مَن شابَه أباه... ظلَمْ! مواطن
العالَم د. محمد كشكار
مَن شابَه أباه فقد ظلم أمه!
و مَن شابَهت أمها فقد ظلمت أباها!
من الناحية الوراثية الجينية
(approche génétique) والصفات الجسمية (caractères physiques) الظاهرة (مثل لون العينين) والخافية (مثل فصيلة الدم):
يرثُ الطفل السليل السليم
(بنتا أو ولدا أو مثليا أو مثلية) نصف صبغيات أمه (vingt trois chromosomes
maternels comprenant environ 15 mille gènes) و نصف صبغيات أبيه (vingt trois chromosomes
paternels comprenant environ 15 mille gènes) فيحصل على عدد الصبغيات المطلوب (quarante six chromosomes comprenant environ 30 mille gènes)، فهو إذن إثنان في واحد (un dividu et non un individu)
لكنه ليس نسخة أصلية من أبيه ولا من أمه ولا من إخوته (إلا التوأمين الحقيقيين
المنحدرين من بويضة واحدة وحيوان منوي واحد). هو كائنٌ جديدٌ ووحيدٌ في عالم البشر مذ خُلِقَ البشر ولا يشبه أحدًا مائة في المائة. هو كائنٌ مُنبثِقٌ ( un être émergeant et non
prédéterminé) من تفاعل جيناته التي ورثها عن أمه مع جيناته التي ورثها عن أبيه.
تفاعل فريد لا يتكرر مع إخوته من نفس الجنس لذلك لا يمكن أن يكون نسخة من شقيقه
أيضا.
قد تغلب فيه بعض صفات أمه أو بعض
صفات أبيه وقد تظهر فيه صفة لم نعهدها عند أبيه ولا عند أمه وربما نعرفها عند جدَّيه
أو جدَّتيه حسب قانون الوراثة مثل زرقة العينين رغم سواد عيني أبيه وعيني أمه
(جينة اللون الأزرق المستترة كان يحملها أبوه و كانت تحملها أمه ولم تنتج زرقة
العينين عند كليهما).
من ناحية الصفات الذهنية (caractères intellectuels) الظاهرة (مثل الذكاء والعنف أو المثلية الجنسية)
والخافية (مثل اللاوعي):
تتفاعل الجينات الوراثية مع
المكتسب المحيط فتنبثق من هذا التفاعل المعقد صفات ذهنية غير مبرمجة مسبقا فالذكاء
إذن هو وراثي مائة في المائة ومكتسب مائة
في المائة: لو عاش أنشتاين مثلا مع البدو في الصحراء لأصبح في أحسن الأحوال راعيَ
إبلٍ ماهرٍ، أما التوأمان الحقيقيان فهما متماثلان في الإرث الجيني المتأتي من
الأب والأم ولهما نفس الصفات الجسمية الظاهرة والخافية لكن قد لا يكون لهما نفس
الصفات الذهنية حتى ولو عاشا في نفس العائلة فما بالك لو كانا لقيطين وعاشا في
عائلتين مختلفتين طبقيا، واحد منهما عاش في ليبيا مثلا ودرس في جامعة تونسية غير
مرتبة والآخر عاش في فنلندا ودرس في جامعة أمريكية مرموقة، قد يتخرج واحد منهما
مهندسا والآخر تقنيا ساميا رغم التماثل الخَلْقي التام.
إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم
بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى،
وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا
أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
"لا تصبح مثقفا واعيا بكثرة الاطلاع والتخزين بل بكثرة السؤال والشك
والبحث .... حتى في مسألة الايمان بالله واصل الوجود وغايته" موفق زريق، كاتب
ومحلل سياسي
قال أنشتاين: "لا
تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 3
أوت 2015.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire