilles. Ils descendent du ciel sur la terre comme des pigeons blancs et ils remontent ensuite raconter à Dieu ce qui se passe chez les hommes. Là-bas, il y a ton ange et le mien et celui du grand-père. Le seigneur est juste, il a donné un ange a chacun. Le tien raconte au Seigneur : « Alexis a tiré la langue à son grand-père. Le Seigneur décide : « Eh bien, que le vieux le fouette ! » Et c`est la même chose pour tous. Dieu donne à chacun selon ses mérites, à l`un le chagrin, à l`autre la joie. Il fait si bon là-haut que les anges se réjouissent, battent les ailes et chantent sans trêve : « Gloire à Toi, Seigneur, gloire a toi » Et lui, le bon Dieu : « C`est bien, c`est bien ! »
(…) Quand elle parlait de Dieu, du paradis et des anges, grand-mère semblait devenir petite et douce. Son visage rajeunissait, ses yeux embués de larmes rayonnaient d`une douce lumière. Je prenais ses lourdes nattes soyeuses et je les enroulais autour de mon cou. Immobile, j`écoutais avec attention ses récits, sans jamais m`en lasser.

Date de la première publication sur mon Facebook: Hammam-Chatt, lundi 30 mai 2016.



samedi 28 mai 2016

بأيدينا شوّهنا حضارتنا العربية الإسلامية ولم يشوّهها أحدٌ غيرنا، وبأيدينا لغّمناها من الداخل، وبأيدينا أيضًا أشعلنا الفتيلَ، واليوم نقف كالمتفرّج ونتعجب من انفجار الألغام فينا. فكرة حبيب بن حميدة. تأثيث مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

بأيدينا شوّهنا حضارتنا العربية الإسلامية ولم يشوّهها أحدٌ غيرنا، وبأيدينا لغّمناها من الداخل، وبأيدينا أيضًا أشعلنا الفتيلَ، واليوم نقف كالمتفرّج ونتعجب من انفجار الألغام فينا. فكرة حبيب بن حميدة. تأثيث مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

- رَفعَنا القرآن درجات وفضّلَنا على جميع الأمم "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه". بالله عليكم يا مسلمين، هل نحن اليوم كذلك؟ أكاد أجزم أننا اليوم عكس ذلك! وهل يوجد منكر أفظع من قتل النفس؟: الأنظمة العربية (عبد الناصر والأسد وصدام والڤذافي وكلهم دون استثناء) والحركات الإسلامية الجهادية (القاعدة والنصرة وداعش وأخواتها). وهل سجّل لنا التاريخ معروفا واحدا أمرْنا به الأمم الأخرى منذ موت ابن رشد في نهاية القرن الثاني عشر ميلادي؟ وهل آمنا بالله حقا؟ قال تعالى: "وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ". ونحن لا شغل لنا إلا تكفير كل مَن خالفنا دون وجه حق. نقول عنهم أنهم لتوراتهم وإنجيلهم محرّفون ونحن ماذا فعلنا بقرآننا، حفظه الله نصا ونحن حرفناه تأويلا: جاء نبينا لإتمام مكارم الأخلاق. فأين نحن منها اليوم؟ صلاتنا لم تنهنا عن الفحشاء والمنكر، رمضاننا تبذير، حَجُّنا كِبْرٌ وزكاتنا لم تنقذ الفقير أما الشهادة عندنا نُحسن نطقها ولا نفقه معناها.
- جاءنا الوحي بالتوحيد في أرقى صورة من التجريد. نزلنا به إلى أرذل صورة من الطقوس المفرغة من التقوى وقلبنا التجريد إلى تجسيد. ومَن أولَى بالتجريد يا تُرى؟ المثقفون من كل الأديان أم عَبَدَةُ الأئمة مِنّا والرهبان؟
- ورّثنا الله زبدة الحضارة اليهودية المسيحية. أنكرْنا أننا امتدادٌ لها ولسنا أعداءً لها. تمادينا في غِيِّنا وعصينا الله فيها وعاديناها. عزلنا أنفسنا في قوقعة وأقفلنا المخرج وتوهمنا أن الإسلامَ هو الحل! رضي الله بالكِتابية، يهودية أو مسيحية، أمًّا لأولادنا المسلمين. أيوجدُ بعد هذا التشريف تشريفا لليهود والمسيحيين؟ أم نحن نعلم أكثر منه سبحانه وتعالى؟ معاذ الله، نحن يقينًا أقصر منه نظرًا وأضيق منه أفقًا وأقل منه رحمة! ظلمنا أنفسَنا وألصقنا ظلمنا بغيرنا بقال الله وقال الرسول وهم من كفرِنا والله أبرياء!
- في عهد المأمون وقبل أوروبا بحوالي خمسة قرون، اكتشفنا الفلسفة والعقلانية اليونانيتين، عِمَادَيْ النهضة والتقدم ولا عماد غيرهما إلا الله، إله الناس أجمعين مسلمين وغير مسلمين. ثم هجرناهما عن طواعية ودون سبب منطقي فكان مَثلنا كمَثل مَن يتزوج امرأة طيبة وجميلة ويطلّقها دون ذنبٍ اقترفته 
سوى أنها أسعدته وضمّته إلى عالَمها الأجمل والأرحب، عالَم العِلم والفلسفة، عالَم القِيم الكونية، وأخرجته من جحره العربي البدوي المنغلق.
- ربي يفتح باب عفوِه على مصراعيه ويقبل توبة المشرِك حتى آخر ثانية من حياته قبل أن يقبض روحه ومالكٌ عندنا يفتي بقتل تارك الصلاة.
- ربي خَتَمَ جل أو كل آيات حدوده بـ"إن عفوتم فهو خيرٌ لكم" وقال: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا" بل وحرَّض المشركين، وهم على حالٍ عظيمٍ مِن قبيح الفِعال، أنْ يُقلعوا عن كفرهم ليفوزوا بالغفران، فقال: "قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ". وقال البصيري في قصيدة البردة في مدح النبي: "يا نفس لا تقنطي من زلّة عَظُمَتْ ... إنّ الكبائر في الغفران كاللّمم (صغائر الذنوب)" كما قال يحيى بن معاذ: " إذا أقام اللهُ عليك عدْلَه، لَمْ تَبْقَ لك حسَنَةٌ تُثابُ عليها، وإنْ أقام عليك فضْلَه لَمْ تَبْقَ لك سيِّئةٌ تُعاقَب عليها". أبَعْدَ كل هذا التسامي والرحمة والتسامح، ننزل إلى الحضيض بغفرانه ونأخذ في الحساب مكانه؟: نقطع يدَ مَن سرق في السودان بلاد الفقراء، نقتل صحفيا في الجزائر أو مفكرا في لبنان، ننعل شارب حارة بيرّة في تونس وكان الأجدر بنا أن ننعل المعصية وندعو بالهداية للعاصي، نرجم الزان والزانية في إيران، حُكمٌ أتى به الفاروق ولم يُذكر في الفُرقان، نحرق عدوا في داعش وما يحرق بالنار إلا العزيز الجبّار، نعذب أسيرا في الأردن والرسول أوصى أسامة بأن لا يقطع في الحرب شجرة، أما في بلادنا فنضرب الفاطرين رمضان ونطرد اليهود التونسيين من ديارهم في 67 والرسول أوصانا بأهل الكتاب خيرًا ونكفّر عالِما كالصدّيق أو الطالبي وفي نفس الوقت نرحب بوجدي غنيم في القبّة.
- كل الأمم ترنو لتحقيق القيم الكونية ولا تضع لطموحها حدّا. ولو لم تحقق الكثير منها فالأكيد أنها في الغرب وآسيا حققت القليل. أما نحن فما دمنا نرنو إلى القيم السلبية فإن شاء الله سنتدحرج إلى أسفل السافلين: نمجّد الأنانية والكسل والنفاق والانتهازية بل نربي عليها أولادنا ونرفعها قيما براڤماتية للنجاح على حساب الآخرين ونعادي باسم الدين الناسَ أجمعين وننسى أن "مَن حفر جُبًّا لأخيه (في الإنسانية) وقَع فيه".

إمضائي:
على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 29 ماي 2016.
Haut du formulaire
Bas du formulaire


vendredi 27 mai 2016

Pourquoi les militants activistes gauchistes haïssent les intellectuels critiques de gauche? Citoyen du Monde Mohamed Kochkar, Docteur en épistémologie de l`enseignement (La Didactique de la Biologie)

Pourquoi les militants activistes gauchistes haïssent les intellectuels critiques de gauche? Citoyen du Monde Mohamed Kochkar, Docteur en épistémologie de l`enseignement (La Didactique de la Biologie)

Les activistes agissent beaucoup et réfléchissent peu, au contraire, les critiques réfléchissent beaucoup et agissent peu. Les premiers n`ont pas compris qu`il n`y a pas de bonne action sans bonne théorie, et les seconds n`ont pas compris qu`on ne peut pas changer le monde par l`imagination. Les jambes ne peuvent pas courir sans le cerveau, et le cerveau ne peut rien construire sans la main.
Les deux protagonistes n`ont pas encore bien saisi que leurs rôles respectifs sont complémentaires et indissociables, mais chacun dans sa spécialité.
Un jour non lointain viendra et l`activiste reconnaitra la nécessité de la critique et l`indépendance du critique et que "Dans l'opprimé d'hier il y a l'oppresseur de demain", comme il l`a considéré fort justement Victor Hugo.
L`intellectuel, aussi, reconnaitra un jour que: « L`Intellectuel, c’est une création du XIXè siècle qui disparaîtra à la fin du XXè ou du XXXè parce qu’il est fait pour disparaître. L’homme qui pense pour les autres, cela n’a pas de sens. Tout homme qui est libre ne doit être commandé par personne que par lui-même », comme il l` a bien annonce Sartre depuis un demi siècle.
Un activiste borné, qui méprise les critiques, n`a pas besoin d`un cerveau, une moelle épinière lui suffit largement.
Un intellectuel d'un abord difficile, qui minimise l`apport de l`activiste, ne fait que passer son temps à rêver d`une providentielle qui réalisera ses projets a merveille.

Ma signature
« Pour l`auteur, il ne s’agit pas de convaincre par des arguments ou des faits, mais, plus modestement, d’inviter à essayer autre chose » (Michel Fabre & Christian Orange, 1997).
« À un mauvais discours, on répond par un bon discours et non par la violence » (Le Monde Diplomatique).

Date de la première publication sur Facebook: Hammam-Chatt, vendredi 27 mai 2016.


mercredi 25 mai 2016

مقارنة طريفة بين المقاربة بالمناهج (Réforme du curriculum) ونظرية المافَوقَ وراثي (L`épigénèse)؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

مقارنة طريفة بين المقاربة بالمناهج (Réforme du curriculum) ونظرية المافَوقَ وراثي (L`épigénèse)؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

نظامنا التربوي التونسي يعتمد حتى اليوم المقاربة بالبرامج وليس المقاربة بالمناهج. تتمثل المقاربة المستعملة حاليا في تصميم برنامج دقيق لكل مادة (Discipline) وكل مستوى تعليمي (Niveau scolaire) والسير على نهجه دون انحراف وكأنه الصراط المستقيم ودون الأخذ بعين الاعتبار المحيط التربوي الذي يشمل المستوى الذهني المحتمل للتلميذ (Développement mental potentiel ou la ZPD de Vygotsky-La Zone Proximale de Développement) وحالته الاجتماعية والمادية، كما يشمل أيضا المدرّس والتجهيزات والخدمات المتوفرة داخل المؤسسة التربوية ومكانها الجغرافي. 
أما بعد الإصلاح الموعود فالحوار التربوي يتطلع إلى العمل بالمقاربة بالمناهج. تتلخص هذه الأخيرة في تصميم برنامج متحركٍ، مَرِنٍ، أي يأخذ بعين الاعتبار كل مكونات المحيط التربوي. برنامج قابلٍ للتغيير والتعديل والتأقلم مع المتغيرات التي قد تعترض تطبيقه وهو البرنامج المُعد سلفا. وقد تصل مرونة هذه المقاربة الجديدة إلى أقصاها في تربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة (Les handicapés
 moteurs ou mentaux)  وتخصص برنامجا انفراديا خاصا لكل طفل على حِده.
أسوق لكم مثالا أولا يبيّن مدى انعدام المرونة في المقاربة بالبرامج من خلال مقارنتها ببيداغوجيا الأهداف  (PPO: Pédagogie Par Objectifs)  ونظرية الكل وراثي (Le tout génétique) سيئتي السمعة، الأولى علميا والثانية تربويا: تقوم هذه البيداغوجيا المتروكة (PPO) على رسم أهداف الدرس قبل إنجازه. بيداغوجيا مثلها مثل المقاربة بالبرامج لا تأخذ بعين الاعتبار جميع مكونات المحيط التربوي. وعلى أساس هاتين المقاربتين الأخيرتين (PPO et Programmes)، يتعامل المدرس التونسي الحالي مع التلميذ كما يتعامل عالم النفس السلوكي مع فأر التجارب: يرسم المدرّس مسبقا للتلميذ مُدْخَلاتِ الدرس ومُخْرَجَاتِه، وينظر إليه وكأنه إناء فارغ يملؤه بما يريد أو صفحة بيضاء يخط فيها ما يشاء، ويعتبره شيئا سلبيا (Objet) عوض أن يعتبره ذاتا حرة مستقلة (Sujet)، ويركّز على تحقيق الأهداف المسبقة التي رسمها هو لدرسه، ولا يعير اهتماما للأهداف الأخرى التي قد تتحقق في الدرس خارج إرادته القاصرة والخالية من الخيال (Manque d`imagination). 
كذلك تبدو لي أيضا نظرية الكل وراثي التي تعتبر الـADN برنامجا متكلسا ينفي إمكانية انبثاق صفات ذهنية كالذكاء نتيجة تفاعل الوراثي (L`inné) مع المكتسب (L`acquis) كما ينفي البرنامج في المقاربة بالبرامج أي جديد (L`intelligence potentielle) قد ينبثق (L`émergence) نتيجة تفاعل المبرمَج مع الطارئ (Le contingent) .
أسوق لكم مثالا ثانيا يبيّن مدى المرونة الكامنة في المقاربة بالمناهج وفي نظرية مافَوقَ الوراثي: على عكس نظرية الكل وراثي تعتبر نظرية مافَوقَ الوراثي برنامج الـADN برنامجا قابلا للتفاعل مع المكتسب، تفاعلٌ قد تنبثق منه صفاتٌ ذهنية غير منتظرة كالذكاء المحتمل كما قد ينبثق من العمل بالمقاربة بالمناهج تلميذٌ جديدٌ واعدٌ يتقن مهارات القرن الوحد والعشرين (المبادرة، النقد، التواصل، إلخ).
ملاحظة: من بين المقاربات الخمس التي تناولتها أعلاه، أعترف أنني لم أتعرّف على المقاربة بالمناهج إلا من خلال مشاركتي الأخيرة في الحوار الوطني حول إصلاح المنظومة التربوية التونسية، لذلك أنتظر من المتخصصين في هذه الأخيرة تعديلا لو كانت مقارَناتي لا تجوز.

إمضائي:
على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"
وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 26 ماي 2016.



mardi 24 mai 2016

وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ

قال تعالى: "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ".  يعني: كلّ دابة، والناسُ -حسب اجتهادي الشخصي- ليسوا منهم، عكس ما ذهب إليه بعض المفسرين. فالإنسان -دونًا عن المخلوقات جميعًا- هو الوحيد الذي نفخ الله فيه من روحه {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} تكريمًا له وتشريفًا فهو إذن قد أخذ مجازيًّا شيئًا من صفات الله أعني بها "الخَلْقُ المشروط باستعمال العقلِ" وعلى الإنسان -عكس جميع الدواب- أن يبحث على قُوتِه وقُوتِ عيالِه بنفسه دون انتظار هِبةٍ من السماء  والبشرُ الذي لا يبتكر ولا يبدع، لَهُوَّ بالعيش مع الحيوانات أحْرَى وأجدَر. ورد في التراث الإسلامي مايلي: "اسعَ يا عبدي وأنا أسعى معك"، والمقصود بهذا القول أن الله يعين العبد، ويوفقه، وييسره لما خلقه له. وقال تعالى: "إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"، قال "ما بقومٍ"، ولم يقل سبحانه "ما بدوابٍّ".
ملاحظة: كلامي هذا ليس حجة يُعتدُّ بها بل هو اجتهاد صادرٍ عن عبدٍ غير مختص في التفسير، كلامٌ يُردُّ عليه ولا  يُؤخذُ به.

فكرة فيلسوف حمام الشط الأستاذ حبيب بن حميدة، نقل مواطن العالَم د. محمد كشكار

مقارنة بين مثقف شيخ (في السن) يقرأ الكتب كثيرًا ومثقف شيخ لم يعد يقرأ في شيخوخته أي كتاب، لا جديدًا ولا قديمًا؟ مواطن العالَم محمد كشكار ، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (Didactique de la Biologie)

مقارنة بين مثقف شيخ (في السن) يقرأ الكتب كثيرًا ومثقف شيخ لم يعد يقرأفي شيخوخته أي كتاب، لا جديدًا ولا قديمًا؟ مواطن العالَم محمد كشكار ، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (Didactique de la Biologie)

أنبِّه القارئ أن لا يتسرّع في تفضيل الأول عن الثاني وأن لا يثق كثيرًا في انطباعه الأول (À mon avis, il faut se méfier de la première impression, car elle mène souvent en erreur).
الأول يقرأ بنهمٍ بالعربية والفرنسية كل ما يجد في المكتبة العمومية بحمام الشط الغنية نسبيا ويقرأ الصحيفة الشهرية "لوموند ديبلوماتيك" بالفرنسية ويقرأ من الجديد ما يمنّ به عليه أصدقاؤه من الإصدارات الحديثة.
الثاني يقرّ ويعترف علنا ودون عُقد أنه وبعد تخرّجه في أواخر الستينيات لم يعد يقرأ، لا الصُّحُفَ ولا الكُتُبَ، لا بالعربية ولا بالفرنسية. لكنه وبعد صمتٍ عميقٍ يضيف: "كنتُ قبل التخرّج أقرأ كثيرا بالعربية والفرنسية والألمانية". أما الأنڤليزية فلغة يتشارك الاثنان في جهل أصولها.
الأول كَتَبَ حوالي ألفَي مقال في الفيسبوك في عديد المواضيع ونُشِر له كتاب ألكتروني في ألمانيا وكتاب ورقي في تونس والثالث في الطريق وله عشرة أخَر جاهزة للنشر.
الثاني لم ينشر حرفا، لا ألكترونيا ولا ورقيا، لا في تونس ولا في ألمانيا التي زارها عديد المرة مذ كان تلميذًا في الصادقية.
الاثنان يساريان غير منتميان ولا يعاديان التونسيين غير اليساريين سواء كانوا قوميين أو إسلاميين. الأول ابن الريف والثاني ابن العاصمة. الأول يساري تخلى عن ماركسيتة والثاني لا زال يتمسك بماركسيته رغم نقده الموضوعي للينين وماو وستالين.
الثاني حصل على الأستاذية اختصاص فلسفة قبل أن تُعرَّب.
الأول حصل على الأستاذية في تونس اختصاص علوم الحياة والأرض وعلى الدكتورا في فرنسا اختصاص إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (Didactique de la Biologie, 2007).
الثاني ، الدنيا -فعليا وبصدقٍ- أمامه كتابٌ مفتوحٌ.
الأول وبالمقارنة، لا زال في هذا الكتاب يتهجى الحروف.
الثاني، لا يضاهيه في الثقافة أحدٌ في حمام الشط.
الأول في حضور الثاني كالتلميذ أمام الأستاذ، يستفتيه في الأفكار التي ينوي الكتابة فيها وغالبا ما يجد عنده التحليل المنطقي والتعديل غير المنتظر أو الجواب المخالِف والمقنِع.
هل فهمتم لماذا نبّهتكم في بداية المقال بعدم التسرّعِ؟
الثاني قال والأول كله آذان صاغية ولو كان بإمكانه لاستلَفَ آذان جميع السامعين: "الوعيُ بالدنيا (La conscience) لا تُكتسبُ بالتعلم (L`apprentissage) وقليله وإن كان ضروريا فقد يُغني عن كثيره وهو في غالِبِه تقليدُ خالٍ من الخلق والابتكار، أما الإبداع (La créativité) فيأتي كحزمة من نورٍ دُفعةً واحدةً وليس تدريجيا كما يعتقد عادة الكثيرون ولا ينتج حتميا عن اطلاع أوسع حتى لو كان في أفضل الجامعات الفرنسية".

إمضائي:
بالفلاقي، فدّيت مِن تعاليق بعض القرّاء: "حقّك اكتبت هَكَّ ولّ ما حققش اكتبت هَكَّ". والِّلِّشاهي شهوة إديرها في عشاه والِّلِّعندو فكرة مخالفة لفكرتي ينشرها في جورنالو وقِيلوني لله يرحم والديكم. أنا شيخ شايخ فلا تطيِّروا من رأسي السكرة الصوفية وأخيرا أقول لكم: ربي عندي فيه بَايْ وفي القرآن عندي بَايِينْ والله لم يبنِ بينه وبيني لا حْجابْ ولا حْجابينْ ويرحم والدين مخترع الفيسبوك ولو كُتِبت له النار ككافر وكُتِبت لي الجنة كمسلم لرَجوتُ الله أن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولو كان بإمكاني لَمنحته مكاني!
على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 24 ماي 2016.
Haut du formulaire


dimanche 22 mai 2016

بْجَاهْ رَبِّي قٌولُولِي يَاخِي القرآن مْتَاعْ شْكُونْ؟ مْتَاعْ المسلمين ولَّ مْتَاعْ العالَمِين؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (Didactique de la Biologie)

بْجَاهْ رَبِّي قٌولُولِي يَاخِي القرآن مْتَاعْ شْكُونْ؟ مْتَاعْ المسلمين ولَّ مْتَاعْ العالَمِين؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (Didactique de la Biologie)

كل ما بَنَى علماء الغرب عِلمًا وتَكْنَلَجُوه ولنا صدّروه وكأنهم من أجلنا اخترعوه، إلا وصاح بعض المتعصبين منّا وقالوا أنهم في القرآن وجدوه. لنفرض جدلا أن ما يدّعونه صحيح: فهل القرآن ملكية خاصة حكرًا على المسلمين دون غيرهم؟   
على حد علمي المتواضع، هو رسالة للعالمين (حسب تأكيد رب العالمين نفسه وحسب قول خاتم النبيّين وأشرف المرسَلين)، مسيحيين ويهود وبهائيين وهندوسيين وبوذيين وحتى الملحدين والناس أجمعين. أأنتم وحدكم تمثلون العالمين أيها المسلمون؟ أليس الذي هداكم بقادِرٍ على هداية غيركم؟ وإلا فكيف تفسرون إسلام روجيه ڤارودي، أحد مؤسسي الحزب الفرنسي ومنظر الإلحاد سابقا، وهو في التاسعة والستين من عُمُرِهِ؟ وقد قدم هذا الفيلسوف للإسلام خدمات فعلية تعجز عشرات الآلاف منكم على تقديمها. ألم يقل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة (الإسلام)، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه". فمن المروض إذن أن القرآن قرآنهم كما هو قرآننا! فبماذا نتباهى إذن نحن المسلمون؟ بما نملك أو بما يملك الجميع؟ زد على ذلك أن إعجاز القرآن هو إعجاز يرجع فيه الفضل لله وحده سبحانه وتعالى وليس لنا فيه أي استحقاق. فهل يحق لنا نحن المسلمون أن نتباهى بما يمنّه الخالق على مخلوقاته جميعا؟ أو ننتحل صفة من صفاته؟ عطفه وكرمه ورحمته شملت الناس أجمعين ولم يقل أنه خص بها المسلمين وحدهم. وعلى حد علمي أيضا لا يعرف أحدٌ غيره مَن سيشمله عفوه وعلى مَن سيسلّط غضبه؟
نمسك بالمصحف ونرفعه هوية وحيدة لنا في وجوه غير المسلمين، لا نفرّق بين صالح وطالح منهم، وكأنه إنجاز من كدّنا وعمل أيدينا. وهم يعرضون علينا علمهم طواعية ومصلحةً ويشرّكوننا فيه ويفتحون أمامنا طريقا للنجاة ولو عملنا بالعلم لفزنا كما فازت بلدان إسلامية وغير إسلامية. نحن نهددهم بجهنم وبئس المصير وكأن جهنم بأيدينا أقفالها! أو كأننا نعلم مسبقا، أهُم أم نحن سُكانها؟ ألا يجازي الله عباده على قدر أعمالهم؟ أوَ نحن أنجزنا حتى ننتظر يوم القيامة ثوابًا على إنجازنا؟ أليس الجواب بائن من عنوانه؟
هل اخترعنا دواءً واحدًا يشفي مرضًا واحدًا؟
هل صنعنا مركبةً سريعة واحدة، بريّة كانت أو جويّة أو بحريّة؟
هل سهلنا التقارب والتواصل والتحابب بين البشر كما فعل مخترعو الهاتف والتلفاز والسكايب والفيسبوك والتويتر؟
هل صدّرنا قمحًا للمحتاجين؟
هل استقبلنا لاجئين أم كنا لهم مهجرين؟
هل قرأنا القرآن؟ نعرفه، نعم، نعمل بفلسفته، لا! وهل في العالم مَن لا يعرفه؟ نحترمه، نقدسه، ونحفظه معززا مكرّما في "الأرجانتيير". وهل يوجد عاقلٌ لا يحترم الكتب المقدسة؟ أما المستشرقون منهم فقد قرأوه وتفكروه وتدبروه وللغاتهم ترجموه. نحن اكتفينا بتقبيله وترتيله كالببغاوات خمس مرات في الصلاة دون خشوع ولا تقوى. وهل إذا قرأناه فهمناه؟ "وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ"َ. ومَن هم الراسخون في العلم"؟ هم ورثة الأنبياء. وهل يمكن اليوم لعالِم واحدٍ أن يكون راسخا في العلم؟ وهل القرآن سهلٌ إلى درجة أن يفسره الغزالي وحده أو القرضاوي وحده ؟ مع احترامي للشيخين الجليلين. وما دام القرآن يحوي العلوم كلها إيحاءً وتلميحًا وليس تعليمًا وتفصيلاً، فالأفضل أن يتولى تفسير آياته وتأويل معانيه فريقٌ غير متجانس من العلماء، ألسني وفيلسوف وإبستمولوجي وبيولوجي وأنتربولوجي وبسيكولوجي وفيلولوجي وسيميولوجي وسوسيولوجي أديان وفنان وطبيب ومن المستحسن أن يكون بينهم عالم أو اثنان غير مسلمين  وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.
شخصيا حفظت جزءً صغيرا منه في الصغر وقرأته وتفسيره في الشباب ولم أتبين عمق مقاصده إلا بعد الدكتورا والمتشابهات فيه أكثر من المحكمات لذلك يحق لي أن أقول أن لكل زمن قرآنه أي تأويله فالنص ثابت في المكان والمعني متحرك وعابر للأزمان، تلك حكمة لا يعلمها إلا هو!
كفانا تكبرا وتفاخرا بما في القرآن وأكيد ليس فينا وهذا التقييم لا يحتاج إلى حجة أو دليل لأنه جلي واضح  وضوح الشمس في الأصيل (نستطيع رؤيتها ولا تعمينا أشعتها)! كفانا احتكارا لمُلك عالمي عمومي مشترك. كفانا اغتصابا لحقوق غير المسلمين المشروعة في القرآن! أليسوا هم أيضا من خلقه؟ ألم يخلقهم سبحانه عنّا مختلفين وذلك لحكمة يعلمها ونحن نجهلها؟ أليس هو القائل: "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"؟ (أكيد هو).
أفيقوا بنُو ديني واصحوا من أوهامكم! ألم يقل لكم بصريح العبارة: "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"؟ (أفضل وأبلغ وأقصر تعريف عندي للعَلمانية). كفانا انتظارا لمُغيثٍ قال لنا أنه لن يأتي! أنكذبه -أستغفر الله- ونقول: لا، سوف يأتي! لقد غير أسلافنا ما بأنفسهم فغير الله ما بهم: فتحوا الأمصار، ملكوا نصف العالم، أحيوا الفلسفة اليونانية وهي رميم، اكتشفوا الجبر وعلم البصريات واللوڤاريتم والصفر والإكس (L`inconnu X) والتشريح وبعض النجوم والكواكب. ومذ تشبثوا بالقرآن نصا وجمدوه معنى ومنعوا الاجتهاد ولم يعملوا بما حثت عليه الفلسفة اليونانية السابقة لنزول القرآن ولم يتفكروا في معنى أولى آيات القرآن " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ"، منذ القرن الثاني عشر ميلادي ساءت أحوالهم وقعدوا والله لا ينصر القوم القاعدين حتى لو كانوا من المسلمين كما لا ينجي من الغرق غير السباحين حتى ولو كانوا من المسلمين. والقرآن لا يشرفه الكسالى الفاشلون من أي دين يكونون.
كيف يتجرأ مسلم جاهل ويرفع القرآن مكفرا  في وجوه علماء للإنسانية نافعون أو في وجوه سياسيين لشعوبهم مستنهضين محررين من أمثال باستور وميندال وغاندي ومانديلا؟ ألم يقل عمر رضي الله عنه: "انصحوا الناس بصمت". قالوا: "كيف يا عمر". قال: "بأخلاقكم وسلوككم". فمَن يا ترى ينصح اليوم الناس بصمت؟ أأنتم أم هم؟ وَمَن يَقْتُلُ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ دون حَقِّ ؟ أأنتم أم هم؟ ضعفاء الأنفس منهم فعلوها فينا والمجاهدون في سبيل الشيطان منا أجهزوا على المتبقي منا.
بالله عليكم قولوا لي مَن ربكم ومَن ربهم؟ أليس رب واحد أحد، الله الصمد؟ أوَ أنتم للتوحيد أيضا محتكرون؟ اتقوا الله في دينكم و"وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ". هم عملوا فبارك الله أعمالهم. وأنتم، مَن أنتم؟ أم لديكم اعتراض على مشيئته؟
أخيرا من فضلكم أجيبوا على سؤالي: بْجَاهْ رَبِّي قٌولُولِي يَاخِي القرآن مْتَاعْ شْكُونْ؟ مْتَاعْ المسلمين ولَّ مْتَاعْ العالَمِين؟ شخصيا أقول مْتَاعْ الناس أجمعين مسلمين وغير مسلمين. ولو جيدا قرأتموه لَوجدتم فيه تمجيدًا لهم، هم العاملون. ولو تمعنتم فيه أكثر لَاكتشفتم فيه تقريعًا لكم، أنتم القاعدون، الذين لا يقرأون وبأول النزول لا يعملون. فكيف يا ترى دون العمل والعلم ستفلحون؟ اتركوا علم الله لله وأرونا علمكم. ألم يهبكم الله مع القرآن عقلا؟ فلماذا هم تمسكوا بواحد مما عندكم ففازوا ؟ وأنتم فشلتم منذ أن أهملتم العقل متصورين خطأ أنكم فزتم  بالقرآن وفاتكم أن القرآن بلا استعمال العقل يبقى كلام الله لكن لا يستفيد منه البشر حتى لو كانوا من المسلمين ولربهم صباحا مساء راكعين خاشعين. ضاعَ بسبب "ذكائكم" الأول والثاني!
وإذا كنتم فعلا "خير أمة أخرِجت للناس" كما يقول عنكم القرآن فاثبتوا للعالَم أحقيتكم بهذا الشرف. أستغفر الله، يبدو لي أنه لا يقصدكم بهذا الوصف! فالأمة الأسكندنافية أحق منكم بهذا الوسام الرباني يا مسلمين غير مسلمين. ألم يقل ابن تيمية شيخ السلفية وأنا في هذه أوافقه تماما: "دولة عادلة كافرة خيرٌ من دولة مسلمة ظالمة" والسلام.

إمضائي:
على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
بالفلاقي، فدّيت مِن تعاليق بعض القرّاء: "حقّك اكتبت هَكَّ ولّ هَكَّ". والِّلِّشاهي شهوة إديرها في عشاه والِّلِّعندو فكرة مخالفة لفكرتي ينشرها في جورنالو وقِيلوني لله يرحم والديكم. أنا شيخ شايخ فلا تطيِّروا من رأسي السكرة الصوفية وأخيرا أقول لكم: ربي عندي فيه بَايْ وفي القرآن عندي بَايِينْ والله لم يبنِ بينه وبيني لا حْجابْ ولا حْجابينْ ويرحم والدين مخترع الفيسبوك ولو كُتِبت له النار ككافر وكُتِبت لي الجنة كمسلم لرَجوتُ الله أن يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولو كان بإمكاني لَمنحته مكاني!  

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 22 ماي 2016.



samedi 21 mai 2016

تنبيه ودي موجه إلى بعض مَن يقرأني على صفحتي الفيسبوكية ولا يفهمني؟ مواطن العالَم محمد كشكار ، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (Didactique de la Biologie)

تنبيه ودي موجه إلى بعض مَن يقرأني على صفحتي الفيسبوكية ولا يفهمني؟ مواطن العالَم محمد كشكار ، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (Didactique de la Biologie)

صفحتي الفيسبوكية هي عبارة عن بيتي وفضائي الخاص (Mon journal facebook est un espace privé, non public)، أكتب فيها ما أشاء كيفما أشاء ليس كما يشاء القارئ مع احترامي لكل قارئ لأنني لستُ داعية سياسي أو فكري ولا ولم ولن أطلب من قرائي أن يصدقوني ويثقوا في خطابي، بل واقتداءً بالمنهج العلمي، أرجو من قرائي الكرام الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد، ولا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى.
لو أراد أحدُ الأصدقاء الافتراضيين دخول صفحتي أي فضائي الخاص، عليه أن يطلب إذنًا بالدخول (Demande d`ajout d`amis) وينتظر موافقتي (Confirmer) وعادة ما أوافق على كل طلبات الصداقة كما أفتح باب بيتي الحقيقي لكل ضيف من شحم ولحم. تدخل صفحتي مثلما تدخل بيتي، تقرأ فيها كل مقالاتي فأرجوك لا تستغل كرمي الافتراضي وطيبتي الواعية وأظن أنه لا يُعقل أن يَسُبَّ ويَشْتُمَ الضيفُ مضيفَه. لذلك يا ضيفي العزيز لو لم تُعجِبك ضيافتي فاخرج من صفحتي-بيتي بسلام دون عنف لفظي ولو أخطأتَ في حقي دون خلفية مقصودة فسأشطبك من قائمة أصدقائي (Retirer de la liste d`amis). في الصحافة أو الكتب، أي الفضاء العام (Espace public) لا يستطيع الكاتب أن يمنع القارئ من قراءة مقالاته أو كتبه. أما في فضائي الخاص (Mon Journal facebook = Mon Espace privéفأستطيع أن أمنعك من دخول صفحتي-بيتي ثانية بنقرة واحدة على الفأرة (Bloquer) لو تماديت وأصررت على الإساءة وقلة التربية وخنت أخلاقيات الضيف حيال مضيفه، خاصة وأنني سبق وأن حذّرتك في إمضائي المتكرر " على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لك ناقصا أو سيئا، ردَّ بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي".
ألفِتُ نظر القارئ حَسَنُ النية  أنني حر في كل ما أكتب وأن عمري 64 عام وأنني لا أنتمي لأي حزب ولا أؤمن بأي إيديولوجية ولستُ متعصبا لأي دين أو قومية ولا أقبض ثمنًا على محاضراتي أو مقالاتي ولا أقبل وصاية فكرية من أحد وإذا عَنَّ لي كيساري غير ماركسي وغير إقصائي وغير معادي لأحد وكتبتُ يومًا وارتأيت أن راشد الغنوشي أولَى بجائزة نوبل للسلام  فلا تهاجم شخصي وهاجم الاقتراح وانشر مقالا تدافع فيه عن عدم أحقية الغنوشي بهذه الجائزة.
أخيرا أعترف لك بهشاشتي كبشر مثل كل البشر غير السياسيين، لكنني أرى نفسي قويا بأفكاري والأفكار التي أنقلها جُرِّبت فصَمدت وناقل العلم من أمثالي يجامل أما العلم فلا يجامل بل على العكس يهاجم. وبكل لطفٍ أدعوك إلى معارضة أفكاري ومهاجمتها بكل قوة وتهديمها إن استطعتَ إلى ذلك سبيلا فالفكر لا يرتقي إلا بالحجة ودحض الحجة ومن ناحيتي فالنقد عندي هدّام أو لا يكون.
شخصيا لا أعادي أحدا مهما كان فكره وأرجو أن لا يعاديني أحدٌ مهما كان فكري ولا أنشر إلا في صفحاتي الفيسبوكية الثلاث وفي مدونتي وفي صفحة "جمنة بلادي" ولم أطلب من أحدٍ اقتسام مقالاتي (Partager) لكنني بصدقٍ أفرح بنشرها في صفحات أصدقائي الافتراضيين وربي "إكثرهم عَلَيَّ وإخلِّيهم لِيَّ".
إمضائي:
على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 21 ماي 2016.

vendredi 20 mai 2016

جليسي اليومي في المقهى، فيلسوف حمام الشط الماركسي، الأستاذ حبيب بن حميدة يتحدث عن الدين الإسلامي والاستعمار؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (Didactique de la Biologie)

جليسي اليومي في المقهى، فيلسوف حمام الشط الماركسي، الأستاذ حبيب بن حميدة يتحدث عن الدين الإسلامي والاستعمار؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (Didactique de la Biologie)

سألته: قال لي صديق ماركسي مرة: المؤرخون العلمانيون أصبحوا يساوون بين الاستعمار الأوروبي الحديث والفتوحات الإسلامية القديمة.
أجاب: نبدأ بتحديد أهداف الاستعمار الأوروبي الحديث (La colonisation): نهب المواد الأولية، جلب يد عاملة أمية ورخيصة وفتح أسواق لبيع إنتاجه الصناعي الوافر، والمسلمون الفاتحون لم يفعلوا شيئا من ذلك.
- ألم يسخِّروا المواطنين المفتوحين عبيدًا وجواريَ لخدمتهم ؟
- العبودية عند المسلمين لم تكن نظاما اقتصاديا صارما كما وقع للسود الأفارقة في أمريكا. عبيد المسلمين كانوا عبيد الخدمات المنزلية في قصور الأغنياء والأمراء إلا النزر القليل منهم. وأبناء العبيد عندنا قد يُعتَقون والإسلام يحث على ذلك فيتحررون وقد يرتقون وقد يتبوءون أعلى المناصب السياسية والعسكرية والفقهية والفكرية مثل خير الدين باشا في تونس وتركيا والمماليك عموما (Mobilité sociale exemplaire) أما في الدول الأوروبية حتى أواسط القرن العشرين (أمريكا وجنوب إفريقيا) فالتفرقة العنصرية كانت حاجزا لا يمكن تجاوزه بالنسبة إلى طبقة العبيد وخاصة السود منهم مهما كدّوا واجتهدوا. في الامبراطوريات الإسلامية وبين المسلمين الأحرار أو العبيد المعتوقين، لا توجد أي تفرقة من أي نوع (Pas de ségrégation, ni de classe, ni de caste, ni raciale, ni sociale, ni de couleur, ni sexuelle, ni ethnique) ولدخول الإسلام يكفي أن تقول "لا إله إلا الله" البسيطة في نطقها البليغة في معناها دون أي شرط من أي نوع وقد سبق النبي عصره بقوله "لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى".
- لكن المسيحية أيضا دين محبة؟
- عندما استعمرت إسبانيا أمريكا الجنوبية في القرن الخامس ميلادي، كانت الكنيسة الحاكمة آنذاك تستقدم الهنود من بلادهم الأصلية لتتثبت منهم هل هم ينتمون إلى النوع البشري أم لا.
- ألم يستعمر العرب إسبانيا نفسها؟
- الفاتحون المسلمون لا يرون ذلك استعمارا لأنهم عند فتحهم للبلدان جميعا كانوا يعتقدون إيمانيا أن كل فرد هو مسلم بالفطرة وأبواه مسّحوه أو هوّدوه أو مجّسوه وواجبهم الديني يحتِّم عليهم أن يذكّروه أن الدين عند الله الإسلام والإسلام رسالة للعالمين (Une religion super-universelle).
- أليست المسيحية أيضا دينٌ عالميٌّ؟
- نعم لكن، المسيحية لم تؤسس مثل الإسلامِ دولة وقوانين ونمط حياة بل وجدت الدولة الرومانية وقوانينها فتأقلمت معها ولبستها وفضلت مبدأ السيطرة على قيمة الحب والعدل وارتكبت جرائم ضد الإنسانية لا تُقارن البتة بما ارتكبه الإسلام. أما الدين الإسلامي فهو دينٌ مؤسِّسٌ لكيان من عدمٍ.
- ألا يبدو من كلامك هذا أنك تشكر الدين الإسلامي؟
- أنا لا أشكر ولا أذم بل أحلل حالة دون خلفيات إيديولوجية إقصائية أومعادية.
- ألا يبدو من كلامك هذا أنك مثل السلفيّين تحنّ إلى الماضي "المجيدِ"؟
- لا، أنا أقول أن قيمة المساواة السائدة عند المسلمين قديما ربما تكون هي سبب هزيمتهم أمام الدول الاستعمارية العنصرية، فرّطوا في امبراطوريتاهم بسبب بابهم المفتوح لكل مَن هبَّ ودبَّ فهُم يعتبربون أن كل إنسان هو مسلمٌ بالقوّة (Tout individu est un musulman en puissance quelque soit sa religion, chrétien, juif, bahaii, hindou, confucéen, boudhiste, athéee ou agnostique ou autre) حتى لو لم يكن مسلما بالفعل (non musulman).
- ألا يظهر من كلامك هذا أنك تجامل الإسلاميين المعاصرين؟
- العكس تماما، نحن الاثنان نهاجمهم لأنهم فرّطوا في القيم الإسلامية الكونية وأصبحوا يتشبهون بأعدائهم وفعلوا اليوم ببعضهم البعض ما فعله الكاتوليك بالبروتستانت أو اقتربوا من ذلك. رحمة ربي واسعة جدا جدا وتسع الناس جميعا وهم ضيقوا فيها، لا بل سجنوها في أوطان وأحزاب وطوائف ومذاهب وكتب صفراء ونسوا أن الله دوما بابه مفتوحٌ لجميع الناس من كل الأديان والإيديولوجيات والأعمار وغفرانه في متناول أي بشر إلى آخر ثانية من عمره طال أو قصر، وأنكروا في معيشهم اليومي أن الله رب العالمين و ليس حكرا على المسلمين ورفعوا الطقوس والخمار هوية لهم وغفلوا على لب القرآن المليء بالمجاز والفلسفة والتقوى والتسامح ونكران الذات ولعلمك فإن الأحكامَ فيه لا تتجاوز العُشر.

أنهِي بأحلى إسلام وأفضل كلام، ما قاله لي يومًا صديقي القيادي النهضاوي النادر والبارز في المهجر، أستاذ القرآن في مدارس باريس، السيد بكّار عزوز: "أحسن هدية أود أن أقدمها لكل إنسان في الكون هي الإسلام فهل أستطيع أن أقدم هدية إلى شخص أكرهه؟ طبعًا لا! إذن فقَدَرِي كمسلم يفرض عليَّ أن أحب الناس جميعا دون تمييز لوني أو جنسي أو عرقي أو طائفي أو طبقي أو اجتماعي أو ديني أو قومي أو ثقافي أو لغوي، لا أريد أن أحرم من نعمة الإسلام أحدا، العَلماني والعِلماني والشيوعي واليساري والملحد والوسَطِي والمتطرِّف والمجرم والمِثلي، وليس لي اختيارٌ آخر غير الحب اللامشروط ولم يترك لي الإسلام طريقا آخر غير العطاء المجاني ومن طرف واحد ولا أملك كنزًا غيره أتصدق به ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى".

إمضائي:
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 20 ماي 2016.
Haut du formulaire