(Les vices privés font la vertu publique)
نص لوموند ديبلوماتيك، ديسمبر 2017: [قال ماندوفيل، الملقَّبِ بـ"رجلِ
الشيطانِ" (XVIIIe S): "الحروب،
النَهبُ، سَرقةُ عرق العمال، تجارةُ الكحول والمخدرات، البِغاءُ، التلوثُ،
استهلاكُ السلع الفاخرة، البحثُ الشرسُ عن الربح، إلخ. كل هذه الرذائل تساهم في
الازدهار الاقتصادي الرأسمالي الليبرالي الجديد المتوحش. مثال: لولا وجود خارِقِي
القانون، فهل سيوجد محامون، أساتذة قانون، جامعات قانون، مهندسون معماريون لتشييدِ
المَباني؟ كل هذه الأنشطة التي تساهم في بناء الحضارات وتطورها يرجعُ الفضل فيها
لهؤلائك الخارِقِين للقانون!".
هذا هو بالضبط المنطق الذي تتبعه اليوم الشركات الرأسمالية متعددة الجنسيات في
عهد النيوليبرالية: هيمنةُ الاستغلال الفاحش، مضاربات البورصات، إفلاسُ متعمَّد
للمنافسين، تدليسُ الفواتير، تزييفُ تقارير الميزانية السنوية، تحويلُ وجهة القروض
العمومية، صفقات مشبوهة، شراءُ الذمم بالرشاوي، تجسسٌ، إثراءٌ فاحشٌ وسريعٌ دون
جَهدٍ أو مثابرةٍ، ابتزاز، خرقٌ لقوانين الشغل، تزويرٌ للمعطيات العلمية مما قد
يضر بالصحة العامة للمواطن. لو اتبعنا فكرَ ماندوفيل وأقرّيْنا مثله بأن فسادَ
رجالِ الأعمالِ يجلبُ الازدهارَ الاقتصاديَّ، فلْنواصل إذن في نفس الطريق دون
حياءٍ. أضافَ ماندوفيل قائلاً: "يجبُ أن نُضحِّي بالفقراءِ، يجتهدونَ
ويشقُونَ، من أجلِ تلبيةِ حاجاتِ الأغنياءِ، السويةِ منها والشاذةِ". نصل في
الأخير إلى حاكم العالَم المعاصر، دونالد ترامب، الذي يريد الحكم في العالَم أجمع
بإشاعةِ الكذبِ، التحيّلِ، الغِشِ، الإنكارِ، الربحِ النهِمِ، تدميرِ البيئةِ،
والجَهرِ بالعُهرِ الليبراليِّ.]
سؤالٌ إنكارِيٌّ: هل هذا هو الازدهارُ
الاقتصاديُّ الذي نطمحُ إليه في تونسَ بعد الثورةِ؟
Référence: Le Monde diplomatique, décembre 2017, « Les prospérités du vice
», par Dany-Robert Dufour, philosophe, p. 3
إمضائي
"المثقفُ هو
هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين، بل أدعوكم بكل تواضع إلى
تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم
"وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ
وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا" (قرآن)
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الاثنين 12 مارس 2018.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire