vendredi 22 novembre 2013

فكرة قرأتها في كتاب: لو تُرِكَ التونسيون لوحدهم لَحلّوا مشكلتهم مع أصوليتهم و تراثهم! نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

فكرة قرأتها في كتاب: لو تُرِكَ التونسيون لوحدهم لَحلّوا مشكلتهم مع أصوليتهم و تراثهم! نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 30 مارس 2012.

كتاب "مخاضات الحداثة التنويرية. القطيعة الإبستمولوجية في الفكر و الحياة."، هاشم صالح، دار الطليعة للطباعة و النشر، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 2008، 391 صفحة. استعرته من المكتبة العمومية بحمام الشط.  كتاب من أفضل الكتب التي قرأتها في السنوات الأخيرة و أعتبر كاتبه من أعلم و أصوب الفلاسفة العرب التنويريين، و أعُدّه من أهم رواد النهضة العربية المعاصرة.

تنبيه ضروري
ما أنشره في هذه السلسلة من نقل و تعليق، تحت العنوان المشترك "فكرة قرأتها في كتاب"، لا يمثل بالضرورة موقفي الفكري بل هو عبارة عن مذكّرة خاصة، أعتمدها شخصيا عند الرجوع إلى الكتاب الأصلي. لا تغني هذه المذكرة عن قراءة الكتاب كاملا. يجب إذن توخّي الحذر الشديد في التعامل مع ما ورد فيها لأن لا تصل إليكم فكرة الكاتب ناقصة أو مشوّهة. أنشر هذه السلسلة مساهمة مني في رد الاعتبار لفن ثامن في طريق الانقراض، اسمه "مطالعة الكتب" و فكرة الكتاب تلزم الكاتب و لا تلزم الناقل دون أن نتغافل عن كون الأفكار هي وقائع فكرية تستقل عن قائلها.

نص هاشم صالح
صفحة 187: و لكن المشكلة هي أن العرب يواجهون مشكلة الأصولية و تصفية الحسابات مع الذات التاريخية، في الوقت الذي يواجهون فيه عدوا شرسا مصمّما على الإيقاع بهم. و لو تُركوا لوحدهم لحلوا مشكلتهم مع أصوليتهم و تراثهم من خلال الصراع الجدلي، الحر و الطبيعي. و هكذا يجيء التهديد الخارجي لكي يعقّد الأمور و يقوّي من التيار الأصولي بطبيعة الحال و يضعف التيار النقدي التحرري و ربما كان الإسرائيليون (إضافة 1، م. ع. د. م. ك: أضيف إليهم  حلفائهم الإستراتيجيين، الحكّام الأمريكان و الأوروبيين) يريدون ذلك لكي يظل العرب يتخبطون في مشاكلهم الداخلية أطول فترة ممكنة، و لكي يتأخر تحررهم الفكري و السياسي، و ذلك لأنهم يعرفون أنه إذا ما انتصر العرب على أنفسهم و حلوا عقدتهم الداخلية، فسوف يتحولون إلى قوة جديدة يُحسب لها ألف حساب.

إضافة 2، م. ع. د. م. ك: قد حَصُل لي الشرف أنني نشرت نفس الرأي في النات في أحد مقالاتي قبل أن أقرأ هاشم صالح و هذا تطابق فكري أعتز به أيما اعتزاز. و قد قلت في تعليقي المنشور أن أمريكا فعلت نفس الشيء في تونس ما بعد الثورة: ساندت حزب النهضة عن طريق قطر و سلّمته السلطة هدية مسمومة و قنبلة موقوتة على طبق من ذهب ثم قوّت التيار السلفي التونسي عن طريق السعودية حتى تخلق فوضى خلاّقة - يعني هدامة باللغة التونسية غير العميلة - قد تفضي، الله لا يقدّر، إلى حرب أهلية محتملة بين التيارين الدينيين التونسيين المسنودين ماليا و إعلاميا من قطر و السعودية، أكبر نظامين رجعيين متخلّفين في العالم حيث لا يوجد مجتمع مدني و لا حرية معتقد و لا حرية إعلام و نشر و لا إبداع حر و لا انتخابات و لا برلمان و لا رابطة لحقوق الإنسان و لا نقابات مستقلة أو موالية و لا حقوق للمرأة و لا مواطنة و لا تعليم ديمقراطي و لا قضاء مستقل و لا فن و لا مسرح و لا سينما و لا نحت و لا تصوير و لا رقص و لا تعبير جسماني و لا... و لا ألف لا... و بتدخلها السافر هذا، أضعفت أمريكا من تأثير اليسار و القوميين و الليبراليين التونسيين في الساحة السياسية و همّشت مشاركتهم في صياغة الدستور مما قد يفقد هذا الأخير شيئا من العَلمانية و التقدمية و الحرية و الديمقراطية و الحداثة و ما بعد الحداثة. أمريكا تعي جيدا مَن تعادي و أول من تعادي، تعادي  اليسار بشراسة لسبب واضح و هو أن هذا الأخير يحمل مشروعا اجتماعيا و ثقافيا و اقتصاديا مناهضا للرأسمالية الليبرالية المتوحشة و مناقضا للعولمة الإمبريالية الأمريكية، عولمة أُحادية القطب و الرؤيا. لقد توهمت أمريكا أن اليسار انقرض مع انهيار الاتحاد السوفياتي و لم تع أن الفكر اليساري التقدمي أكبر من الدول شبه اشتراكية أو الدول الاشتراكية بالاسم، دول اعتمدت في الواقع رأسمالية الدولة و ديكتاتورية الحزب الشيوعي الواحد المختزل في زعيم معصوم و "مُلهم" أوحد يحكم ظلما و بهتانا و اغتصابا باسم ديكتاتورية البروليتاريا و البروليتاريا المحلية و الأممية هي أول ضحاياه.

إمضائي المختصر
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسان المجتمع، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه من أجل بناء أفراده الذاتي لتصورات علمية مكان تصوراتهم غير العلمية و على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.
و إذا فهمت نفسك فكأنك فهمت الناس جميعا. هاشم صالح.
الفلسفة هي القبض على الواقع من خلال الفكر. هيغل.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire