Affichage des articles dont le libellé est نقد الانتخابات الديمقراطية.. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est نقد الانتخابات الديمقراطية.. Afficher tous les articles

samedi 23 janvier 2016

دائرة انتخابية مغلقة يعاني منها اليسار في أمريكا اللاتينية. بقلم مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

دائرة انتخابية مغلقة يعاني منها اليسار في أمريكا اللاتينية. بقلم مواطن العالَم محمد كشكار، دكتور في إبستمولوجيا تعليم البيولوجيا

المصدر:
Le Monde diplomatique-Janvier 2016, N*742-63e année, page 19, «Amérique latine, pourquoi la panne ?  », article écrit par Renaud Lambert

مقتطفات من المقال:
1.     اليمين يحكم فيُفقِّر الطبقة الوسطى ويهمشها.
2.     الطبقة الوسطى المفقرة والمهمشة تنتخب اليسار طمعًا في تحسين مستوى معيشتها المادية.
3.     اليسار يحكم، يفي بوعوده الانتخابية ويحسّن مستوى معيشة الطبقة الوسطى.
4.     الطبقة الوسطى تتصور أنها أصبحت تنتمي إلى حكم الأقلية (L`oligarchie) فتنتخب اليمين طمعًا في الحفاظ على مكتسباتها الجديدة.

أمثلة معبرة:
1.     سفير فنزويلا في باريس قال: قبل الانتخابات الرئاسية 2013 بيوم، قابلتُ شابة من حي شعبي فقالت لي: "كنت أعيش في بؤس واليوم خرجتُ منه بفضل الرئيس اليساري شافيز". ثم أضافت قائلة: "اليوم لم أعُد فقيرة لذلك سأصوّت لفائدة المرشح اليميني المعارض ضد المرشح اليساري وريث شافيز".
2.     في البرازيل، نجح حزب العمل (PT) في تحسين ظروف الفقراء ومكّنهم من المقدرة المادية على تعليم أبنائهم في مدارس خاصة ومكّنهم أيضا من المقدرة المادية على المعالجة في مصحات ربحية خاصة والاشتراك في صناديق تقاعد خاصة. كان على هذا الحزب أن يبني مؤسسات جديدة في القطاع العام أو يحسّن على الأقل أداء القديمة منها. كان عليه أيضا أن يرفّع في مقدار الضرائب المفروضة على القطاع الخاص ويواجه البرجوازية. طريق يتعارض مع إستراتيجية المصالحة التي انتهجها الرئيسان اليساريان لُولا ودِيلْما. 

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 23 جانفي 2016.




jeudi 4 décembre 2014

موقف متشائل من التوافق الوطني الذي حصل اليوم في مجلس نواب الشعب التونسي. مواطن العالم د. محمد كشكار

موقف متشائل من التوافق الوطني الذي حصل اليوم في مجلس نواب الشعب التونسي. مواطن  العالم د. محمد كشكار

متشائم من التوافق الرأسمالي الليبرالي (النداء و النهضة و الحُر و آفاق) و متشائم أيضا لأنني لم أجد مَن يستحق صوتي في الدورة الثانية. مَن يستحق صوتي مفقود للأسف مفقود رغم أن أمنياتي ليست تعجيزية و هي تتلخص في ثلاثة محاور:
-         أولا أطالب بإلحاح بالشروع في إصلاح المنظومة التربوية التونسية لأنني أؤمن إيمانا جازما أنْ لا نهضة دون تعليم جيد و أطمح بواقعية لتحقيق تعليم مجاني مثل ما هو موجود في دولة فنلندا (مجانية التسجيل و الأدوات المدرسية و النقل المدرسي و وجبة صحية ساخنة يوميا و إلغاء التفقد البيداغوجي و انعدام الرسوب و منع الطرد و إسناد التلامذة الضعفاء ذهنيا و اجتماعيا مثل إرجاع تفعيل قاعات المراجعة و تطعيمها بمختص بيداغوجي و ثان تعلمي و ثالث نفسي) و أشهد صادقا أنني استفدت في مسيرتي الدراسية الابتدائية و الثانوية و الجامعية في أواخر الخمسينات و كل الستينات و أوائل السبعينات من مثل هذا النظام تقريبا و على سبيل الذكر لا الحصر، لقد تمتعت في الثانوي و الجامعة بثلاث وجبات ساخنة و ليس واحدة فقط، و كنت أتمتع بمنحة جامعية في 1972 قدرها 35 دينار و هو مبلغ يفوق مرتب معلم متربص في ذلك الوقت. هل تونس الستينات أفقر من تونس اليوم؟ فقط كان النظام في ذلك الوقت اشتراكي ديمقراطي على الأقل في المجال التربوي (فترة أحمد بن صالح).
-         ثانيا أطمح إلى تقنين عدالة جبائية فارقية تصاعدية (مَن يتقاضى ألف دينار شهريا يدفع شهريا مائة دينار ضرائب و مَن يربح مليون دينار سنويا يدفع سنويا مائة ألف دينار ضرائب) و أطالب بتجريم التهرّب من الضرائب.
-         أطالب بتجريم التهريب في الاتجاهين و الاحتكار و الضرب بقسوة على أيدي التجار الوسطاء الجشعين للحد من ارتفاع الأسعار و أطالب الليبيين الميسورين المقيمين الوقتيين بتونس المنتفعين دون وجه حق بتخفيض أسعار السلع المدعمة (مثل الخبز و المقرونة و الزيت و البنزين) بتمويل زيادة في الشهرية بقدر مائة دينار شهريا لكل مَن لم يبلغ مرتبه الشهري 1500 دينار حتى يستطيع التونسي الفقير أن يواجه و قتيا غلاء الأسعار المتسببين نسبيا فيه و تُلغَى الزيادة عندما تُلغَى أسبابها.

متفائل من التوافق الرأسمالي الليبرالي (النداء و النهضة و الحُر و آفاق) لأنني واقعي و لا "أطمع بالعسل من طبلة بوفِرزِزُّو" و لأنه يبدو لي أن شبح الحرب الأهلية بدأ يبتعد عن بلادنا. و أقول بحسرة و مرارة شديدتين أنني أفضّل مُكرها الديكتاتورية على الحرب الأهلية العبثية المدمِّرة لو لم يتوفر لي الخيار الديمقراطي أي الخيار الأقل سوءًا من بين الخيارات المطروحة أو المفروضة. و كديمقراطي أعترف بنتائج الصندوق رغم نقدي لنقائص الديمقراطية و أعارض و لا أعادي النهضة و النداء  و أهنّيهما بفوزهما في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
اِفرض مثلا أنني عندي جارين مالكين مختلفين و ليست لي علاقة حميمة مع أحدهما أو كليهما، و رسولنا الكريم - صلى الله عليه و سلّم - أوصى باحترام الجار و لم يميز بين النهضاوي و الندائي. قُدرتي الشرائية المتدنية لم ينجح النهضاوي أن يحسِّنها خلال حكمه الجزئي خلال عامين و لن يستطيع أن يحسِّنها أيضا أخوه الندائي خلال خمس سنوات و "عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم". لو تحابَّا الجاران فلن يفيدني تحابُّهما و لو تخاصما فسيقلق راحة بالي حتما خصامهما، و أحمد الله الذي لا يُحمدُ على مكروه سواه و تصبحون على خير.

إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم أو لا يكون مع احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 4  ديسمبر 2014.


dimanche 23 novembre 2014

موقف مستقل لمواطن غير منتمِ حزبيا من الانتخابات الرئاسية التونسية الأولى بالاقتراع المباشر النزيه و الشفّاف في دورتها الأولى و الثانية. مواطن العالم د. محمد كشكار

موقف مستقل لمواطن غير منتمِ حزبيا من الانتخابات الرئاسية التونسية الأولى بالاقتراع المباشر النزيه و الشفّاف في دورتها الأولى و الثانية. مواطن  العالم د. محمد كشكار

-         في الدورة الأولى:
مَنحتُ صوتي لــحمة الهمامي جزاءً له على نضاله ضد بورقيبة و بن علي و ليس اقتناعا ببرنامج الجبهة الانتخابي أو تصديقا لوعوده الانتخابية.

-         في الدورة الثانية:
لا أثق في وعود الفائزين في الدورة الأولى لأنني جرّبتهما، لكنني لن أعاقب المرزوقي (بالتصويت لمنافسه الوحيد السبسي) لأنه شخص لا يستأهل العقاب رغم فشله السياسي المؤقت في السلطة التنفيذية لكنني أحمّله المسؤولية القانونية و الأخلاقية لكل ما وقع في الثلاث سنوات من حكمه و أشنع ما حدث خلالها فاجعة رش سليانة الأليمة التي تسببت في فقدان البصر الجزئي لبعض المتظاهرين الشباب العزل السلميين، و في الوقت نفسه لن أجازي السبسي لأنه شخص لا يستحق الجزاء رغم نجاعته السياسية المؤقتة في المعارضة البورجوازية الليبرالية لكنني لم و لن أغفر له مشاركته البارزة في نظامين ديكتاتوريين (بورقيبة و بن علي)، لذلك سأقاطع الدورة الثانية و هذا أعتبره موقف مواطن حر من الديمقراطية السياسية (لم نلمس أي مؤشر إيجابي من الديمقراطية الاقتصادية) و ليس هروبا من تحمل مسؤولية المواطنة.

إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم أو لا يكون مع احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 23  نوفمبر 2014.

samedi 11 octobre 2014

كذب المترشحون للانتخابات و لو صدقوا!؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

كذب المترشحون للانتخابات و لو صدقوا!؟ مواطن  العالم د. محمد كشكار

وجهة نظر ضد السائد حول الحملة الانتخابية التشريعية و الرئاسية الدائرة رحاها "الدونكيشوتية" الآن في تونس.

يبدو لي أنه لا يوجد موجب منطقي لحملة انتخابية موسمية قصيرة، يقوم بها مترشح للانتخابات التشريعية أو الرئاسية و ذلك للأسباب التالية:
1.     إن كانت لشغل منصب رئيس الجمهورية، فمِن المنطق أن يكون المترشح قبل ترشحه شخصا مشِعًّا و معروفًا على الصعيد الوطني و مشهودٌ له بالصدق في القول و الإخلاص في العمل و الأمانة في المواقف و الكفاءة في السياسية و حسن السيرة و الأخلاق.
2.     إن كانت لتبوءِ مقعد في البرلمان القادم، فمِن المنطق أن يكون المترشح قبل ترشحه شخصا مشِعًّا و معروفًا على الصعيد المحلِّي و مشهودٌ له بالصدق في القول و الإخلاص في العمل و الأمانة في المواقف و الكفاءة في السياسية و حسن السيرة و الأخلاق.
3.     إن كان المترشح رئيسا سابقا أو نائبا سابقا، فاسألوه أولا لماذا لم يحاول تنفيذ برنامجه في فترة رئاسته أو نيابته السابقة.
4.     أضف إلى كل ما سبق من الحجج أن جميع التجارب الديمقراطية في العالم أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن أغلب الوعود الانتخابية و همية بغض النظر عن نزاهة المترشح الواعد أو انتهازيتة و ذلك للسبب البديهي التالي: عادة لا يرتبط تنفيد الوعود الانتخابية بقائلها، مستقلا كان أو حزبا، صادقا كان أو منافقا، بل يتجاوزه و يتجاوز إمكانياته و يخرج عن نطاقه. قد تتداخل في التنفيذ عدة معطيات، منها المعروف و منها غير المعروف عن جهل أو يدخل في علم الغيب، مثل الكوارث الطبيعية الداخلية أو ردة فعل المجتمع التونسي أو المجتمع الدولي أو توازن القوى بين السلطة و المعارضة أو الضغوطات الخارجية السياسية و المالية أو التحولات الثورية الفجائية في البلدان  المجاورة أو الشقيقة أو الصديقة. لا يمكن لأي مترشح أن يوجه أو يسيطر على هذا الكم المعقّد من المتغيرات.
5.     أليس الناشط السياسي مُطالب كامل العام بتبليغ آرائه للشعب؟ فلماذا الحملة الفولكلورية إذن؟ ألا يكفينا تبذيرا للمال العام؟ و هو مال دافعي الضرائب و أكثرهم من المفقرين في تونس!
6.     آخر حجة ضد الحملة الانتخابية و الوعود الكاذبة و لو صدق قائلوها المترشحون: من المهازل الكبرى أن يترشح على قرية في الجنوب مثلا مرشح يقيم في العاصمة قبل و بعد الحملة!

إمضاء م. ع. د. م. ك.
قال الفيلسوف اليساري المغربي العظيم عبد الله العروي: "لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه". و مجتمعنا التونسي عربي مسلم أو لا يكون مع احترام حقوق الأقليات العرقية و العقائدية.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 11  أكتوبر 2014.


jeudi 5 septembre 2013

ماذا يعني التزوير الرمزي في الانتخابات الديمقراطية غير المزورة؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

ماذا يعني التزوير الرمزي في الانتخابات الديمقراطية غير المزورة؟ مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 24 ماي 2012.

جزء 1. تعريف التزوير الرمزي:
قلتها و أكررها، كل الانتخابات الديمقراطية مزيفة حتى و لم تكن شكليا مزيفة بما فيها الانتخابات التي تقع في الدول الغربية الديمقراطية منذ قرون. لا أتحدث عن التزوير المفضوح الذي وقع في عهد بن علي و عهد بورقيبة و الذي يتمثل عادة في إلغاء بطاقات المنافس و تعويضها ببطاقات الموالي أو التلاعب رقميا بالنسب و النتائج و كأن الانتخابات لم تقع فعلا. أتحدث عن التزوير الرمزي الذي يسبق الانتخابات و يمهد لها و المتمثل خاصة في: 1.1. المال السياسي، 2.1. عدم الوفاء بالوعود الدعائية المبدئية و المادية المزيفة، 3.1. القدرة على تجييش و حشد الجماهير بفضل ادعاء احتكار الحقيقة، 4.1. استغلال الجهل السياسي المنتشر لدى أغلبية الناخبين، 5.1. التحالفات الخارجية، 6.1. المجلة الانتخابية:

1.1.         المال السياسي
مَن يمتلك مالا أكثر و أفكارا أقل تقدمية، يقوم بدعاية أفضل. و مَن يمتلك أفكارا تقدمية و مالا أقل، يقوم بدعاية أسوأ. و النجاح في السياسة يتبع المال و ينفر من الأفكار التقدمية. لا يهم من أين يأتي الحزب بالمال، يقال في فرنسا أن السعودية مولت حملة جيسكار ديستان قديما و ليبيا مولت حملة ساركوزي حديثا.  و يقال أيضا و الله أعلم أن حملة حزب النور في مصر مولتها السعودية و حملة حزب النهضة في تونس مولتها قطر (يغلب ظني أن حزب النهضة حزب غني بغنى منتميه من الطبقة المتوسطة، تجار و أطباء و مهندسين و محامين، لكن "الهدية لا تُرد" و "زيادة الخير ما فيها ندامة" و "النبي قبِل الهدية" فلماذا نطالب حزب النهضة أن يرفض النعمة القطرية إن أمطرت بترودولارات). كيف اغتنى حزب التكتل فجأة قبل الانتخابات بعد ما كان عاجزا عن دفع معلوم كراء مقره الرسمي كما قال عنه المرزوقي متهكما؟ لماذا دافعت راضية النصراوي على رموز العهد البائد؟ يقال أنها فعلت ذلك لتمويل الحملة الانتخابية لحزب العمال الشيوعي؟ لماذا التجأ حزب الشابي لخطب ود البرجوازية الكبيرة أياما معدودات قبل الانتخابات؟

الحزب، أي حزب، في أي دولة ديمقراطية، غربية أو آسيوية أو شرقية أو إفريقية، يموّله الأغنياء أو الأقل غنى من طبقة الأطباء و المحامين و التجار و المهندسين الخواص. فكيف نطلب منه إذن أن يدافع عن الفقراء الذين انتخبوه و الذين تتعارض مصالحهم مع مصالح الأغنياء؟ نحن نعرف أن الحزب يتبع و يخدم مصالح مموليه و لو كان ذلك على حساب المصلحة العامة و أكبر دليل على صحة هذا التحليل أن كل الحكومات الديمقراطية تشجع على الخوصصة و تفرّط في الشركات العمومية و الأراضي الدولية بأبخس الأثمان إلى الأغنياء فتزيدهم غنى على غنى و تسن القوانين المخفِّضة للضرائب على الثروات الكبرى و على عكس ما ينتظره منها ناخبوها الأجراء و الفقراء، تزيد في الضرائب على الأجراء و صغار التجار و صغار الفلاحين و أصحاب المشاريع الصغرى و المتوسطة.

2.1.         عدم الوفاء بوعود الحملة الانتخابية:
كل الأحزاب المشاركة في الانتخابات دون استثناء، غربية كانت أو عربية، تعِد منتخبيها بحل كل مشاكلهم و تجمّل مستقبلهم القريب و تبيع لهم أوهاما. في الغالب يصدق الناخبون، لا لأنهم أغبياء، بل لأنهم متعطشون إلى المستقبل الأفضل و ملّوا من الحاضر التعيس أو لأنهم يريدون معاقبة الحزب الحاكم على سياسته الفاشلة و ليس حبا أو تصديقا في وعود الحزب الجديد. خذ مثلا وعود أوباما أو وعود ساركوزي أو وعود حزب النهضة الأخيرة في انتخابات 23 أكتوبر 2012، هل تحقق منها و لو العشر؟ وعدوا بـما يقارب  600 ألف موطن شغل على مدى 5 سنوات أي بمعدل 120 ألف في السنة، مضى تقريبا نصف سنة على تاريخ فوزهم بالأغلبية في الانتخابات التشريعية، فهل شغلوا 60 ألف عاطل عن العمل؟

بعد فوزه في الانتخابات، يتحالف الحزب الفائز مع أي حزب صغير آخر بغض النظر عن برنامج هذا الأخير بهدف تكوين كتلة برلمانية أغلبية. حزب النهضة،  الذي يبدو لي أنه يعادي و يكفّر العلمانيين و الاشتراكيين و الشيوعيين و الليبراليين، تحالف مع حزب المرزوقي العَلماني الصريح و مع حزب بن جعفر العضو في الاشتراكية الدولية.

3.1. القدرة على حشد و تجييش الجماهير بفضل ادعاء احتكار الحقيقة من قبل حزب واحد:
مَن يقدر على تجييش و تعبئة الجماهير؟ يقدر على ذلك الحزب الذي "يدمغج" أكثر يعني يحتكر الحقيقة بالكذب و التبسيط و تشويه الخصوم و إذا كان حزبا دينيا، يستعمل سلاح الدين و يكفّر منتسبي الأحزاب الليبرالية و العَلمانية و الاشتراكية و الشيوعية. هو الحزب الذي يضم أكبر قاعدة متجانسة في الجهل السياسي من المنتمين، قاعدة سهلة القيادة لتدنى مستواها التعليمي و الاجتماعي و يضم في الوقت نفسه كوادر وسطى و دنيا منعدمة أو محدودة الثقافة العامة.
في البلدان العربية و الإسلامية، قد يحتكر حزب من دون الأحزاب المدنية الأخرى التراث الإسلامي لنفسه فقط و يصبغ على نفسه صفة "حزب إسلامي" و يبث في أدبياته و دعايته الانتخابية و الحزبية اليومية ما يوحي بأن الأحزاب الأخرى غير إسلامية إذن فهي غير مسلمة مستغلا بذلك الحس الشعبي المتعاطف مع الدين الإسلامي و الذي لا يفرق بين إسلامي و مسلم. فتذهب الأحزاب المسلمة المحلية الأخرى (الليبرالية و العَلمانية و الاشتراكية و القومية) ضحية دعاية مغرضة و مبيتة و خاطئة. و صفة إسلامي فضفاضة واسعة و من الأفضل تحديد المفهوم حتى داخل الكتلة الإسلامية فنقول مثلا: معتقده سلفي أو سني مالكي أو شيعي اثني عشري  و ليس إسلامي، لأنه لا يمكن لأي دين أو معتقد أو مذهب أو طائفة أو دولة أو أمة أن يدعي أو تدعي احتكار الإسلام لكون الإسلام  ببساطة حضارة  أكبر و أرحب  منهم جميعا، حضارة تشمل الديني و الدنيوي، حضارة ورسالة موجهة للعالمين و الناس أجمعين مسلمين و يهود و مسيحيين و بهائيين و صابئة و  كفّار و ملحدين و بوذيين و هندوس و شيوعيين فلا يحق لأحد إذن احتكارها أو النطق باسمها أو الاستحواذ علي تراثها المشترك التي شاركت في صنعه كل الطوائف و الأديان و الأعراق و القوميات و الجنسيات و كل من عاش تحت ظل الحضارة الإسلامية يجب أن يُعتبر مسلما حضاريا حتى و لو كان غير مسلم عقائديا.

و النقد الذي أوجهه - قياسا على نص علي حرب في كتابه "العالم و مأزقه" ص 173 - إلى مثل هذه الأحزاب الإسلامية، يتمثل في مطالبتها بالتخلي عن دكتاتورية الحقيقة و إمبريالية المعنى  و أحادية الفكر و إرهاب الأصل و دعوتها إلى فك الارتباط بين الإسلام كدين حق و بين مجموعة بشرية تنظمت في حزب، مجموعة تخطئ و تصيب ككل البشر، إذ لا أحد يقبض على حقيقة القرآن. كلنا مجتهدون و كلنا خطاءون. كل منا يحاول الاقتراب من حقيقة القرآن و لن يظفر بها أحد بقدرة الله، لذلك يُقال عن جدارة أن القرآن صالح لكل زمان و مكان، لأن لكل زمان مجتهديه و مفسريه، يجتهدون حسب مستواهم الفكري و يؤوّلون النص القرآني باستعمال ما وصلوا إليه في عصرهم من علوم حديثة، صحيحة و تجريبية و إنسانية. نستطيع القول إذن أن حقيقة القرآن ستبقى دوما محجوبة و لن تنكشف جلية واضحة كاملة  مهما تعددت و تنوعت و تجددت الاجتهادات. بحيث يتوقف الواحد عن ادعائه امتلاك معنى النص القرآني أو نص الأحاديث أو نص مالك، لكي يفتح باب الاجتهاد و التأويل على تعدد التفاسير و المعاني البشرية و تنوعها أو نسخها و تبديلها. فما دامت الحقيقة الكاملة ليست في متناول عقل بشري مسلم بمفرده، فعلى هذا الأخير الاعتراف بضعفه و محدوديته و يكتفي بعرض وجهة نظره على العقول البشرية المسلمة الأخرى، فإن أخذوا بها فهم مسلمون و إن لم يأخذوا بها فهم مسلمون أيضا و عدم الانتماء إلى الأحزاب الإسلامية أو معارضتها لا ينقص من إيمان المعارض شيئا و الانتماء إليها و الدفاع عنها لا يزيد من إيمان المنتمي شيئا. فمعنى القرآن - كما أراده الله - لن يدركه البشر مهما أوتوا من علم، فهم يخطئون في تفسير النصوص البشرية فكيف لا يخطئون في تفسير النص الإلهي؟ هذا النص الذي يحتوي على المجاز المعقد بالمعنى العلمي الإيجابي للكلمة، أكثر مما يحتوي على المباشر البسيط و الواضح. بمعنى أن فهم القرآن و تفسيره و تأويله ليس قبضا على كنه ماهيته المسبق أو دركا لحقيقته الإلهية المتعالية، بقدر ما هو اجتهاد و تعاطي مع النص القرآني من حيث ما يُستخرج منه من المعاني و الصور البشرية و هذا أيضا ما تشهد به العلاقة مع النصوص البشرية قبل النصوص الإلهية. فقراءاتها هي تفاسيرها المختلفة أو شروحاتها المتعاقبة أي سلسلة تأويلاتها التي لا تتوقف. و كل تأويل جديد هو إعادة إنتاج و صياغة للمعنى المقصود في القرآن باقتحام مناطق جديدة للتفكير لم يقتحمها السلف الصالح لقلة إلمامه بالعلوم الحديثة كالألسنية و الأنتروبولوجيا و الأركيولوجيا و علم الاجتماع و علم النفس و الإبستمولوجيا، و هي كلها أدوات حديثة للتفكير و التعبير. و هكذا لا سبيل لدرك المعنى نفسه مرتين، تماما كما لا ينزل المرء نفسه النهر مرتين. و إنما الممكن دوما هو درك جزء من الحقيقة الإلهية أي إنتاج حقيقة بشرية قاصرة و ناقصة و محدودة في الزمان و المكان بحكم طبيعتها البشرية لكنها فعالة و إجرائية في زمانها و مكانها.

في البلدان العربية و الإسلامية أيضا، قد يحتكر حزب من دون الأحزاب المدنية الأخرى التراث اليساري الاشتراكي لنفسه فقط و يصبغ على نفسه صفة "حزب شيوعي" و يبث في أدبياته و دعايته الانتخابية و الحزبية اليومية ما يوحي بأن الأحزاب اليسارية الأخرى محرّفة و غير شيوعية. و يتراءى لهذا الحزب أنه يملك الحقيقة المتمثلة في الاشتراكية العلمية التي تجيب - حسب رأيه - على كل الأسئلة و تمتلك البديل الجاهز لكل معضلات المجتمع.

4.1.         استغلال الجهل السياسي لدى أكثرية الناخبين:
كل الأحزاب تطرح عن قصد برامج غامضة و ضبابية و متشابهة و عامة، مثل برنامج حزب النهضة الذي يحتوي على ما يقارب 365 نقطة، كم عدد الناخبين الذين سيقرؤونه يتمعن و ترو؟

و عن قصد أيضا، لا تفعل الدولة شيئا يذكر في سبيل تثقيف الجماهير سياسيا و لا تفعل سوى استجداء أصوات الناخبين يوم الانتخابات. و بعدها يسود الصمت التثقيفي السياسي للجماهير بين الدورة و الدورة و كأن الدولة كالدجاجة ترعى و تحضن بيض الجهل حتى يفقس صوتا في الانتخابات القادمة. يبقى الناخب جاهلا و عندما يأتي موعد الانتخابات، نطالبه بتقييم سياسي دقيق إلى درجة مطالبته بالتمييز بين عدة برامج اقتصادية متشابهة و فاقد الشيء لا يعطيه في هذه الحالة. و المصيبة أن مصيره سيتقرر نتيجة إدلائه بصوته في صندوق الاقتراع و كأنك تطلب من تلميذ أن يجتاز امتحان الباكلوريا و هو لا زال ذهنيا في مستوى السادسة ابتدائي. لتوضيح فكرتي أكثر سأستعير صورة من علم التقييم في البيداغوجيا: التقييم الإشهادي: نحن نعرف أن في آخر كل سنة دراسية يجتمع أساتذة المعهد و يقيمون تلامذتهم و يمنحونهم شهادة مكتوبة تنص على الارتقاء إلى مستوى أعلى أو الرسوب في نفس المستوى. كذلك عندما يصوت الناخب يقوم بتقييم إشهادي، يعني أنه يمنح شهادة رئيس دولة لأحد المترشحين، شهادة يحكم بموجبها الفائز لمدة 4 أو 5 سنوات. الفرق هنا أن من يقوم بعملية التقييم في المثال الأول مختص (أستاذ) و من يقوم بها في المثال الثاني غير مختص (ناخب). و هذا في حد ذاته يعتبر تزويرا في منح الشهائد، ينتج عنه فائز يزاول أهم وظيفة في الدولة بشهادة مزيفة، يزاول مهنة رئيس دولة بشهادة من غير مختص.

5.1. التحالفات الخارجية
تخدم العلاقات الخارجية للحزب المحلي تطلعاته و تزيد من فرص نجاحه خاصة تحالفاته مع القوى العظمى. لذلك زار كبار قيادي النهضة أمريكا قبل الانتخابات ليطمئنوها كما سمعنا و قد قال فيهم حمة الهمامي، زعيم حزب العمال الشيوعي: "كان الأجدر بهم طمأنة شعبهم عوض طمأنة الأمريكان و الخليجيين". و قبل الانتخابات المصرية أيضا، طمأن حزب النور و حزب العدالة الساسة الأمريكان و وعدهم بالإبقاء على اتفاقية كامب دافيد المذلة لمصر و العرب أجمعين.

6.1. المجلة الانتخابية
مَن يسنّ القانون الانتخابي؟ هل هي لجنة معينة أو منتخبة؟ هل هي لجنة مستقلة أو حكومية؟ هل تعمل بقانون احتساب البقايا مثل ما حصل في انتخابات 23 أكتوبر 2012 الذي يسمح بفوز بعض النواب بأقل عدد من الأصوات إذا انتقلنا من ولاية إلى ولاية أخرى؟ هل سيُسمح للمجندين و الشرطة بالتصويت؟ كم عدد المسجلين في القائمات الانتخابية؟ كم سيبلغ عدد الممتنعين عن التصويت و لماذا لم يصوتوا؟ هل لنقص عفوي في الدعاية أم نقص مدروس و مبيت لغرض في نفس من وضع المجلة؟

جزء 2. الانتخابات الديمقراطية التي انقلبت عليها الدولة الديمقراطية الأمريكية و لم تعترف بنتائجها:
مثل الديمقراطية كمثل البنك مع فارق مهم و هو أن الأولى تعتبر رأس مال رمزي و الثاني رأس مال مادي. و البنك يملؤه الأجراء و يستفيد و يقترض منه الأغنياء لاستغلال الأجراء. أما نواب البرلمان الديمقراطي، ينتخبهم الفقراء و يخدمون الأغنياء في سن القوانين التي تحمي هؤلاء الأخيرين من الترفيع في الضرائب التصاعدية. نواب الفقراء يخدمون الأغنياء. نواب الفقراء يترددون ألف مرة قبل الترفيع في الأجر الأدنى الفلاحي و الصناعي و لا يترددون لحظة في منح الإعفاء الجبائي  للمستثمرين الأجانب الذين يستفيدون من رخص اليد العاملة عندنا، رخص نتباهى به، ما رأيت في حياتي أحدا يتباهى برخصه! يقصدنا المستثمرون الغربيون ليس حبا فينا بل هربا من من مقاومة المجتمع المدني الغربي لجشعهم. يقصدوننا لكثرة و تنوع تنازلاتنا، نتنازل على كرامة العامل و العاملة، نتنازل على العمل النقابي، نتنازل على حماية المحيط و البيئة. يُمنع الرأسمالي الصناعي الغربي من تلويث البيئة في الغرب بمصانعه الكيميائية، نفتح له نحن مدينة قابس بعمالها و تقنييها و مهندسيها المهرة، فيقتل سمكها في خليجها و يلوث جوها و يتسبب في انقراض نخلها و حنتها و رمانها، و ينشر مرض السرطان و الالتهاب الرئوي بين سكانها.

لنفترض جدلا أن انتخابات ديمقراطية تمت بصفة نزيهة و شفافة في دولة من العالم الثالث، لكن نتائجها لا تجد هوى و قبولا عند صهاينة أمريكا. ماذا يقع؟ تصبح هذا الانتخابات باطلة و على سبيل الذكر لا الحصر أذكّركم بثلاثة أمثلة مشهورة في التاريخ الحديث حيث تنكر الغرب للديمقراطية عندما اشتم أن هذه الديمقراطية المحلية ستخدم شعوبها و تعادي أعداء شعوبها المتشدقين زورا و بهتانا بالديمقراطية كأمريكا و بريطانيا و فرنسا.

1.     مثال حركة حماس الفلسطينية
و أقرب  مثال لنا نحن العرب يتمثل في نجاح منظمة حماس الفلسطينية في انتخابات 2006 في الضفة الغربية و غزة و القدس الشرقية و حصولها على الأغلبية لكن أعداء الديمقراطية في الداخل و الخارج (أمريكا التي تدعي أنها حامية الديمقراطية بل المصدرة لها و قيادات و كوادر منظمة فتح الفلسطينية التي تخاف على فقدان امتيازاتها التي تأتيها من أسيادها الأمريكان و الأوروبيين و الإسرائيليين أنفسهم) كانوا لها بالمرصاد و لم يقبلوا بشروط اللعبة الديمقراطية عندما جاءت نتائجها ضد مصالحهم المادية الضيقة دون مراعاة مصلحة الوطن مما أجبر الحركة على الاستقلال في قطاع غزة و هي خطوة غير وطنية أيضا لأنها أضرت بوحدة الشعب الفلسطيني و قسمت صفوفه و أضعفت قوته تجاه العدو الصهيوني الذي نجح في تطبيق الشعار الاستعماري "فرّق تسد".

  1. مثال محمد مصدق في إيران
انتخب البرلمان الإيراني في 28 أبريل 1951 محمد مصدق رئيساً للوزراء بأغلبية 79 صوتا مقابل 12 فقط، وبعد يومين فقط من استلامه السلطة قام مصدق بتأميم النفط الإيراني. تحالف رئيس الوزراء الليبرالي و الحداثي مصدق مع كتل اليسار السياسي مثل حزب توده الشيوعي، ليوازن ضغوطات الشاه من الداخل وإنجلترا و الولايات المتحدة الأمريكية من الخارج. كانت إصلاحات مصدق الديمقراطية والاشتراكية تضرب في الأساس حكم الشاه الشمولي، كما أن تأميمه للنفط الإيراني مثّل ضربة كبيرة لمصالح إنجلترا وواشنطن. وبالرغم من الشعبية الطاغية التي كانت لمصدق بين الإيرانيين من الطبقات والشرائح الدنيا والمتوسطة تحديدًا، فقد ناصبته طبقة الملاك المتحالفة مع المؤسسة الدينية، العداء بسبب إعلانه عن وضع خطة للإصلاح الزراعي وتحديد الملكية الزراعية. كما قام مصدّق بخلع الشاه إلا أن هذا الأخير سرعان ما انقلب عليه  سنة 1953 بمساندة أمريكية بريطانية مشتركة سميت بعملية أجاكس. أعتقل محمد مصدق بعدها وسجن لمدة ثلاث سنوات ثم أطلق سراحه إلا أنه أستمر رهن الإقامة الجبرية حتى وفاته عام 1967.

3.     مثال سلفادور ألندي في الشيلي
بتاريخ 22 يناير من عام 1970 رشحته جبهة الوحدة الشعبية وهي إئتلاف سياسي تشكل من الشيوعيين والاشتراكيين والجذريين، وجبهة (مابو)، وجبهة بادينا، ومنظمة العمل الشعبي المستقل. وهكذا انتصر في الانتخابات بتاريخ 4 سبتمبر. لا شك أنه مثيل نموذجي كلاسيكي للمناضل الثوري بالطرق السلمية لإقامة الاشتراكية. و عندما قرر تأميم مناجم النحاس في بلاده، أمضى في الوقت نفسه شهادة وفاته، فاغتالته يد الغدر البينوشية الأمريكية و لم تنقذه شعبيته و لا ديمقراطيته و لا نضاله و لا سلميته و لا حياديته.

4.     مثال الثورة الإيرانية
انطلقت ضد الشاه و ضد المصالح الأمريكية في إيران و أرست حكما ديمقراطيا. حاربتها أمريكا "راعية الديمقراطية في الغرب  و حرامية الديمقراطية في الشرق" و سلّطت عليها أكبر نظام عربي دكتاتوري، نظام صدام حسين، الذي حاربها لمدة عقد من الزمن بمساندة أمريكية خليجية.

بعد هذه التجارب المذكورة أعلاه. نجحت أمريكا في قبر الديمقراطيات الثلاث الأولى و فشلت في إخماد الديمقراطية الإيرانية الأخيرة أيما فشل. فشل و ذل و إهانة ألحقتهم الثورة الإيرانية  بالإدارة الأمريكية. اتعظت أمريكا من الدرس الأخير و أصبحت تعتمد إستراتيجية الحرب الاستباقية و الثورات الاستباقية الملونة و الديمقراطيات المعدة نتائجها سلفا. حاربت العراق و أفغانستان دون أي عدوان مسبق من الدولتين المذكورتين، و لو أرادت معاقبة المعتدي  في أحداث 11 سبتمبر 2001 لكان الأجدر بها أن تحاكم حكام حليفتها السعودية لأن أكثر الإرهابيين الذين شاركوا في الهجوم سعوديون.

فبركت (أو سرقت أو ركبت أو تآمرت) مخابرات أمريكا ثورات ملونة بمشاركة حلفاء من الداخل، واحدة برتقالية في أوكرانيا و ثانية وردية في جورجيا و ثالثة ياسمينية في تونس و رابعة في مصر و خامسة في ليبيا و سادسة لا زالت تطبخ في سوريا و الثورات القادمات لا شك أنهن سوف يكن سعوديات و قطريات.

 بصمتي الفكرية:
علي حرب:
-         "إن نقد الحقيقة يجعلها أقل حقيقة...و لهذا ليست الحقيقة سوى الاعتراف بحق الآخر"، "فحقيقة الحقيقة أنها أقل حقيقة مما يدعي قول القائل".
-         "أليست ممارسة الفكر ضربا من الانشغال بالذات و الاشتغال عليها و ممارستها؟".
-         نحن لا نطرح الأفكار على غيرنا لكي يعملوا بموجبها، أي لكي يفكروا مثلنا و يصبحوا نسخا عنا، كما يتصور مهمته العقائدي اللاهوتي، أو كما يمارس دوره المثقف النخبوي  أو المنظّر الحداثي...فالممكن و المجدي هو أن نطرح أفكارنا على سوانا، لكي يعملوا عليها، فيتغيروا بها و يسهمون في تغييرها بقدر ما ينجحون في استثمارها و صرفها إضافات جديدة و غنية في المعرفة و القيمة أو في الثروة و القوة.

Jean Paul Sartre 
L’Intellectuel  est une création du XIXè siècle qui disparaîtra à la fin du XXè ou du XXXè  parce qu’il est fait pour disparaître. L’homme qui pense pour les autres, cela n’a pas de sens. Tout homme qui est libre ne doit être commandé par personne que par lui-même
Les idéologies sont liberté quand elles se font, oppression quand elles sont faites

محمد كشكار:
-         كل ما يُقال لك نصف الحقيقة، فابحث عن النصف الآخر بنفسك.
-         على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري، و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.
-         أقرأ و أكتب و أنقل و أنشر للمتعة الفكرية و للمتعة الفكرية فقط، لا أكثر و لا أقل، و لكن يسرّني جدا أن تحصل متعة القراءة أيضا لدى قرّائي الكرام و السلام.