قال ريجيس دوبريه: "الماركسية
و الليبرالية هما تقريبا الشيء عينه" (حمة الهمامي و الباجي قايد السبسي هما
تقريبا الشيء عينه، م. ع. د. م. ك.). نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار
المصدر:
كتاب "كي لا
نستسلم"، تأليف: ريجيس دوبريه وجان زيغلر، ترجمة: رينيه الحايك و بسام حجار،
المركز الثقافي العربي، الطبعة الأولى، 1995، 117 صفحة.
نص المترجمين:
صفحة 45:
نص ريجيس دوبريه:
فأنا أرى أن نقد ماركس
للرأسمالية هو نقد عبقري. و أرى في الكتاب الأول من مؤلفه "رأس المال"
نموذجا فعليا للتفكيك المقتضب، و الخالي من أي مزاعم وعظية، لقيمة رأس المال و
لنزعة التشييء. فماركس من أكبر مؤرخي الرأسمالية. أما الآن، و لكي أوجز لك جوهر
تفكيري، أقول لك إني أرى أن الماركسية و الليبرالية هما تقريبا الشيء عينه. إنهما
وجها وهم واحد لازَم حقبة الثورة الصناعية الأولى، و كان من شأنه أن يتواصل خلال
الحقبتين الثانية و الثالثة، و هذا ما أسميه بـ"الوهم الاقتصادي"، فقد
ساد الاعتقاد بأن جوهر التاريخ إنما يحدّه الاقتصاد و إنتاج الخيرات المادية. و في
هذا المعنى، أرى أن ماركس و آدم سميث و ريكاردو ليسوا في الحقيقة سوى تنويعات على
فرضية واحدة، وأرى أنها فرضية خاطئة. و وجدت في سياق إعمالي الفكر في المسألة، بعد
أن شُحِذ هذا الفكر و جُوبه بالبينات و القرائن، أن ما يضعه ماركس في خانة البنية
الفوقية إنما ينتمي، في الواقع، إلى البنية التحتية للنمو الاجتماعي. فالدين (و
أؤثر هنا استخدام مصطلح "الديني" و ليس "الأديان" التي تفترض
إلها شخصيا) ليس معطى انتقاليا. بل إنه معطى بنيوي في كافة المجتمعات البشرية، حتى
المعَلمنة منها. و أعتقد أن صفحة مثل هذه النزعة الاقتصادية قد طُويت - وما شهدته
الشيوعية في هذا المجال ستشهده الرأسمالية أيضا.
صفحة 52:
نص ريجيس دوبريه:
و بأية حال، هناك أمر يجعلني مختلفا
كل الاختلاف عن المؤمنين بالماركسية، و هو التفاؤل. إن الماركسية هي نزعة تفاؤلية
مرضية، وعمياء، وبلغت من الخطورة بحيث أنها لم تر الضوابط البنيوية للكائن الجمعي،
و الطابع المتجدد لتوالد العنف، و الطابع الديني الذي لا يمكن تجاوزه. إذ قد يسبّب
التفاؤل أحيانا من الشرور ما قد لا يتسبّب به بعض من التشاؤم.
تاريخ أول نشر على النت: السبت 9 نوفمبر 2013.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire