lundi 13 octobre 2014

ماذا أنتظر من أخي المسلم الممارس لواجباته الدينية؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

ماذا أنتظر من أخي المسلم الممارس لواجباته الدينية؟ مواطن  العالم د. محمد كشكار

مقدمة منهجية:
لست مختصا في الدين الإسلامي و لا أقصد و لا أدعي من وراء الخواطر التالية إقناع أو هداية أحد، لا لأني لا أطمح إلى ذلك فهي مهمة سامية و نبيلة يطمح لها كل بشر عاقل،  بل لأنني أعي جيدا أنها مهمة مستحيلة لم يُكلف بها حتى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه و سلم (إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ) و أستوعب تماما معنى الحكمة القرآنية - حسب تعبير الروائي الروسي العظيم ليو تولستوي - أو الآية الكريمة: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". و اقتداء بالمنهج العلمي، لن أعمم نقدي الانطباعي، لكنني أصرّ على أنه نقد هدام لصنف من التدين المزيف المنتشر و المتغلغل خاصة في مجتمعاتنا العربية الإسلامية و الهدم يسبق دوما البناء.

 الخواطر:
-         لو كانت صلاته نهته عن الفحشاء و المنكر (و هي للأسف لم تنهه) لَكان أصلَح فرد أخرِج للناس.
-         لو كان صيامه منعه من إيذاء الناس ماديا و لفظيا و أشعره بمعاناة الفقراء (و هو للأسف لم يمنعه و لم يحسّسه) لكان ملاكا يعيش بيننا على الأقل خلال عُشر حياته تقريبا (شهر كل عام).
-         لو كانت شهادته (لا إله إلا الله) مثلت بالنسبة إليه إقرارا صريحا منه بتحرر الإنسان الفرد من استلاب و تبعية البشر للبشر (و هو للأسف يقولها صادقا لكنه لم يتحمل يوما ثقل مسؤولية تبعاتها السلوكية اليومية) لَمَا ترك الحاكمَ العربي المسلم يستأسد يوما في الرعية و يعيث في الأرض بطشا و ظلما و تجبرا و تكبرا.
-         لو كانت زكاته تجسمت في تقرّبه إلى ربه خدمة لمخلوقاته الضعيفة المحتاجة (و هو للأسف نراه يتهرب أو يتحايل في دفعها إلى الدولة أو لمستحقيها ظنا منه أنه الأذكى و هو لا يدري أنه عند ربه الأنكى) لَأصبحنا لغير المسلمين قدوة و مثالا يُحتذي به في التكافل الاجتماعي و لَسبقنا ظلنا و الأمم في إرساء و ترسيخ  قيم العدالة الاجتماعية.
-         لو كان حجه طهّر نفسه الأمّارة بالسوء من أدرانها (و هو للأسف لم يطهّرها) لأضفنا كل سنة للأمة الإسلامية ثلاثة ملايين فرد حاج طاهر، و لَعمَّ الطهر بلداننا العربية الإسلامية جميعا و أصبحنا "أطهَر أمة أخرِجت للناس".

خاتمة:
يبدو لي أن بشائر هذا الكائن المسلم الممكن و المحتمل الذي أحلم به بديلا للسائد المزيف قد تأتي من البيئة العلمية العقلانية المتوفرة في البلدان العَلمانية حيث تعيش اليوم نسبة كبيرة و هامة من المسلمين المعاصرين (تقريبا 40%).

إمضاء م. ع. د. م. ك.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 11 أوت 2014.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire