بعد قراءة كتاب "ماي
68"، رصدت بعض نقاط التقاطعات بينه و
بين "17 ديسمبر 2010-14 جانفي 2011". مواطن العالَم د. محمد كشكار
1.
دامت الثورتان تقريبا شهرا و كانتا عفويتين و لم يتنبأ
بقدومهما الصحافيون و المثقفون و السياسيون و المحللون و علماء الاجتماع و الأحزاب
الصغيرة و الكبيرة، اليسارية منها و الدينية و الليبرالية و القومية.
2.
- قامت الأولى في فرنسا و خاصة في باريس ثم عمت كامل
أوروبا و أمريكا.
-
قامت الثانية بتونس و خاصة بالوسط الغربي (سيدي بوزيد،
القصرين، منزل بوزيان و تالة) ثم عمت العالَم العربي و العالَم الإسلامي.
3.
- ثارت الأولى ضد نظام ديقول
الصارم و لم تنجح في تغييره.
-
ثارت الثانية ضد نظام بن علي الديكتاتوري و لم تنجح إلا في تهريب المخلوع بن علي و زبانيته
الطرابلسية.
4.
- كان سببها الأول المطالبة بالاختلاط
بين الجنسين في مبيتات الفتيات و مبيتات الأولاد الجامعية و حرية التنقل بينهما،
مما أجبر ديقول بالقول: "أعطوهم مسكّن قوي" أما الثاني و لا يقل
أهمية عن الأول فهو المطالبة بحرية الرأي.
5.
- كانت الأولى غير مبرمجة و دون
قيادة حزبية معينة، لكن كان لها قائدا يهوديا ألمانيا ناطقا باسمها، اسمه "دانيال
كوهن بنديت"، و هو الذي تفاوض مع السلطة لفك اعتصام 10 ماي. أشعلتها و أججتها
و نفذتها و أطرتها و قادتها الاتحادات اليسارية
للطلبة انطلاقا من الجامعات دون النجاح - بعد المحاولة - في الاختلاط مع عمال
المصانع.
-
كانت الثانية غير مبرمجة أيضا و دون قيادة حزبية معينة أيضا،
لكن أشعلها و أججها و نفذها المهمشون المثقفون وغير المثقفين من شيوخ و شباب و نساء
و أطفال و عاطلون عن العمل، و أطرها شيوخ (بين 50 و 60 سنة) اليسار النقابي
القاعدي في الاتحادت الجهوية التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، و لم نلاحظ أي حضور
بكثافة لممثلي أو منتمي الاتحادات الطلابية التونسية في العاصمة أو في الجهات.
6.
- خاف من فوزها بالسلطة الحزب الشيوعي الفرنسي - على حد
قول سارتر - و كل الأحزاب اليمينية.
-
خاف من فوزها بالسلطة المكتب التنفيذي للاتحاد العام
التونسي للشغل، و حزب التجمع الدستوري الديمقراطي، و جل المثقفين اليساريين المستقلين
الانتهازيين.
7
- بعد ماي 68، فاز اليمين البورجوازي الفرنسي في الانتخابات التشريعية فوزا حاسما.
-
بعد 14 جانفي 2011، فاز اليمين التونسي الديني و
الليبرالي في الانتخابات التأسيسية فوزا حاسما.
7.
- أثناء ماي 68، فقد الشعب الفرنسي خمس شهداء فقط.
-
أثناء "17 ديسمبر 2010-14 جانفي2011 جانفي"،
فقدنا حوالي 300 شهيد.
تاريخ
أول نشر على النت:
حمام الشط، الاثنين، رأس العام الهجري، يوم عُلِّق الحوار الوطني إلى أجل غير
مسمى، 5 نوفمبر 2013.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire