باسم الإسلام و باسم الوطنية،
لم نخدم الإسلام و فقدنا بعض الوطن! مواطن العالَم د. محمد كشكار
ملاحظة منهجية:
لن أتعرض لنقد المفهومين الواردين
بعنوان المقال و ذلك لسببين اثنين: أولا لأنني لست مختصا في المجالين المشحونين
إيمانا و عاطفة. ثانيا لأنهما مفهومان ساميان لو صدّق بهما المؤمنون. آمن بالإسلام
كل مسلمي اليوم دون إكراه أو عنف، وانتشر الإسلام المعاصر في الغرب دون سيف أو
جزية. و باسم الوطنية تحررت كل مستعمرات القرن التاسع عشر و نهضت الشعوب المستقلة
و تأسست الدول الحديثة.
سأرصد و أصف - دون خلفيات
إيديولوجية أو حكم مسبق - المصائب التي أحدثها بعض الوطنيين العرب باسم الوطنية العربية،
و بعض الإسلاميين العرب باسم الإسلام، و الواقع أن الوطنية العربية و الإسلام براء
من أخطاء الإسلاميين و الوطنيين.
و تجنبا للمزايدة المجانية و سوء
فهم بعض النقاد، أذكّر أنه باسم المسيحية مرت أوروبا بحروب أهلية مدمِّرة، و
باسمها أيضا أُبِيد ملايين السكان الأصليين في أمريكا الشمالية و أمريكا الجنوبية،
و باسم اليهودية اغتُصِبت فلسطين، و باسم الشيوعية قام ستالين و ماو و بول بوت
بمجازر فظيعة ضد الإنسانية، و باسم الوطنية الغربية أقاما هتلر و موسولوني
نظاميهما العنصريين الفاشيّين النازيّين، و الواقع أن المسيحية و اليهودية و
الشيوعية و الوطنية الغربية براء من أخطاء بعض المنتسبين إليهم.
باسم الوطنية العربية:
-
باسم الوطنية العربية، نَوّمَنا عبد الناصر عقدين من
الزمن فأفقنا على هزيمة 1967.
-
باسم الوطنية العربية، جاءنا عبد الناصر و سيناء جزء من
الوطن، و فارقنا عبد الناصر و سيناء خارج الوطن.
-
باسم الوطنية العربية، جاءنا حزب البعث العربي السوري و
الجولان جزء من الوطن، و ها هو الآن يفارقنا بتلكؤ و الجولان خارج الوطن.
-
باسم الوطنية العربية، خاض صدّام حربا ضد إيران من أجل
استرجاع شط العرب، ففقدنا نصف مليون عراقي و لم نسترجع الشط و لا العرب.
-
باسم الوطنية العربية، احتل صدّام الكويت (الولاية 19)
فخسرنا بعدها ثمانية عشرة ولاية عراقية بعد هزيمة مدوية و احتلال مقيت.
-
باسم الوطنية العربية، اختطف حزب الله جنودا إسرائيليين
من أجل تحرير أرض "شبعا" اللبنانية، انتصرنا انتصارا معنويا باهظ الثمن
(Une victoire
à la Pyrrhus)، و فقدنا ألف شهيد و لم نربح سوى
بنية تحتية مدمَّرة بالكامل و لم نحرر"شبعا".
-
باسم الوطنية العربية، حارب
السودان الشمالي السودان الجنوبي فخرج من العروبة نصف الوطن.
-
باسم الوطنية العربية، قامت حرب بين الشقيقين المغرب و الجزائر،
لم تتكون دولة الصحراء الغربية و ورث الجزائريون و المغاربة عداوة دائمة أضرّت
بمصلحة الاثنين.
باسم
الإسلام:
-
باسم الإسلام، تأسست منظمة "القاعدة" بقيادة
بن لادن، فكانت أكبر مصيبة على الإسلام و المسلمين و الناس أجمعين.
-
باسم الإسلام، تدور الآن حرب أهلية ضروس بين السنّة و
الشيعة في العراق.
-
باسم الإسلام، قُتِل 200 ألف مواطن جزائري في الحرب
الأهلية بين الإسلاميين و الجيش.
-
باسم الإسلام، قُتِل مائة و أربعون ألف مواطن سوري و
شُرِّد خمسة ملايين.
-
باسم الإسلام، انفصلت غزة على الضفة الغربية و تجزّأ
المجزأ.
-
باسم الإسلام، تتناحر اليوم الميليشيات في ليبيا
الشقيقة.
-
باسم الإسلام، كُفِّرُوا ثم قُتِلُوا عشرات المثقفين
المسلمين في لبنان و مصر و العراق و السودان و الجزائر.
-
باسم الإسلام، كُفِّرَ ثم قُتِلَ السياسي التونسي شكري
بلعيد.
-
باسم الإسلام تُحارب جماعة "بوكو حرام"
النيجيرية التعليم الغربي و تختطف 230 تلميذة ليلا من مبيتهن و تزوّجهن قسرا
لــ"المجاهدين".
إمضاء م. ع. د. م. ك.
يطلب الداعية السياسي أو
الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي -
أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و
على كل مقال ناقص أو سيء نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو
الرمزي.
تاريخ أول نشر على النت:
حمام الشط، الأحد 4 ماي 2014.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire