والله غريب وعجيب أمرُ هذا
الغرب، فيه السُّمُّ والدَّسَمُ وهو الخَصمُ والحَكَمُ! مواطن العالَم محمد كشكار،
دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا
يستعمرنا، يسرقنا، ينهب
ثرواتنا ثم يغادرنا فنلحق به مهاجرين لاهِثينا.
يتدخل في سيادتنا الوطنية باسم حقوق الإنسان
فنخرّ له ساجِدينا.
يُمِيتنا ثم يُحيينا. يَجرحُنا ثم يداوينا وبالتأثيرات
السلبية لدوائه قد يؤذينا.
يلوّث بحاره وبحارنا ثم
يدعونا إلى قمّة عالمية تدّعي باطلا أنها من ثقب في طبقة الأوزن قد تحمينا.
أرقام مفزعة (Le Monde diplomatique. N° 740.
Novembre 2015):
-
وعدت قمة باريس لحماية البيئة من الاحتباس الحراري بالآتي
(L`effet de serre, principe énoncé depuis 1824): التخفيض في انبعاث ثاني أكسيد
الكربون (CO2) من أجل الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض على أن لا تتجاوز نسبة
هذا الارتفاع المحتمَل والمنتظَر درجتين (2°C) خلال القرن 21.
-
منذ تأسيسها، أفرزت الشركة النفطية الأمريكية شفرون (Chevron) في الجو كميات كبيرة من ثاني
أكسيد الكربون، كميات تفوق بعشر مرات ما نفثته جميع دول إفريقيا شبه الصحراوية منذ
1850 (باستثناء دولة جنوب إفريقيا وعددهم 47)، وشركة غازبروم الروسية (Gasprom) بعثت في الجو ما يساوي كل تنفثه قارّة إفريقيا بتمامها وكمالها، وشركة
سعودي-أرامكو (Saudi Aramco) أكثر من كل أمريكا الجنوبية.
-
الصين الصاعدة اقتصاديًّا اليوم تنفث كميات كبيرة من ثاني
أكسيد الكربون تفوق ما تنفثه أمريكا الشمالية وأوروبا معًا.
-
إذا كان كل نشاط بشري يؤثر على
البيئة فوقعُ هذا التأثير ليس متساويَ التوزيع. تسعون شركة تتحمل لوحدها 63 في
المائة من انبعاث ثاني أكسيد
الكربون في العالم منذ 1850. خمسُ سكان العالم فقط يتحمل لوحده المسؤولية
التاريخية في انبعاث جملة الغازات المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم
أجمع.
-
الرئيس السابق للولايات المتحدة للولايات المتحدة
الأمريكية، جورج بوش الابن قال ردًّا على اقتراح التخفيض من النمو الاقتصادي للدول
الكبرى المصنّعة كحل للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض: "لستُ مستعدًّا أن
أضحّي بمستوى عيش المواطن الأمريكي من أجل المحافظة على البيئة العالمية وأرى أن النمو
الاقتصادي ليس هو سبب المشكلة بل هو الحل".
-
الفلاحة البيولوجية (عدم استعمال الأسمدة والمبيدات
المصنعة) مثلا قادرة على تشغيل اليد العاملة أكثر من الفلاحة الصناعية لإنتاج نفس
الكمية من الغلال والخضراوات والحبوب، إلخ.
-
العالِم الهندي سونيتا ناران يفرّق بين انبعاث الغازات
الناتج عن صراع الفقراء من أجل البقاء والانبعاث الناتج عن صنع سِلَعِ الترف والكماليات من أجل إشباع نزوات الأغنياء،
ويقترح كما اقترحتُ أنا ، كشكار، قبله تأميم كل الثروات الأحْفُورِيّة (Les énergies fossiles) وجعلِها مِلكًا مشتركًا للبشرية
جمعاء وذلك لأنها حسب رأيي أنا، كشكار، تجمعتْ في باطن الأرض قبل ظهور الإنسان على
البسيطة وليس للمواطن الخليجي أو الليبي أو الأمريكي أو الروسي أي فضل في إيجادها.
واقترح العالِم الهندي إنشاء صندوق عالمي عمومي يشرف على استخراج واستغلال هذه
الثروات وتوزيع رَيْعِها على كل سكان العالم بالتساوي وأقترح أنا إنشاء صندوق عالمي
عمومي موازي لفائدة الأجيال القادمة كما فعلت حكومة النرويج الرشيدة. واقترح العالِم
الهندي تعديل قانون إنشاء محكمة لاهاي الدولية، وتوسيع مهامِّها لتشمل الحكم في تُهَمِ
"إبادة البيئة" (Ecocide) و"الجرائم ضد البيئة"
(Ecocrimes)
واعتبارها جرائم ضد الإنسانية (Des crimes contre l`Humanité) مع
التذكير أن الاتفاقية العالمية حول قانون البحر، أسست سنة 1982
المحكمة الدولية للبحر، مقرها في هانبورغ وتنظر في حقوق وواجبات الدول في البحر
وتنظر أيضا في حماية الوسط البحري.
إمضائي
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن
يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل
ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.
لا
أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر
أخرى وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
Faire avec les conceptions non
scientifiques pour aller contre ces mêmes conceptions et simultanément aider
les autres à auto-construire leurs propres
conceptions scientifiques
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 6 ديسمبر 2015.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire