ماذا أنتظر من أخي المسلم
الممارس لواجباته الدينية؟
مواطن العالم د. محمد كشكار
مقدمة منهجية:
لست مختصا في الدين الإسلامي
و لا أقصد و لا أدعي من وراء الخواطر التالية إقناع أو هداية أحد، لا لأني لا أطمح
إلى ذلك فهي مهمة سامية و نبيلة يطمح لها كل بشر عاقل، بل لأنني أعي جيدا أنها مهمة مستحيلة لم يُكلف
بها حتى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه و سلم (إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ) و أستوعب تماما معنى الحكمة القرآنية - حسب تعبير
الروائي الروسي العظيم ليو تولستوي - أو الآية الكريمة: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". و اقتداء
بالمنهج العلمي، لن أعمم نقدي الانطباعي، لكنني أصرّ على أنه نقد هدام لصنف من
التدين المزيف المنتشر و المتغلغل خاصة في مجتمعاتنا العربية الإسلامية و الهدم
يسبق دوما البناء.
الخواطر:
-
لو كانت صلاته نهته عن الفحشاء و المنكر (و هي للأسف لم
تنهه) لَكان أصلَح فرد أخرِج للناس.
-
لو كان صيامه منعه من إيذاء الناس ماديا و لفظيا و أشعره
بمعاناة الفقراء (و هو للأسف لم يمنعه و لم يحسّسه) لكان ملاكا يعيش بيننا على
الأقل خلال عُشر حياته تقريبا (شهر كل عام).
-
لو كانت شهادته (لا إله إلا الله) مثلت بالنسبة إليه إقرارا
صريحا منه بتحرر الإنسان الفرد من استلاب و تبعية البشر للبشر (و هو للأسف يقولها
صادقا لكنه لم يتحمل يوما ثقل مسؤولية تبعاتها السلوكية اليومية) لَمَا ترك الحاكمَ
العربي المسلم يستأسد يوما في الرعية و يعيث في الأرض بطشا و ظلما و تجبرا و تكبرا.
-
لو كانت زكاته تجسمت في تقرّبه إلى ربه خدمة لمخلوقاته
الضعيفة المحتاجة (و هو للأسف نراه يتهرب أو يتحايل في دفعها إلى الدولة أو
لمستحقيها ظنا منه أنه الأذكى و هو لا يدري أنه عند ربه الأنكى) لَأصبحنا لغير
المسلمين قدوة و مثالا يُحتذي به في التكافل الاجتماعي و لَسبقنا ظلنا و الأمم في إرساء
و ترسيخ قيم العدالة الاجتماعية.
-
لو كان حجه طهّر نفسه الأمّارة بالسوء من أدرانها (و هو
للأسف لم يطهّرها) لأضفنا كل سنة للأمة الإسلامية ثلاثة ملايين فرد حاج طاهر، و لَعمَّ
الطهر بلداننا العربية الإسلامية جميعا و أصبحنا "أطهَر أمة أخرِجت
للناس".
خاتمة:
يبدو لي أن بشائر هذا الكائن
المسلم الممكن و المحتمل الذي أحلم به بديلا للسائد المزيف قد تأتي من البيئة
العلمية العقلانية المتوفرة في البلدان العَلمانية حيث تعيش اليوم نسبة كبيرة و
هامة من المسلمين المعاصرين (تقريبا 40%).
إمضاء م. ع. د. م. ك.
يطلب الداعية السياسي أو
الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي -
أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد
يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 11 أوت 2014.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire