samedi 5 janvier 2013


حضرت اليوم ملتقى الاحتفاء بالمئوية الثالثة لميلاد جان جاك روسّو. مواطن العالَم د. محمد كشكار

المكان: قاعة الندوات بالمكتبة الوطنية أو دار  الكتب الوطنية، نهج 9 أفريل، تونس العاصمة. دخلتها لأول مرة و اكتشفت جمالها و نظافتها و هندستها الرائعة و انبهرت بعظمتها و خاصة قاعات المطالعة المريحة و المنظمة و المكيّفة
الزمان: السبت 5 جانفي 2013 من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة الخامسة و النصف مساءً، دون انقطاع تقريبا
الجهة المنظمة: منتدى مقابسات للفكر و التواصل (القائمون عليه موالون للنهضة و هذا وصف و ليس حكما
الحضور: 50 فردا رجالا و نساء (ربع سعة القاعة)، شيبا و شبابا. لاحظت و لامست وجود مودة و احترام كبيرين بين الفلاسفة التونسيين الإسلاميين و اليساريين و في مناسبات أخرى رأيت تنافرا و خصومة حادتين  بين النشطاء السياسيين المنتمين حزبيا و إيديولوجيا من الجانبين
المناسبة: الاحتفاء بالمئوية الثالثة لميلاد الفيلسوف الفرنسي، طريد أوروبا، جان جاك روسّو (1712 - 2012

الحصة الصباحية، الساعة العاشرة
1.     محاضرة أستاذ الفلسفة الجامعي عبد العزيز لبيب (يساري حسب ما سمعت و رأيت) تحت عنوان "العقد الاجتماعي، ثورة أم قيد؟  (40 دقيقة
-         راوحت الثورة التونسية بين روسو و مونتسكيو، بين الديمقراطية المباشرة لروسو (سؤال وجهته إلى المحاضر في استراحة القهوة الصباحية: ألا تتناقض الديمقراطية المباشرة لدى روسو مع العقد الاجتماعي؟ جوابه: العقد - في زمانه - قيّد الحكم المطلق) و المجلس التأسيسي و الشرعية  لمونتسكيو
-         قال روسو: الشعب هو جسم اجتماعي ذو إرادة عامة غير قابلة للقسمة و لا للتنازل
-         الإعلام التونسي ينعت المواطن التونسي بالمواطن البسيط و هذا الأخير هو في الواقع ليس بسيطا و الدليل على ذلك أن رئيس الدولة يوصف بأنه المواطن الأول في الأنظمة الديمقراطية
-         الماركسية انتقدت مفهوم العقد الاجتماعي لروسو و عارضته بمفهوم الصراع الطبقي و الطريف أن الأحزاب اليسارية التونسية هي من طالبت في القصبة 2 بالمجلس التأسيسي لكتابة عقد اجتماعي أو دستور مؤسس يقيد الحكم المطلق الذي كان سائدا في العهد البورقيبي و البنعلي
-         قال روسو: الشعب ليس مصدر السيادة بل هو صاحب السيادة الأوحد و لا يمكن أن توكل السيادة إلى غيره و هذه هي  الديمقراطية المباشرة. و تصح هنا قولة "التمثيل تدجيل" حتى و لو وردت عن جهل من قبل أكبر الدجالين، أَلاَ و هو "ملك الملوك" معمر القذافي
-         قال روسو: علينا أن لا نجتهد في ربح الوقت في العملية التربوية بل علينا أن نجتهد في إضاعة الوقت و نتدرّج في التربية حسب استعدادات الطفل. أو كما قال بياجي: il faut perdre du temps pour en gagner
-         صدق الفلاسفة الداعون إلى منوال نظري ( paradigme théorique) حتى و لو كان هذا المنوال غير قابل للتطبيق لأن المنظرين يذهبون إلى أقصى الحدود في التفكير و المنطق و لا يفقد المنوال النظري وجاهته و فاعليته إلا عندما يتناقض منطقيا مع نفسه و لا يجب أن نقلل من المسألة النظرية كما يفعل النشطاء السياسيون التونسيون اليساريون و اليمينيون و لهذا السبب غُيّبَ المثقفون عن قصد من الساحة الإعلامية لأن السياسيين لا يحتاجون إلى التفكير النظري بل يحتاجون إلى صيدلانيين يركبون الجزئيات و ينفذون الأوامر دون تفكير أو نقاش

2.     محاضرة أستاذ الفلسفة الجامعي يوسف السهيلي تحت عنوان "روسو و الدين الطبيعي: الثورة على المذهب المادي السائد في القرن الثامن عشر، عصر الأنوار في أوروبا. (40 دقيقة
-         كانت جلّها قراءة نصوص لروسو مترجمة للعربية و كانت ثقيلة نوعا ما أو قد يكون عدم فهمي لها هو الثقيل

3.     محاضرة أستاذ الفلسفة الجامعي عبد الكريم العبيدي تحت عنوان "حول كتاب روسو: إيميل أو في التربية (Emile ou de l’éducation) في 1200 صفحة تقريبا. (40 دقيقة
-         كان يقرأ محاضرته مكتوبة و لا يرتجل و هذا في نظري ليس عيبا بل اجتهاد يُشكر عليه
-         قال المحاضر: اعترف الفيلسوف الألماني كانط بأن روسو قام بثورة كوبرنيكية في مجال تربية الطفل لأن كوبرنيك دحرج الأرض من مركزية الكون و وضع مكانها الشمس و روسو أحدث قلبا كليا لوهم سائد يقول بأن مركز العملية التربوية هو الكهل و تصوراته الخاطئة عن الطفل. تصف هذه التصورات الخاطئة الطفل بكونه كهل صغير ( un adulte en miniature) و حثنا روسو على إعادة تنظيم مركز التربية حيث يحتل الطفل المركز و يُبعَد الكهل إلى الحاشية و يجب أن ننظر إلى الطفل كطفل، كطبيعة بريئة خيّرة ليس لها بعدُ عقلا بل لها استعدادات فطرية حسية وجدانية عكس هوبس، الفيلسوف الأنجليزي الذي يرى في الإنسان ذئب لأخيه الإنسان و يرى فيه طبيعة فطرية شريرة و ليست خيّرة كما يراها روسو و عكس ديكارت أيضا الذي يرى هو الآخر أن الطفل يملك عقلا و ملكات تفكير جاهزة

4.     النقاش
كنت أول المتدخلين بسؤالين اثنين
الأول: أشكر المحاضر عبد الكريم العبيدي مع أنني ليست من عادتي شكر المحاضرين، أشكره لأنني و بفضله اكتشفت لأول مرة نقصا نظريا في تكويني الأكاديمي في اختصاص علوم التربية، فرع تعلمية البيولوجيا، رغم أنني درست تحت إشراف مشترك من جامعة تونس و جامعة كلود برنار بليون 1 بفرنسا، لم أتلق و لو مرة واحدة محاضرة أكاديمية عن روسو و نظرياته التربوية العظيمة و العبقرية و أتمنى أن يتدارك الساهرون على البرمجة التونسية و الفرنسية هذا النقص في المستقبل. السؤال: هل توجد علاقة بين روسو و بياجي أو بين مركزية الطفل في المنظومة التربوية عند روسو و المدرسة البنائية عند بياجي (le constructivisme

الثاني: لست مختصا في الفلسفة و قد ندمت شر الندم لأنني لم أواصل دراسة فلسفية بالمراسلة كنت قد بدأتها و قضيت فيها عاما كاملا في الفلسفة الكلاسيكية عند أفلاطون في جامعة رينس بفرنسا. يبدو لي أن هنالك تناقض عند روسو بين عقده الاجتماعي الداعي إلى تأسيس دولة و الديمقراطية الشعبية المباشرة التي ينادي بها و يقول أنها غير قابلة للقسمة و من واجب الشعب أن لا يتنازل عنها لغيره من نواب الشعب في البرلمانات الديمقراطية، نواب يقررون باسمه و يمارسون السيادة مكانه أو بالمعنى الحديث بين شعار "ديڤاج" التي ترفعه الديمقراطية المباشرة و العقد الاجتماعي الذي يكتبه المجلس التأسيسي و الشرعية الانتخابية أو بين قولة الوزير الأول حمادي حبالي "انتهى عهد ديڤاج" و تناقضه الصارخ مع ما تقوم به رابطات حماية الثورة من ديمقراطية مباشرة؟

جواب لبيب: الشعب استبدل الحرية الطبيعية بالحرية المدنية لذلك يريد أن يتعاقد مع نفسه و ينصاع إلى قوانين يصوغها هو بنفسه فهو إذن حر و الحرية المطلقة مَنزَع ديناميكي لا يتعارض مع الثورة. كاد روسو أن يسمي عقده الاجتماعي عقدا ثوريا و هو بمثابة خلاصة استلها من كتاب أوسع ثم أحرق ما تبقى من الكتاب. كتاب قضى عشرين سنة في تأليفه محتكا و دارسا للواقع الاجتماعي المتحرك مثل كاتبه طريد أوروبا و الكنيسة الكاثوليكية، روسو بروتستنتي. نلاحظ اليوم في المجتمع التونسي غلبة الجزئيات على العموميات و غلبة النقابوية أو المغالاة في المطلبية على المطلبية النقابية الشرعية المحرّكة للإنتاج و الاستهلاك داخل المجتمعات

جواب العبيدي: هنالك علاقة بين روسو و بياجي و الدليل يتمثل في تكوين ما يقارب من  180جمعية تربوية في العالَم على أساس نظرية بياجي

لم أقتنع برد العبيدي و استحضرت متأخرا جوابا مقنعا لسؤالي و هو التالي: لا توجد علاقة مباشرة بين نظرية روسو و نظرية بياجي لأن الأول اهتم بتربية الطفل أما الثاني فقد اهتم بالنمو الذهني عند الطفل و لم يهتم بتاتا بتعليم الطفل و هو عالِم إبستومولوجيا النمو عند الطفل ( épistémologue génétique) و ليس عالِم تربية (pédagogue ) مثل روسو مع الإشارة أن علماء التربية استلهموا نظرياتهم التربوية الحديثة من البحوث العلمية لبياجي التي أجراها بمفرده على أولاده البيولوجيين

جواب يوسف السهيلي: رغم أنني لم أوجه إليه السؤال مباشرة فقد اهتم بسؤالي حول الديمقراطية المباشرة و قال أن هذه الأخيرة لا تكون إلا في الدويلة الصغيرة حيث الكل يراقب الكل لذلك فمن السهل تطبيقها في هذه الحالة لكن إذا توسعت الدولة فيصعب مراقبة أفعال الآخرين و في آخر كتاب العقد الاجتماعي، أشار روسو أن كتابه يمثل نصف المشروع أو نصف الحقيقة أو نصف الحل أما هدفه النهائي فهو الدولة الموسعة أو الفدرالية أو الكنفدرالية، عندها يصبح العقد الاجتماعي عقدا كونيا يكرّس حكم الإرادة العامة (la volonté générale du peuple ) و ليس عقدا خاصا بدويلة منفصلة تحكمها إرادة خاصة بهذه الدويلة فقط. ثم أضاف السهيلي قائلا: روسو ضد تعليم المرأة و يدعو إلى تعليمها الخياطة و شؤون البيت فقط لكي تقبع في المنزل ترعى شؤون أولادها و تطيع و تنفذ أوامر زوجها دون نقاش. رد لبيب قائلا و متوجها إلى السهيلي: أختلف معك تماما و الموضوع أعقد بكثير من هذا التبسيط

2. الحصة المسائية، الساعة الثالثة، على شكل مائدة مستديرة و عنوانها: التلقي العربي لفكرة التنوير
رئيس الجلسة: الأستاذ الجامعي صالح مصباح: دام تدخله 20 دقيقة و هذا كثير على مائدة مستديرة أو أصبحت مائدة طويلة و ليست مستديرة و غاب فيها التفاعل مع الجمهور

الأستاذ عبد العزيز لبيب: تحدث عن الطهطاوي، المفكر المصري المستنير و قال: بعثوه في بعثة إلى فرنسا كشيخ أزهري لكي يؤم الطلبة المبعوثين للدراسة و يحصّنهم ضد ثقافة الآخر  و ليس بمعنى تحصين الثورة عندنا اليوم، فرجع هو الوحيد ثوريا و رجع الطلبة تكنوقراط كما ذهبوا. ثم أضاف قائلا حول الأقليات المسيحية في العالَم العربي الإسلامي: يجنح الأقلي عادة إلى الاستكشاف لذلك نراه يبدع أكثر من الأغلبي. و أضيف أنا: يبدع اليسار الأقلي في العالَم العربي فكريا و فنيا و أدبيا أكثر من اليمين الأغلبي. و استرسل لبيب قائلا: المفكر أديب إسحاق، المسيحي العربي من أصل أرميني، هو مَن أسس مفهوم النهضة العربية، هذا المفهوم الذي تبناه الإسلام السياسي العربي. لقد انتقد أديب إسحاق موقف روسو الرجعي من المرأة و نادى منذ 1860 بالمساواة التامة بين المرأة و الرجل. أنقذه المجاهد المسلم الجزائري المهاجر الأمير عبد القادر الجزائري من حبل المشنقة في سوريا فهاجر المصلح السوري إلى لبنان. تتلمذ أو تفاعل هذا المفكر المسيحي على يدي المصلح الإسلامي الكبير جمال الدين الأفغاني و كان الاثنان ينتميان إلى الطائفة الماسونية العالمية، هذه الطائفة سرية التنظيم علنية الأفكار المتهمة اليوم بانحيازها إلى الصهيونية العالمية

أستاذ الفلسفة السابق في الثانوي ببن عروس و مدير بوزارة التربية و رئيس المنتدى، محسن العامري: تقبلت الثقافة العربية الفكر الروسوي لأن روسو تقبل فكر الحضارة العربية الإسلامية و جعل من التجربة المحمدية تجربة سليمة جدا و كان مطلعا عليها حيث ميّز بين الفهم الشيعي و الفهم السني و فضّل الثاني على الأول لأن الأول أقرب إلى التراتبية الدينية المسيحية من الثاني

تفاعل الجمهور مع المحاضرين
متدخلة أولى: لقد سبقْنا الغرب و نادينا بتحرير العبيد و استشهدت بقولة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه التي يقول فيها: متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟

علقت عليها أنا قائلا جهرا: أخاطبك بكل لطف، لقد بقيت قولة عمر رضي الله عنه شعارا معلقا و لم نطبقه و بقيت العبودية سائدة في العالم العربي الإسلامي على امتداد 14 قرنا و لم تُلغَ نهائيا و قانونيا إلا في العصر الحديث

ردت المعنية قائلة: لا يا سيدي، لم يبق شعارا معلقا بل رُوعيَ فيه جانب التدرج في التطبيق

ردي الذي لم أقله علنا تجنبا للنقاش العقيم و لكي لا أحتكر الكلمة: و هل التدرج يا سيدتي المحترمة يتطلب 14 قرنا من الانتظار و في الآخر يسبقنا الغرب المسيحي و يطبقه اجتماعيا و فعليا و يفرضه علينا نحن، نحن الذين سبقناه بالإيمان ببطلان العبودية عقائديا و شجعنا على تركها لكن لم نتركها بل مارسناها فعليا على السود و العجم و لم نقتد، لا بالقرآن العظيم و لا برسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم و لا بالخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه

تعقيب لبيب: روسو شخصية متنوعة و معقدة و متناقضة، نجد عنده الفكرة و نقيضها ( penseur des paradoxes humains)، لقد انتقد روسو في بعض كتبه جميع الديانات إلا الإسلام لذلك يرتاح له المسلمون و تستهويهم أفكاره المتناقضة، لقد منحهم العقلانية و الشاعرية في الوقت نفسه و هم يحنّون إلى الثانية أكثر من الأولى و في المقابل هربوا من ديكارت صاحب العقلانية الجافة. و من نوادر روسو و غرائبه و طرائفه أنه تبوّل في ّطنجرة" جارته و كان "يتربج" بعشيقته و يدعوها ماما و ترك أبناءه الخمسة أمام ملجأ للأيتام و هو المربي رقم واحد دون منازع للإنسانية جمعاء على مر ثلاثة قرون. أظن، أنا، محمد كشكار، أن إعجاب روسو بالإسلام متأت من إيمانه بالمذهب البروتستنتي و نحن نعرف أن الإصلاح البروتستنتي قد يكون مستعَار أو مستوحَى من المبادئ الإسلامية مثل مبدأ نكران الوساطة البابوية بين الخالق و المخلوق. ثم أضاف لبيب قائلا: قال المصلح التونسي خير الدين في كتابه أقوَم المسالك: سنأخذ عن الغرب عِلمه و نترك لباسه و عاداته الاجتماعية. لكن للأسف الشديد حدث عكس ما طمح إليه خير الدين و أخذنا عنهم لباسهم و السيئة من عاداتهم و تقاليدهم و تركنا علمهم و فكرهم النيّر و ثقافتهم الكونية الواسعة. أما اليابانيون فقد أخذوا عن الغرب علمه و به تطوروا و في الوقت نفسه حافظوا على خصوصياتهم و لا مانع لدي من التمسك بالخصوصيات لكن على شرط أن لا تكون خصوصيات فولكلورية كارتداء الجبة و الشاشية و إن لم نفعلها نحن فعلها السياح الغربيون لكي يبقوننا في فولكلوريتنا السخيفة محافظين على الخصوصيات الشكلية و متخلين على القيم الخصوصية الأساسية مثل الذي حافظ عليها اليابانيون

انتقاد التنظيم الشكلي للملتقى
-         التأخير في المواعيد: بدأ الملتقى على الساعة العاشرة صباحا عوض التاسعة حسب التوقيت الوارد في البرنامج المكتوب و المعلق على جدران المكتبة الوطنية
-         لم يمكِّنوننا من البرنامج المكتوب قبل بداية الملتقى و لا بعدها
-         آلة الفيديو العاكس (vidéo projecteur )  لم تشتغل لجهل مستعملها من المنظمين رغم المحاولات المتكررة و التي شوشت على المشاركين و المحاضرين. توصلوا إلى تشغيلها على الساعة الواحدة و 45 دقيقة بعد الزوال و بعد فوات الأوان فلم يستعملها أي محاضر. وجهت نقدي للسيد الهادي بن خليفة، أستاذ الفلسفة و كاتب عام المنتدى، و قلت: عندما تكون لدي محاضرة في مكان ما، آخذ احتياطاتي مسبقا و أجرّب الآلة قبل استعمالها بأسبوع. فردَّ قائلا بطرافته و فطنته المعهودة: الفرد أحرصُ على التنظيم من الجماعة
-          ثم وجهت نقدا آخرا إلى سيدة من المنظِمات بعد ما أعطتني ورقة يسجل عليها الحضور عناوينهم الألكترونية، و قلت لها: لماذا تأخذونها و أنتم لا تستغلونها لإعلامنا و لإرسال برنامج الملتقى مسبقا؟ فردت قائلة: المرة القادمة سنعوض المسؤولة عن الإعلام
-         ألصقوا المعلقات على جدران قاعة الندوات دون استشارة المشرف الإداري على القاعة فجاء و احتج عليهم قائلا أن اللصق يترك آثارا على الجدران تصعب إزالتها. علقت أنا بيني و بين نفسي قائلا للمحتج: و أين كنت أنت في البداية و أنت تعلم مسبقا بإقامة الملتقى في هذه القاعة التابعة لوظيفتك الإدارية في المكتبة الوطنية؟
-         لاحظت حضورا ضعيفا للمشاركين في الملتقى قد يكون ناتجا عن سوء الدعاية و الإعلام و لو أنني استحسنته لأن العدد القليل يسمح بالمشاركة أكثر في النقاش

ملاحظة هامة
أتساءل بيني و بين نفسي لماذا لم أُدعَ و لو مرة واحدة إلى ملتقى ثقافي تنظمه الأحزاب المعارضة اليسارية التونسية ما عدى نادي جدل الذي أنا واحد من مؤسسيه في الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس أو الدعوات المتكررة الصادرة من صديقتي و واحدة من مؤسسي نادي جدل أيضا، الكاتبة الجميلة فاطمة بن فضيلة، الشاعرة الوحيدة التي  أعرفها و أعتز و أفتخر بصداقتها في هذا المجال الفني، و للأسف الشديد لم ألبِّ و لو دعوة واحدة من دعواتها  و ذلك بسبب انعدام ثقافتي الشعرية و شبه غياب حاسة التذوق الشعري عندي. لماذا يدعونني مثقفو النهضة الذين انفتحوا على الثقافة الكونية (روسو) و دعوا المثقفين اليساريين المستقلين و المنتمين للمشاركة أو لإلقاء المحاضرات العلمية مثل الفيلسوف اليساري سليم دولة أو الأستاذ عبد العزيز لبيب اللذان تكلما بكل حرية دون رقابة من أحد و قد رحب بهما المنظمون المثقفون الإسلاميون أشد الترحيب و عاملاهما أحسن معاملة تليق بمقامهما و هامتيهما العلميتين

تاريخ أول نشر على النت
حمام الشط في 5 جانفي 2013














Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire