ملاحظة: لقد سبق لي ونقدتُ
أدائي كمدرس في مقالات تربوية سابقة واليوم أعرض على زملائي الجدد بعض السلوكيات البيداغوجية
البسيطة التي ساعدتني كثيرا في التدريس (خاصة في السنوات 1992-2011 التي قضيتها
بمعهد برج السدرية).
1. كانت لي قاعة
خاصة بالمعهد مجهزة بعشرة حواسيب وسبورة خضراء بالطباشير وأخرى بيضاء بالقلم الجاف
(Tableau magique). ردًّا على ادعاءات بعض الزملاء:
لم أحتكر هذه القاعة لنفسي وهل أقدر حتى ولو أردتُ؟ مخبر العلوم الأول في
الجمهورية التونسية والوحيد والأخيرعلى حد علمي لأن التجربة ماتت في المهد بعد
إقالة وزير التربية السابق منصر رويسي سنة 2002 وحكايتي معه مفصّلة على الرابط
التالي:
هذه
القاعة كانت نوافذها البلورية مطلية باللون الأزرق لفصلها بالرؤية عن الساحة مما
ساعد التلاميذ على التركيز في الدرس.
كنت
أفتحها بالمفتاح وأدخلها أول واحد وأخرج منها آخر واحد وأغلقها بالمفتاح ولذلك
كانت أنظف قاعة بالمعهد.
2. كنت دومًا أحمل
في محفظتي الطلاسة والطباشير والأقلام اللبدية (stylos-feutres)
ومنديل أمسح به الكرسي والمكتب ولم أبعث يومًا تلميذًا يفتش على أدوات عملي في
الإدارة أو قاعة الأساتذة.
3. بعد راحة العاشرة
صباحًا أو راحة الرابعة مساءًا، كنت دومًا ألتحق بقاعتي دون تأخير، أنا وأستاذ
التاريخ، النقابي سمير الخليفي.
4. كنت أستاذا
جديًّا والطبع غلاّب، هذا لا يُعتبرُ شكرًا عند الذين يفقهون في البيداغوجيا.
5. كنت لا أطالب
بمثول التلميذ المخطئ في حقي أمام مجلس التأديب باستثناء حالة يتيمة خلال 38 سنة
تدريس: تلميذ قال لي في قاعة الدرس: "نَعَنْ دين ربك" ورفع كرسيّا في
وجهي وكاد أن يضربني به لولا تدخل زملائه الذين أخرجوه من القاعة. ذنبي أنني طلبتُ
منه غلق النافذة لتجنب الضوضاء السائدة في الساحة أيام الثورة، لم يستجب فقلتُ له:
"هذا سلوك متخلف". رُفِتَ نهائيا من المعهد والتحق بمعهد حمام الأنف
القريب من معهدنا.
6. كنت لا أسْنِدُ عدد صفر لأي تلميذ. كنت
أعاقب مرتكب عملية الغش بإسناد عدد واحد على عشرين ولم أكتب يومًا تقريرًا في
تلميذٍ غشّاشٍ اقتناعًا مني بأن للغش حلول علمية ليست تأديبية.
7. كنت لا أدخّن ولا أستعمل جوّالي أثناء
الدرس وأطالب تلاميذي بنفس السلوك. أمنحهم خمس دقائق راحة غير رسمية في التاسعة
لكي يهاتفوا مَن يشاؤوا.
8. كل هذه السلوكيات البسيطة أتت أكلها مع جل
تلامذتي و ساعدتني كثيرا
في التدريس.
إمضائي
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن
يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -اقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل
ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد.
لا
أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر
أخرى وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
Ma devise
principale : Faire avec les conceptions non scientifiques (elles ne sont
pas fausses car elles offrent pour ceux qui y croient un système d`explication
qui marche) pour aller contre ces mêmes conceptions et simultanément aider les
autres à auto-construire leurs propres
conceptions scientifiques
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 17 ديسمبر 2015.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire