درسٌ تعلمته اليوم صباحًا في
مقهى الشيحي بحمام الشط الغربية: أفسَدُ نوعٍ من أنواع الوثوقِ بالنفس هو وثوق
"العالِمين" الجاهلين بأنهم لم يُؤتوا من العلم إلا قليلاَ! مواطن
العالَم محمد كشكار ، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا
ولا يقدر على إعطاءِ الدروسِ
عادة إلا المشتغلين على الفلسفة. قلتُ وأنا أتحدث: "تدهورُ القِيم ظاهرة شملت
جل شعوب العالَم، المتخلف منه والمتقدِّم على السواء". انتفض جليسي أستاذ
الفلسفة وقوّمني قائلا: "القِيمُ لا تتدهور ولا تنحط ولا تشيخ ولا تموت أبدا".
وهل يفنَي المجرّدُ الذي لا يفنى؟ هل يتدهور الصدقُ؟ هل ينحط العدلُ؟ هل يموت الإخلاصُ؟
فمَن يتدهورُ إذن؟ أردف
وأضاف: "وحدها هي آليات فهم القِيم من قِبل البشر الفانين حتمًا التي تتغير
وربما تنقرض مع مرور الزمن".
تُترجمُ خطأً وتُشوَّهُ قصدًا وتُحوّل وجهتُها فلا ينجحُ خاطِفُها إلا في خطف نفسه
من عالَم الإنسانية. الانتهازي يضرّ غيرَه وهو لا يعي أنه بتخلّيه عن القيم يضرّ
نفسه أولا. يفعل الجاهل بنفسه...
إمضائي:
عتاب ودي موجه إلى أصدقائي
اليساريين الأرتدوكسيين منتمين وغير منتمين (مَن يدّعون أن رأيهم وحده هو
المستقيم) الذين ينعتونني بالمنافق: هل تنافقكم الفراشة عندما تكسر شرنقتها
وتطير؟
"وإذا كانت كلماتي لا
تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 10 ماي 2016.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire