Affichage des articles dont le libellé est نقد التعليم في تونس.. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est نقد التعليم في تونس.. Afficher tous les articles

samedi 4 juin 2016

هل يحق للأستاذ أن يتباهَى بتلامذته المتفوّقين الذين تخرّجوا أطباءً ومهندسينَ؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

هل يحق للأستاذ أن يتباهَى بتلامذته المتفوّقين الذين تخرّجوا أطباءً ومهندسينَ؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

1.     يبدو لي أن الأستاذ الذي يتباهَى بتلامذته المتفوقين الذين تخرّجوا أطباءً ومهندسينَ هو أستاذٌ قد أخطأ مرتين: المرة الأولى، أخطأ في حق نفسه لأنه نسي أن فَشَلَ التلامذة غير المتفوقين -وهم عادة أكثر- سوف يُنسَبُ إليه أيضا (وَحلَةْ المِنْجِلْ في الڤلّة). المرة الثانية، أخطأ في حق هؤلاء المتفوّقين لأنه نَسَبَ نجاحَهم إليه، أي تباهَى بإنجاز ليس هو مَن صَنَعَه على الأقل جزئيا.
2.     يبدو لي أن هذا الأستاذ الشاكِرُ نفسه قد ظلَمَ تلامذته -ربّما عن حسن نية- مرتين أيضا: المرة الأولى، ظلمَ تلامذته غير المتفوّقين لأنه لم يصنع منهم متفوّقين خاصة وهو يحاول أن يوهِم السامعين بقدرته العجيبة على صُنعِ العباقرة. المرة الثانية، ظلَمَهم لأنه ميّز عليهم خلال دراستِهم ودون وجه حق زملاءَهم المتفوّقين.
3.     يبدو لي أن هذا الأستاذ قد انحاز حيث يدعي أنه عَدَلَ لأنه بذلَ جهدًا في غير محله: قدّم مساعدةً لمَن ليسوا في حاجة إلى مساعدته من المتفوّقين (جلهم أولاد أغنياء أو أولاد متوسطي الحال يتلقون دروسًا خصوصيةً خارج المعهد) وكان الأجدَرَ به أن يقدّم هذه المساعدة لمَن هم في حاجة ماسّة وأكيدة إليها، أعنِي بهم الأكثرية غير المتفوّقة التي تتعرّض إلى صعوبات تعلّمية ولا تنتظر مساعدة إلا منه هو فقط وليس لها أحدًا غيره (عادة ما يكونوا مِن أبناء الفقراء والمحتاجين الذين لا يقدرون على دفع ثمن باهظٍ مقابل الدروس الخصوصية).
4.     يبدو لي أن هذا الأستاذ الذي يظن أنه أعدَلُ من الفاروق عندما قدّم درسًا موحدًا إلى تلامذة مختلفي القدرات الذهنية نتيجة اختلاف موروثهم الجيني وحالتهم المادية والاجتماعية والثقافية.
5. يبدو لي أن هذا الأستاذ غيرَ المؤمِنِ أو غيرَ المطّلِعِ على مزايا المدرسة البنائية (
L`école constructiviste de Piaget, Vygotsky et les néopiagetiens : l`élève construit son savoir lui-même avec l`aide de son prof et ses pairs) التي تقول أن ذكاء التلامذة لا يُرَتّبُ (Le prix Nobel, Albert Jacquard: On ne peut pas catégoriser l`intelligence) وأن الذكاءَ الخفيَّ المحتملَ لا يَراهُ إلا الأساتذة المستنيرين بعلوم التربية وهم للأسف الشديد قلة قليلة جدا (La ZPD de Vygotsky: Zone Proximale de Développement mental de l`élève). هذا الأستاذ المغترّ بنفسه والذي يمشي على الأرض مرحًا، هذا الأستاذ الراضِي عن نفسه رضاءُ الجاهل الذي لا يعي أنه جاهلٌ، هذا الكائن الغريب العجيب لا زال يطبق التعاليمَ الباليةَ للمدرسة السلوكية (L`école béhavioriste de Watson et Skinner: on donne à l`élève une question, on attend de lui une réponse, on ne cherche pas plus loin) التي تعتبر التلميذَ عجينةً مرنةً نشكّلها كما نشاءُ أو إناءً فارغًا نملؤه بما نريدُ أو فأرَ تجارِبٍ، نرسمُ له مسبقًا مدخلَ المتاهة ومَخرجَها.
6. يبدو لي أن هذا الأستاذ المسكين، الذي يشعر بالتفوق لمجرّد تفوق تلامذته ولا يشعر بالفشل لفشل تلامذته، يجهل أن التفوقَ ليس من عنده والفشلَ أيضا ليس من عنده. التفوقُ والفشلُ يا سِيدِي هم انبثاق (
Émergence) ينتج عن تفاعلٍ معقّدٍ ومستمرٍّ (Interaction complexe et permanente) بين قدرات التلميذ الذهنية الوراثية (Son patrimoine génétique) وقدراته المكتسبة (Ses acquis mérités) من المحيط التربوي (البرنامج، وسائل التعلم، البنية التحتية للمدرسة، الحالة المادية والاجتماعية والثقافية لعائلة التلميذ نفسه، إلخ. وما الأستاذ إلا حلقة من هذه الحلاقات المترابطة والمتشابكة، حلقة مهمة، أكيد، لكنها ليست محدِّدَة).

خاتمة:
يبدو لي أن الأستاذَ المثاليَّ هو أستاذٌ مُطالَبٌ بالزرعِ دون انتظار الحَصَدِ. هو إذن زارِعٌ وليس بِحاصِدٍ. هو مطالبٌ بالعطاءِ دون انتظار الجزاءِ. هو لا يدري أنه يملك كنزًا لا يفنَى، كنزٌ فريدٌ من نوعه، كنزٌ يزيدُ كلما زاد العطاءُ منه، كنزٌ اسمه العِلمُ. هنيئًا له وطُوبَى له، فاز في الدنيا وفي الآخرة. فهو في عالم المُثُلِ يُعدُّ من أغنى الأغنياء وأشرفُ العطّائينَ جميعًا من حاتم الطائي إلى بيل ڤاتس!

إمضائي:
على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 4 جوان 2016.
Haut du formulaire


mardi 31 mai 2016

ماذا تعني "المقاربة بالمنهاج" التي يَعِدُنا بها إصلاحُنا التربوي؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

ماذا تعني "المقاربة بالمنهاج" التي يَعِدُنا بها إصلاحُنا التربوي؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)


المصدر: محاضرة قدمتها متفقدة أنڤليزية، المشاكسة الرائعة نجوى السوداني، التي لم تعجب واحدٌ فقط من بين حوالي خمسين مشاركًا.
ملخص المحاضرة:
- "المنهاج للنظام التربوي، كالدستور للبلاد" (Un curriculum est à un système éducatif ce qu`une constitution à un pays).
- هي مقاربة تشمل كل المقاربات التربوية، البيداغوجية منها والديداكتيكية والإبستمولوجية والفلسفية والسوسيولوجية والبسيكولوجية والعاطفية والبنائية (Une approche qui jongle avec toutes les autres approches).
- هي مقاربة تعتبر "التلميذ الذي يتعرض إلى صعوبات تعلمية" محورًا لكل إصلاح تربوي ولكل العملية التربوية برمتها، لكنها لا تهمل الفاعلين التربويين الذين يحومون حوله ومن أجله وعلى سبيل الذكر لا الحصر، نذكّر بأهمهم: المربون والأولياء والإداريون والمتفقدون والقيمون والمشغِّلون.
- تصمّم وتكتب وتراجع وتعدِّل البرامج (programme d`une discipline # curriculum).
- تصمّم وتكتب وتراجع وتعدِّل وتنشر الكتب المدرسية.
- تنظم التكوين المستمر للمربين أجمعين، معلمون وأساتذة ومتفقدون وقيمون وإداريون.
- تحدّد وتراجع وتعدِّل السياسة التقييمية لمكتسبات التلميذ بالتنسيق مع ميولاته وتوجّهاته.
- تنظم وتحدّد مرحلة صياغة منهاج جديد (عام) ومرحلته التحسيسية والتواصلية والتجريبية (ثلاث سنوات) بهدف إنجاح تبنّيه عن طواعية وكسب التعاطف معه من قِبل التلميذ أولا، والمربي ثانيا، والولي ثالثا، والمشغِّلين رابعا، والإداريين خامسا، وعمال التربية سادسا والمنظمات العالَمية الحكومية وغير الحكومية سابعا، إلخ.
- تهدف إلى الرقيِّ بالمتخرّج التونسي (نهاية الأساسي أو نهاية الثانوي أو نهاية العالي) وضمّه عن حب ورغبة إلى عالَم أرحب، عالم القيم الكونية، ومساعدته على الخروج من عالَمه المنغلق الضيق، عالَم الهويات القاتلة (Les identités meurtrières: arabe, musulman, sunnite, chiite, kharidjite, bahaïste, catholique, protestant, orthodoxe, copte, juif, communiste, trotskiste, stalinien, léniniste, conservateur, progressiste, libéral, laïque, capitaliste, socialiste, nationaliste, salafiste, djihadiste, révolutionnaire, réactionnaire, moderniste, etc. À mon avis, il vaut mieux jongler avec toutes ces identités pour diluer leurs venins respectifs dans le but de s`évader une fois pour toute de leurs paradigmes-prisons).


إمضائي:
على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 31 ماي 2016.


mercredi 25 mai 2016

مقارنة طريفة بين المقاربة بالمناهج (Réforme du curriculum) ونظرية المافَوقَ وراثي (L`épigénèse)؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

مقارنة طريفة بين المقاربة بالمناهج (Réforme du curriculum) ونظرية المافَوقَ وراثي (L`épigénèse)؟ مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (La Didactique de la Biologie)

نظامنا التربوي التونسي يعتمد حتى اليوم المقاربة بالبرامج وليس المقاربة بالمناهج. تتمثل المقاربة المستعملة حاليا في تصميم برنامج دقيق لكل مادة (Discipline) وكل مستوى تعليمي (Niveau scolaire) والسير على نهجه دون انحراف وكأنه الصراط المستقيم ودون الأخذ بعين الاعتبار المحيط التربوي الذي يشمل المستوى الذهني المحتمل للتلميذ (Développement mental potentiel ou la ZPD de Vygotsky-La Zone Proximale de Développement) وحالته الاجتماعية والمادية، كما يشمل أيضا المدرّس والتجهيزات والخدمات المتوفرة داخل المؤسسة التربوية ومكانها الجغرافي. 
أما بعد الإصلاح الموعود فالحوار التربوي يتطلع إلى العمل بالمقاربة بالمناهج. تتلخص هذه الأخيرة في تصميم برنامج متحركٍ، مَرِنٍ، أي يأخذ بعين الاعتبار كل مكونات المحيط التربوي. برنامج قابلٍ للتغيير والتعديل والتأقلم مع المتغيرات التي قد تعترض تطبيقه وهو البرنامج المُعد سلفا. وقد تصل مرونة هذه المقاربة الجديدة إلى أقصاها في تربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة (Les handicapés
 moteurs ou mentaux)  وتخصص برنامجا انفراديا خاصا لكل طفل على حِده.
أسوق لكم مثالا أولا يبيّن مدى انعدام المرونة في المقاربة بالبرامج من خلال مقارنتها ببيداغوجيا الأهداف  (PPO: Pédagogie Par Objectifs)  ونظرية الكل وراثي (Le tout génétique) سيئتي السمعة، الأولى علميا والثانية تربويا: تقوم هذه البيداغوجيا المتروكة (PPO) على رسم أهداف الدرس قبل إنجازه. بيداغوجيا مثلها مثل المقاربة بالبرامج لا تأخذ بعين الاعتبار جميع مكونات المحيط التربوي. وعلى أساس هاتين المقاربتين الأخيرتين (PPO et Programmes)، يتعامل المدرس التونسي الحالي مع التلميذ كما يتعامل عالم النفس السلوكي مع فأر التجارب: يرسم المدرّس مسبقا للتلميذ مُدْخَلاتِ الدرس ومُخْرَجَاتِه، وينظر إليه وكأنه إناء فارغ يملؤه بما يريد أو صفحة بيضاء يخط فيها ما يشاء، ويعتبره شيئا سلبيا (Objet) عوض أن يعتبره ذاتا حرة مستقلة (Sujet)، ويركّز على تحقيق الأهداف المسبقة التي رسمها هو لدرسه، ولا يعير اهتماما للأهداف الأخرى التي قد تتحقق في الدرس خارج إرادته القاصرة والخالية من الخيال (Manque d`imagination). 
كذلك تبدو لي أيضا نظرية الكل وراثي التي تعتبر الـADN برنامجا متكلسا ينفي إمكانية انبثاق صفات ذهنية كالذكاء نتيجة تفاعل الوراثي (L`inné) مع المكتسب (L`acquis) كما ينفي البرنامج في المقاربة بالبرامج أي جديد (L`intelligence potentielle) قد ينبثق (L`émergence) نتيجة تفاعل المبرمَج مع الطارئ (Le contingent) .
أسوق لكم مثالا ثانيا يبيّن مدى المرونة الكامنة في المقاربة بالمناهج وفي نظرية مافَوقَ الوراثي: على عكس نظرية الكل وراثي تعتبر نظرية مافَوقَ الوراثي برنامج الـADN برنامجا قابلا للتفاعل مع المكتسب، تفاعلٌ قد تنبثق منه صفاتٌ ذهنية غير منتظرة كالذكاء المحتمل كما قد ينبثق من العمل بالمقاربة بالمناهج تلميذٌ جديدٌ واعدٌ يتقن مهارات القرن الوحد والعشرين (المبادرة، النقد، التواصل، إلخ).
ملاحظة: من بين المقاربات الخمس التي تناولتها أعلاه، أعترف أنني لم أتعرّف على المقاربة بالمناهج إلا من خلال مشاركتي الأخيرة في الحوار الوطني حول إصلاح المنظومة التربوية التونسية، لذلك أنتظر من المتخصصين في هذه الأخيرة تعديلا لو كانت مقارَناتي لا تجوز.

إمضائي:
على كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"
وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 26 ماي 2016.



jeudi 19 mai 2016

أول مرة في حياتي المهنية كأستاذ أستفيد من محاضرة يقدمها متفقد! مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (Didactique de la Biologie)

أول مرة في حياتي المهنية كأستاذ أستفيد من محاضرة يقدمها متفقد! مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا (Didactique de la Biologie)

هو السيد هشام الشابي، متفقد ابتدائي، قدمها بمشاركة السيد الطاهر الدرڤاع (CNIPER, Centre National d`Innovation Pédagogique et de Recherche en Education).
ملخص:
حسب اليونسكو (UNESCO, l'Organisation des Nations Unies pour l'Education, la Science et la Culture)، ما هي مهارات القرن 21 التي ستُبنَى على أساسها المرجعية الوطنية للتعليم في الإصلاح التربوي الموعود؟ قد يصل عددها إلى 16 والمحاضران لخصاها في الستة كفايات التالية:
1.     الإبداع والمبادرة والتجديد.
2.     التفكير النقدي وحل المشكلات واتخاذ القرار.
3.     التواصل والعمل التشاركي داخل فريق.
4.     توظيف تكنولوجيا المعلومات والتواصل في التعليم (L`enseignement) والتعلم (L`apprentissage).
5.     الوعي الثقافي والمواطني.
6.     تطوير الذات عبر التعلم الذاتي والتعلم مدى الحياة وتصوّر مشروع والتحلِّي بالمرونة.

تعليق:
أطرح الإشكالية التالية: هل تتوفر هذه المهارات لدى المربين التونسيين (أساتذة ومعلمين) حتى يعلِّموها لتلامذتنا؟ أشك!

إمضائي:
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 19 ماي 2016.



mercredi 18 mai 2016

اتقاءً لِما قد أتعرض له غدا من تهجم مباشر من بعض المتفقدين في اجتماع اللجان الفنية للإصلاح التربوي بالبحيرة 2 تحت إشراف الاتحاد العام التونسي للشغل (بَلَغَنِي)؟ مواطن العالَم محمد كشكار ، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

اتقاءً لِما قد أتعرض له غدا من تهجم مباشر من بعض المتفقدين في اجتماع اللجان الفنية للإصلاح التربوي بالبحيرة 2 تحت إشراف الاتحاد العام التونسي للشغل (بَلَغَنِي)؟ مواطن العالَم محمد كشكار ، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

مقدمة:
أنا مربي متقاعد ونقابي متطوع في عمل اللجان الفنية، أي ليست لي أي مصلحة مادية أو معنوية. لذلك لستُ مستعدا للتنازل عن كرامتي قيد أنملة. وبكل لطف أعلِم القراء المتابعين المحايدين أنني لا أختلق طواحين دونكيشوتية أو معارك وهمية.  والدليل أنني سبق وأن تعرضت مرّتين إلى تهجّم لا أخلاقي: التهجّم الأول مباشر وفي اجتماع البحيرة الأول (16-17-18 نوفمبر 2015) من قِبل نقابية متفقدة بعدما نقدتُ وظيفة متفقدي الثانوي مع الإشارة أنني قلتُ أنني أحترم ذواتهم. قالت لي بالحرف الواحد: "يا سي محمد أنتَ الظاهر عندك عقدة من المتفقدين وبلاستك موش هنا، بلاستك في عندي ما انقلك". صبرتُ على إساءتها يومًا كاملا في انتظار اعتذارها، لم يأت فقلت لها في الغد: "أنتِ متخلفة علميا وقليلة تربية أخلاقيا". التهجّم الثاني افتراضي وصدر عن نقابي متفقد بعدما ما نشرتُ على صفحتي الفيسبوكية الجدارية رقم 1 أسفله بتاريخ 14 ماي  2016 . نشر تعليقا وختمه بالجملة الإنكارية التالية: "بأي وجه سيأتي كشكار إلى الاجتماع القادم؟". أجيبه افتراضيا، وعلى قدر التهجم يكون الرد: "سآتي بوجه كشكار كالعادة، لا أكثر ولا أقل. ومما سأخجل يا تُرى؟ لم أخن مؤتمنا ولم أفشِ سرّا ولم أخرج عن حدود اللياقة والأدب ولستُ غرّا ولن أكون ولن أسكت عن الظلم وسوف أردّ على الإساءة بأضعافها والبادئ أظلم وقد أعذر من أنذر وإن كنتَ لا تصدّقني فجرِّبني أو خذ النبأ اليقين من زميلتك التي تعرفها جيدا! لا تظلمني ثانية من أجل الوزارة أرجوك! الوزارة ليست في حاجة لك، هي غنية بجيشها البيروقراطي الجرار (1400 موظف في العاصمة فقط)! أوَ ليس من حقي أن أعلِم النقابة العامة للتعليم الثانوي التي رشحتني لعضوية اللجنة الفنية المشتركة للبرامج والتقييم وأعلِم أيضا جميع منخرطيها، زملائي الأساتذة؟ وهل ما قاله السيد عادل حداد، ممثل الوزير، يُعتبر سرّا حتى لا أنشره للعموم؟ لعلمك يا سيدي أنه قاله في التلفزة، ولعلمك  أيضا أن مداولات البرلمان تُذاعُ للعموم بالصوت والصورة، واعلَم أنني أفرّق جيدا بين ما يحق لي نشره وبين ما لا يحق لي نشره، والدليل موجود في نص الجدارية رقم 2 بتاريخ 16 ماي  2016، التي تمسكتُ فيها بالسرية التامة واسأل الحاضرين في الجلسة إن كنتَ لا تعلم.  أما ما ورد على لساني في الجدارية رقم 3 بتاريخ 18 ماي  2016، فهو موقف شخصي من هيمنة المتفقدين عدديا على أشغال  اللجان الفنية للإصلاح التربوي. وأخيرا أقول لك بوضوح تربوي: أنا ومنذ سنة 1998 معجبٌ جدا جدا بالنظام التربوي الفنلندي الناجع والناجح بسبب خلوِّه  التام من المتفقدين، لكن لم يمنعني رأيي هذا من الجلوس معك ومع غيرك من المتفقدين ولم يجبرني أحد على ذلك.  أنهي بالتعليق على غمزك غير الموفق  بأنني لم أشارك في النقاش الأول إلا بالمطالبة بنفقات التنقل: نعم أطالب بها (ثمن تاكسي ذهابًا وإيابًا من تونس للبحيرة 2 حيث لا وجود لنقل عمومي، حوالَي 15 دينار في كل اجتماع والاجتماعات بدأت تتكاثر وقد تصبح يومية) وهذا ليس شيئا غريبا وأذكّرك أنني أستاذ متقاعد ولستُ متفقدا مباشرا ويبدو لي أنني المتطوع الوحيد الفقير فيكم وهذا يشرفني ولا يعيبني والسلام، وأشير فقط إلى أن الاتحاد يمنح دوما نفقات التنقل للمشاركين في الندوات وأنت وأنا قبضناها عديد المرات وكمتفقد أنتَ تقبض من وزارة التربية ما يساوي السميڤ تعويضا لنفقات تنقلك لأداء عملك.".

الهوامش:
الجدارية رقم 1 بتاريخ 14 ماي  2016
والله حرتُ وحار دليلي: هل أصدق أو لا أصدّق ممثل وزارة التربية في الحوار الوطني حول إصلاح المنظومة التربوية؟ مواطن العالَم محمد كشكار ، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا
إنها لَمسؤولية تئن لحملها الجبال لو صدّقتُ ما يقوله عنها ممثلو الوزارة: مسؤولية المشاركة في اللجان الفنية القيادية لإعداد برنامج مفصل يهدف إلى إصلاح المنظومة التربوية.
شاركت البارحة بمعهد اللغات في البحيرة 2 في أول جلسة للجنة البرامج والتقييم. أول ملاحظة توحي بعدم الجدية: جمّعوا ثلاث لجان في قاعة صغيرة (comme une salle de classe). فهل يُعقل أن يشتغل في فضاء ضيق قرابة العشرين فردا موزعين على ثلاثة فِرَقٍ، كل فريق يخطط مصير شعب؟
في لجنتنا، تعطلت لغة الحوار منذ البداية بين ممثل الاتحاد وممثل الوزارة. عبر الأول عن شكوكه وهو محق في ما طرحه. قال: "أطلب من ممثل الوزارة أن يوضح لنا موقفه كتابيا مما بلغنا من أخبار تنسف الحوار من أساسه. سمعنا أن الوزارة كلفت لجنة خارج إطار الحوار بإعداد كتابين مدرسيين للسنتين الأولى والثانية ابتدائي، حصل هذا دون استشارتنا ونحن طرف في الحوار الثلاثي (الوزارة والاتحاد والمعهد العربي لحقوق الإنسان)، أي بمعنى آخر شرعت في عملية الإصلاح بمفردها". وأصرّ المتحدث وهو مصيبٌ على مساءلة عادل حداد ممثل الوزير في الملتقى. حضر بعد ساعة تقريبا، انتقلنا إلى قاعة فارغة، قال مبررا ومدافعا عن الوزارة فرسّخ الشك في ذهني عوض إزالته: "1. الحوار بطيء والأموال التي تُرصد للإصلاح تُصرف أو ترجع للخزينة. 2. قدّرنا الكلفة الجملية للإصلاح التربوي بأربعة آلاف مليون دينار وبوّبنا بدقة مجالات صرفها. حققنا تقدما نسبيا فرُصِد لنا حتى الآن ألفين وخمس مائة مليون دينار وما زلنا نبحث على تجميع التمويل المتبقي. 3. الاتحاد الأوروبي المانح لن ينتظر قرارات الحوار ونحن الآن بصدد التفاوض معه على قرض أو منحة قدرها تسعون ألف دينار ولن نحصل عليها لو لم نقدم كشفا مفصلا عن سبل صرفها. 4. أما إعداد الكتابين فهي لا تعدو أن تكون إلا تجربة ولكم أنتم (الحوار) الكلمة الفصل في إعداد البرامج والكتب المدرسية" 5. لكن... لكن أعدكم أننا لن نخالف مخرجات الحوار التي اتفقنا عليها (صحيح أنك لن تخرج عن الخطوط الكبرى لكن الاختلاف يكمن في التفاصيل يا سيدي وأنتم -حسب قولك هذا- قد سبق لكم وأن انتهيتم من إعداد التفاصيل للحصول على موافقة المانحين أجانب وتونسيين)". أبلعها أو لا أبلعها؟ آخذها أو لا آخذها؟ مضلتي... أسمع أقوالك يا سيد عادل... أصدّقك... أرى أفعال الوزارة... أحتار في تحديد موقف نهائي منها؟
قال ممثل الوزارة داخل لجنتنا شارحا المهام المنوطة بعهدتنا مستقبلا: "1. أنتم لجنة قيادة وتسيير (أعترف أنني شخصيا لا أرغب، لا في قيادة ولا في تسيير، ولست مؤهلا ولا قادرا على القيام بكليهما أو أحدهما، ولا أتحمل إلا مسؤولية أخطائي وأرفض أن أنجح بالسطو على مجهودات غيري). 2. أنتم الذين ستختارون وتزكون كفاءات متطوعة لمساعدتكم على القيام بأعمالكم (أنا لا أضمن إلا نفسي و"شُوفْ"؟). 3. ربما تتطلب مهامكم المنتظرة الاجتماع اليومي في البحيرة 2 (أنا تطوعت بجهدي ولست مستعدا للتطوع بقوتِ عيالي ولا أقدر على دفع نفقات التنقل اليومي إلى مكان لا يصله النقل العمومي، والتاكسي من شارع بورڤيبة بستة دنانير ذهابًا). 3. عندما تحتاجون إلى دراسات أو استطلاعات أو بيانات، اطلبوها من المتطوعين الذين ستعيّنوهم (أنا متطوع فكيف أتجرأ وأطلب من غيري أن يتطوع؟ ولماذا يتطوع؟ لإعداد دراسة! وأنتم الوزارة تدفعون آلاف الدنانير أجرة للاختصاصيين الذين تكلفونهم عادة بإعداد أي شغل مهما كان مهمّا أو سخيفا)". هذه المهام يا سيدي لم تقدر عليها وزارتكم المجهزة بجيش من البيروقراطيين الذين يقبضون ولا ينتجون، فكيف أقدر عليها أنا غير المؤهل، لا للقيادة ولا للتسيير؟ ولو كنتم جادين وليس على ذقني تضحكون وأنا في سن الرابعة والستين، فعليكم باختيار لجنة متكونة من مختصين في البرمجة والتقييم وعلى القيادة والتسيير مدربين ولعملهم هذا متفرغين وادفعوا لهم مقابلا محترما، أما أنا فدوري يتمثل في معارضة القياديين ونقد المسيرين ولست في عطاياكم من الطامعين!
ملاحظة: ترددت في نشر ما دار في الجلسة المضيقة لكنني تذكرت أنني لا أمثل نفسي في الحوار ومن حق النقابيين والناس أجمعين أن يطلعوا على كل صغيرة وكبيرة والحوار الذي دار بيننا لا يجب أن يُحجَبَ على أحد.

الجدارية رقم 2 بتاريخ 16 ماي  2016
  شاركت اليوم في الاجتماع الثاني للجنة البرامج والتقييم المنبثقة عن الحوار الوطني حول إصلاح المنظومة التربوية. مواطن العالَم محمد كشكار ، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا
لأول مرة أرجع من اجتماعات الحوار وأنا راضٍ عن نفسي تمام الرضا لِما أعتقد أنني أنجزته من عمل إجرائي منهجي مفيد. وأعتذر من قرائي عن عدم نشر مداولات هذه الجلسة خصيصا وأنا مقتنع بما قد يتسبب فيه النشر من تعطيل لعمل اللجنة الإجرائي ولم أكن لأصمت لو كان الأمر يتعلق بالاختيارات المصيرية.

الجدارية رقم 3 بتاريخ 18 ماي  2016
Être minoritaire dans un comité de pilotage de la réforme scolaire constitué presque en totalité d`inspecteurs et de commis d`administration est une lourde responsabilité dont je suis sûr que je m`acquitterai sans lustre

إمضائي:
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 18 ماي 2016.
Haut du formulaire


jeudi 12 mai 2016

والله حرتُ وحار دليلي: هل أصدق أو لا أصدّق ممثل وزارة التربية في الحوار الوطني حول إصلاح المنظومة التربوية؟ مواطن العالَم محمد كشكار ، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

والله حرتُ وحار دليلي: هل أصدق أو لا أصدّق ممثل وزارة التربية في الحوار الوطني حول إصلاح المنظومة التربوية؟ مواطن العالَم محمد كشكار ، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

إنها لَمسؤولية تئن لحملها الجبال لو صدّقتُ ما يقوله عنها ممثلو الوزارة: مسؤولية المشاركة في اللجان الفنية القيادية لإعداد برنامج مفصل يهدف إلى إصلاح المنظومة التربوية.

شاركت البارحة بمعهد اللغات في البحيرة 2 في أول جلسة للجنة البرامج والتقييم. أول ملاحظة توحي بعدم الجدية: جمّعوا ثلاث لجان في قاعة صغيرة (comme une salle de classe). فهل يُعقل أن يشتغل في فضاء ضيق قرابة العشرين فردا موزعين على ثلاثة فِرَقٍ، كل فريق يخطط مصير شعب؟
في لجنتنا، تعطلت لغة الحوار منذ البداية بين ممثل الاتحاد وممثل الوزارة. عبر الأول عن شكوكه وهو محق في ما طرحه. قال: "أطلب من ممثل الوزارة أن يوضح لنا موقفه كتابيا مما بلغنا من أخبار تنسف الحوار من أساسه. سمعنا أن الوزارة كلفت لجنة خارج إطار الحوار بإعداد كتابين مدرسيين للسنتين الأولى والثانية ابتدائي، حصل هذا دون استشارتنا ونحن طرف في الحوار الثلاثي (الوزارة والاتحاد والمعهد العربي لحقوق الإنسان)، أي بمعنى آخر شرعت في عملية الإصلاح بمفردها". وأصرّ المتحدث وهو مصيبٌ على مساءلة عادل حداد ممثل الوزير في الملتقى. حضر بعد ساعة تقريبا، انتقلنا إلى قاعة فارغة، قال مبررا ومدافعا عن الوزارة فرسّخ الشك في ذهني عوض إزالته: "1. الحوار بطيء والأموال التي تُرصد للإصلاح تُصرف أو ترجع للخزينة. 2. قدّرنا الكلفة الجملية للإصلاح التربوي بأربعة آلاف مليون دينار وبوّبنا بدقة مجالات صرفها. حققنا تقدما نسبيا فرُصِد لنا حتى الآن ألفين وخمس مائة مليون دينار وما زلنا نبحث على تجميع التمويل المتبقي. 3. الاتحاد الأوروبي المانح لن ينتظر قرارات الحوار ونحن الآن بصدد التفاوض معه على قرض أو منحة قدرها تسعون ألف دينار ولن نحصل عليها لو لم نقدم كشفا مفصلا عن سبل صرفها. 4. أما إعداد الكتابين فهي لا تعدو أن تكون إلا تجربة ولكم أنتم (الحوار) الكلمة الفصل في إعداد البرامج والكتب المدرسية" 5. لكن... لكن أعدكم أننا لن نخالف مخرجات الحوار التي اتفقنا عليها (صحيح أنك لن تخرج عن الخطوط الكبرى لكن الاختلاف يكمن في التفاصيل يا سيدي وأنتم -حسب قولك هذا- قد سبق لكم وأن انتهيتم من إعداد التفاصيل للحصول على موافقة المانحين أجانب وتونسيين)". أبلعها أو لا أبلعها؟ آخذها أو لا آخذها؟ مضلتي... أسمع أقوالك يا سيد عادل... أصدّقك... أرى أفعال الوزارة... أحتار في تحديد موقف نهائي منها؟ 

قال ممثل الوزارة داخل لجنتنا شارحا المهام المنوطة بعهدتنا مستقبلا: "1. أنتم لجنة قيادة وتسيير (أعترف أنني شخصيا لا أرغب، لا في قيادة ولا في تسيير، ولست مؤهلا ولا قادرا على القيام بكليهما أو أحدهما، ولا أتحمل إلا مسؤولية أخطائي وأرفض أن أنجح بالسطو على مجهودات غيري). 2. أنتم الذين ستختارون وتزكون كفاءات متطوعة لمساعدتكم على القيام بأعمالكم (أنا لا أضمن إلا نفسي و"شُوفْ"؟). 3. ربما تتطلب مهامكم المنتظرة الاجتماع اليومي في البحيرة 2 (أنا تطوعت بجهدي ولست مستعدا للتطوع بقوتِ عيالي ولا أقدر على دفع نفقات التنقل اليومي إلى مكان لا يصله النقل العمومي، والتاكسي من شارع بورڤيبة بستة دنانير ذهابًا). 3. عندما تحتاجون إلى دراسات أو استطلاعات أو بيانات، اطلبوها من المتطوعين الذين ستعيّنوهم (أنا متطوع فكيف أتجرأ وأطلب من غيري أن يتطوع؟ ولماذا يتطوع؟ لإعداد دراسة! وأنتم الوزارة تدفعون آلاف الدنانير أجرة للاختصاصيين الذين تكلفونهم عادة بإعداد أي شغل مهما كان مهمّا أو سخيفا)". هذه المهام يا سيدي لم تقدر عليها وزارتكم المجهزة بجيش من البيروقراطيين الذين يقبضون ولا ينتجون، فكيف أقدر عليها أنا غير المؤهل، لا للقيادة ولا للتسيير؟ ولو كنتم جادين وليس على ذقني تضحكون وأنا في سن الرابعة والستين، فعليكم باختيار لجنة متكونة من مختصين في البرمجة والتقييم وعلى القيادة والتسيير مدربين ولعملهم هذا متفرغين وادفعوا لهم مقابلا محترما، أما أنا فدوري يتمثل في معارضة القياديين ونقد المسيرين ولست في عطاياكم من الطامعين!

ملاحظة: ترددت في نشر ما دار في الجلسة المضيقة لكنني تذكرت أنني لا أمثل نفسي في الحوار ومن حق النقابيين والناس أجمعين أن يطلعوا على كل صغيرة وكبيرة والحوار الذي دار بيننا لا يجب أن يُحجَبَ على أحد.

إمضائي:
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 12 ماي 2016.
Haut du formulaire
Bas du formulaire




lundi 25 avril 2016

حضرتُ أربعة أيام في نزل هدى بالحمامات ندوة وطنية حول "الحوار حول إصلاح المنظومة التربوية: من المخرجات إلى الأجرأة": تدخلي الثاني. مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

حضرتُ أربعة أيام في نزل هدى بالحمامات ندوة وطنية حول "الحوار حول إصلاح المنظومة التربوية: من المخرجات إلى الأجرأة": تدخلي الثاني. مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

1.     تدخلي الثاني (صامتٌ) احتجاجا على الشعار المعلق في قاعة الندوة والذي يقول: "غاية الإصلاح التربوي إعداد مواطنين متجذرين في هويتهم العربية الإسلامية منفتحين على القيم الكونية":

يبدو لي أننا لسنا متجذرين بالمعنى الشائع للكلمة ولا يجب أن نكون لأن داخل كل أصيل يوجد بالضرورة دخيل وكل دخيل سيصبح مع مرور الزمن حتما أصيل وقرآننا يعطينا أكبر دليل وما تضمينه كلمات أعجمية مثل "استبرق" و"جَدُّ" ربهم إلا جزء قليل، ولسنا منغلقين كما قد يتبادر في أذهان الكثير ولو أردناه انغلاقا تاما لهلكنا وما بلغنا غايتنا.
أليست هويتنا العربية الإسلامية منفتحة بحكم نشأتها وتاريخها؟ لا بل إن مفهوم الحداثة ليس مفهومًا وافدًا  في حضارتنا بل على العكس هو مفهوم متجذر فينا منذ العصر العباسي كما أكد ذلك الشاعر العظيم أدونيس. ألمْ تُبنَى الحضارة العربية الإسلامية في دمشق وبغداد وطشقند وقرطبة بسواعد وعقول مسلمين ومسيحيين ويهود من العرب والأكراد والأمازيغ والفرس والأتراك والهنود، تُوحِّدهم اللغة العربية نُطقا وتدوينَا رغم تعدد أعراقهم ودياناتهم ولهذا السبب الألسني بالذات وليس لغيره سُمِّيت حضارتنا الحضارة العربية مع أن حظ العرب عرقيا فيها كان قليلاَ.
نحن نشأنا منفتحين وإلا عمّن ورثنا بقايا الانفتاح نحن سكان جمنة الستينيات؟ كبرنا فأصابنا الوهن فأغلقنا الباب على أنفسنا من الداخل أو أحكموا الغلق علينا كما يُحكم الغلق عادة على البهائم. النتيجة واحدة: ما نحن فيه وعليه! الحل أو البديل ليس بيدي، البديل ليس للبيع ولا للمبادلة، والبديل لا يُهدى لأنه ببساطة ليس شيئا جاهزا مخبَّأً في جيب أحد مِنّا مهما أوتِيَ من فقهٍ أو عِلمٍ أو سلطةٍ.
يبدو لي أن خيرُ فتحٍ تم هو الفتحُ دون سيف أي انتشار الإسلام ثقافيا عن طريق التجار في أكبر البلدان الإسلامية قديمًا، أندونيسيا، أو انتشاره حديثًا بنسبة أقل عدديا في أوروبا والأمريكيتين دون جهادٍ أو إكراهٍ. أليس هذا بدليلٍ على الانفتاح؟ ثاني دليل حسب الطالبي هو تواجد 40% من مسلمي العالم اليوم في بلدان علمانية غير إسلامية، مواطنون يعيشون في سلام، يعملون ويشاركون في صُنع المعرفة وإنتاج العلوم وبناء الحضارة الإنسانية. ثالث دليل يتجسم في تجذر الفكر اليساري في جميع الدول العربية، فبعد ما كنا نعدّه دخيلاَ أصبح اليوم أصيلاَ وها هو يصادق على الدستور الجديد "الضامن" و"الحامي" لهويتنا العربية الإسلامية التي لا خلاف حولها اليوم بين اليسار واليمين ولا بين أقلية وأغلبية ولا بين عروبة وأمازيغية ولا بين إسلام ومسيحية أو إلحاد أو يهودية أو بهائية أو شيعة أو سُنّة.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 25 أفريل 2016.



حضرتُ أربعة أيام في نزل هدى بالحمامات ندوة وطنية حول "الحوار حول إصلاح المنظومة التربوية: من المخرجات إلى الأجرأة". مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

حضرتُ أربعة أيام في نزل هدى بالحمامات ندوة وطنية حول "الحوار حول إصلاح المنظومة التربوية: من المخرجات إلى الأجرأة". مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

الزمان: 21 و22 و23 و24 أفريل 2016.
المنَظِّمون: وزارة التربية والاتحاد العام التونسي للشغل والمعهد العربي لحقوق الإنسان.
الممول الرسمي لكل الندوات على مدى عامين: جمعية فريدريش إبارت.
الحضور: مِن 200 إلى 300 مشارك (أولياء وقيمون عامون ومعلمون وأساتذة ومتفقدي ابتدائي وثانوي ومستشاري توجيه وقلة من الأساتذة الجامعيين ومسؤولون كبار من الوزارة والغائب الحاضر للأسف الشديد هو التلميذ، محور العملية التربوية، ولكم أن تتصوروا كيف سيستقيم إصلاحٌ لم يُستشر فيه المحورُ)، وُزِّعوا على ثلاث ورشات بداية من مساء اليوم الثاني. اختتم الندوة ناجي جلول وحسين العباسي وعند دخولهما معا لقاعة الاجتماعات، الأول لم يصافحه أي مشارك إلا أنا لأسأله عن كتابي الذي أرسلته له مجلدا مذهّبا، قال لي لم أقرأه بعدُ، أما الثاني فصافح هو نفسه كل المشاركين نعم كل المشاركين فردا فردا، أول مرة ألاحظ هذا الحرص المصطنع.
1.     تدخلي الأول في الحصة الصباحية الجماعية بعد محاضرة المتفقد النقابي المحترف نور الدين الشمنڤي بعنوان "مخرجات الحوار الوطني حول إصلاح المنظومة التربوية": 

Vous avez parlé des doués et surdoués, permettez-moi de vous demander comment vous les avez reconnus et désignés? Qui sont-ils ? À mon avis, il n`y a pas d`élève plus intelligent qu`un autre mais il y a un élève intelligent dans un domaine et un autre aussi intelligent que le premier mais dans un autre domaine. D`habitude, on mesure l`intelligence à l`aide du QI (quotient intellectuel), cette méthode de mesure est dépassée car elle mesure seulement l`intelligence instantanée et néglige l`intelligence potentielle. Cette dernière pourrait émerger d`un instant à l`autre si on change le cadre d`enseignement (prof, matériel, environnement, motivation, etc.). Malheureusement pour l`élève, on ne peut pas prédire cette forme d`intelligence et son prof ne favorise pas son émergence. Le célèbre généticien philosophe Albert Jacquard a dit : « On ne peut pas catégoriser l`intelligence ». On sait aussi qu`il n`existe pas de gène d`intelligence donc l`intelligence n`est pas héréditaire et encore Jacquard a dit que l`intelligence est 100% acquise et 100% héréditaire, c`est à dire il existe une interaction permanente entre les gènes et l`environnement (l`apprentissage), entre l`inné et l`acquis, d`où émerge une forme d`intelligence non déterminée à l`avance
Il me parait qu`il n`y a pas d`élèves moins intelligents mais il y a des profs qui ne comprennent pas pourquoi ce considéré moins intelligent n`est pas aussi intelligent que ses camarades considérés plus intelligents. Je dirais souvent à mes élèves : si le fameux savant intelligent Einstein avait vécu au Sahara avec des nomades, il serait devenu dans les meilleurs des cas un excellent berger aussi intelligent qu`un savant mais dans son domaine particulier
Malheureusement, dans notre école tunisienne, on ne cultive qu`une seule forme d`intelligence, c`est l`intelligence intellectuelle et on néglige ou on ignore l`existence d`autres types d`intelligence : manuelle ou artistique par exemple. on se contente de faire la monoculture de l`intelligence. 
Notre prof, comme tout ou chacun, possède deux yeux seulement et la réforme scolaire a besoin d`un troisième œil, l`œil de l`épistémologue, le seul personnage absent dans ce débat et dans les débats précédents.
Si l`intelligence est héréditaire, Einstein aurait donné un autre Einstein. La Corée du Sud était dans les années cinquante classé le troisième pays le plus pauvre dans le monde, avant la Tunisie, et voilà en deux décennies, le miracle humain est réalisé, elle est devenue un pays industrialisé. L`intelligence se construit, elle n`est ni innée ni donnée, ça s`apprend après de durs labeurs et si nous, on n`a pas beaucoup de scientifiques intelligents c`est parce que on n`a pas réussi à les faire. Les intelligents ne sont pas des champignons qui poussent à la première pluie
Je termine par un petit mot sur les soi-disant doués des lycées pilotes tunisiens : on leur a fourni un enseignement meilleur que celui qu`on a fourni à nos enfants, on les a choyés et privilégiés, et voilà quant ils terminaient leurs études, ils nous quittaient, migraient et préféreraient l`argent et délaissaient leur nation. Pour moi, un tunisien soit-disant «moins doué» qui reste en Tunisie et travaille dans le secteur public qui l`a aidé à s`auto-construire, vaut mille fois mieux qu`un soit-disant «doué», installé à l`étranger au service de capitalistes avides de profit aux dépens de travailleurs producteurs du savoir


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 25 أفريل 2016.