هل نصَب حزب النهضة فخا
لخصومه السياسيين الدساترة و اليساريين، أم استفاد صدفة من أخطائهم؟ مواطن
العالم د. محمد كشكار
يبدو أن كل تهمة بتزوير ملف
الترشح تحل بمرشح للرئاسة، يستفيد منها حزب النهضة بصفة غير مباشرة و ذلك بتشويه
السمعة السياسية للأحزاب المنافسة في الانتخابات التشريعية و الفوز في هذه الأخيرة
هو مطمحه. نحن أمام تعليلين لهذا الحدث:
-
الأول: لم يقدّم مرشحا للرئاسة، و بدهاء سياسي شديد خطّط
هذا الحزب لهذا الحدث و ترك التنفيذ لخصومه و قلّد صياد الطيور، عرض على خصومه
طُعما صغيرا فوقعوا في شباكه يتخبطون و لن يخلصهم منه إلا هو!
-
الثاني: لم يخطّط لهذا الحدث و لكنه تلقف نتائجه تلقف
اللاعب الماهر لكرة طائشة أو كما تلقف أبو سفيان انتصار محمد صلى الله عليه و
سلّم عند فتحه لمكة.
تجنبا
للمزايدة، أقول و أصنّف نفسي فكريا و سياسيا كما يلي:
-
أنا معارض لحزب النهضة و لست معاديا له و لي فيه أقارب و
أصدقاء كثر.
-
أنا متذبذب و غير مستقر في موقفي تجاه اليسار الماركسي
اللينيني لأنني تخليت إيديولوجيا عن الماركسية قبل الثورة و تعاطفت مع الاشتراكية
الديمقراطية على النمط الإسكندنافي و أتبنى النظام التعليمي الفنلندي المجاني جملة
و تفصيلا. يمثل اليسار التونسي عائلتي الفكرية التي نشأت و ترعرعت فيها و أعتبر
نفسي ابنا عاقا لهذه العائلة المتكلسة التي لا تريد أن تتغير و الزمن يتغير. جل
أصدقائي ينتمون لليسار و أعتز بصداقتهم و أصبر على عنفهم اللفظي و يؤلمني جدا
تحطيمهم المقصود لمعنوياتي دون ذنب اقترفته في حقهم سوى نقدهم الموضوعي.
-
أما رموز التجمع، الانتهازيون المتلونون المنافقون المفترسون
الجوارح (الله لا يسامح النواب الذين صوتوا ضد قانون تحصين الثورة) فأعارضهم و لا
أتعاطف معهم البتة و لا يشرّفني و ليس لي فيهم قريب أو صديق واحد.
إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري
المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن
إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن
ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم، شاء اليسار
التونسي اللائكي - على المنوال الفرنسي - أم أبَى!
يطلب الداعية السياسي أو
الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي -
أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى،
و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا
أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الثلاثاء 7
أكتوبر 2014.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire