mardi 12 novembre 2013

قال عمر بن الخطاب: "متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟". مواطن العالم د. محمد كشكار

قال عمر بن الخطاب: "متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟". مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 4 جوان 2012.

"الحرية ليست شيئا قائما في ذاته نبحث عنه لكي نقبض عليه، بل هي شيء نمارسه و نصنعه أو ننتجه! الحرية لا تنزل من السماء و هي  ليست موجودة على الأرض لكي نقترب منها، بل هي نتاج يُنتج و صناعة تُصنع في المعيش اليومي".

قالها عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، منذ خمسة عشر قرنا: "متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟". و مع ذلك ظل المسلم يستعبد أخاه المسلم أربعة عشر قرنا بعد تاريخ القولة (أُلغيت العبودية في موريتانيا في القرن الماضي). نداء الفاروق، رحمه الله، لم يشمل جميع البشر في ذلك العصر و ذلك لوجود العبيد الرسمي في عهده، و يُروى عنه أنه كان ينهر الأمَةَ التي تلبس الحجاب لأن الحجاب فُرِض أصلا على الحرة حتى يتمكن الرجال من التفريق بينها و بين الأمَِة. و لم يتم تحريم العبودية في الإسلام بل اكتفى الإسلام فقط بتشجيع تحرير العبيد. و مَن يطالب بتحرير العبيد جملة و تفصيلا في ذلك الزمان كمَن يطالب بالمستحيل التفكير فيه في ذلك العهد. صيحة عمر، هي صرخة إنسانية تكرّم الإنسان لا شك في ذلك، لكنها صرخة جاءت قبل أوانها بالنسبة للعبيد و في أوانها بالنسبة للأحرار العرب و قد سبقه بخمسة قرون الأسياد اليونانيون في مساواة الأحرار بين بعضهم البعض.

و ما وقع في الحضارة الإسلامية من ممارسات عبودية، وقع بنفس الدرجة أو أكثر في الحضارة المسيحية فلا يحق إذن لهذه الأخيرة أن تزايد علينا في مجال حقوق الإنسان: ملايين من الأفارقة هُجِّروا قسرا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، نصفهم مات في البواخر و نصفهم الآخر بَنَا أمريكا. خاض الغرب المسيحي حروبا مذهبية بين الكاتوليك و البروتستانت، حروبا تفوق دموية حروب السنّة و الشيعة عندنا. لا تعترف المسيحية بمحمد نبيا و رسولا في حين أننا نحن نمجّد عيسى و نذكره في كل صلاة هو و أمه مريم العذراء. قمع الغرب الأقلية اليهودية قمعا وحشيا في ألمانيا "المحرقة" بغض النظر عن كون العدد صحيح أو مبالغ فيه، بينما عاشت هذه الأقلية بسلام نسبي في الإمبراطورية الإسلامية على مدى قرون. خلقت أمريكا و السعودية إرهاب القاعدة "بن لادن" ضد الاتحاد السوفياتي، فرجع السحر على الساحر و اكتوتا بناره بعد خروج الشيوعيين من أفغانستان.

ثار العبيد عدة مرات و في أماكن مختلفة و أزمنة مختلفة، لكنهم لم ينجحوا في تحرير أنفسهم قبل الأوان و لم ينفعهم أو يعجل بتحريرهم أي دين سماوي أو أرضي. حررهم تقدم البشرية و تطور وسائل الإنتاج و ليس صدفة أن يبدأ تحريرهم في أكثر الدول تقدما، الولايات المتحدة الأمريكية. حررهم العقل البشري و ساهم في عتقهم من أغلالهم مَكْنَنَة وسائل الإنتاج. أصبحوا عبئا على صاحب الأرض فقال لهم غصبا عنه أو عن طواعية في بعض الحالات: "اذهبوا فأنتم الطلقاء". خرجوا من سجنهم الضيق إلى السجن الكبير. خرجوا من سجن أحادي اللون إلى سجن ملوّن، فيه الأسود و الأبيض و الأصفر و الأحمر. كانوا يبادلون العمل بالقوت اليومي فأصبحوا يبادلونه بأجر زهيد لا يكفيهم قوت يومهم. كانوا وحدهم في العبودية فأصبح لهم إخوة كثر، عمالا و فلاحين أجراء و زادهم أخ جديد، سماه صاحب الأرض و المالك الجديد، عاطلا عن العمل.

بصمتي الفكرية:

علي حرب:
-         "إن نقد الحقيقة يجعلها أقل حقيقة...و لهذا ليست الحقيقة سوى الاعتراف بحق الآخر"، "فحقيقة الحقيقة أنها أقل حقيقة مما يدعي قول القائل".
-         "أليست ممارسة الفكر ضربا من الانشغال بالذات و الاشتغال عليها و ممارستها؟".
-         نحن لا نطرح الأفكار على غيرنا لكي يعملوا بموجبها، أي لكي يفكروا مثلنا و يصبحوا نسخا عنا، كما يتصور مهمته العقائدي اللاهوتي، أو كما يمارس دوره المثقف النخبوي  أو المنظّر الحداثي...فالممكن و المجدي هو أن نطرح أفكارنا على سوانا، لكي يعملوا عليها، فيتغيروا بها و يسهمون في تغييرها بقدر ما ينجحون في استثمارها و صرفها إضافات جديدة و غنية في المعرفة و القيمة أو في الثروة و القوة.

Jean Paul Sartre 
L’Intellectuel  est une création du XIXè siècle qui disparaîtra à la fin du XXè ou du XXXè  parce qu’il est fait pour disparaître. L’homme qui pense pour les autres, cela n’a pas de sens. Tout homme qui est libre ne doit être commandé par personne que par lui-même

Les idéologies sont liberté quand elles se font, oppression quand elles sont faites

م. ع. د. م. ك.:
-         كل ما يُقال لك نصف الحقيقة، فابحث عن النصف الآخر بنفسك.
-         على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري، و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.
-         أقرأ و أكتب و أنقل و أنشر للمتعة الفكرية و للمتعة الفكرية فقط، لا أكثر و لا أقل، و لكن يسرّني جدا أن تحصل متعة القراءة أيضا لدى قرّائي الكرام و السلام.







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire