Affichage des articles dont le libellé est نقد الإسلاميين.. Afficher tous les articles
Affichage des articles dont le libellé est نقد الإسلاميين.. Afficher tous les articles

samedi 29 août 2015

مذاهب إسلامية اندثرت! نقل دون إضافة أو تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

مذاهب إسلامية اندثرت! نقل دون إضافة أو تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:
كتاب "نحو أفق إسلامي جديد. الرسالة - الشريعة - المجتمع"، رضا خالد، دار الجنوب، 2012، 497 صفحة، الثمن 15 د. ت.

نص الكاتب، ص87:
-         ابن حزم (384-456هـ): "لا يوجد نص قطعي يحرِّم العزف والغناء!".
-         أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (224-310هـ): "ومن مسائله التي تميز بها تجويزه للمرأة ولاية القضاء دون قيد أو شرط".

إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 29  أوت 2015. 


jeudi 27 août 2015

حركة الإخوان المسلمين في مصر؟ نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

حركة الإخوان المسلمين في مصر؟ نقل دون تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

المصدر:
كتاب "نحو أفق إسلامي جديد. الرسالة - الشريعة - المجتمع"، رضا خالد، دار الجنوب، 2012، 497 صفحة، الثمن 15 د. ت. (الكاتب، أستاذ تربية إسلامية في معاهد بلجيكا الثانوية العمومية، صديق افتراضي لم أقابله يوما في حياتي، سألني في الفيسبوك: "هل قرأت كتابي؟"  أجبتُه: لا، رأيته معروضا للبيع في قصر المؤتمرات بالعاصمة خلال مؤتمر المثقفين التونسيين ضد الإرهاب، لكنني عادة لا أشتري الكتب لأن دَخلي كأجر وحيد لا يسمح بهذا الترف وحفاظا على ما هو أبجل، قوتُ عائلتي. أستعير جل ما أقرأ من المكتبة العمومية بحمام الشط بمعدل كتابين كل نصف شهر مقابل اشتراك سنوي بدينار ونصف أو أستعيرها من بعض الأصدقاء القدامى أو الجدد المولعين بالمطالعة. كتبَ: "اعطني رقم هاتفك وسوف آتيك غدا بكتابي هدية إلى مقهاك بحمام الشط". وعدَ وصدقَ وسلمني الكتاب في يوم الغد مرفوقا بتحياته المكتوبة على أول صفحة. ويقولون الفيسبوك حكاية غير جدية! هل هناك جدية أكثر من جدية الكاتب رضا خالد. شكرا سي رضا).

نص الكاتب، ص 9:
"وفي 1928م ولِدت "حركة الإخوان المسلمين" (إضافة د. م. ك: في مصر) على أساس تعاليم الشافعي (إضافة د. م. ك: إخوان تونس مالكيون على حد علمي) فكانت قريبة من الوهابية قرب أحمد بن حنبل من الشافعي. وظهرت فيها أفكار "الجاهلية الجديدة" والقطع مع المجتمع و"خذوا الإسلام جملة أو دعوه" أي طبقوا مجموع أحكامه وفق تصور الشافعي ومن تبعه، كما ظهر فيها شعار "الإسلام هو الحل" (إضافة د. م. ك: علق عليّ  مرة  أحمد الجربي -إن لم تخني الذاكرة-، صديق افتراضي نهضاوي محترم كاتبا: "لم ترفع النهضة يوما هذا الشعار"). وتناسى عامة العرب والمسلمين نضالات رجال النهضة أمثال الأفغاني وعبده والكواكبي وقاسم أمين وخير الدين التونسي وغيرهم وبدلا عنهم تولّوا البنّا وقطب والمودودي ومحمد بن عبد الوهاب. وعادت حركة التاريخ أدراجها فمثلما كانت القوى المحافظة تشاطر الوهابيين العداوة لكل تقدم وتطور وانفتاح على العصر تقف الحركات الأصولية بقوة أمام ما تعتبره "تغريبا" وأفكاراً مستوردة."

إمضائي
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".


تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الخميس 27  أوت 2015.  

vendredi 20 décembre 2013

فكرة قرأتها في كتاب: يُلاحظ بأن الإسلاميين لا يحسنون سوى الجحود و الإنكار أو الالتفاف و الزيف! حلقة عدد 3 من سلسلة علي حرب. نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

فكرة قرأتها في كتاب: يُلاحظ بأن الإسلاميين لا يحسنون سوى الجحود و الإنكار أو الالتفاف و الزيف! حلقة عدد 3 من سلسلة علي حرب. نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

تاريخ أول إعادة نشر على مدونتي و صفحتي الفيسبوكية: حمام الشط في 6 سبتمبر 2012.

كتاب "ثورات القوة الناعمة في العالم العربي. من المنظومة إلى الشبكة."، علي حرب، الدار العربية للعلوم و النشر، الطبعة الثانية 2012، 240 صفحة.

نص علي حرب:
صفحة 207: من حيث العلاقة مع الحداثة، يُلاحظ بأن الإسلاميين لا يحسنون سوى الجحود و الإنكار، أو الالتفاف و الزيف. فمن المعلوم أن الغرب، منذ أن اجتاح بلداننا و أيقظنا من سباتنا، هو أستاذنا و مرشدنا و نموذجنا.

تعليق رقم  1 م. ع. د. م. ك: ما سأقوله في الفقرة الموالية بعد النقطتين، هو اعتراف بالجميل لا أكثر و لا أقل، و ليس استلابا أو اغترابا عن وعي، و هو توصيف حالة و ليس حكما عن رضاء تام أو تبجحا منكورا، و أرجو أن لا يعتبره القارئ انبتاتا اختياريا أو هروبا من الانتماء العربي الإسلامي أو تنصلا أو نكرانا لتراثنا الغني بإنجازاته في القرون الوسطى الذهبية بالنسبة إلى الحضارة الإسلامية وإنما هو واقع فرضه الاستعمار بحلوه و مره، بغثه و سمينه: بالنسبة لي أنا شخصيا، كل أساتذتي المباشرين في الثانوي و جل أساتذتي بالجامعة فرنسيين (من بينهم أمريكي واحد و كندي واحد في الثانوي، باستثناء أساتذة العربية و التربية الوطنية بطبيعة الحال)، و مدير ماجستيري و أطروحتي، المختص في تعلمية البيولوجيا، فرنسي أيضا و جل دراستي و ثقافتي و مطالعاتي بالفرنسية -  مُكره و مُستمتع أخاكم لا بطل -  لعلماء و مفكّرين و أدباء فرنسيين و غربيين و حتى العرب من الأدباء الذين قرأتهم درسوا في الغرب و كتبوا بالعربية، و أطروحتي كُتبت باللغة الفرنسية تحت إشراف علمي  مزدوج من جامعة تونسية و جامعة فرنسية، و جل سفراتي العلمية إلى فرنسا كانت بفضل منح مجانية فرنسية. انتهى التعليق رقم 1.

نص علي حرب:
نموذجنا في غير حقل و مجال ليس فقط في العلوم و التقنيات، بل أيضا في مجال الرؤى و المفاهيم كما في مجال النظم و المعايير، و كما تشهد عناوين مشاريعنا و برامجنا و أحزابنا و دولنا: النهضة، التقدم، الجمهورية، الحرية، التنمية، الثورة. حتى الهوية بمعناها الإناسي و الثقافي مصدرها الغرب الحديث. فليتواضع الإسلاميون لكي يعترفوا بما أنجزه الغير.

تعليق رقم 2  م. ع. د. م. ك: فليتواضع الإسلاميون لكي يعترفوا بما أنجزه الغرب العَلماني عندما احتضنهم أثناء  هجرتهم الطوعية أو القسرية و منحهم اللجوء السياسي، و يعترفوا أيضا بما وفّره لهم من كرم الضيافة و فرص التعلّم لإنهاء دراستهم بعد ما لفضتهم دولهم المسلمة في الوقت الذي تنكرت لهم فيه باقي دول العالَم العربي و الإسلامي. فليتواضع الإسلاميون لكي يعترفوا بالمساندة المعنوية و الحقوقية التي قدمها لهم رموز اليسار التونسي  مثل راضية النصراوي، نجيب الشابي و جريدته "الموقف" لسان الحزب الديمقراطي التقدمي اليساري و غيرهم من القوى الديمقراطية و التقدمية مثل المشاركين في حركة 18 أكتوبر  2005 و ما قدموه من مواقف مبدئية مساندة للإسلاميين خلال سنوات الجمر النوفمبرية. انتهى التعليق رقم 2.

نص علي حرب:
فها هم فازوا الآن بالانتخابات بالوسيلة الديمقراطية المستفادة من الحداثة الغربية و ليس بالعودة إلى الخلافة الإسلامية بقواعدها و مؤسساتها.

تعليق رقم 3 م. ع. د. م. ك: فازوا في الانتخابات ديمقراطيا و شعبيا لكن بمساندة مادية محتملة من قطر و مباركة معنوية محتملة أيضا من أمريكا و دول الاتحاد الأوروبي. انتخابات شفافة بالمقاييس الغربية النسبية للشفافية. حلول تُعتبر الأمثل و الأصلح من بين الحلول المتاحة حاليا. انتهى التعليق رقم 3.

نص علي حرب:
و حسنا فعلت وثيقة الأزهر، إذ تحررت من عقدة النقص الموروثة منذ زمن الشيخ محمد عبده، و التي تسوق المسلمين، بدافع ردة الفعل، إلى الالتفاف على الحقيقة، و ذلك بأن يُعْزُوا منجزات الغرب في الحرية و العقل و العلم إلى الإسلام و القرآن. فقد اعترفت الوثيقة بأن الديمقراطية هي "بديل معاصر" للشورى الإسلامية، و لم تقل إن الشورى هي معادل للديمقراطية أو بديل منها، أو لم تقل بأننا مارسنا الديمقراطية قبل الغرب الحديث، كما يعلن من أعمت النرجسية أبصارهم. و معنى الاعتراف أنه لا يمكن إدارة بلد، اليوم، بعدّة الشريعة الإسلامية و العقيدة الدينية.

البصمة الفكرية م. ع. د. م. ك
بكل شفافية، أعتبر نفسي ذاتا حرة مستقلّة مفكرة  و بالأساس مُنتقِدة، أمارس قناعاتي الفكرية بصورة مركبة، مرنة، منفتحة، متسامحة، عابرة لحواجز الحضارات و الدين و العرق و الجنس و الجنسية و الوطنية و القومية و  الحدود الجغرافية أو الأحزاب و الأيديولوجيات.
على كل مقال سيء، نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
إمضاء مواطن العالََم، تونسي مسلم عَلماني، اشتراكي ديمقراطي غير ماركسي و نموذجي الممكن حاليا مجسم في الدول الأسكندنافية كالنورفاج و فنلندا.




dimanche 22 septembre 2013

سيناريو خيالي لمستقبل تونس، أتمنى من كل قلبي أن لا يتحقق! مواطن العالم د. محمد كشكار


سيناريو خيالي لمستقبل تونس، أتمنى من كل قلبي أن لا يتحقق! مواطن العالم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 3 مارس 2012.

أنا أعي جيدا أن السيناريو الذي أطرحه في هذا المقال يمثل صيحة فزع، و هو سيناريو ظرفي انطباعي افتراضي متشائم جدا، لكنني في الوقت نفسه أتمنى من كل قلبي أن يكذّبني تاريخ الشعب التونسي الوَسَطِي و لا يتحقق هذا السيناريو الذي لا أرضاه لشعب أراد الحياة و بقدرة الله لن يخذله القدر.

اختارت أمريكا - و هذا ليس صدفة أو تكتيكا عابر، بل إستراتيجية هدّامة مبيّتة و مبرمجة و مقصودة عن وعي تام و عدوانية موجهة ضد عدو مستقبلي محتمل و قوي بالقوة (بالمعنى الفلسفي للكلمة الأخيرة) - أكبر نظامين رجعيين قروسطيين بالمقياس الزمني الأوروبي و ليس بالمقياس العربي لأن العصور الأوروبية المظلمة في القرون الوسطى تزامنت مع الفترة الذهبية في الحضارة الإسلامية العبّاسية. اختارت الملعونة نظامين متخلفين مَلَكيين شموليين لا يرتقيان إلى مستوى الدولة الحديثة و تغيب فيهما تماما المؤسسات الضامنة للديمقراطية و استمرارها مثل الانتخابات الحرة النزيهة الشفافة، و المنظمات غير الحكومية المحايدة، و مكونات المجتمع المدني من نقابات و جمعيات حقوقية، و فصل السلطات الثلاث، و قضاء مستقل، و إعلام حر، و إبداع فكري و فني، و تعليم حديث، و بحث علمي منتج للمعرفة، و تطبيق حقوق الإنسان التربوية و الصحية و الاجتماعية، و ضمان حقوق المرأة و مساواتها مع الرجل حتى و لو لم تتساو معه حاليا في الواجبات و القدرات و الكفاءات، و تعددية حزبية فعلية ليست ديكورية. مجتمعان متصحّران أجدبان قاحلان، خاليان من المثقفين غير الانتهازيين و المفكرين غير المأجورين و الفلاسفة و الفنانين و المبدعين الأحرار المستقلين.

أنا، لا يخيفني أبناء جلدتي و أبناء بلدي تونس ما داموا على حالهم مستقلين، و لبلدهم مخلصين مهما اختلفت أيديولوجياتهم أو اعتقاداتهم أو مذاهبهم و مشاربهم، أبناء بلدي، هم أصدقائي و أقاربي و مواطنيّ، سواء كانوا إسلاميين أو يساريين أو قوميين أو ليبراليين أو سلفيين مسالمين. لا يخيفني العَلمانيون اليساريون النقابيون القاعديون غير الانتهازيين، فهم رفاق دربي الذين ناضلت معهم طوال 37 سنة في النقابات الجهوية و الأساسية للتعليم الثانوي، و الذين جرّبتهم في أوقات الشدة و خبرت معدنهم الصافي و لمست وطنيتهم و صدقهم و نزاهتهم و ثوريتهم، خاصة في الفترة الحاسمة بين 17 ديسمبر 2010 و 14 جانفي 2011. و لا يخيفني أيضا - عكس جل اليساريين - المتعاطفون مع حزب حركة النهضة من المسلمين  الوَسَطِيين الحداثيين، فمنهم ابنتي الغالية عبير و أبناء و بنات أخواتي الأعزاء و العزيزات و أصدقائي و أقاربي من الإسلاميين السياسيين، نخبة تمثل فكر أغلبية المواطنين التونسيين، منهم الذين عاشرتهم في حياتي عن قرب و تبادلت معهم و لا زلت حرية التفكير و النقاش و قبول الرأي و الرأي المعاكس، و لن أنسى أيضا الإسلاميين الذين لم أعرفهم إلا من خلال إنتاجهم الفكري أو محاضراتهم التلفزية و المباشرة مثل الفيلسوف أبو يعرب المرزوقي و أستاذ الفلسفة راشد الغنوشي اللذان أرى فيهما - باعتبار تكوينهما الفلسفي العَلماني الحديث - ضمانة فكرية محتملة و لقاحا مجازيا ضد الانزلاقات النظرية و الفكرية التي يقع فيها يوميا بعض النهضاويين من الإطارات العليا و الوسطى و الدنيا.

تحالفت أمريكا مع قطر و السعودية منذ أن بنت لهما مجدا و أقامت لهما شبه دولتين أو إمارتين و انفردت بهما و هيمنت عليهما كليا دون منازع أو منافس. استحوذت على ثرواتهما النفطية و تركت لهما حرية إدارة شؤونهما الدينية الداخلية ما دامت هذه الحرية الشكلية المزيفة لا تمس بمصلحتها الاقتصادية و لا تهدد أمن حليفتها الأولى إسرائيل. أطلقت لهما العنان أن يتطرّفا دينيا كما يشاءان ما دام خراجهما الاقتصادي يصبّ في الخزائن الأمريكية  دون فائض.

سعت أمريكا و خطّطت و شرعت في الإنجاز منذ عشر سنوات أو أكثر (منذ إنشاء القنوات الفضائية الأربعة العالمية العميلة الناطقة بالعربية و المعادية للعرب المسلمين و المسيحيين، الجزيرة و العربية و الـ"ب. ب. س." و "فرانس 24") لضرب مؤسسات الدولة العربية الحديثة الناشئة. بدأت بالعراق منذ احتلالها في 2003، غزتها باسم الديمقراطية و الإطاحة بديكتاتورية صدام، و وعد الغاصب المحتل بواسطة خدعة حربية مشروعة في عرف السياسيين و اللوم لا يقع على المستفيد الأمريكي بل يُوجّه للمستهدف العربي الذي إن لُدِغَ من أمريكا مرّة فتبّا لها و إن لُدِغَ منها مرّتين فتبّا له و ألف تبة، و يا لجهلنا أو ضعفنا أو اختراقنا نحن العرب فقد لَدِغنا و لُسِعنا من أمريكا ألف مرّة و لم نَتُبْ و لم نفق حتى الآن.

تلاقت مصالح أمريكا ظرفيا مع مصالح العرب في ربيع العرب حيث أُجهضت و سُرقت ثورة العرب.

حسب معيار و تقدير الأمريكان، فإنهم يرون أن النموذجين، القطري و السعودي، نموذجان ناجحان فقرّروا تصديرهما و تعميم "فائدتهما" على جميع البلدان العربية الأخرى دون استثناء. لا أحد ينكر أن كل الأنظمة العربية الحاكمة في الدول العربية الأخرى، أنظمة غير شرعية و ديكتاتورية، فأمريكا،هي التي بيدها الآثمة أرستهم و سلّحتهم ضدنا و ساندتهم إلى آخر دقيقة من حياتهم، و هي التي في آن معا لفظتهم لفظ النواة بعد ما استنفذت لبّهم و امتصت رحيقهم، ليس حبا فينا و إنما لغاية في نفس العم سام، بعد ما ساهمت في انحسار مردود هذه الأنظمة المنصّبة في سوق العمالة و النخاسة.

لنبدأ بقراءة ما فات قبل استشراف ما هو آت، دخلت أمريكا العراق، أشعلت فيه حربا أهلية دينية طائفية سنّية شيعية أودت بأرواح الملايين من الأبرياء و شرّدت الملايين في المنافي القسرية خارج الوطن و فقّرت الملايين في عقر دارهم و لوّثت البيئة العراقية نوويا و لم ينج من هذا التلوث تربتها و لا جوها و لا بحرها و لا شريانيها النابضين دجلة و الفرات، و يتّمت أو قتلت أو جوّعت ملايين الأطفال و أعاقت و شوّهت عمدا الملايين الباقين. بربّكم يا عرب، يا ثوريون، اسمعوا هذه الصرخة المدوّية في واديكم: هل هذه حصيلة نتمناها لشعوبنا في تونس و مصر و سوريا و اليمن و ليبيا؟ بربّكم يا أصحاب السلطةّ "الثوريين"، يا إسلاميين و سلفيين، هل هذا حليف نأتمنه على مستقبل أولادنا و بلادنا؟ طبعا لا و ألف لا يا إسلاميين تونسيين و مصريين و يمنيين و ليبيين و سوريين و يا أمريكيين و يا قَطَريين و يا سعوديين.

نأتي الآن إلى بيت القصيد، إلى السيناريو المتشائم المحتمل في تونس: تونس بلد متجانس دينيا و عرقيا و مذهبيا، 99 بالمائة من شعبها مسلم عربي و ينتمي إلى المذهب السلفي المالكي التونسي الوَسَطِي. كيف إذن ستثير فيه أمريكا فتنة طائفية و حربا أهلية دينية مثلما فعلت في العراق و أفغانستان و الباكستان و الصومال و فلسطين و لبنان و السودان؟

جوابي الانطباعي الافتراضي:
تسمح أمريكا الشمالية لإمارة قطر و تحثها على مساندة حزب حركة النهضة الحاكم في تونس و تقويته ماديا و تدعيمه سياسيا و في نفس الوقت تسمح للمملكة السعودية أن تساند و تدعم و تسلّح السلفيين الجهاديين كما سلّحت و بأوامر أمريكية عن بعد طالبان أفغانستان ، و السعودية هي أول مَن تخلت عنهم جبنا و خيانة و غدرا عندما نبذهم أسيادها الأمريكان. تسعى السعودية لأخذ نصيبها من كعكة الثورة العربية المسروقة مثلها مثل منافسيها قطر و أمريكا و أوروبا و تركيا، تخلق السعودية من عدم مذهبا سلفيا منافسا للمذهب المالكي في تونس فتشق التناغم الديني و تهدم الانسجام الاجتماعي المذهبي التاريخي في تونس. مع العلم أن السلفيين لا يتبعون أي مذهب من المذاهب السنّية الأربعة المعروفة لكنهم يحترمون الأئمة الأربعة مع تفضيل و ميل صريح إلى الإمام أحمد بن حنبل و خاصة إلى عبد الوهاب جد الوهابيين السعوديين الذي يقول عنه السلفيون أنه حنبلي المذهب، سلفي العقيدة. هذا التمييز يخدم مآرب السعودية العقائدية في نشر مذهبهم الحنبلي الأقلّي بين المذاهب الأربعة السائدة في العالم الإسلامي السنّي.

و بعد سنوات معدودات، قد يصبح نهضاويو السلطة قََطَريون بحكم الولاء و يصبح سلفيونا سعوديين بحكم الانتماء و يفقد الاثنان وطنيتهما، يتغوّل الطرفان و تذبل جميع الأطراف الأخرى من قوميين و يساريين و ليبراليين. يتخاصم الصديقان اللدودان على اقتسام السلطة في البلاد، كل طرف بسلاح حليفه، يتقاتلان و نذهب نحن في خبر كان و نقول يا ليته ما كان و ينوح معنا شرفاء الإخوان و يندمون على تزكية حزبهم في محالفته لقطر و الأمريكان و يعود السلفيون إلى لباسهم القديم فيجدونه قد ضاق عنهم و ما برح على مقاسهم القديم التونسي الجميل الرقيق و الأصيل.

إضافة هامة لمقالي أعلاه. مواطن العالم د. محمد كشكار
  في السيناريو الاستشرافي المعروض أعلاه، نسيت عاملا دينيا مذهبيا مهما، و هو أحد المكونات الأساسية في النسيج الاجتماعي الديني التونسي و المصري، ألا و هو المذهب أو الاتجاه الصوفي. مذهب متجذر في مجتمعاتنا العربية، خاصة الشرقية منها و الغربية كمصر و السودان و ليبيا و تونس و الجزائر و موريتانيا و المغرب الأقصى و الدول الإفريقية السوداء المجاورة كالسنغال و مالي. مذهب، يعدّ مريدوه الشعبيون المنضبطون جدا بالملايين و يُعتبر منظّروه و مثقفوه من ذوي المستويات العليا في الإنتاج الفلسفي اللاهوتي و تنظيمه على شكل تنظيم عالمي هرمي محكم جدا و شبه علني أو شبه سري لكنه تنظيم موازي لتنظيمات المجتمع المدني. يناصب السلفيون العلميون منهم و الجهاديون العداء الواضح للمذهب الصوفي و يتهمون أتباعه البسطاء بذبح القرابين لغير الله و ينكرون عليهم تقديسهم للأولياء الصالحين. بناء على هذا التحليل المختصر، قد يحدث صداما مسلحا بين الصوفيين و السلفيين في تونس و مصر إن أصرّ هؤلاء الأخيرين على نشر مذهبهم المستورد بقوة التمويل السعودي على حساب مذهب ضارب في تاريخ النسيج الاجتماعي حتى و لو كنت أعيب علي بعض أتباع الصوفية من البسطاء ما يعيبه عليهم السلفيون من طُرقية مشهدية - تبدو لي مفرَغة من القيم الإسلامية - و شعوذة و دجل و بعض مخلّفات الوثنية و تقديس - يبدو لي أنه  لغير الله - لكنني أختلف مع السلفيين اختلافا جذريا عندما يتعلق الأمر بتراث الصوفية الفلسفي التجريدي الراقي الحضاري السلمي المسالم الحالم الذائب في حب الله و حب الناس و حب الخير و الزاهد في السلطة الدنيوية و الملذات المادية، أشارك فلاسفة الصوفية حلمهم و أطمح للوصول إلى نقاوتهم و صدقهم و ورعهم و تقواهم و علوّ همتهم و زهدهم و قربهم من الروحانيات و بعدهم عن الماديات.   

إمضائي المختصر
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسان المجتمع، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه من أجل بناء أفراده الذاتي لتصورات علمية مكان تصوراتهم غير العلمية و على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي أو الرمزي.


samedi 21 septembre 2013

جواز عتريس من فؤادة باطل، رغم شرعيته! تأليف و توظيف مواطن العالَم د. محمد كشكار

"جواز عتريس من فؤادة باطل، رغم شرعيته"! تأليف و توظيف مواطن العالَم د. محمد كشكار


تاريخ أول نشر أو إعادة نشر على مدونتي و على صفحتيَّ الفيسبوكيتين: حمام الشط في 14 فيفري 2013.

ملاحظة منهجية:
لقد استعرت عنوان المقال أعلاه وقصته من فيلم الراحل حسين كمال عن رواية "شيء من الخوف" للروائي المصري العظيم ثروت أباظة، و قد أصبح هذا الفيلم من كلاسيكيات السينما المصرية الرائعة، بطولة الفنانة الرقيقة شادية والفنان القدير محمود مرسى.

بمناسبة عيد الحب العالََمي، أهدي هذا المقال إلى العشيقين غير المتزوجين، الثوار و تونس، بعد شهر العسل، من 17 ديسمبر 2010 إلى 14 جانفي 2011، قضاه العاشقان بين شوارع و ساحات سيدي بوزيد و تالة و القصرين و بوزيان و بنڤردان و دوز و صفاقس و بنزرت و الكاف و ساحة محمد علي و شارع بورڤيبة و شارع محمد الخامس و القصبة في تونس العاصمة.

مِن عادات العرب القديمة أن لا يزوجوا ابنتهم (تونس فؤادة) إلى عشيقها (الشعب الثائر)، خاصة إذا ما تظاهر هذا العاشق بحب عشيقته و تغزّل بها علنا في الشوارع و الساحات. و عروستنا (تونس) مطلّقة مرتين، الطلقة الأولى مفروضة عليها رغم عدم نفورها الكبير من الحاكم الأول (بورقيبة)، أما الطلقة الثانية فقد قرر مصيرها أبوها (الشعب) و طلقها من الحاكم الثاني (بن علي) إنشاءً (ثورة شعبية)، حفاظا على شرف ابنته و شرف العائلة من القيل و القال الذي دار و انتشر حول نزوات العريس الثاني (بن علي) و خاصة عندما بدأ يعنف زوجته هي و أبنائها البالغين و القصّر و بدأ يخونها علنا أمام القاصي و الداني.

خَطَبَهَا الثالث و هو الحاكم الثالث (حزب حركة النهضة)، فرضيت به حياء و خجلا من أجل عيون أغلبية عامة القرية (فاز بها بعد انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة و شفافة و ذلك باعتراف أحزاب المعارضة التونسية و كل المنظمات الحقوقية العالمية و التونسية) و تزوجها و حضر زواجهما قرابة الأربع ملايين مواطن تونسي شاركوا في الانتخابات و أمضى على صداقهما كشهود مليون و نصف ناخب متعاطف مع حزب حركة النهضة. تعجل أبوها (الشعب) و زوّجها إلى الخطيب الثالث (حزب حركة النهضة) و هي لم تكمل بعدُ شهور العدة، و ربما تكون حاملا من الحاكم الثاني رغم ثبوت عقم هذا الأخير قبل و بعد الزواج. استبشر أهل القرية خيرا و هم يجهلون أن البنت (تونس فؤادة) مكرهة " يا بهية يا فؤادة مغصوبة مصلوبة بالقهر منقاده بالذل مطلوبة "، و فرحوا و زغردوا و رقصوا كما لم يرقصوا منذ زواجها الأول طمعا في هدايا أعيان القرية المجاورة (الثالوث المدنّس: أمريكا و السعودية و قطر). قدّم الخطيب الثالث (حزب حركة النهضة)  للعروسة تونس مهرا غاليا، لم يقدر على تقديمه منافسوه من العاشقين الثوريين المهمّشين. غضب أبناء عمومة الزوج الثاني (بن علي)،  و استشاطوا غضبا معتقدين أنهم أولى من الثالث بأرملة ابن عمهم، فقام كبير أهل العريس الثالث (الأستاذ راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة) و ألّف بين قلوبهم و  منح أعيانهم أعطية و ضمهم إلى حاشيته و بفضله و نوره و بركاته أصبحوا ثوريين بعد ما كانوا أزلاما و فلولا و مندسّين و من نعَم الله على هؤلاء الأخيرين، أن وجد شيخنا فيهم "عقلاء" فعيّنهم في مجلس الحكماء.

من العادات التقليدية للعائلات التونسية الكريمة أن يدعو العريس جميع سكان القرية الصغيرة إلى الغداء و العشاء لمدة سبعة أيام متتالية (المدعوون المحتملون هم المواطنون التونسيون بجميع أطيافهم، إسلاميون مستقلّون و يساريون و عَلمانيون و حداثيون و قوميون و ليبراليون و نقابيون قاعديون و حقوقيون و فنانون و مبدعون و صحافيون و مثقفون مهمّشون و شعراء و منتجي العلم و الفكر و الأدب، نساءً و رجالا، شيبا و شبابا، عمّالا و عاطلين، جنوبيين و شماليين، أغنياء و فقراء، تجارا و فلاحين)، سبعة أيام يكون فيها الضيوف أسيادا و أهل العريس خدما (نهضاويو السلطة) و "سيد القوم خادمهم" ، يستقبلون ضيوفهم ببشاشة و حب و ود و احترام حتى لو كانوا مختلفين معهم قبل العرس و يقدمون لهم - دون تمييز و عن رضاء تام - ما لذ و طاب من الطعام و لا يأكلون إلا بعد أن يشبع كل أهل القرية خاصة بعد جوع هؤلاء الأخيرين الذي دام منذ حرب الجلاء سنة 1962. غفل أهل العريس عن استجلاب طباخ ماهر فتولت مهمة الطبخ قريبات العريس اللواتي أتين من المهجر و اللواتي نسين أصول الطبخ التقليدي التونسي،  فكانت وليمة العرس مالحة و كالحة، ، كل مَن ذاقها من أهل القرية، لفضها و فضّل جوعه القديم عليها، رغم أن الجوع أمهر الطباخين كما قال الأولون.

خرج جل أهل القرية ناقمين على سوء تنظيم أهل العريس لعرسهم، و ذلك لعدم قيامهم بواجب الكرم و الضيافة على أحسن ما يُرام، لا لانعدام الكفاءات في صفوفهم بل "شوية من الحنة و شوية من رطابة اليدين" كما يقول المثل الشعبي التونسي و من سوء حظ أهل العريس أنهم وقعوا تحت مطرقة الثالوث المدنس و سندان معارضة حزبية إيديولوجية تعشق السلطة مثلها مثل "حزب حركة النهضة" و لا تعشق "تونس - فؤادة" مثلها مثل "النهضة" أيضا. لحق بالغاضبين عن العرس عند خروجهم، نفرٌ من "رابطة حماية أهل العريس أو الحاكم لثالث" متسلحين بعصي غليظة و قذفوا المعارضة-الخوارجَ بالحجارة و اتهموهم بإفساد عرس "عتريس و فؤادة" العلني الأول، و بصلف و كبرياء تفاخروا أمام الملأ بنضالهم ضد الزوج الثاني (بن علي) الذي دام زواجه بتونس ثلاثة عقود، ثلاثون عاما، ذاق فيها أهل العريس الثالث أو الحاكم الثالث (حزب حركة النهضة) الأمرّين من تقتيل و سجن و تعذيب و تشريد و سرية، و توجهوا إلى منافسيهم في حب "تونس فؤادة" و قالوا: أقدّمتم مهرا مثل الذي قدمناه قربانا للعروسة يا بني علمان، نحن قدمنا مائة شهيد و ثلاثين ألف سجين و عشرات الآلاف من المنفيين قسرا و اضطرارا، هل تشردت و تشتتت عائلاتكم و اغتُصِبت بناتكم و جاع أبناؤكم و أُهِينت كرامة زوجاتكم، حاملات القفة أسبوعيا، و حُرمتم ظلما من حضور  جنازات أمهاتكم و آبائكم و طُردتم من جامعاتكم، و هل هجم المدجج بالسلاح و الكلاب، البوليس الغاشم بالعشرات، على دياركم و شبهة على ديار أقاربكم من تحت الأرض و من شقوق الجدران و من فوق السطوح و الأسوار، ظنا منه أنه سيقبض على ابنكم الشاب الخوانجي المنتمي البرئ الهارب ذعرا من التعذيب، و أقضَّ البوليس المتطفل دون إذن من وكيل الجمهورية مضاجعكم و أيقظ أبناءكم الرضع و التلاميذ مفزوعين في أنصاف ليالي شتاء بارد و قارص؟

أما عاشق "تونس - فؤادة" الجديد فهو "شكري بلعيد"، الشهيد المحرّم عليه تقليديا العشق العلني لذلك قُتل ما إن أعلن على الفضائيات عشقه للعروسة تونس ، أصبح الشهيد بلعيد رمز قبيلة بني علمان خصم قبيلة الإخوان،  و قد عارض بشدة و شراسة زيجة "فؤادة و عتريس" (تونس  و الإخوان) قبل و بعد حدوثها، أضرب و اعتصم و تجمّع  و صاح في القرية غاضبا مزمجرا و قال في نهاية الفيلم مرددا وراء أهالي الدهاشنة:
جواز عتريس من فؤاده باطل
يا بهية يا فؤادة مغصوبة مصلوبة
بالقهر منقاده بالذل مطلوبة
صوت الدفوف غطى على دمعة مغلوبة
قرب خلاص عالبنية يرفع لها الطرحة
حوشوا الصبية يا ناس مسروقة منهوبة
شرف الصبايا انداس وحقوقها مسلوبة
يمامة راح تندبح والدم راح ينساح
دم العباد للركب صبحت بلاد أشباح
ياللى شفت وسكت فالحق بتماطل
جواز عتريس من فؤاده باطل
قلب البلد معصور من الحرقة
خفافيش ظلام  و ديابة سرقوا البلد سرقة
ودى زفة كدابة 30 سنة غرقة
ملعون أبو التوريث
عتريس ورث عتريس شنق البلد شنقة
الناس بقوا أرانب فجحورها مرعوبة
و فؤادة يا خوانا بالطاغية منكوبة
حافضل أنادى وأنادى ولآخر المشوار
هاصرخ و أعارض وأعادى
ولا أرضى ذل وعار
و لا عوم على عومهم
فينك يا شيخ بَراهيم
تمشى فجنازة الصبى
تشعل مشاعل نبى وتنور التعتيم
معادش شيء فاضل لا زعيم ولا مناضل
بس الجوازة هتفضل جوازة بالباطل
باطل
باطل

عتريس سلطان القرية و المتحكم في أهلها و الذي يريد أن يبسط عليهم سطوته وجبروته و هو عاجز "حتى على فرض الاستبداد دون استشارة الأسياد" و عاجز عن الانفراد بالحكم و الاستقلال بالرأي عن أسياده المتجسمين في الثالوث المدنس "أمريكا و قطر و السعودية"، فتواجهه زوجته الشرعية الفتاة "تونس فؤادة" وتتحداه. حاول قبل الزواج استمالتها لترويضها و تدجينها و قهرها فرفضته و لفضته. أجبرها أبوها (الشعب) على الزواج من عتريس غصبا عن طريق لعبة صندوق الانتخابات الديمقراطية النزيهة و الحرة و الشفافة.

أنا أحمّل "حزب حركة النهضة" كحزب حاكم، المسؤولية الأخلاقية و القانونية و السياسية الكاملة و التامة في جريمة قتل منافسه في حب و عشق "تونس  فؤادة" و خصمه الفكري و الإيديولوجي و السياسي و الاجتماعي، الشهيد "شكري بلعيد"، حتى و لو لم يقم "حزب حركة النهضة" هو بنفسه بتنفيذ الجريمة أو قد يكون قام بتدبيرها و تنفيذها أحد منافسيه من الداخل (السلفيون الجهاديون المعتدون على إخوانهم في الدين و الوطن) أو الخارج (بن علي و أتباعه). بعد استشهاد شكري بلعيد، ذاع سر عشقه و هيامه و نُشر شعره الغزلي بـ"تونس فؤادة"، فثارت القرية الصغيرة - نصرة لشاعرها العاشق - بقيادة أبو الشاعر "الشعب الواعي"  و صمّمت على أن الزيجة باطلة و تقدم أهلها لتحرير الفتاة من منزل "المغتصب الشرعي". ثم يُغلق الستار و تنتهي المسرحية الهزلية بمشهدين، مشهد درامي حقيقي (جنازة شكري بلعيد)، و مشهد احتفالي افتراضي يطلّق خلاله عتريس فؤادة، و يتنحى الحاكم "حزب حركة النهضة" عن السلطة المطلقة رضوخا لإرادة الشعب و يعترف بفشله قبل أن يخلعه الشعب - كما خلع الذين من قبله - أو يثور ضده كل أهل القرية الذي جعل لكل منهم ثأر لديه بمن فيهم من سبق و انتخبه و ندم. و يتعظ بما فعله الجنرال ديقول رئيس فرنسا بعد إجراء استفتاء شعبي - جاءت نتيجته ضده - فلم يكمل دورته الشرعية تنازلا و رضوخا لإرادة الشعب التي لا تعلوها إرادة المجلس التأسيسي و هي إرادة شعبية أعلى من الشرعية الدستورية، لأن الشعب هو الذي يمنح شرعية حكمه لمن يشاء و ينزعها ممن يشاء و متى شاء، و الاعتراف بالفشل فضيلة.

الإمضاء
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي أو بالحيلة، لأن الحيلة تُعتبر عنفا غير مباشر و مقنّعا.
الكتابة بالنسبة لي، هي مَلْءُ فراغ، لا أكثر و لا أقل، و هواية أمارسها و أستمتع بها، متعة ذهنية لا يمكن أن تتخيلوها.






mercredi 18 septembre 2013

فكرة قرأتها في كتاب: لو تُرِكَ التونسيون لوحدهم لَحلّوا مشكلتهم مع أصوليتهم و حداثيتهم! نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

فكرة قرأتها في كتاب: لو تُرِكَ التونسيون لوحدهم لَحلّوا مشكلتهم مع أصوليتهم و حداثيتهم! نقل و تعليق مواطن العالَم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط في 29 مارس 2012.

كتاب "مخاضات الحداثة التنويرية. القطيعة الإبستمولوجية في الفكر و الحياة."، هاشم صالح، دار الطليعة للطباعة و النشر، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 2008، 391 صفحة. استعرته من المكتبة العمومية بحمام الشط.  كتاب من أفضل الكتب التي قرأتها في السنوات الأخيرة و أعتبر كاتبه من أعلم و أصوب الفلاسفة العرب التنويريين، و أعُدّه من أهم رواد النهضة العربية المعاصرة.

تنبيه ضروري
ما أنشره في هذه السلسلة من نقل و تعليق، تحت العنوان المشترك "فكرة قرأتها في كتاب"، لا يمثل بالضرورة موقفي الفكري بل هو عبارة عن مذكّرة خاصة، أعتمدها شخصيا عند الرجوع إلى الكتاب الأصلي. لا تغني هذه المذكرة عن قراءة الكتاب كاملا. يجب إذن توخّي الحذر الشديد في التعامل مع ما ورد فيها لأن لا تصل إليكم فكرة الكاتب الأصلي ناقصة أو مشوّهة. أنشر هذه السلسلة مساهمة مني في رد الاعتبار لفن ثامن في طريق الانقراض، اسمه "مطالعة الكتب" و فكرة الكتاب تلزم الكاتب و لا تلزم الناقل دون أن نتغافل عن كون الأفكار هي وقائع فكرية تستقل عن قائلها.

نص هاشم صالح
صفحة 187:
و لكن المشكلة هي أن العرب يواجهون مشكلة الأصولية و تصفية الحسابات مع الذات التاريخية، في الوقت الذي يواجهون فيه عدوا شرسا مصمّما على الإيقاع بهم. و لو تُركوا لوحدهم لحلوا مشكلتهم مع أصوليتهم و تراثهم من خلال الصراع الجدلي، الحر و الطبيعي. و هكذا يجيء التهديد الخارجي لكي يعقّد الأمور و يقوّي من التيار الأصولي بطبيعة الحال و يضعف التيار النقدي التحرري و ربما كان الإسرائيليون (إضافة 1 لـ م. ع. د. م. ك: أضيف إلى الأصوليين  حلفائهم الإستراتيجيين، الحكّام الأمريكان و الأوروبيين) يريدون ذلك لكي يظل العرب يتخبطون في مشاكلهم الداخلية أطول فترة ممكنة، و لكي يتأخر تحررهم الفكري و السياسي، و ذلك لأنهم يعرفون أنه إذا ما انتصر العرب على أنفسهم و حلوا عقدتهم الداخلية، فسوف يتحولون إلى قوة جديدة يُحسب لها ألف حساب.
انتهى الاستشهاد بنص هاشم صالح.

إضافة 2 لـ م. ع. د. م. ك: قد حَصُل لي الشرف أنني نشرت على النت فكرة شخصية توافق رأي هاشم صالح المذكور أعلاه، و ذلك في أحد مقالاتي قبل أن أقرأ هاشم صالح و هذا تطابق فكري أعتز به أيما اعتزاز. و قد قلت في فكرتي المنشورة أن أمريكا - مُحتكِرة التهديد الخارجي المسلط على كل دول العالم دون استثناء، أعداء و حلفاء -  فعلت نفس الشيء في تونس ما بعد الثورة: قَوّت حزب النهضة مباشرة و عن طريق قطر و ساعدته على تسلّم السلطة بعد انتخابات ديمقراطية شفافة و نزيهة بشهادة أحزاب المعارضة و المنظمات الحقوقية التونسية و العالمية.  فكان تسلّم هذه السلطة المؤقتة في مرحلة انتقالية بالنسبة إلى حزب حركة النهضة بمثابة الهدية المسمومة و القنبلة الموقوتة، أدعو الله صباحا مساء و يوم الأحد أن لا تنفجر في وجوهنا فنذهب هباء منثورا مواطنين تونسيين مدنيين أبرياء فقراء مثقفين و أميين بنهضاويينا المتنورين غير الظلاميين، و سلفيينا  العلميين المسالمين غير السعوديين الجهاديين المستوردين، و يساريينا الصادقين غير الانتهازيين و غير المنبتين و غير المتطرفين، و قوميينا غير الدكتاتوريين، و ليبراليينا غير المتوحشين الجشعين.

و لو حدث الانفجار - لا قدر الله -  سوف نحترق نحن الشعب الكريم، و ترجع قيادات الإسلاميين (قلت القيادات الهاربة اختيارا و ليس قسرا و لم أقل المناضلين الإسلاميين الوطنيين) التي سرقت ثورتنا إلى لجوئها السياسي الجبان في منتجعاتها في باريس و لندن و قطر و السعودية.

بمباركة شعبية عبر انتخابات ديمقراطية، ساعدت أمريكا و قطر و السعودية على تسليم السلطة للقوى الإسلامية الداخلية التونسية، اتفق ثلاثتهم على تسليم الحكومة - لا السلطة - على طبق من ذهب إلى حزب حركة النهضة، و لأنهم لا يثقون فيه كثيرا و لأن أمريكا لا تضع كل بيضها في سلة واحدة، سلموا حزب حركة النهضة حكما صوريا دون آليات التنفيذ حتى يمتحنوه و يجربوه، فإن قدر و استطاع تنفيذ سياستهم الاستعمارية فسيتممون عليه نعمتهم و يرضون عنه كحاكم لتونس، حاكم لا يعارض مواقف أمريكا في الشرق الأوسط، حاكم يستقبل الأمريكي الصهيوني "ماك كاين" بالأحضان و "هيلاري كلينتون" بالورود - في نفس الوقت الذي يَحرِق فيه الجنود الأمريكان مصاحف القرآن الكريم في أفغانستان - حاكم لا يهدد رأسماليتهم المتوحشة، حاكم لا يحرمهم من نهب ثروات البلاد الطبيعية على قلتها، حاكم على مقاس أمريكا، حاكم لا يعنيه بتاتا التطرف  الديني داخل الدول الإسلامية ما لم يمس مصالح الغرب الاقتصادية و الطاقية الإستراتيجية و مصالح حلفائها العرب و الإسرائيليين، حاكم مُدجّن ممسوخ منبتّ لا يمتّ للدين الإسلامي الأممي الثوري التقدمي بصلة.

ثم أوصت أمريكا بتقوية حزب حركة النهضة عن طريق قطر و في الوقت نفسه و لغاية في نفس العم سام، أوصت أيضا بتقوية التيار السلفي التونسي عن طريق السعودية حتى تخلق بينهما تنافسا حادا و تنشر في تونس فوضى خلاّقة - يعني هدامة باللغة التونسية غير العميلة - قد تفضي - لا قدّر الله - إلى حرب أهلية محتملة بين التيارين الدينيين التونسيين المسنودين ماليا و إعلاميا - كل على حده -  من قطر و السعودية، أكبر نظامين رجعيين متخلّفين في العالم، حيث لا يوجد في تاريخيهما الاثنين مُجتمعا مدنيا و لا حرية معتقد و لا حرية إعلام و نشر و لا إبداع حر و لا انتخابات و لا برلمان و لا رابطة لحقوق الإنسان و لا نقابات مستقلة أو موالية و لا حقوق للمرأة و لا مواطنة و لا تعليم ديمقراطي و لا قضاء مستقل و لا فن و لا مسرح و لا سينما و لا نحت و لا تصوير و لا رقص و لا تعبير جسماني و لا... و لا ألف لا... و فاقد الشيء لا يعطيه في هذه الحالة.

لا يمكن لنظامين غير ديمقراطيين (السعودية و قطر) أن يساعدا على تأسيس نظام ديمقراطي في تونس و العكس هو الذي قد يحدث، فقد تصبح تونس دولة رجعية تابعة و عميلة لأمريكا و تقوم تونس مقام قطر في المغرب العربي. و بواسطة هذا التدخل السافر في الشؤون التونسية الداخلية، فقد أضعفت السعودية و قطر من تأثير اليسار و القوميين و الليبراليين التونسيين في الساحة السياسية، و همّشت مشاركتهم في صياغة الدستور، مما قد يفقد هذا الأخير شيئا من العَلمانية و التقدمية و الحرية و الديمقراطية و الحداثة و ما بعد الحداثة، و يفقده أيضا شيئا من المقاومة في مساندة القضية الفلسطينية، إذا أصرّ حزب حركة النهضة على عدم إدراج بند تجريم التطبيع في الدستور، و يفقده أيضا شيئا من التسامح و حرية المعتقد إذا أصرّ حزب حركة النهضة على عدم إدراج بند تجريم التكفير في الدستور.

إن أمريكا تعي جيدا مَن تعادي، و أول من تعادي، تعادي  اليسار غير الانتهازي (اليسار الانتهازي يتمثل في بعض الأفراد اليساريين الذين انضموا إلى حكومة بن علي طمعا أو خوفا، مثل محمد الشرفي و صالح البكاري و منصر الرويسي و غيرهم كثيرون، أما الاتجاه الإسلامي فقد انضم منه اثنين فقط حسب رسالة دكتوراه أعدّها ميشيل بشير العياري في فرنسا)، أمريكا تعادي اليسار  بشراسة لسبب واضح و هو أن هذا الأخير يحمل مشروعا اجتماعيا و ثقافيا و اقتصاديا مناهضا للرأسمالية الليبرالية المتوحشة و مناقضا للعولمة الإمبريالية الأمريكية، عولمة أُحادية القطب و الرؤيا. لقد توهمت أمريكا أن اليسار انقرض مع انهيار الاتحاد السوفياتي، و لم تع أن الفكر اليساري التقدمي أكبر من الدول شبه اشتراكية أو الدول الاشتراكية بالاسم، كالأنظمة "الشيوعية" التي اعتمدت في الواقع رأسمالية الدولة و لم تعتمد اشتراكية الشعب، فأرست ديكتاتورية الحزب الشيوعي الواحد المختزل في زعيم معصوم و "مُلهم"، زعيم أوحد يحكم ظلما و بهتانا و اغتصابا باسم ديكتاتورية البروليتاريا و البروليتاريا المحلية و الأممية هي أول ضحاياه.
انتهت الإضافة 2  لـ م. ع. د. م. ك.

إمضائي المختصر
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسان المجتمع، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه من أجل بناء أفراده الذاتي لتصورات علمية مكان تصوراتهم غير العلمية و على كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.
و إذا فهمت نفسك فكأنك فهمت الناس جميعا. هاشم صالح.

الفلسفة هي القبض على الواقع من خلال الفكر. هيغل.

mardi 17 septembre 2013

ما الفرق بين العقل الغربي الذي يشتغل و يتعب فينتج و العقل العربي الذي يشتغل أيضا و يتعب أيضا لكنه لا ينتج شيئا؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

ما الفرق بين العقل الغربي الذي يشتغل و يتعب فينتج و العقل العربي الذي يشتغل أيضا و يتعب أيضا لكنه لا ينتج شيئا؟ مواطن العالَم د. محمد كشكار

تاريخ أول نشر على مدونتي و صفحاتي الفيسبوكية الثلاثة: حمام الشط في 11 أفريل 2013.

قال صديقي و زميلي أستاذ الفلسفة القدير المتقاعد الحبيب بن حميدة في دردشة فكرية في الطاولة الثقافية بحمام الشط الغربية، صباح يوم الاثنين 10 أفريل 2013، فأضفت إليه ما تيسّر و كتبت ما يلي:

1.     العقل الغربي (هو العقل المتكوّن في الغرب بغض النظر عن أصله الجغرافي العربي أو الآسيوي أو الإفريقي أو الأمريكي اللاتيني):
-         العقل الغربي عقل علمي عملي تطبيقي بموروثاته و مكتسباته الحضارية المتراكمة عبر آلاف السنين منذ ظهور الفلاسفة اليونانينيين القدامي الأوائل - 500 سنة قبل ميلاد المسيح - أمثال أفلاطون و أرسطو و سقراط، عقل يشتغل على حل مشاكل مادية واقعية تقنية محدودة ليستنبط لها حلولا تسهّل حياة المواطن العادي، مثلا: يحفر نفقا تحت بحر المانش بين فرنسا و بريطانيا و يمرر فيه قطارا سريعا لتسهيل التبادل البشري و التجاري و السياحي بين البلدين المتقدمين، أو يبعث أقمارا صناعية تستقر في الفضاء الخارجي لتسهل حركة مرور المعلومات و الصور التلفزية و يخفض من فاتورة استهلاك الهواتف القارة حتى أصبحت تقريبا مجانية في بلدانهم.

-         لم ينس هذا العقل العبقري الاستثمار في مجال البحث العلمي بعيد المدى من أجل مستقبل أفضل للبشرية جمعاء دون تمييز ففكر مثلا، في صنع رحم صناعي حتى يريح المرأة من الحمل لتتفرغ أكثر إلى العمل مساوية للرجل، أو في زرع مادة اليخضور النباتية في الجلود البشرية، حتى يصبح البشر ذاتي التغذية مثله مثل النبات الأخضر فيصنع غذاءه بنفسه من ثاني أكسيد كربون المتوفر بكثرة في الهواء، مع العلم أن الإنسان هو أحد منتجي ثاني أكسيد كربون، غاز يمثل المادة الأولية لصنع البروتينات و الدهنيات و السكريات عند النباتات الخضراء. إذا نجحت هذه التجربة، سوف يصبح البشر منتجا أولا للمادة العضوية كالنباتات الخضراء بعد ما كان مستهلكا أولا أو ثانيا أو ثالثا كالحيوانات العاشبة أو اللاحمة أو الكالشة.

2.     العقل العربي (هو العقل المولود و المتكون في العالَم العربي الإسلامي و الموالي و المتعصب الأعمى للعروبة و الإسلام حتى و لو درس في الغرب، أو هو العقل العربي المتكون و القاطن في الغرب لكنه موالي و متعصب إيديولوجيا للإسلام و العالَم العربي):
-         العقل العربي عقل غير علمي و غير عملي و غير تطبيقي بطبيعة تكوينه القاصر في الجامعات العربية، عقل يشتغل خاصة في المقاهي (مثلي أنا و زميلي المتقاعدان من التعليم بعد 37 سنة عمل فعلي بالنسبة لي) و الإعلام و الندوات و المحاضرات و المظاهرات و الاحتجاجات و الإعتصامات و الإضرابات و قطع الطرقات و التحيل على القانون و الرشوة و المحسوبية و البنعمية و العمالة و قلة الخير و خوف ربي علنا و عصيانه سرا. يشتغل هذا العقل ليلا نهارا، صباحا مساءً و يوم الأحد على مواضيع يسهل إيجاد حل جذري و نهائي لها، لكنه مضغها و أكلها و اجترها نقاشا و لكن لم يجد لها حلا حتى الآن، مثل : كتابة الدستورفي عام ، تحريم ختان البنات في الدستور، تحريم زواج القاصرات في الدستور، تجريم  ظاهرة العنف في الدستور، تجريم التطبيع في الدستور، تكدس القمامة في الساحات العامة و الطرقات (فضلات الاستهلاك المنزلي و الصناعي و الفلاحي و التجاري)، تجريم ظاهرة قطع الطرقات - لأسباب فئوية أو جهوية ضيقة - في الدستور، تجريم الإضرابات المتكررة في شركات تشرف على الإفلاس أو الهجرة و تجويع لآلاف من عائلات العمال، تحريم كثرة تغيب الأساتذة و التلامذة في الثانوي و الجامعة، تحريم اتساع الحفر في الطرق العمومية الإسفلتية العامة و الفرعية.

-         العقل العربي طاحونة، نصبُّ داخلها ماءً، تطحنه و تطحنه ثم تطحنه فيخرج ماء كما دخل مع تبذير الطاقة غير المتجددة في غير محلها، فيصحّ علينا مثلنا العربي "أسمع جعجعة ولا أرى طحنا"، نسمع يوميا في التلفزة و الإذاعة مئات المفكرين التونسيين من اليمين و من اليسار، موالاة و معارضة، يتبارون في إبداء الرأي و مقارعة الحجة بالحجة فترتفع معنوياتك و تقول "والله أصبحنا أمة متقدمة"، لكن ما إن تطأ قدماك الشارع حتى يُنبئك الأنف قبل النظرْ أنّ شيئا في الواقع لم يتغيّرْ.

-         أما البحث العلمي و التحضير لمستقبل أفضل فقد أوكلناه لرب العالمين و نعم الوكيل. صحيح أن رب العالمين ربما يحبكم لأنكم أمة محمد لكنه لا يعول عليكم لذلك أوكل مهمة العلم و العمل إلى صنائعه و عباده من العجم الغربيين و الآسيويين الذين لم يفعل بهم ما فعلتم أنتم بهم و لم يقصِهم من مملكته الواسعة الرحبة الرحيمة و شملهم برعايته الربانية و من حسن حظكم، سخّرهم لخدمة إخوانهم من البشر الجاحدين أمثالكم. أركبوكم الطائرة و السيارة و صنعوا لكم الدواء لأمراضكم المستعصية، صنعوا منكم علماء كبار بعقول غربية مكتسبة داخل أمخاخ عربية موروثة كزويل و الباز و محمد أوسط العياري و مئات الآلاف من أمثالهم، و للأسف الشديد شغّلوهم و وظفوهم في مخابرهم هم، لخدمة أغراضهم الإنسانية و غير الإنسانية و حل مشاكلهم هم لا مشاكلكم أنتم.

-         احتضنكم العَلمانيون الغربيون - سلطة وشعبا - وقت الشدة و آووكم في ديارهم و في أفخم نزلهم و أحسنوا ضيافتكم بأكثر كرم من الضيافة العربية و  درّسوكم في أكبر جامعاتهم مجانا و منحوكم اللجوء السياسي تسامحا و أعطوكم مجانا حرية و أمانا و كرامة و عدلا، قيم افتقدتموها بالجملة في بلدانكم الإسلاموية الديكتاتورية فتمردتم عليهم و تبوّلتم على النعمة التي أكلتم منها كما تفعل القطط غير الأليفة و نعتموهم بأبشع النعوت، فصحّ فيكم قول أكبر شاعر عربي لدينا منذ بداية التاريخ، أبو الطيب المتنبي: "إن أنت أكرمت الكريم ملكته ... و إن أنت أكرمت اللئيم تمردا". أعلمكم أيا الناكرون الجميل و الجاحدون النعمة من قيادات النهضة الحالية أن عَلمانيِّ تونس البسطاء لم يتمتعوا مثلكم بمزايا العَلمانية الغربية. فوالله ثم والله، لو كان للعَلمانية الغربية دَينٌ أو جميل لدى العرب المسلمين فهو الدَّين المعلّق في رقابكم و أنتم أكثر الناس المطالبين برده أو تقديره و احترامه على الأقل و لو كنت مكانكم في السلطة لأقمت للعَلمانية الغربية صرحا عظيما أو تمثالا مكان تمثال "المنڤالة" في ساحة 14 جانفي، ساحة الثورة بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة.

-         قلتم في إخوانهم من العَلمانيين التونسيين و المصريين (و لا تنسوا أنهم في الوقت نفسه إخوانكم في الهوية و الوطن و الدين و النسب و العرق و اللون و المذهب و الثقافة) ما لم يقله مالك في الخمر: متطرفين، ملحدين، شيوعيين، يساريين، حداثيين، مثليين، كفار، فسّاق، زنادقة، متخنثين، رقّاصين، مائعين، منبتّين، خونة، عملاء، صهاينة، لا دين و لا ملة، طابور خامس. قد يكون في العَلمانيين الغربيين و خاصة في الحكّام منهم  كل هذه الأوصاف أو بعضها لكنهم يبقون و بكل هذه العاهات المتعددة أفضل من حكامنا المخلوعين و الحاليين لأنهم - على الأقل - رحماء بينهم أشدّاء على الأعداء (الأعداء هم فقراء و مهمّشي العالَم الغربي و غير الغربي) و خطؤهم أنهم جعلوا من رعاة السعودية ملوكا و من المنقلب على أبيه أميرا على قطر و جعلوا للعرب قمرا يتجسس على العرب لحماية إسرائيل دون علم مموليه و سلّحوا مجاهديكم الشباب و الشابات المغرّر بعقولهم و أجسادهم و جعلوا منهم أبطالا يبيدون مواطنين و مدنا و قرى سورية و أتلفوها أكثر مما أتلفها الديكتاتور الأسد الأب و الأسد الابن و نصّبوا مرسي و المرزوقي رؤساء عليكم و جعلوا "نهضتكم" نكبة عليكم و بدلوا الحق باطلا فأصبح السبسي و ريكوبا من قواد  ثورتكم و أصبح شكري بلعيد شهيدها و العمال بالفكر و الساعد عبيدها و أصبح المثقف فيكم مهمّشا و أصبح الجاهل فيكم إماما. لقد أبليتم البلاء الحسن تقتيلا و تنكيلا في إخوانكم السوريين العرب المسلمين و نسيتم أو تناسيتم أعداء الأمة و الدين، جيرانهم الصهاينة المحتلين المغتصبين المستوطنين لا بل فعلتم العكس و استقبلتم كبيرهم "ماك كاين" في تونس بالأحضان و أقمتم للجهل المقدس تمثالا "أمريكيا - خليجيا - سلفيا - رجعيا" و عبدتموه يا حكام العارعوض الواحد القهار فأصبحتم من المشركين دون أن تعوا بشرككم.

-         من القيم التي تعلمتها من 8 سنوات بحث علمي قضيتها متنقلا بين تونس و فرنسا، قيمة تجنب التعميم و خاصة في الخطاب  غير العلمي أو الخطاب العاطفي الانطباعي مثل خطابي هذا و أستثني الشرفاء منكم و منا و هم كثر، الشرفاء الذين شاركوا في الثورة و لم يشاركوا في اقتسام الغنائم و شغل الكراسي، هؤلاء هم الذين يخافون ربي بصدق، أما أنتم يا قيادة النهضة و التكتل و المؤتمر فأبعد ما تكونوا عن خشية الله سبحانه و تعالى لأن من يخشى الله يخشى عباده الفقراء - و ليس الأغنياء المترفين الفاسقين المستغِلّين المفسدين في الأرض - مسلمين كانوا أو غير مسلمين، يساريين أو ليبراليين، إسلاميين أو عَلمانيين، سلفيين أو قوميين أو شيوعيين، شرقيين أو غربيين، يهود أو مسيحيين أو بهائيين أو بوذيين أو إحيائيين أو ملحدين أو لاأدريين. أما أنتم يا قيادة ترويكية انتهازية طماعة، فأخشى ما تخشونه هو معبودكم الجديد أو عجلكم الذهبي أو صنمكم القريشي الذي يتجسم في الثنائي المدنس "أمريكا و ملوك و أمراء الخليج" الذين لو نفعوا لنفعوا يلدانهم أولا أو بلدان العراق و الصومال و أفغانستاان و سوريا و المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين و أنتم كمسلمين و عرب لُدِغتم من أمريكا ألف مرة و لم تتعظوا فيبدو لي - و الله أعلم - أنكم لستم إذن من الفرقة الناجية من المؤمنين، فنحن إذن المؤمنون الحقيقيون النزهاء الصادقون و المعتزون بثوريتنا، نحن الفقراء الصادقون المخلصون المهمشون رغم أنوفنا، يساريين كنّا أو نهضاويين أو قوميين أو دستوريين غير متهمين أو سلفيين غير جهاديين و غير عنيفين أو ليبراليين غير رأسماليين متوحشين.

الإمضاء
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي أو بالحيلة، لأن الحيلة تُعتبر عنفا مقنّعا و غير مباشر.
الكتابة بالنسبة لي، هي مَلْءُ فراغ، لا أكثر و لا أقل، و هواية أمارسها و أستمتع بها، متعة ذهنية لا يمكن أن تتخيلوها.
تحية دائمة و متجددة لزملائي المربين: في ألمانيا المعلمون أعلى دخلاً في البلد، وعندما طالب القضاة والأطباء والمهندسون بالمساواة ؛ ردت عليهم ميركل: كيف أساويكم بمن علّموكم؟
قال ويليام بلوم: لو كان الحب أعمى فـالوطنية الشوفينية الضيقة الإقصائية  و المتعصبة فاقدة للحواس الخمس.