mardi 7 octobre 2014

هل نصَب حزب النهضة فخا لخصومه السياسيين الدساترة و اليساريين، أم استفاد صدفة من أخطائهم؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

هل نصَب حزب النهضة فخا لخصومه السياسيين الدساترة و اليساريين، أم استفاد صدفة من أخطائهم؟ مواطن  العالم د. محمد كشكار

يبدو أن كل تهمة بتزوير ملف الترشح تحل بمرشح للرئاسة، يستفيد منها حزب النهضة بصفة غير مباشرة و ذلك بتشويه السمعة السياسية للأحزاب المنافسة في الانتخابات التشريعية و الفوز في هذه الأخيرة هو مطمحه. نحن أمام تعليلين لهذا الحدث:
-         الأول: لم يقدّم مرشحا للرئاسة، و بدهاء سياسي شديد خطّط هذا الحزب لهذا الحدث و ترك التنفيذ لخصومه و قلّد صياد الطيور، عرض على خصومه طُعما صغيرا فوقعوا في شباكه يتخبطون و لن يخلصهم منه إلا هو!
-         الثاني: لم يخطّط لهذا الحدث و لكنه تلقف نتائجه تلقف اللاعب الماهر لكرة طائشة أو كما تلقف أبو سفيان انتصار محمد صلى الله عليه و سلّم  عند فتحه لمكة.

تجنبا للمزايدة، أقول و أصنّف نفسي فكريا و سياسيا كما يلي:
-         أنا معارض لحزب النهضة و لست معاديا له و لي فيه أقارب و أصدقاء كثر.
-         أنا متذبذب و غير مستقر في موقفي تجاه اليسار الماركسي اللينيني لأنني تخليت إيديولوجيا عن الماركسية قبل الثورة و تعاطفت مع الاشتراكية الديمقراطية على النمط الإسكندنافي و أتبنى النظام التعليمي الفنلندي المجاني جملة و تفصيلا. يمثل اليسار التونسي عائلتي الفكرية التي نشأت و ترعرعت فيها و أعتبر نفسي ابنا عاقا لهذه العائلة المتكلسة التي لا تريد أن تتغير و الزمن يتغير. جل أصدقائي ينتمون لليسار و أعتز بصداقتهم و أصبر على عنفهم اللفظي و يؤلمني جدا تحطيمهم المقصود لمعنوياتي دون ذنب اقترفته في حقهم سوى نقدهم الموضوعي.
-         أما رموز التجمع، الانتهازيون المتلونون المنافقون المفترسون الجوارح (الله لا يسامح النواب الذين صوتوا ضد قانون تحصين الثورة) فأعارضهم و لا أتعاطف معهم البتة و لا يشرّفني و ليس لي فيهم قريب أو صديق واحد.

إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم، شاء اليسار التونسي اللائكي - على المنوال الفرنسي - أم أبَى!
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 7  أكتوبر 2014.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire