-
أمريكا،
زعيمة "العالَم الحر"، ساندت ولا تزال ترعَى الدولة الأكثر عداءً
للديمقراطية، السعودية (لا
دستور، لا قوانين عصرية،
لا قضاء مستقل، لا انتخابات تشريعية، لا منظمات حقوقية، لا نقابات، لا مجتمع مدني
حر مستقل، إلخ)، الأكثر عنصرية ضد المرأة، والأكثر رجعيةً (قليل من الفنون لكنها كلها مقيّدة).
-
أمريكا،
رجعت عسكريًّا للخليج سنة 2003، وللمرة الأولى منذ أن غادرته سنة 1962، تاريخ إبعادها
عن قاعدة الظهران في المنطقة البترولية بالسعودية وقد تم ذلك تحت ضغط مصر الناصرية.
-
غادرت
العالم العربي ثانية مهزومةً عند خروجها من العراق سنة 2011، دون أن تحقق ولو
هدفًا واحدًا من أهدافها الأساسية، والأدهى وأمرّ أنها تركت العراق تحت هيمنة
عدوها الإقليمي الأكبر، إيران.
-
في
عهد أوباما (الحزب
الديمقراطي) إبان حربها في العراق ضد شيطانها الأكبر داعش،
ساندت عسكريًّا القوات العراقية النظامية وغير النظامية (الحشد ذو الأغلبية
الشيعية والموالي لإيران) ضاربةً عرض الحائط بنصائح حليفتها المالية الكبرى
وبقرتها الحلوب المملكة السعودية. أما في سوريا، فقد وقفت مع الأكراد ضد رغبة
حليفتها العسكرية الكبرى تركيا، مراعاةً لمصالحها المشتركة مع الشق الإصلاحي في
السلطة الإيرانية، للمحافظة على الاتفاق النووي الحديث الهش (جويلية 2015).
2. السعودية
-
تحالفت
قديمًا مع أمريكا ضد نظام عبد الناصر (1954-1970) المسنود من قِبل الاتحاد
السوفياتي سابقًا. عبد الناصر قمع بشدة
الإخوان المسلمين في مصر.
-
بعد
غزو الكويت من قِبل صدام، عاقبت كل مَن سانده وعارض التدخل العسكري الأمريكي في
العراق: عاقبت اليمن (طردت من المملكة قرابة المليون عامل مهاجر يمني)، ومنظمة
التحرير الفلسطينية (قطعت عنها الإعانات المتنوعة)، والإخوان المسلمين (قطعت
العلاقة معهم بعدما كانت هي أول مَن ساندهم منذ تأسيس حركتهم سنة 1928).
-
لم
تنجح في إزاحة بشار ولا نجحت أخيرًا في تركيع قطر ثم ومنذ ثلاث سنوات (مارس 2015)،
انغمست في حربٍ ظالمةٍ ضد جارتها الضعيفة
اليمن.
-
الملك
الجديد سلمان وابنه محمد قررا
تحسين العلاقات مع قطر وتلطيفها مع الإخوان واستعادتها مع حزب الإصلاح اليمني
(إخواني) المتحالف مع حكومة الرئيس عبد ربه اليمنية الشرعية، الشيء الذي لم يعجب
سيسي مصر ولا محمد بن زايد الإمارات. لكن بعد فوز ترامب (الحزب الجمهوري)، المعادي
الشرس للإخوان، انقلبت كل الموازين. وبعد أقل من نصف شهر من زيارة هذا التافه الفاسد للسعودية (ماي 2017)، قطعت مصر وجل دول الخليج علاقاتها
مع قطر المسانِدة الأولى للإخوان هي وتركيا.
3. قطر
-
دويلة،
90% من سكانها أجانب.
-
شيدت بسرية وعلى نفقتها الخاصة
قاعدة جوية أمريكية قرب عاصمتها الدوحة، ظنًّا منها أنها بفعلتها هذه تحمي نفسها،
ومن باب الخوف الوهمي شيدت أخيرًا وعلى نفقتها الخاصة أيضًا قاعدة جوية تركية.
-
في السر أيضًا، طبّعت علاقتها
بالعدو الإسرائيلي، وفي نفس الوقت لكن في العلن حسّنت علاقاتها مع إيران وساندت
حزب الله اللبناني وحماس الفلسطينية.
-
صمدت ضد الحصار السعودي-الإماراتي
المحكَم. لكن بأي ثمن؟ بخسارة مالية ضخمة جدًّا قدرها 300 مليار دولار (أي ما
يقارب 34 مرة ميزانية تونس السنوية الحالية والتي تُقدّر بـ30 مليار دينار).
-
قطر، ضفدعةٌ تحاكي انتفاخًا حجم
ثورٍ، قررت أن تراهن على حركة الإخوان المسلمين في العالم العربي، كما تراهن
الشركات الكبرى على شراء فرق كرة القدم المشهورة.
-
أسست قناة الجزيرة عام 1996،
وجعلت منها منبرًا حرًّا تحت تصرف الإخوان المسلمين، منبرٌ يستضيف كل المُعارضين
العرب، باستثناء مُعارِضِي السعودية ومُعارِضِي قطر نفسها حيث يُسجن مدى الحياة كل
مَن يمس من ضخامة أميرها.
Référence: Le Monde diplomatique, mars 2018, extrais de l`article
«Interventionnisme en Syrie, Pressions sur le Liban, Guerre au Yémen. Au
Proche-Orient, la stratégie saoudienne dans l`impasse», par Gilbert Achcar,
Professeur à l`Université de Londres, pp. 10 et 11
إمضائي
"المثقفُ
هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد
فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل
أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد"
مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي
الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ
طُولًا" (قرآن)
Les
vices privés des capitalistes décideurs ne feront jamais la vertu publique du
peuple gouverné
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الجمعة 30 مارس
2018.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire