معلومات مفيدة حول النظام
التربوي "الفنلندي" الناجح دون تفقّد بيداغوجي. مواطن العالم د. محمد
كشكار
-
يُعتبر النظام التربوي الفنلندي أحسن نظام من بين
الأنظمة التربوية التي قيّمها البحث العالمي "بيزا" سنة 2003
PISA
-
نظام تربوي متساو لأبناء المتوسطين و الميسورين على
السواء، تكون فيه الدراسة في المدرسة الأساسية إجبارية من سن 7 إلى 16 سنة
-
دراسة مجانية مع مجانية الوجبة الغذائية في المدرسة و
مجانية النقل و مجانية كل الأدوات المدرسية
-
بعد المرحلة الأساسية التي تدوم 9 سنوات، ينقسم التعليم
إلى نوعين من التكوين: تكوين نظري يُقدم في المعاهد الثانوية التي تفضي إلى
الجامعة و تكوين مهني يُقدم في المعاهد المهنية و يفضي إلى الحياة العملية و لا يُحضّر
التلميذ إلى للتعليم العالي
-
ينعدم الرسوب في المدرسة الفنلندية لذلك يتمتع التلامذة
الذين يلاقون صعوبات في التعلّم بالمتابعة و المساندة من قبل أستاذ متخصص في
الميدان. يَحضُر هذا الخبير مع التلميذ في القسم ليرشده و يشدّ من أزره و يرفع
معنوياته أو يعمل معه خارج القسم
-
ترتكز نجاعة هذا النظام التربوي على تحميل التلميذ
مسؤوليته منذ الصغر و ترتكز أيضا على غياب التوتّر داخل المدرسة و في المنزل لانعدام
الرسوب و قلة الواجبات المنزلية (يبدو أن مجموع ما يخصّصه التلميذ لإنجاز واجباته
المنزلية لا يفوق 5 ساعات في الأسبوع). يتميز النظام التربوي الفنلندي بالتكوين
الجيد للمدرسين الذين يدرسون سنتين علوم تربية بعد الأستاذية في الاختصاص
-
عندما يخاطب التلميذ أستاذه، يقول له: أنت
tu
و
ليس أنتم
Vous
و
لعل في هذا السلوك الحضاري حكمة كبيرة تتمثل في عدم تقديس الأستاذ حتى يتمكن
التلميذ من معارضته و نقده - إن لزم الأمر -
بأدب و لياقة ، في مناقشة التقييم، مثلا، و لا يسلّم بكل ما يقوله الأستاذ دون
شك و غربلة و مراجعة و يأخذ منه موقفا نقديا و يتدرّب على المعارضة و الجهر بكلمة
لا، أول كلمة في التوحيد - لا إله إلا الله - لو تفكّر المؤمنون و واضعو
البرامج التعليمية التونسية و المدرسون المنفذون للسياسة التربوية
-
يتوفّر التعليم العالي الفنلندي على نوعين من المؤسسات:
الجامعات التي تُعدّ الطالب للبحث العلمي و تقدّم مزيدا من التعليم النظري، أمّا
المعاهد متعدّدة التقنيات فهي تفضّل التطبيقات العملية. مثلا: يتخرج الطبيب من
الجامعة و يتخرج الممرّض من المعاهد متعدّدة التقنيات
-
يُعفى الطالب في التعليم تماما من دفع الرسوم الجامعية و
يتمتع بمنحة دراسية، قد يُحرم منها عند الرسوب. قد لا تغطي هذه المنحة مصاريف و
احتياجات الطالب غير التعليمية فيضطر إلى ممارسة مهنة موازية أو يطلب قرضا عن
الشرف
-
يُطبق في فنلندا برنامج "الجامعة المفتوحة" - نفتقده للأسف
الشديد في تونس - الذي يسمح لغير الطلبة الكلاسيكيين بمتابعة دروس الجامعة بصفة
فردية. تستقبل هذه الجامعة طلبة أحرار من كل المستويات و كل الأعمار دون شروط
مسبقة نظير مقابل زهيد لا يفوق 60 "أورو
60
euros (l’équivalent de 120 dinars tunisiens)
لكل درس يُنجَز
-
يرافق هذا التفوّق العالمي الذي تنفرد به المدرسة
الفنلندية، غياب التفقد البيداغوجي بصيغته التونسية الحالية في 2010. سوف أوافيكم
- بعد البحث الافتراضي - بمقال مفصّل أدافع فيه عن هذه المقاربة الفنلندية في
إلغاء نوع من التفقد البيداغوجي و أرفقه
بنداء عاجل أطالب فيه بإلحاح و عن اقتناع وزارة التربية التونسية بإلغاء التفقد
البيداغوجي بصيغته الحالية من المدارس التونسية الأساسية و الثانوية أمّا الجامعة
التونسية فهي - و لحسن حظها - خالية منه منذ نشأتها. للتوضيح، أنا لا أطالب بإلغاء
التفقد البيداغوجي جملة و تفصيلا بل أطالب بتحديد مقرّ نشاطهم في المراكز الجهوية
للتكوين المستمر
CREFOC
حيث
يشرفون على تأطير و تكوين الأساتذة من قبل أساتذة جامعيين أو مختصين من أساتذة
الثانوي الأكفاء و هذا نشاط مهم و متكامل و مفيد جدا. أودّ من كل قلبي أن لا يزوروا
الأستاذ في القسم إلا للإرشاد العلمي و البيداغوجي و التعلّمي و المساندة المعنوية
و التشجيع و محاولة التقليل من آثار التوتّر
الناتج عن مهنة التدريس الشاقة و ظروف العمل القاسية و نقص التجهيز في المخابر و
تدهور القدرة الشرائية للمدرّس. أنا – بصدق و نية صافية - لا أحمل موقفا شخصيا
عدائيا من التفقد و المتفقدين خاصة بعد ما صالحني أحدهم مع نفسي و معهم بعد 20
عاما تدريس عندما طرق باب قسمي قبل أن يدخل و طلب مني بكل لطف و أدب و احترام
الإذن في الدخول، و أذنت له طبعا و زادني أربع نقاط و نصف في عدد التفقد ليصبح ثلاثة
عشر و نصف. لكنني أحمل موقفا فكريا و وجهة نظر "علمية" ذاتية - قد تكون
خاطئة - من التفقد البيداغوجي بصيغته التونسية الحالية. شخصيا أكنّ لبعضهم كل
الاحترام و التقدير و التبجيل و أشهد بكفاءتهم العلمية و البيداغوجية و التعلّميّة
و أخص بالذكر ستة ممّن عاشرتهم و خبرتهم من متفقدي علوم الحياة و الأرض. ثلاثة
منهم تفقّدوني و عملت معهم في الوقت نفسه أستاذا مُكوّنا. واحد منهم أنصفني أيّما
إنصاف عندما زارني في القسم و زادني ثلاث نقاط و نصف في عدد التفقد ليصبح 17 على
20 بعد ما ظلمني - قبلها بعشر سنوات -
أيّما ظلم عندما زارني مرتين متقاربتين بشهر و خفّض لي العدد من 16 إلى 9
على 20. أما الثلاثة الآخرون فهم أصدقاء و زملاء مرحلة ثالثة متخرّجون جدد من معهد
قرطاج للتفقد و يتمتعون بكفاءة علمية عالية في الاختصاص و في البيداغوجيا و في
تعلّميّة البيولوجيا و يتميّزون بسمعة جيدة لدى الزملاء التابعين لدوائر عملهم.
أوجّه لهم من خلال هذا المقال تحياتي القلبية و تمنياتي لهم بالنجاح في مهنتهم
النبيلة. و الدليل القاطع أنني لا أكره التفقد و المتفقدين، أنني ما تمنيت في
حياتي أمنية أعظم من أن أمارس هذه المهنة النبيلة لكن حسب المواصفات العلمية التي
درستها أو اطلعت عليها أو سمعتها من أهل الذكر
المصدر
Wikipédia
إمضاء د. م. ك
يطلب الداعية السياسي أو
الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي -
أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و
على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي
تاريخ أول نشر على النت
حمام الشط في 30 ديسمبر
2010
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire