jeudi 8 juin 2017

لو خُيِّرتُ بين السيئ والأسوأ، لاخترتُ الأقلَّ سوءًا في انتظارِ الفرجِ من عند الله! مجرّدُ انطباعاتٍ دون دراسةٍ ميدانةٍ ودون دعمٍ نظريٍّ. مواطن العالَم، يساريٌّ غير ماركسيٍّ، معارضٌ لـ"النهضةِ"، مناهضٌ للسلفية السلمية ومعادٍ للسلفية العنيفة

 لو خُيِّرتُ بين حُكّام السعودية وحُكّام قَطر؟ أنا لا أحب الاثنين لكنني سأختارُ قَطر.
لو خُيِّرتُ بين الإخوان المسلمين والسلفيين الوهّابيّين؟ لاخترتُ الإخوانَ، ولا أستطيعُ أن أكره الاثنين لأن لي فيهما أقاربَ وأصدقاء، ولأن إخوانَ تونس تبرّؤوا علنًا من انتمائهم لحركة الإخوان العالمية مع الإشارة أنني لا أتهم الإخوان بشيء مما يُتّهمون به عادة، وأنا أصدّق خطابَهم إلى أن يأتي ما يكذِّبُ ذلك، وخير دليل على ما أقول إقرارهم الواضح في الدستور بمبدأ حرية المعتقد وقبولهم بمبدأ المساواة التامة بين المرأة والرجل
قطر نسبيًّا حداثيةٌ بالمقارنة مع السعودية، وكذلك الإخوان مقارنةً بالسلفيين.
السعودية - في حربها الأخيرة ضد قطر - تستهدفُ الإخوانَ وما قطر إلا قنطرة لبلوغ عدوها الإستراتيجي.
السعودية تعتبرُ الإخوانَ عدوها الرئيسي قبل قطر وسوريا وإيران وإسرائيل، لا لأنهم إرهابيّون كما تتهمهم بل تخافهم للسبب المعاكس تمامًا، أي تستهدفهم لأنهم ليسوا إرهابيين ولأنهم كذلك فهم ينازعونها النطقَ باسم الإسلام  وينافسونها زعامة العالَم الإسلامي. في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كانت حليفتهم ضد العَلمانية والقومية العربية وبالذات ضد عبد الناصر الذي جمع الصفتين، وعندما انتصرا الاثنان على الناصرية أصبح الإخوانُ عبئًا على السعودية ثقيلاً خاصة بعدما عزّز صفوفَهم أردوڤان تركيا، لا بل أصبحوا البديلَ المحتمَلَ سياسيًّا والقريبَ زمنيًّا.
لو قطعتْ السعودية معونتَها عن الحركات السلفية لانقرضت هذه الأخيرة لغياب الحاضنة الشعبية.
لو قطعتْ قطر معونتَها عن الحركات الإخوانية لَصمدت هذه الأخيرة بفضل حاضنتِها الشعبية.
الله يستر تونس!
أيها الفاعلانْ السياسيّانْ الإسلاميّانْ (السلفيون والإخوانْ)، احذرا الماردَ الصوفيَّ النائمَ في المغربِ العربيِّ ومصرَ والسودانْ، ولا تتمادا في معاداتِهِ، فقد يختاره الشعبُ لو قرّرَ ولوجَ مجال السياسة وترشحَ للانتخابات، وقد يجدُ فيه الغربُ والعلمانيون العربُ بديلا للخصمينْ.

إمضائي
"عَلَى كل خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 9 جوان 2017.
Haut du formulaire



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire