mercredi 2 janvier 2013



قاهر وزارة التربية الفرنسية: أستاذ ثانوي يسند دوما لكل تلامذته 20 على 20. مواطن العالَم د. محمد كشكار، صياد هاو للمفاهيم و التصورات و التمثلات غير العلمية حيث ما وُلدت و حيث ما انتشرت كالسرطان في جسمنا العربي - الإسلامي

الزمان: العشرية الأولى من القرن 21
المكان: معهد ثانوي عمومي بباريس
البطل: أستاذ ثانوي مختص في تدريس التاريخ
Pascal Diard
Lycée Suger à Saint Denis

الخبر كما وصلني بالسماع و ليس بالمعاينة
أستاذ أقام وزارة التربية الفرنسية منذ سنوات و لم يقعدها حتى الآن لأنه قرر فجأة أن يسند لكل تلامذته دوما 20 على 20 في كل الامتحانات الرسمية و غير الرسمية داخل المعهد الذي يدرس فيه بباريس
حجته في ذلك أن الأعداد الجزائية المسندة إلى التلامذة هي بالأساس أعداد تقييميه اعتباطية و قد تصدم أو تؤلم أو تحبط أو تخيف أو تفزع التلميذ، لذلك رأى بطل قصتنا و ارتأى أن واجبه يحتم عليه عدم إرباك أحبته التلاميذ

تجدر الإشارة إلى أن هذا الأستاذ المتنطع و الثائر على قوانين وزارة التربية الفرنسية يرى أن لا وصاية على الأستاذ في المسائل البيداغوجية و من بين هذه الأخيرة حرية إسناد الأعداد كما يشاء هو لا كما يشاء وزير التربية. حتى و لو لم أجرؤ طوال حياتي المهنية على فعل ما فعل لكنني تمنيت في داخلي أن أفعل ما فعل، فأنا متعاطف مبدئيا مع زميلي الفرنسي و أؤيد تبريره المنطقي دفاعا عن سيادة و حرية الأستاذ داخل قسمه و اقتناعا مني باعتباطية الأعداد  (تظهر هذا الاعتباطية أساسا في أن مَن يسند الأعداد و يقيّم التلاميذ لم يدرس أكاديميا و لو شهرا واحدا "علم التقييم" فمدرّسنا إذن مثَلُه كمَثَلِ "تاجر يقدّر وزن سلعة دون ميزان"، أتوجد اعتباطية أكثر من هذه الاعتباطية؟

حاولت الوزارة ثنيه عن صنيعه هذا فلم تفلح في ردعه، لا بالجزرة و لا بالعصا. قاموا بتفقده قصد إرهابه 8 مرات خلال 11 عاما تدريس. عرضت عليه الوزارة القيام بعمل إداري و الاستقالة من التدريس فرفض. "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن"، أرادت الوزارة إسكاته و إخماد صوته فذاع على العكس صيته في كامل التراب الفرنسي و تأسست من أجل حمايته و مساندته لجنة قومية و تكوّن حول هذه الأخيرة حزام نقابي يضم الآلاف من المتعاطفين الفرنسيين و غير الفرنسيين  و حصل لي الشرف أن أكون واحدا منهم و لو بالإيمان بقضيته فقط و قد بلّغته فعلا تحياتي عن طريق ابن أختي، زميله في نفس المعهد. عن ابن أختي قال: أن زميله تنازل أخيرا قليلا لصالح الوزارة و أصبح يسند لتلامذته أعدادا أقل من 20 لكن تفوق 17 على 20

مع العلم أن بطل قصتنا الواقعية هذه، هو أستاذ تاريخ كفء و قدير و من تجلياته أنه عندما يدرّس تاريخ حركة المقاومة الفرنسية في الحرب العالمية الثانية، يستدعي إلى القسم بطلا من أبطالها الناجين و من إنجازاته أيضا أنه يؤطر و يحث تلامذة الباكلوريا على البحث العلمي و بواسطة علاقاته الثقافية و الصحفية و الجمعياتية يسهّل لهم نشر إنتاجهم الفكري في مجلات مختصة و يساعدهم على إخراج أقراص رقمية مضغوطة تروي التاريخ بأسلوب بيداغوجي و طريقة تعلّمية إلى تلامذة المعهد و تلامذة المعاهد الأخرى

البصمة الفكرية للـد. م. ك
لست مثقف الشعب و لا مثقف السلطة، أنا رئيس جمهوريتي و سيّد نفسي
بكل شفافية، أعتبر نفسي ذاتا حرة مستقلّة مفكرة  و بالأساس مُنتقِدة، أمارس قناعاتي الفكرية بصورة مركبة، مرنة، منفتحة، متسامحة، عابرة لحواجز الحضارات و الدين و العرق و الجنس و الجنسية و الوطنية و القومية و  الحدود الجغرافية أو الأحزاب و الأيديولوجيات
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي

Mes trois principales devises dans la vie, du moins pour le moment 

1.                                                                                                               أؤمن إيمانا جازما أن القناعة كنزٌ لا يفنَى

2.                                                                                                               Mohamed Kochkar : faire avec les conceptions non scientifiques (ou représentations) pour aller contre ces mêmes conceptions et en même temps auto-socio-construire à leurs places des conceptions scientifiques

3.                                                                                                               J. P. Sartre : Les idéologies sont liberté quand elles se font, oppression quand elles sont faites

إمضاء جديد و محيّن للـد. محمد كشكار
أنا صياد هاو للمفاهيم و التصورات و التمثلات غير العلمية حيث ما وُلدت و حيث ما انتشرت كالسرطان في جسمنا العربي - الإسلامي. و من ميزات الصياد الماهر، الاقتراب من فريسته و هو متماه مع محيطها البيئي دون أن يواجهها، ليس خوفا منها أو اتقاءً لشرّها، بل حتى لا يفزعها فتنجو من قبضته و هي قوية سليمة لكنها مذعورة خائفة شاردة حذرة

مواطن العالَم (أعتذر لكل المواطنين في العالَم غير الغربي على ما فعله و يفعله بهم حتى الآن، إخوانهم في الإنسانية، بعض المواطنين في العالَم الغربي)، ديمقراطي (أعتذر لكل الشعوب على ما فعلته بهم الأنظمة الديكتاتورية اليمينية و اليسارية)، مسلم (أعتذر لكل المواطنين غير المسلمين على ما فعله بهم بعض أجدادي المسلمين)، عربي (أعتذر لكل المواطنين غير العرب على ما فعله بهم بعض أجدادي العرب) تونسي (أعتذر لكل المواطنين التونسيين على ما فعله بهم نظام بورقيبة و نظام بن علي طيلة سنوات الجمر الخمسة و خمسين)، "أبيض- أسود" البشرة (أعتذر لكل المواطنين السود في  العالَم  علىِ ما فعله بعض أجدادي البيض ببعض أجدادي السود)، يساري غير ماركسي (أعتذر لكل المواطنين غير اليساريين و لليساريين غير الماركسيين في  العالَم  علىِ ما فعله بهم بعض رفاقهم الماركسيين اللينينيين الستالينيين الماويين)، و غير منتم لأي حزب أو أي أيديولوجيا ( أعتذر لكل المواطنين غير المنتمين حزبيا أو أيديولوجيا في العالَم عن كل خطأ ارتكبته في حقهم الأيديولوجيات و الأحزاب الحاكمة و المعارضة)، معجب بالأنظمة الأسكندنافية الحالية التي استفادت أحسن استفادة من مكتسبات الرأسمالية و مكتسبات الاشتراكية (أعتذر لكل الشعوب التي تحكمها أنظمة رأسمالية متوحشة أو تحكمها أنظمة اشتراكية ديكتاتورية

تاريخ أول نشر على النت
حمام الشط في 8 نوفمبر 2012

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire