هو ليس استجداءً لعطفٍ من أحدٍ، بل هو
لومٌ وديٌّ خفيفٌ، أوجهه مباشرة إلى بعض أصدقائي الحميمين الذين لم أسمع منهم
يومًا كلمةَ حب أو ودّ، مجرد كلمة ترفع معنوياتي وتشجعني وتحثني على البحث
والقراءة والكتابة والنشر وإلقاء المحاضرات العلمية مجانا: أرجوكم بل أناشدكم أن
تواصلوا جفاءكم وتزيدوا في قسوتكم وتستمروا في تجاهلكم للمجهود الفكري الذي أبذله،
حتى لا أغترَّ بنفسي وأزهوَ بها خطأ، وأعلمكم أن "الليقرأ في روحَه النقص...
مثلِي... إن شاء الله إبات عالكمال". قال لي الأقرب فكريا فيهم: "ما
بالك شاغل نفسك ياسر بيهم، الظاهر أن شخصيتك ضعيفة". لو كان ضعفي يتجسم في حب
أصدقاء الشباب، فأنا أتباهى بهذا النوع من الضعف الإنساني الرقيق المحبب، وكيف لا
أشغل نفسي بصداقة صمدت ودامت زهاء الأربعين سنة، ولو حقدتُ عليهم فمعناها أنني
خنتُ نفسي، وما دوام العلاقة معهم إلا دليل على أن فيهم الكثير مما أبحث عنه
وأحتاج إليه وفيّ القليل منهم. صديقكم كشكار الذي يزداد انشغاله بكم كلما ازداد
تجاهالكم له، لكن أذكّركم أن للصبر حدود وأن الكرامة عندي قبل الصداقة فلا تسقطوا
غصن الزيتون من يدِي.
Samedi 14 mai 2016
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire