ألقيتُ اليوم محاضرة جديدة بعنوان
"المساواة بين المرأة والرجل في الإرث الجيني والذكاء رغم الفوارق البيولوجية بينهما". مواطن العالَم محمد كشكار،
دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا
حضرتُ اليوم ندوة حول المساواة بمناسبة اليوم العالمي
لحقوق الإنسان.
الجهة المنظمة: منتدى مقابسات للفكر والتواصل.
المكان: المكتبة الوطنية شارع 9 أفريل بالعاصمة.
الزمان: يوم السبت 12 ديسمبر 2015 على الساعة 14. بدأت 15:10 وانتهت 18.
الحضور: 45 مشاركًا (أساتذة وطبيبان ومهندس وتلامذة ثانوي
ومنشطان وقيم عام وآخرين أجهل مِهَنَهم)، منهم 18 امرأة كلهن بالصدفة محجبات و37
رجل. يوجد بَين الحضور 24 فرداً قدِموا من ولاية نابل، رحلة ثقافية نظمها الفرع
الجهوي للمنتدى. جمهور تلمذي رائع لأنه تفاعل مع ما قدمته تفاعلا لائقا جديّا ونقديا،
أسعدوني جدّاً بارك الله فيهم و"ربي إنجّحهم". رجعتُ معهم في حافلتهم
إلى حمام الشط وكانوا يرددون أغاني ضد إسرائيل وأخرى في حب الله ورسوله صلى الله
عليه وسلم. ألقى منشط وتلميذ شعرا غزليا مهذبا رقيقا.حضر النقاش 29 فرداً من
الجمهور المشارك فقط منهم 13 امرأة و16 رجل.
البرنامج: ثلاث محاضرات: الأولى للمحامية لطيفة
العسكري حول التشريعات الدولية والوطنية المتعلقة بمبدأ المساواة. الثانية لي وهذا
رابط فحواها:
قبل البدء، وزّع المنظمون على الحضور نسخةً مكتوبةً من
محاضرتي. الثالثة للزميل والصديق اللطيف الحقوقي العربي بن حمادي حول حقوق الإنسان
والمساواة.
بعضُ النِّقاشِ:
طبيب: "النساء ناقصات عقل ودين"، حديثٌ مُدْرَجٌ
منسوبٌ خطأً للرسول وقائله الأصلي هو الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود.
تدخلي أنا: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم
أحراراً"، حديث رائع لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، تردد خلال الندوة عدّة
مرات. بكل لطف أريد أن أضعه في إطاره التاريخي دون انتقاص من قيمته: كلمة "الناس"
عند عمر تشمل الناس الأحرار فقط ولا تشمل العبيدَ والدليل على وجاهة طَرحِي أن
الصحابة في عهد عمر كانوا يملكون العبيدَ سوداُ وبِيضَا. "المساواة التامة
بين كل الناس" مفهومٌ كان من المستحيل التفكير فيه في ذلك العصر وفي كل العالَم
المعاصر لعمر. عَلّقْتُ مازحاً على مسألة المساواة التامة في الإرث المالي بين
الرجل والمرأة وقلتُ: اقتسامُ الإرث مسألة لا تهم إلا الأغنياء وهم قلة في مجتمعنا
التونسي أما الأغلبية الفقيرة مِنّا فليس لها ما تَرِثُ ولا ما تُورِّثُ. نحن مثلاً
في عائلتنا، ثلاثة أولاد وثلاث بنات، ورثنا عن أبينا إناثاً وذكوراً بالتساوي لأنه
في الوقع لم يترك لنا أبونَا شيئاً يُورَّث نتقاسمه. أما أمي فتركت لنا "عَدِيلَةً"
(قفة لنقل الحشيش، عَلَفُ بهيمتنا) وأربعَ أوتادٍ حديدية صالحة لتحضير خيط النسيج للمِنْسِجْ،
وقبل موتها أوصتْ بإرثها "الثمين" لجارَتَيْهَا "العديلة" لِلَلْتِ
امْنِي والأوتاد لِلَلْتِ الزينة ونفذنا وصيتها حرفيّاً والحمد لله الذي لا يُحمد
على مكروهٍ سواه.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 12 ديسمبر 2015.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire