vendredi 4 décembre 2015

نقد ثلاثة تصورات تضر بالإسلام والمسلمين أكثر مما تنفعهم. مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

نقد ثلاثة تصورات تضر بالإسلام والمسلمين أكثر مما تنفعهم. مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

أذكِّر بالتصور الأول وهو "الإعجاز العلمي في القرآن" وأحِيل كل قارئ يرغب في معرفة رأيي في هذا الموضوع إلى مقالي بعنوان " وجهة نظر شخصية حول نظرية الإعجاز العلمي في القرآن" المنشور في صفحتي الفيسبوكية لأول مرة بتاريخ 15 نوفمبر 2013 على الربط التالي (https://www.facebook.com/mkochkar/posts/10201816683730033?pnref=story).
التصور الثاني يتمثل في الشعار السياسي الأساسي الذي يرفعه كثيرا الإخوان المسلمون في مصر وهو شعار "الإسلام هو الحل" وأحِيل كل قارئ يرغب في معرفة رأيي في هذا الموضوع إلى مقالي بعنوان "في زمن العولمة، هل يمكن أن يكون الإسلام وحده هو الحل أم هو فقط جزء من الحل؟" المنشور في صفحتي الفيسبوكية لأول مرة بتاريخ 28 ديسمبر 2013 على الربط التالي (https://www.facebook.com/mkochkar/posts/10202102094225117?pnref=story).
أما التصور الثالث فهو يتلخص في مقولة "الإسلام دينٌ ودولة"، مقولة ترددها وتؤمن بها جازمة كل الحركات السياسية الإسلامية في العالم العربي والإسلامي دون استثناء.
قبل طرح وجهة نظري أود أن أنبه القارئ إلى الشيء الآتي: لستُ مختصًّا في الدين الإسلامي ولا في علوم الدولة، أنا مواطن مسلم يفكر في شؤون دينه ودنياه لا أكثر ولا أقل فخذوا كلامي أرجوكم دون تبجيل أو تحقير. يعتقد المرددون الصادقون لمقولة "الإسلام دينٌ ودولة" أنهم يرفعون من شأن الدين الإسلامي بالادعاء عن حسن نية أنه يحوي أجوبة شافية وسابقة لكل الإشكاليات التي يواجهها المواطن المسلم وغير المسلم في القرن 21، ولو كان ذلك كذلك لَما كان حال المسلمين طيلة عشرة قرون على ما هو عليه من جهل ومرض وتخلف علمي وتكنولوجي وحروب أهلية دينية مذهبية و لَما وظفه واستغله الإرهابيون لتبرير بطشهم وعنصريتهم ووحشيتهم ضد المسلمين قبل غير المسلمين.

يبدو لي أن المقولة البديلة "الإسلام رسالة لا دولة" هي التي سترفع بحق من شأن الإسلام والمسلمين لأنها بفصل الدين عن الدولة ترفع كثيرًا من شأن الأول دون التحقير من شأن الثانية. لماذا؟ لأن الدولة تحتكر العنف لإجبار مواطنيها على تطبيق القوانين ومعاقبة كل خارق لقانونها من أجل المحافظة على كيانها وردع مناوئيها بالإكراه ومعاقبتهم إن لم يرتدعوا. هل يرضى الدين الإسلامي بمهمة مادية وظرفية مثل هذه؟ طبعًا لا. مقولة "الدين رسالة" أرقى ألف مرة من مقولة "الدين دولة"، فعندما نفصل بين الدين والدولة،  نرفع من شأن الأول الرباني الثابت والصالح لكل زمان ومكان بفضل ما يحمله من قِيَمِ سَمحة نبيلة راقية ومتسامحة حتى مع مَن أخطأ في حق ربه ومَن أصرّ على العصيان فعقابُه مؤجّلٌ إلى يوم القيامة وقاضيه الوحيد الذي لا يخطئ ولا شريك له هو الله سبحانه وتعالَى لا غيره من عباده الخطّائين. أما الدولة فهي بشرية ضعيفة وضعفها متأتٍّ من ضعف البشر الساهرين على إدارة شؤونها من حكّامٍ وقضاةٍ ورجال أمن. لأسباب عقائدية أستثني من التاريخ فترة حكم النبي محمد صلى الله عليه وسلم لِما للنبي من قدرة على القيادة والتسيير، كفاءة لا تتوفر في باقي المسلمين حتى في الخلفاء الراشدين الخمسة، فهؤلاء الأخيرين كان لهم شيطان يغويهم كسائر البشر وأما محمد المعصوم من الخطأ في تبليغ الرسالة فكان له ملاك يهديه كما قال أبو بكر الصدّيق في خطبة حفل تنصيبه كأول خليفة للمسلمين.

نحن نعرف أن للإسلام أركان خمسة، أربعة منها لا تتحمل الإكراه بالقانون وإن أكرَهت أحدًا على أدائها فتستضيف إلى عدد المسلمين مسلمًا منافقًا وعلى العكس فلو جادلته بالتي أحسن فقطعًا ستجني أجرًا عند الله وستعزز الإسلام بمسلم مقتنع. أنا متيقّنٌ أن التقوى لن تَحصُل والإيمان لن يُكتسب عن طريق قوانين زجرية تسنّها الدولة الإسلامية. أما الركن المتبقي، أعني به ركن الزكاة فهو يتمثل في فرض ضريبة على ذوي الدخل الزائد عن الحاجة الحياتية وهو أداء ضريبي فوق الضرائب العادية التي يدفعها للدولة كل المواطنين العاملين أغنياء وفقراء وقد نجد له شبيها في دول لا تستمد قوانينها من الشريعة الإسلامية مثل فرنسا حيث تَفرض الدولة ضريبة خاصة على أصحاب الثروات الكبيرة.

إمضائي
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأربعاء 2 ديسمبر 2015.


  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire