samedi 3 juin 2017

رأيٌ ضد السائد حول الهُوية الوطنية ؟ فكرة ميشال سارّ. ترجمة وإعادة صياغة مواطن العالَم

L`identité nationale?


عندما تعرّفني - أنا مثلاً - كعربيٍّ فإنك قصدتَ وصفِي وإنصافِي وتشريفِي. أتشرّف بهذه الهُوية وبارك الله فيك، لكنك ظلمتنِي حين اختزلتَ تعريفي في انتمائي العِرقِي الجزئي وتغافلتَ عن باقي انتماءاتي الأخرى: مسلم، أمازيغي، عربي، تونسي، قَرَوي، جنوبي، جمني، يساري، عَلماني، اشتراكي-ديمقراطي على المنوال الأسكندنافي، تحرّري غير ليبرالي، معادٍ للرأسمالية، معادٍ للحرب مهما كانت عدالة القضية، منادٍ بالسلم مهما بلغتْ شراسة العدو لكنني لو أجبِرتُ على الاختيار بين العنفِ والجبنِ فسأختارُ مُكرهًا الأول عن الثاني، عِلمِي، قومي، أممي، ضد عقوبة الإعدام وضد كل العقوبات البدنية، أعشق العربية الفصحة، فرنكفوني التعليم غصبًا في الصغر والشيء أصبح شبه اختياريّ في الكبر ويا ليتني كنتُ أنڤلوفوني لكان أثرَى لثقافتي العامة..
والأخطر مما سبق يا ناعِتِي أنك نسيتَ الأصلَ، ألا وهو تعريفي الذاتي  المنبثِق  عن التفاعل المتواصل طِوال حياتي بين موروثاتي الجينية (أعلمُ وتَعلمُ بعضًا من مصادرها وبعض ما ظهر منها ويعلم الله ما خفي. مَن أدراكَ أنني لا أحملُ جِيناتَ جدٍّ بعيدٍ، تركي أو إيراني أو ماغولي؟ هل حلّلتَ أدِآني؟) وموروثاتي الأنتروبولوجية (أب وأم وإخوة وأخوات وجيران وبيئة ودين ولغة وتاريخ وعادات وتقاليد، إلخ.) ومكتسباتي الثقافية (تعليم، عمل، سفر، أصدقاء، مطالعة، إلخ.).
Je suis ce que je suis, et nul - mis à par Dieu - ne peut savoir vraiment ce que je suis. Je suis une émergence  émanant de l`interaction permanente entre mon identité biologique (mes gènes codés portant mes caractères physiques), mon identité anthropologique (mon histoire, ma famille, ma religion, mon patrimoine, etc.) et mon identité culturelle (mon acquis, mes facultés intellectuelles, mes comportements, etc.). As-tu analysé mon ADN? 
حصرتني يا سيدي وسجنتني - عن حسن نية، أعرف - في هُويةٍ لا تتسع لتعدد هُوياتي المختلفة والمتكاملة لكنني أؤكّد لك أنها غير متناقضة فيما بينها. أنا أممي وأمميّتي لا تُناقض وطنيّتي أو جمنيّتي، بل تجمّلها وتُضفي عليها مسحة إنسانية تلطّفها. أنا فركفوني وفرنكفونيّتي لا تُضعف لغتي الأم بل بالمجاز والتصورات تُغنيها، وبالأفكار والمعاني تُثريها.
ولا يفوتني وبكل لطف ومحبة أذكّرك أن تعريفك لي كعربي، فيه شيءٌ من التعميمْ، وأنت أدرَى بأن التعميمَ قد يقود إلى التعويمْ، أو يَنِمُّ أيضًا عن عنصريةٍ ضمنيّةٍ وتقزيمْ. 

اقتراح: عِوض التقوقعِ داخل هُويات أو انتماءات موروثة قد تكون قاتلة مثل ما هو جارٍ اليوم في سوريا ومصر والعراق وليبيا (مثل التعصب العرقي أو القومي أو الديني أو المذهبي)، يُستحسن البحثُ الدؤوبُ عن   انتماءات جديدة تُعيدُ لنا إنسانيتنا وعن السفاسِفِ ترفعنا ومن أمراضنا تُشفينا وتُعافينا، وعن الشيطانِ تُبعِدنا ومن الله تُدنِينا.. والعالَم أرحبُ.. أرحبُ.. أرحبُ.  

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، السبت 3 جوان 2017.
Haut du formulaire





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire