samedi 17 juin 2017

هل يحق للباهِي أن يتباهَى بما يعتقد هو أنه فيه باهٍ؟ مواطن العالَم

 الجوابُ بالنفيِ القطعِي حتى لو كان المتهم مواطن العالَم نفسَه. وانتقامًا منه سأبدأ بجلده عَلَّهُ يرعوِي عن غِيِّهِ ويفيقُ من وهمِه ويرجعُ عن طَيشهِ. مواطن العالَم هذا الكائن الغريب الذي يقصفنا يوميًّا بهوياته المتعددة، يساري غير ماركسي.. عَلماني.. أممي.. دكتور، مسلم، جمني، ديداكتيكي، إلخ. ما هذا الصلفُ وما هذه العنجهيةُ؟ ماذا أصابه وهو كالهِرِّ يحكِي انتفاخًا صولةَ الأسدِ؟ ادعوا له بالهداية!
كنتُ طالِبًا في جامعة كلود برنار بِمدينة ليون الفرنسية وكنت أقضي معظم وقتي مع أكبر الدكاترة في العلوم ولم أسمع يومًا واحدًا منهم يقدّم نفسه كدكتور أو يكتب اسمه مسبقًا بحرف د. ولم أرَ واحدًا منهم يضع لافتة تحمل صفة دكتور على طاولته أو على باب مكتبه. كان رئيسُ مخبرِنا العالِمُ الكبيرُ في اختصاصنا يأتي للعمل على درّاجةِ غير نارية وقد مات رحمه الله في حادث مرور سخيف وهو عائدٌ من عمله فوق دراجته. أما مدير أطروحتي الذي درّسنا في تونس وفرنسا، فعلى مدى تسع سنوات لم يعلن ولو مرة واحدة عن هوياته الأنتروبولوجية أو انتماءاته السياسية وليس فيها ما يُخجلُ. طبقوا قبلنا ما أمر به عمر عندما قال: "انصحوا الناسَ بصمتٍ". قالوا: "كيف يا عمر". قال: "بأخلاقكم". دروسٌ في التواضع لم يتعظ منها مواطن العالَم! الطبعُ يغلبُ التطبّعَ. وجيناتِه العربية العنترية أين ومتى سيوظفها؟
سهلٌ حِفظُ المعلوماتْ وصعبٌ ترويضٌ الجيناتْ!

هل يحق لصاحبِ الأخلاق الحميدة أن يتباهى بأخلاقِه الحميدة؟
هل يحق للمراة الجميلة أن تتباهى بجمالها الفتّان؟
هل يحق للمتواضعِ أن يتباهى بتواضعِه؟
الإسلامُ تواضعٌ وجمالٌ وأخلاقٌ حميدةٌ والعروبة كذلك، فهل يحق للمسلِم أن يتباهى أمام الناس بإسلامه أو العربي بعروبته؟ الله أمرنا بالصبرِ عند العطاء والشكرِ عند الابتلاء وإلا لَكُنا كالكلابِ - حاشاكم - تتمسح لو رمينا لها عظمًا وتنبحُ لو نهرناها. العطاءُ هو في حد ذاته ابتلاءٌ مُقَنَّعٌ، كيف سنتصرف في عطائِهِ سبحانَه؟ أما الابتلاءُ فهو عطاءٌ مقنّعٌ أيضًا لأنه تنقيصٌ في الدنيا من ذنوب الدنيا.
الإسلامُ هو أفضلُ هديةٍ يقدمها المسلِمُ لغيرِ المسلمِ فلا تكونوا من المانّين المتكبّرين الشاكرين أنفسَهم حتى لا تُحسِّسوا السائلَ بالذلِّ والمسكنة ولا تُعلّموه أخلاقَ الكلاب.

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 17 جوان 2017.
Haut du formulaire



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire