أقوال إسلامية مأثورة في
التسامح الديني. نقل و إضافة مواطن العالم د. محمد كشكار
أول نشر على النت: حمام الشط في 30 مارس 2012.
المصدر: الفيسبوك: برنامج تلفزي على شكل حوار أجراه الممثل
المصري القدير عزت أبو عوف و مذيعة أخرى (لا أعرف اسمها) مع الدكتور المصري المختص
في الدين أحمد عمار.
حديث للرسول الكريم صلى الله
عليه و سلم: "مَن قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدَهُما". يعني لو لم
يكن هذا الأخ (و الأخوّة هنا ليست لها علاقة بالدين، أخوّة في الإنسانية مع
المسلمين و غير المسلمين، مؤمنين و ملحدين) كافرا فقد يصيب الكفر قائله و يُحاسَب
عليه يوم القيامة حسابا عسيرا فلماذا إذن يا أيها المسلم تضع نفسك في هذا المأزق
الخطير الذي قد يجلب لك مضرة كبيرة، أنت في غنى عنها؟
لا يجوز شرعا تغيير المعاملة
مع إنسان حسب دينه. أحمد عمار: أنا سافرت كثيرا و عرفت أناسا من ديانات أخرى و وجدتهم
مؤمنين أكثر من المسلمين، و أذكّر هنا بالقولة الشهيرة للإمام محمد عبده عندما ذهب إلى فرنسا: "في أوروبا وجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين وفي بلدي مصر، وجدتُ مسلمين بلا إسلام!" .
الدين الإسلامي فيه
حاجات مفروضة و فيه حاجات محبّذة.
قال تعالى: "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا". مثلا: لو حياني
أحدهم قائلا: أهلا. أرد بمثلها و أقول: أهلا. و لست ملزما أن أرد بتحية الإسلام
المعروفة "السلام عليكم"، و لو حياني: السلام عليكم. عندئذ أنا مجبور أن
أرد عليه بنفس التحية: و عليكم السلام. و ليس من حقي أن أجبر الآخر أن يحييني
بتحية الإسلام كما أفعل أنا عادة مع غيري. لا يجب أن نتكبّر على غيرنا بديننا حتى
و لو كان ديننا الإسلام و دين الآخر اليهودية أو المسيحية مثلا.
لا يوجد نص صريح في القرآن يقول أن المسلمين فقط هم الذين
سيدخلون الجنة، بالعكس قال رسولنا الكريم، صلى الله عليه و سلم: "إنما
الأعمال بالنيات"، و لم يقل بالاعتقادات أو بالمسميات، مثلا هل الحزب الذي
يسمي نفسه "حزب الله" هو الذي سيفوز حسب الآية القرآنية المتعلقة بهذا
الاسم، لا بالطبع، الله يحكم على الأعمال و ليس على المسميات و سوف يفوز من عمل
صالحا بغض النظر عن الديانة و الجنسية.
قال تعالى: "إن الحكم إلا لله". حذار أن تنصب نفسك
حاكما على الناس و اترك المخلوق للخالق وحده، لا شريك له في حكمه المطلق المنزه
المعصوم من الخطأ، أما حكم الناس على الناس فهو حكم بشري قاصر و محدود، و بالضرورة
يحتمل الخطأ، فعلينا إذن تجنبه قدر المستطاع إن كنا نؤمن بالله عز و جلّ، لذلك لم
يسمح ربنا لأي بشر أن يحكم على بشر مثله، إلا القاضي وفق شروط قاسية جدا، و أي
واحد آخر يتدخل في حكم الله فحسابه عسير جدا عند الله نفسه. أنت عليك - إن كنت
عالما بالدين - أن تبين الخطأ من الصواب وتقف عند المهمة البشرية، و تلزَم حدودك
البشرية، فالله لم يفوّض أحدا للحكم مكانه، و لم يفوض أحدا لهداية عباده مكانه،
فحتى الرسول محمد - صلى الله عليه و سلم - خاطبه الله في قرآنه الكريم قائلا: "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".
حديث: "أخرجوا من النار كل من قال لا إله إلا الله و كان
في قلبه مثقال ذرة من الإيمان".
حديث للرسول الكريم صلى الله
عليه و سلم: "إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم". و ربنا
يحاسبنا بالأعمال و القلوب و لا يهتم بالمسمّيات (مسلم، يهودي، مسيحي، ملحد، سنّي،
شيعي، سلفي، بوذي، بهائي، هندوسي، لاأدري، كاثوليكي، بروتستانتي، أرتدوكسي، ..إلخ).
قال تعالى: "و لو شاء
الله لجعلكم أمة واحدة". قال هذا لحكمة لا نعلمها اليوم و قد نكتشفها يوما
ما.
قال تعالى: "إن الدين
عند الله الإسلام". هذا لا يعني أنه لا يوجد دين في الأرض غير دين الإسلام،
بل يعني أن كل الأنبياء الذين مروا في التاريخ، هم مسلمون، مسلمون بمعنى أنهم
أسلموا وجوههم إلى الله الواحد الأحد، و هذا لا يعني أنهم مسلمين بمعنى أنهم
اعتنقوا الدين الإسلامي الذي جاء به بعدهم بقرون، رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه
و سلم.
"أخناتون" كان
موحّدا بالله و "بوذا" أيضا، أما إذا كانا يقصدان شيئا آخر غير ربنا
الذي نعرفه نحن المسلمون، فالله وحده هو الذي سيحاسبهما و لسنا نحن، و نحن لا دخل
لنا في عقيدة الآخرين أيًّا كانت هذه العقيدة.
قال تعالى: "يا أيها
الذين آمنوا، عليكم أنفسكم لا يضرّكم مَن ضلّ إذا اهتديتم إلى الله". ركّز في
نفسك و عملك، هل سيدخلك الجنة أم النار و لا وصاية لك على أحد إن استقام أو ضلّ، و
لن يضرك و لن ينفعك عمل غيرك في شيء حتى لو شاء هو، فلن يشاء إلا ما شاء ربك
سبحانه و تعالى، فلا تخف و لا تيأس و لا تقنط و لا تغتم لما يفعله غيرك كفرا كان
أو إيمانا، فالله هو الذي أرجأ حسابه إلى يوم القيامة لحكمة لا يعلمها إلا هو
سبحانه و تعالى، فلا تُضيّق أنت من رحمة الله الواسعة عليك و على غيرك لأنها رحمة
وسعت و شملت كل عباده مسلمين و غير مسلمين،
فتريث أنت و لا تتعجل فقد تخطئ في الحكم على غيرك في دار الدنيا و ترتكب جريمة
تُعَاقب عليها مرتين، مرة بالقانون الوضعي و أنت حي تُرزق و مرة بالقانون الإلهي
يوم القيامة، و منطقيا سوف تكون عقوبة العزيز الحكيم أقوى لأن الله شديد العقاب.
و قال الدكتور أحمد عمار
كلاما غيبيا آخر عن الطاقة المنبعثة من البشر و علاقتها النسبية بالإيمان و
الأعمال الخيرية، كلام لم أفهمه و لم أستوعبه، قد يكون عدم فهمي ناتج لقصور مني أو
ربما لعدم إلمامي بعلم اللاهوت أو قد يكون أيضا بسبب العوائق العلمية التعلّميّة
الموروثة عن تكويني العلمي الديكارتي الحداثي العقلاني في اختصاص البيولوجيا و
علوم التربية الحديثة المستندة لباشلار و بياجي و فيقوتسكي و كليمان و جيوردان و
استولفي و شبشوب و غيرهم و التي تقف حاجزا بيني و بين ما يقوله الدكتور المختص في
علم اللاهوت:
-
الكرامة هي الكبر و لن يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال
ذرّة من الكِبر.
-
الإنجيل: "إذا ضربك أحد على خدك الأيسر فأدر له خدك
اليمن". و أنت الفائز في هذه الحالة و لن تخسر كرامتك بل على العكس سوف تربح
لأنك لو سامحت خصمك أو عدوك من قلبك فأنت الرابح و سوف تشحن طاقة إيجابية جديدة و تُضاعف
طاقتك الروحية الإيجابية إلى ضعفين و الطاقة الإيجابية تجذب و تشدّ دائما مثيلاتها.
-
الإله الذي يعبده بعضهم هو غير الإله الحقيقي و إنما
صورة وهمية مشوهة عن الله وصلت لهم عن طريق تسلسل و نقل بشري و البشر خطاءون كلهم بطبيعتهم مهما أوتوا من علم طبيعي أو ديني و لو
رجعنا مباشرة للقرآن الكريم و للأحاديث النبوية الصحيحة لاكتشفنا الحقيقة لأن
الناس بدؤوا يضيعون منذ أن بدؤوا يتبعون غير الله و رسوله (قال رسول الله: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: "كتاب الله وسنتي" و قال
تعالى: "أفلا تتدبروا القرآن"، و الآية موجهة للكفار فما بالك بالمسلمين
أهل القرآن و حفظته لكن دون وسيط وصي عليهم، و الذي لم يتوصل للفهم وحده فعليه
استشارة أهل الذكر من علماء الدين المختصين في تفسير القرآن و ليس استشارة أئمة
الجوامع أنصاف المثقفين في الدين و الدنيا حتى و لو كانوا من حملة الشهائد
الجامعية و هذا وصف لهم و ليس قدحا أو ثلبا أو شتما، حاشى لله أن أشتم أئمة
الجوامع الطيبين و لكن طيبتهم و نيتهم لا تكفيان إن خانهم علمهم القليل و لن
تجنباني النار يوم القيامة، و اعلم أيها المسلم أن شفاعة الرسول هي الوحيدة التي
قد تُقبل من قبل الله يوم الحساب).
و
هنا يبدو لي أن الدكتور أحمد عمار يلتقي مع قولة في وصف الإلحاد للفيلسوف المسلم
التونسي الدكتور أبو يعرب المرزوقي: "الإلحادُ ظاهرةٌ طبيعية جداً إذا كان
صاحبها صادقاً يبحث عن الحقيقة, ولم يجد الجواب.فيصل إلى نوع ٍمن اليأسِ الوجودي يجعله يلحد. ولكن هو
في الحقيقة لا يلحد بمعنى أن ينفي وجود الله, هو ينفي وجود الله الذي عُرض عليه في
الصورةِ الحالية. ثم يلاحظ أن هذه الصفات لا تطابق الموجود. الله عادل و لا يوجد
إلا الظلم, الله رحيم و لا توجد إلا القسوة, فيجد تناقضاً بين الواقع والله. ولمّا
كان هو يؤمن بأن الله قادر على كل شيء , فكيف يمكن أن يكون موجوداً و هو قادر على
كل شيء. وهنا تحدث الأزمة الوجودية فيلحد، لكنه يلحد لأنه ينزّه الله عن الموجود".
-
للعلم ثلاثة مستويات:
الأول و العادي: أنني لا أعلم و أبحث عن العلم عند أهله.
الثاني و السائد: شخص تعلم و أصبح يتباهى بعلمه و ينصح يمينا و شمالا بمناسبة
و دون مناسبة و يبدأ يصطاد أخطاء الآخرين و يفضحهم و يبدأ ينشر في الفضائيات ثقافة
التعالي و الشتائم و التكبّر و احتقار الغير ممن لا يعلمون، فهو دون أن يعلم، يقوم
بجرم عظيم، سيحاسبه الله عليه يوم القيامة حسابا شديدا.
الثالث و الأهم: عندما يعي العالِم الحقيقي أن العلم بحر و هو العبد الفقير
لله لا يعي إلا النزر القليل من هذا البحر الغزير و يحاول إيصال علمه إلى من يطلبه
و يحتاجه بالموعظة الحسنة و بالتي هي أحسن دون إشاعة الفُرقة لأن اجتماع المسلمين
فرض، قال تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة".
إضافة م. ع. د. م. ك. :
و هذا ما ينادي به أيضا علم التعلمية
الحديث حسب العالِمين الكبيرين بياجي و فيقوتسكي
« Faire avec les conceptions non scientifiques pour aller
contre ces conceptions et en même temps laisser le choix aux autres d’auto-socio-construire
leurs propres conceptions scientifiques »
انتهت
الإضافة.
-
قال تعالى: "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء
بيننا و بينكم أن لا نعبد إلا الله". و لا يجوز لكل ديانة أن تدعو لنفسها و
تنفّر الناس من الديانات الأخرى.
-
حديث: "يُبتلى المرء على قدر دينه". يفسرونها
خطأ بعض الدعاة و يقولون: كلما ازداد تدينك ابتلاك الله بمصائب أشدّ. و هم يعرفون
حقيقة المعرفة أنه لا يمكن أن ينزل بلاءٌ إلا بذنب. و المعنى الصحيح هو أنه إذا
ابتُلِيَ اثنان لنفس الذنب فالعالِم سوف يُحاسَب حسابا عسيرا أكثر من الجاهل.
-
حديث: "الإثم ما حاك في النفس و كرهت أن يطلع عليه
الناس". لو كانت حاجة حلال و أنا قمت بها و أنا مقتنع بأنها حرام، فربي
سيحاسبني عليها و كأنها فعلا حرام.
-
قال تعالى: "و لا يحيق المكر السيئ إلا
بأهله". يعني فِعلِي السيئ سينتج طاقة سلبية و ستأتينني ردة فعل من نفس درجة
الفعل.
-
و الجنة نذوقها في الدنيا قبل أن نذوقها في الآخرة لو
كنا فعلا متدينين حقيقيين. "نحن المتدينون في سعادة لو علمها الملوك و أولاد
الملوك لقاتلونا عليها".
-
الطاقة الروحية بدأت تدخل المخابر العلمية حديثا.
الإمضاء:
"لا أحد
مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن
أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه" عبد الله العروي.
"المثقف لا يجيد فعل شيء على الإطلاق، اللهم، إلا
الإنتاج الرمزي، وإنتاج الأفكار و الكلمات. غبر أن هذه الأفكار تحتاج لما يجسدها
لكي تصبح موجودة، لكي تصبح قادرة على تغيير الواقع، أي أنها تحتاج لحركات
اجتماعية" جان زيغلر.
"يخون المثقف وظيفته، إذا كانت هذه الأخيرة تتقوّم بالرغبة في
التأثير على النفوس" ريجيس دوبريه.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و
يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداءً بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما
أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد رغم أن الشكر يفرحني كأي بشر، لذلك لا يضيرني إن قرأني واحد أو ألف لكن يبقى الكاتب منعزلا إذا لم يكن له قارئ ناقد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم
بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا
بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire