jeudi 7 décembre 2017

ماذا يحوي البرلمان التونسي المنتخَب "ديمقراطيًّا"؟ مواطن العالَم

فيه أصدقاء الخارج أكثر من أصدقاء الداخل، فيه رؤساء مديرون عامون أكثر من المرؤوسين المدارين العاميين، فيه رجال أعمال أكثر من العمال، فيه محامون  خالٍ من أصحاب الحق، فيه مهندسون  خالٍ من الميكانيكيين، فيه مالكون لبيتٍ أو أكثر خالٍ من "الكَرَّايَ"، فيه مقاولون  خالٍ من البنّائين والمناولين، فيه مهرِّبون أكثر من ضحاياهم، فيه "بِلدِية" أصِيلون ومُقلِّدون أكثر من "وراء البلايِكْ"، فيه تكنوقراطيون  خالٍ من المخلصين الصادقين، فيه مختصون  خالٍ من الفلاسفة والفنانين، فيه كبار المقترضين الذين لِديونهم لا يوفون  أكثر من المقترضين الصغار الذين شهريًّا من قوتِهم يسدِّدون، فيه أغنياء متفاوتون ولا وجود لفقراء لأمثالهم ممثلون، يعج بالمحفلَطين المزفلَطين البدينين من كثرة أكل الحلزون، فيه كثيرٌ من الرجال قليل من النساء، نساء على الموضة خالٍ من النساء العاملات أو الفلاحات "المتقرِّطات"، فيه سكان المدن خالٍ من سكان القرى والأرياف، فيه شيوخ وكهول أكثر بكثير من الشباب، فيه مجازون أكثر من العِصاميين، فيه ثرثارون خالٍ من الحكماء قليلي الكلام، فيه متعلِّمون خالٍ من المثقفين والأدباء والمفكرين، فيه أقارب العائلات المالكة خالٍ من أقارب الديمقراطية، فيه بِيض خالٍ من السود عُشر التونسيين، فيه سليمو البدن معاقو المخ خالٍ من معاقي البدن سليمي المخ من ذوي الاحتياجت الخاصة مثل العميان والمقعدين والصم والبكم، فيه "على كل لُونْ يا كْرِيمَهْ" إلا الأيادي التي صنعت "الكْرِيمَهْ"!

برلمانٌ لم يَفُزْ فيه أحدٌ بالأغلبية، فعِوض أن يستقيل ويُعيد الانتخابات التشريعية، تمسّك بالكرسيِّ ولجأ إلى حيلة "التوافق"، الاسم الآخر للانتهازية السياسية. إذا روحُ الدستور صمتت على هذا الخرق الواضح والفاضح لشروط الديمقراطية، فالعقلُ ليس شيطانًا أخرس ولا شاهدَ زورٍ، والشعبُ حتمًا سيرفض هذا "التوافق التنافق" بِشدةٍ ويلفضه بِحِدّةٍ.

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الخميس 7 ديسمبر 2017.

Référence: L`idée principale de cet article est inspirée de Michel Onfray, La lueur des orages désirés, Éd. Grasset, 2007, p. 434 et 435


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire