dimanche 9 août 2015

مِن كتائب اليمين واليسار في القرن العشرين إلى مجاهدي داعش والنصرة في القرن الواحد والعشرين. ترجمة غير حَرْفية مواطن العالَم د. محمد كشكار

مِن كتائب اليمين واليسار في القرن العشرين إلى مجاهدي داعش والنصرة في القرن الواحد والعشرين. ترجمة غير حَرْفية مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:
Le Monde diplomatique, n°737-62è année, août 2015. Extraits de l`article “Les raisons d`un engagement armé, des brigadistes aux djihadistes », Page 1, 22 et 23, par Laurent Bonelli, maître de conférence en science politique à l`Université Paris Ouest Nanterre La Défense, Institut des sciences sociales du politique

الإشكالية: ما هي نقاط التشابه بين مناضل يساري التحق بإسبانيا سنة 1936 للدفاع عن الجمهورية ومسلم ذهب اليوم ليحارب في صفوف داعش والنصرة؟

المقارنة:
-         لا يوجد أي تشابه في الأهداف لكن يوجد شبه تطابق في المسار لكن المجاهدين يتفردون بتعرضهم إلى مخاطر الاستقبال عند عودتهم إلى بلدانهم الأصلية.
-         يوجد 3000 مجاهد إسلامي من جنسيات أوروبية بين أصيل ومجنَّس. لو فرضنا أن نصفهم رجع بعد الحرب وأن عُشرُ الذين رجعوا لم يتوبوا عن الإرهاب تحريضا أو ممارسة فسينتشر 150 شخصا يحذِقون فنون القتال ويحسِنون استعمال المتفجرات وسيكوِّنون في العالم  شبكات من رفاق السلاح وقد ينفذون عمليات إرهابية نوعية في أوروبا. اتخذ الاتحاد الأوروبي جملة من التدابير الردعية لمجابهة العائدين من المجاهدين، نذكر منها: سحب الجنسية و\أو حجز وثائق الهوية والاستحقاقات الاجتماعية والإيقاف التحفظي ومنع الإشهار خاصة على الأنترنات وتشديد المراقبة على الحدود. لقد أنشأت دولة "الدنمرك" مراكزَ لعلاج داء التطرف الإسلامي وفي كل الدول تقريبا جُنِّدت الموارد البشرية الاجتماعية والصحية والتربوية والعائلات أيضا لإبلاغ السلط بأي نية للإلتحاق بداعش أو بالنصرة.
-         طِوال القرن العشرين تعددت أمثلة اليمينيين واليساريين المحاربين رغم معارضة بلدانهم الأوروبية: من الكتائب العالمية في إسبانيا (1936-1939) إلى الكتائب التي ساندت الثورة الساندينية في نيكارڤوا (1979) أو القوات الأفغانية والبوسنية والشيشانية مرورا بالمتطوعين الفرنسيين ضد البلشفية (1941-1944) ومحارِبي "ماشال" في الحرب التي أدت إلى إنشاء دولة إسرائيل (1948). شارك هؤلاء المحاربون المتطوعون في أكثر من خُمُسِ الحروب المسجلة بين سنة 1816 وسنة 2005 ويتراوح عددهم بين بعض المئات وعشرات الآلاف.
-         ما هي دوافع المحاربين المتطوعين القُدامى (اليسار واليمين المتطرف) والجُدد (الإسلام المتطرف)؟
1.     الإيديولوجيا أو التعصب لوهم الفاشية والنازية أو وهم الشيوعية أو وهم الحرية أو وهم الإسلام هو الحل.
2.     حُلُم تكوين دولة من عدم: دولة الشيوعية (الاتحاد السفياتي) أو دولة اليهودية (إسرائيل) أو دولة الإسلام (داعش) أو دولة الأكراد (بين إيران والعراق وسوريا وتركيا) أو دولة الفلسطينيين (غزة والضفة الغربية) أو دولة الأرمن (أذريبجان).
3.     الاعتماد في استقطاب المحاربين المتطوعين على المجهود الفكري والمادي للوسطاء المقيمين في البلدان الأصلية مثل أعضاء الأحزاب السياسية والمنظمات العمالية الصهيونية والجمعيات الخيرية والثقافية الإسلامية واليهودية واليسارية واليمينية (تأهيل إيديولوجي وعسكري ولوجستي مثل تهريب السلاح والتجهيزات التكنولوجية والأموال والمتطوعين عبر الحدود) أما وكالة الاستعلامات الأمريكية (CIA) فقد سهلت سنة 1980 نشاط بعض المساجد الأمريكية لانتداب وتمويل المتطوعين للجهاد في أفغانستان لكنها في المقابل تستنكر نشاطهم في معظم الأوقات.
4.     الاستغلال الحديث لمزايا الأنترنات من قِبل المجاهدين الإسلاميين أو تكثيف الاتصال المباشر عند الإمكان وتوظيف علاقات المحاكاة والتنافس بين رفاق الدراسة أو العمل أو الحزب أو الجامع أو البلد أو المدينة أو الحي وحتى العلاقات العائلية.
5.     يمثل العمال والشباب (15-30) أكثرية من بين المتطوعين.
6.     من شروط التطوع: غياب العمل القار المحترم أوغياب الاستقرار العائلي وخاصة غياب الأبناء وهذا ما يفسر التواجد المكثف للشباب والطلبة.
7.     التطوع من أجل قضية إيديولوجية أو دينية أو قومية أو عرقية يمنح الشاب فرصة للقطع مع تفاهة المعيش اليومي ويعطيه هدفا وولادة من جديد ويرفع من شأنه أمام نفسه وأمام محيطه ويثمّن كفاءاته إن كانت له كفاءات وفي بعض الأحيان يدرّ عليه أجرا مرتفعا وفي أحسن الحالات يردّ له كرامة مفقودة في بلده الأصلي خاصة بالنسبة لقدامى المنحرين منهم.
8.     قد يغيّر المتطوع اتجاهه الفكري من شيوعي إلى فوضوي أو من النصرة إلى داعش.
9.     حُسن النية وقوة الإرادة والقليل من التدريب لا تكفي لتشكيل مقاتل ناجع وقد يمثل المتطوعون الأجانب عبئا ثقيلا على المحاربين المحترفين في ضوء ندرة المئونة والسلاح والذخيرة التي يفضِّل التنظيم تخصيصها لمن يحسِن استغلالها واستعمالها ويترك الجدد للأشغال الثانوية والروتينية أو يجندهم كمتاريس بشرية (chair de canon) حيث يزداد عدد القتلى والجرحى أو يدفعونهم دفعا للقيام بعمليات انتحارية مما ينجر عنه عادة إحباط لدى البعض منهم أو فرار من ساحة المعركة (داعش أنشأت شرطة خاصة في "الرِّقة" لتعقب الفارّين وقد قتلت مائة منهم. رجع 27 في المائة من 1210 الذين انطلقوا من فرنسا). يتميز أصحاب الكفاءات النادرة منهم بمعاملة أفضل كالمهندس أو الطبيب أو الطيار أو الميكانيكي، إلخ. وحتى في حالة الانتصار النهائي فعادة لا يبقى الأجانب في البلد المضيف وفي حال تعذرت عودتهم، يحترف عدد كبير منهم القتال ويتنقل من صراع إلى صراع آخر لعرض خبرتهم مما يقلل من شأن نظرية صراع الحضارات.
10.            عائق اللغة والثقافة المختلفة بين المتطوعين الأجانب يضطر التنظيم عادة إلى تجميعهم حسب لغتهم الأم وهذا ما يزيد من عزلة الكتائب عن بعضها البعض وخاصة عزلتهم عن أهل البلد ممّن يدافعون عن عائلاتهم ومدنهم وقُراهم أكثر من دفاعهم على القضية الجامعة. يمتاز المجاهدون الأجانب براديكالية أكثر من أبناء البلد وقد يعارِضون الهدنة والاتفاقيات الإستراتيجية التي تراها القيادة المحلية ضرورية مع المجموعات المسلحة ذات طابع سياسي أو ديني أو طائفي وقد يحاولون فرض وجهة نظرهم على المدنيين على حساب تاريخهم المحلي أو الجهوي أو الوطني.

إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الأحد 9  أوت 2015.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire