و لقد فهم العرب... نقل و
تعليق مواطن العالم د. محمد كشكار
نص د. محمد الحداد، صفحة 180
(و لقد فهم العرب الحرية
بمعنى التخلص من الهيمنة الأجنبية، في حين كان "سيمون" (Jules
Simon) و أمثاله يقصدون بها الحرية الفكرية و الاجتماعية)
تعليق م. ع. د. م. ك.
يبدو لي أن قضية تحرير فلسطين
العربية من براثن الهيمنة الاستعمارية الاستيطانية الإسرائيلية قد فعلت فعل
"الشجرة التي تخفي الغابة"، خاصة في الدول العربية القومية الحديثة
المستنسخة عن الدول الغربية L`Etat nation في حين
أن هذه الأخيرة بدأت تتخلى عن
هذا النموذج البالي المهمل و تدخل في تحالفات إقليمية موسعة فوق وطنية supranationale مثل الاتحاد
الأوروبي الذي تأسست نواته الأولى منذ 1948 أي قبل استقلال الدول العربية
المستعمرة.
اختزل القوميون العرب قضية
الحرية و حصروها عنوة و تعسفا في قضية التحرر الوطني من الاستعمار الأجنبي ثم تغاضوا
عن قصد عن الحرية في بُعديها الفكري و الاجتماعي، البُعدان اللذان غُيّبا تماما
داخل الدول العربية المتحررة شكليا من الاستعمار حيث سادت أنظمة قومية قمعية ديكتاتورية معادية
للحرية الفكرية و الاجتماعية و حكمت بواسطة شعارات ديماغوجية مثل "لا صوت
يعلو فوق صوت المعركة" فلم يسمع المواطن العربي صوته و لا صوت المعركة بل صمّت
أذنيه أصوات الهزائم المدوية و المحبِطة كهزيمة عبد الناصر سنة 1967 و هزيمة صدام
سنة 2003.
و في بدية سنة 2011، جاءت
"الثورات العربية" و اختلطت فيها العوامل الداخلية (المطالبة بالحرية
الفكرية و الاجتماعية مع غياب ملحوظ و معبِّر للمطالب القومية) بالعوامل الخارجية (التدخل
الأجنبي مثل تدخل الناتو في ليبيا و التدخل الحالي للائتلاف الاستعماري الغربي-العربي
في سوريا) فانبثقت من رحم هذه "الثورات" حروبا أهلية ذاتية التدمير المسلّح في ليبيا و
سوريا و اليمن و القائمة قد تطول لا قدر الله.
المصدر
د. محمد الحداد، قراءة جديدة
في خطاب الإصلاح الديني، دار الطليعة، الطبعة الأولى، 2003، بيروت، 240 صفحة.
(متوفر بالمكتبة العمومية بحمام الشط).
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 7
نوفمبر 2014.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire