vendredi 1 novembre 2013

كيف نجح السلفيون - حيث فشل علماء التربية الحديثة - في تغيير القيم لدى الفرد المسلم؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

كيف نجح السلفيون - حيث فشل علماء التربية الحديثة - في تغيير القيم لدى الفرد المسلم؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

طرح إشكالية علمية تنتظر بحثا علميا واعدا بنتائج مثرية لعلوم التربية:
كمختص في علوم التربية فرع تعلمية البيولوجيا، أطرح الإشكالية التالية:  كيف نجح السلفيون - حيث فشل علماء التربية الحديثة - في تغيير القيم لدى الفرد المسلم؟

نحن نعرف أن مهمة تغيير القيم إلى الأفضل و الأسمى و الأنبل (Les valeurs : les opinions, l’idéologie et les croyances.) أصعب بكثير من مهمة تغيير المعارف العلمية ( Les Connaissances scientifiques en biologie, en physique, etc.)، و قد سبق لي و أن تعرضت إلى  العوائق المتسببة في ذلك  في أطروحتي المنشورة و المعروضة في ألمانيا في كتاب على الرابط التالي:


أنا هنا لست بصدد مناقشة فكر السلفيين أو عقيدتهم أو تاريخهم لأنني لست مؤهلا لذلك، و إنما سأناقش ما أنا مختص فيه و هو مجال علوم التربية و أخص بالذكر تغيير القيم. ألاحظ بكل دهشة علمية أن السلفيين المسلمين - المكلفين باستقطاب المريدين و التابعين و المخلصين - قد نجحوا أيما نجاح في تغيير قيم المنتمين إليهم في ظرف وجيز جدا، لا يتجاوز السنة في كثير من الحالات. لقد نجحوا في غرس قيمة "التضحية بالنفس" في العمليات "الاستشهادية" مكان أغلى و أهم قيمة في الوجود، ألا و هي القيمة "الغريزية" الحيوانية، قيمة   "المحافظة على الحياة".

أطرح الإشكالية و أترك الجواب مفتوحا، لا لنقص في المعلومات و إنما لنقص في البحث العلمي، المجال الوحيد المؤهل للإجابة على هذه الإشكالية العلمية بعيدا عن الأحكام الإيديولوجية المنحازة أو المسبقة.
لن أحدد الجواب لكنني سأتطرق إلى التذكير ببعض الأجوبة المتداولة في الحس الشعبي السليم بهدف التشكيك في وجاهتها أو التخفيف من سببيتها المباشرة أو غير المباشرة في هذه الظاهرة التي تتمثل في سرعة تغيير القيم لدى الفرد المسلم:
-         سبب تجفيف المنابع مثل غلق جامعة الزيتونة بتونس: يتواجد السلفيون بكثرة في مصر رغم انتشار التعليم الأزهري الوسطي (حوالي نصف مليون طالب أزهري سنة 2013).
-         سبب الفقر و الاحتياج: ينحدر عديد السلفيين من أوساط اجتماعية غنية أو متوسطة.
-         سبب الجهل و تدنى مستوى التعليم: يوجد من بين السلفيين العديد من خريجي أرقى الجامعات العلمية الغربية و العربية.
-         سبب قومي و عرقي: يجمع التيار السلفي العديد من القوميات و الأعراق، ففيهم السلفي العربي و الشيشاني و الهندي و الأفغاني و الأوروبي و الأمريكي و الصيني و السامي و الآري و غيرهم.
-         سبب نقص التجربة الحياتية: ينتمي إلى التيار السلفي أفراد من مختلف الأعمار.

خلاصة القول:
أتمنى أن يصل الباحث العلمي إلى جواب مقنع و أتمنى أن تُستَغَل هذه الكفاءة - المتوفرة لدى المستقطِبين السلفيين المسلمين - في تغيير سلّم القيم إلى الأفضل لدى ناشئتنا الصاعدة حتى نصل و بنفس السرعة وبنفس النجاعة إلى إقناع  تلامذتنا و طلبتنا بالمحافظة على البيئة، والتنمية المستدامة، و رفض العنف المادي و اللفظي و الرمزي، و تقبل الرأي المخالف، و الإيمان بالديمقراطية كحل أمثل لمشاكلنا التنموية، و نبذ التعصب الإيديولوجي و الديني و المذهبي و القومي و العرقي و الجهوي و الجنسي الذكوري.

الإمضاء:
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسان المجتمع، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه من أجل بناء أفراده الذاتي لتصورات علمية مكان تصوراتهم غير العلمية و على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
لا أهدف إلى إقناع القارئ بالبراهين و الحجج، بل أعرض عليه وجهة نظر أخرى، لا أكثر و لا أقل.


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 1 نوفمبر 2013.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire