mercredi 23 décembre 2015

ما هي صورة المسيح وأمه مريم في القرآن؟ ترجمة مع إضافة بعض الآيات القرآنية والصلوات على النبي الكريم، مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

كيف تتجلّى صورة المسيح وأمه مريم في القرآن؟ ترجمة مع إضافة بعض الآيات القرآنية والصلوات على النبي الكريم، مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

المصدر: Le Monde diplomatique, n° 741 - 62è année, décembre  2015. Extraits sélectionnés de l`article : « De Jésus à Mahomet », Page 23, par Akram Belkaid, journaliste

نص أكرم بالقايد:
"الإسلام جعل من المسيح شخصية لا تقل مِحورية عن شخصية آدم، الإنسان الأول. عيسى ابن مريم هو الذي سيرجع في آخر الزمن ليقتل المسيح الدجال. رغم أن المسيح يُعتبر نبيا ورسولا من أنبياء ورسل المسلمين فإن العديد من هؤلاء الأخيرين لا يعون المكانة الأساسية والفريدة من نوعها التي يحتلها المسيح في القرآن حيث قُدِّمَ كروح وكلمة وهِبة الله وآية للعالمين. هو إنسان جميل وخارق للعادة وصانع المعجزات. من ناحية أخرى، اقتصد القرآن في ذكر محمد (صلى الله عليه وسلّم)، "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ"، الذي لم يأتِ بمعجزات مثل معجزات عيسى "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ". هذا التقارب بين الديانتين يتجسم أيضا في الأهمية التي منحها القرآن لمريم، مريم هي المرأة الوحيدة التي سمّاها باسمها و ذكرها عدة مرات بل خصّها بسورة كاملة (سورة 19). تسليط الضوء على هذه القرابة بين الديانتين قد يخفف من حدة التوتر في العلاقات الحاصل اليوم بين المسلمين والمسيحيين. (...) القرآن دَحَضَ بصراحة الطبيعة الإلهية التي يضفيها المسيحيون على المسيح "لم يلد ولم يُولد" ونَفَي موته مصلوبا "وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ" وأنَّبَ المسيحية على ذلك واتهمها بالشِّرْكِ والتثليث والقطع مع مفهوم التوحيد الصارم "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة". (...) الدوسيتية (Le docétisme) فرقة تُعتبر هرطقة في فجر المسيحية، هي أيضا تقرّ باستحالة موت المسيح على الصليب. (...) مكانة المسيح في القرآن تجعلنا نفكر أن محمدا (صلى الله عليه وسلّم) لم يتوجه فقط لمشركِي مكة وشبه الجزيرة العربية بل توجه بخطابه أيضا إلى المسيحيين بهدف استقطابهم. وهذا يمثل أحد الأسباب -وليس الوحيد- الذي شجع المجتمعات المسيحية الشامية للدخول في الدين الجديد أفواجا.

... القرآن، عندما اتهم اليهود بقتل المسيح، هنا أيضا نراه قد تناول أفكاراً مسيحية منتشرة بكثرة في القرن السابع ميلادي، أفكارٌ عَظْمُها صلبٌ وإلى اليوم لم تندثر. ولم تتوضح الصورة إلا بعد تصريح البابا سنة    1963 الذي اعتذر فيه لليهود عن اتهامهم من قِبل جل المسيحيين بقتل المسيح. (...) اليوم، أكد هؤلاء المختصون أن القرآن كتابٌ غير معادي لليهود لكنه معادي للأحبار منهم".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 24 نوفمبر 2015.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire