Le surhomme ou la volonté de
puissance ou le vouloir vers la puissance
أخْتُ نيتشه شوّهتْ فِكرَ
أخيها بعد موته. على عكسِ أخيها، لقد كانت صديقةً لِهتلر وموسولوني، وكانت تكره
اليهود، وتزوجت من رجلٍ ناشطٍ عنصري ضد اليهود (Antisémite). لقد تعسّفت في تأويلِ فكرةِ
أخيها حول "الرجل الخارِق أو إرادة القوة" وأظهرته وكأن فكرتَه هذه
تبشّر بالنازية والفاشية وهو بريء من سوء نيتها أو جهلها وعدم فهمها.
ما هو إذن الرجل الخارِق وما
هي إرادة القوة؟
الرجل الخارِق ليس وجهًا
اجتماعيًّا ولا سياسيًّا، هو وجهٌ وجودي (ontologique) وتجريدي (métaphysique).
أما مفهوم "إرادة القوة"
فلن نجد أفضل من الصورة التالية للتعبير عنه وشرحه: صورةُ زهرةٍ صغيرةٍ تنبتُ في
عتبةٍ قُدّتْ من الإسمنت المسلّح، أو نبتة متعرّشة أو شعباطة تتسلقُ جذوعَ الأشجارِ الطويلةِ في الغابة حتى تصل
إلى مبتغاها وترى الشمسَ في قِمَمٍ مَن تسلّقتْ وعليهم تطفلتْ (Une liane qui vit au Nord de
l`Amérique du Sud, nommée Sipo Matador).
مَن يحرّك هاتان النبتتان في بيئة قاسية؟ إنها إرادةُ الحياة! وفي كل كائنٍ حيٍّ تسكنُ حياةٌ تريدُ الحياةَ، حيٌّ يبحثُ في داخلِه عن حيٍّ (م.
ع: ما أجملَ
وأبلغَ تعبير أونفري)
وكل الكائنات جميعًا لا تحرّكها غير "إرادة القوة"، جمادًا كانت أو
نباتًا أو حيوانًا أو إنسانًا.
يسكننا شيءٌ يريدنا وهو أقوى
منّا. لا حريةَ إذن؟ لا اختيارَ أيضًا؟ نحنُ مسيَّرون! لكن عندما تَعونَ أنكم
مسيّرون لا مخيّرين فعليكم إذن أن تريدوا مصيركم وتحبّوا قَدَرَكم وترضوا به وتتمتعوا به أيضًا (Être déterministe). عندها فقط تبلغون السعادة القُصوى
و تتنعّمون بالسكينةِ التامّةِ.
يجب علينا إذن أن نحبّ ما يأتينا،
كل ما يأتينا، شرًّا كان أو خيرًا أو ما نسميه خيرًا وشرًّا (Pour Nietzsche,
il n`y a ni bien ni mal)، نحبّ المرضَ والعافيةََ، نحبّ
الضيقَ والعناءَ، نحبّ الألمَ والمعاناة، نحبّ الحياةَ والموتَ، نحبّ التداعِي
والسقوطَ. (Aime ton destin,
aimer ce qui nous arrive, tout ce qui nous arrive, dit Nietzsche).
حياةٌ واحدةٌ، أظنها لا تكفي لبلوغِ
هذا المنال؟
خاتمة: رحمَ الله المتنبي إذ قال
يومًا فيما قال: "وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً, تَعِبَتْ في
مُرادِها الأجْسامُ".
ملاحظة إبستمولوجية: أنا ضعيفٌ في
الفلسفة وأقِرُّ بضعفي. أعلنه ولا أخفيه،
ولِمَ أخفيه؟ ولو حصل وقرأتُ كتابَ فلسفةٍ وفهمته فاغمضْ عينيك واجزمْ أن مؤلّفَه ليس فيلسوفًا. قرأتُ فوكو ودولوز
وسارتر وباشلار ولم أفهم سطرًا واحدًا مما خطّوا. لكن لو حدثت اليوم معجزةٌ على
غير المعتادِ وفهمتُ كل ما قاله الفيلسوف
ميشال أونفري في محاضرته
حول نيتشه، لقلتُ: أهذا نيتشه القائل
بأن "الله قد مات"؟ يبدو لي أن تحليلَه هذا يتفقُ تمامًا مع المبدأ الإسلامي
التالي: التسليمِ بالقضاء والقدر، خيره وشره، وما الخيرُ والشرُّ إلا ابتلاء من
الله سبحانه وتعالَى.
ملاحظة استفزازية: هل يُصدّقكَ
يساريٌّ أو إسلاميٌّ، عندما تُسِرُّ له أنك أخذتَ اليومَ درسًا قيّمًا في التسليمِ
بالقضاء والقدر من فيلسوفٍ فرنسي ملحدٍ (أونفري) يروي عن فيلسوفٍ ألماني يفوقه
إلحادًا (نيتشه)؟ أستثني الفلاسفة من الفريقيْنِ. الإسلاميُّ سوف يقول: "كيف يا
مسلمُ يا عاقلُ تنشدُ الإيمان لدى الملحِدِين؟ ونحن نعرفُ أن فاقدَ الشيءِ لا
يُعطيه". أما اليساريُّ فحتمًا سوف يقول: "وماذا يفعلُ يساريٌّ عقلانيٌّ
بالإيمان؟".
صحّة شريبتكم!
إمضائي
"عَلَى كل
خطابٍ سيئٍ نردّ بِخطابٍ جيدٍ، لا بِالعنفِ اللفظِي" (مواطن العالَم)
وَ"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر" (جبران)
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 5 جوان 2017.
إضافةُ حبيب بن حميدة، فيلسوف حمام الشط، صديقي وجليسي
اليومي في المقهى، أنشرها بتاريخ الأربعاء 7 جوان 2017:
إضافةٌ تذهبُ عكس ما ذهبتُ إليه في ملاحظتي الإبستمولوجية أعلاه التي قلتُ
فيها في استنتاجي السابق: "يبدو لي أن تحليلَه (أعني أونفري) هذا يتفقُ
تمامًا مع المبدأ الإسلامي التالي: التسليمِ بالقضاء والقدر، خيره وشره، وما
الخيرُ والشرُّ إلا ابتلاء من الله سبحانه وتعالَى".
قال مفنِّدًا ما ورد في استنتاجي الشخصي: "صحيح أن الإنسان النيتشوي
والإنسان المسلم يتشابهانِ في التسليم بالقضاءِ والقدرِ وإلى هذا الحد يقف
التطابُق ويبدأ الاختلاف الجوهري بينهما وهو التالي: الإنسان النيتشوي يُطلقُ
العنانَ لإرادة القوة التي تسكنه لكي تتحقق بالكامل ولا يُعارضُ مشيئتَها مهما
كانت تختلف مع الأخلاق السائدة أو المنشودة. أما الإنسان المسلم فلا يهمه في الآخر
إلا الامتثال لمشيئة الله وحدها وهذه الأخيرة تتعارضُ تمامًا مع مشيئة إرادة القوة
الغريزية داخل الفرد. ومشيئةُ الله تدعو صراحة لكبتِ الغرائز والتحكّم فيها،
وتأمرُ الإنسان المسلم بقمع إرادة القوة الكامنة فيه، وذلك بسنِّ شريعةٍ فيها
ضوابطٌ وحدودٌ للمتعة الجسدية، حسية كانت أو جنسية، وفيها جهادٌ ضد شهوات النفس
الأمّارةِ بالسوء".
إضافةُ حبيب بن حميدة، فيلسوف حمام الشط، صديقي وجليسي اليومي في المقهى، أنشرها بتاريخ الأربعاء 7 جوان 2017:
RépondreSupprimerإضافةٌ تذهبُ عكس ما ذهبتُ إليه في ملاحظتي الإبستمولوجية أعلاه التي قلتُ فيها في استنتاجي السابق: "يبدو لي أن تحليلَه (أعني أونفري) هذا يتفقُ تمامًا مع المبدأ الإسلامي التالي: التسليمِ بالقضاء والقدر، خيره وشره، وما الخيرُ والشرُّ إلا ابتلاء من الله سبحانه وتعالَى".
قال مفنِّدًا ما ورد في استنتاجي الشخصي: "صحيح أن الإنسان النيتشوي والإنسان المسلم يتشابهانِ في التسليم بالقضاءِ والقدرِ وإلى هذا الحد يقف التطابُق ويبدأ الاختلاف الجوهري بينهما وهو التالي: الإنسان النيتشوي يُطلقُ العنانَ لإرادة القوة التي تسكنه لكي تتحقق بالكامل ولا يُعارضُ مشيئتَها مهما كانت تختلف مع الأخلاق السائدة أو المنشودة. أما الإنسان المسلم فلا يهمه في الآخر إلا الامتثال لمشيئة الله وحدها وهذه الأخيرة تتعارضُ تمامًا مع مشيئة إرادة القوة الغريزية داخل الفرد. ومشيئةُ الله تدعو صراحة لكبتِ الغرائز والتحكّم فيها، وتأمرُ الإنسان المسلم بقمع إرادة القوة الكامنة فيه، وذلك بسنِّ شريعةٍ فيها ضوابطٌ وحدودٌ للمتعة الجسدية، حسية كانت أو جنسية، وفيها جهادٌ ضد شهوات النفس الأمّارةِ بالسوء".