lundi 4 décembre 2017

لَمسةٌ اعترافٍ ووَفاءٍ لشهيدنا، نحن العربُ المسلمون، شهيدُ المقاومة الجزائرية، شهيدُ الحريةِ، شهيدٌ مغبونٌ مجهولٌ، شهيدٌ غير عربيٍّ وغير مسلمٍ، شهيدٌ شيوعيٌّ فرنسيٌّ يهوديٌّ، أستاذ الرياضيات بجامعة الجزائر قبل الاستقلال، الرفيقْ موريس أودان، رحمه الرفيقُ الأعلى الرفيقُ بعبادِه أجمعين. تأليف ميشيل أونفري، ترجمة مواطن العالَم دون إضافةٍ أو تعليقٍ

Maurice Audin, réhabilité par l`artiste Ernest Pignon-Ernest

كتب أونفري: "24 عام، جميل المحيّا، شابّ، ذكيّ، ومتألّق. أستاذ رياضيات مساعد بكلية الجزائر قبل الاستقلال، يكتبُ آخر صفحات رسالة دكتوراهِ - التي قدمها أصدقاؤه لفائدته (في باريس) بعد استشهاده. ثلاثةُ أولادٍ، بطاقة انتماء للحزب الشيوعي (الجزائري)، التزامٌ إلى جانب الجزائريين الذين ينشدون العيشَ على أرضهم ويطلبون الحكمَ دون وصاية الدولة الفرنسية. خلال معركة الجزائر (La Bataille d`Alger)، قَدِمَ الجنودُ المظلّيونَ الفرنسيونَ إلى شُقتِه للتفتيشِ. لن نره مستقبلاً أبدًا. عُذِّبَ، قُتِلَ، فُقِدَ جسمُه. الجيش الفرنسي، الحكومة الفرنسية - فرانسوا ميتران وزير داخلية -، الدولة الفرنسية أدلوا بالتصريح الرسمي: هربَ عند  نقلِه. ومنذ ذلك التاريخ (1957) لم يظهر البطل في أي مكان رغم استردادِ حريته و(شرفه) على الورق.

عبّر الرسّام أرنست عن إخلاصه للجزائر والجزائريين ورسمَ هذا الملاك، نسخَ صورَه وألصقها في كل مكان. أيقونة السينما الإيطالية، طيفٌ راجِعٌ من جهنم، شبحٌ من اليسار أو مسيحٌ وثنيٌّ، بُعِث من جديد، من لحمٍ وعظمٍ، بعد ما مات. من أين أتى؟ من الذاكرة. لِيشهدَ على ما فُعِلَ في الشعب الجزائري وفي مسانِدِي قضيته ومناصرِيها (الأجانب). (...)

لا أحدٌ يتحملُ رجوعَ هذا المكبوتُ الفرنسيُّ-الجزائريُّ. مُزِّقَ وجهُه في بعض الأحيان، خدوشٌ على الصورةِ كما نمزّق جلدًا... أيُّ يدٍ بشريةٍ تُثبِتُ بهذا الصنيع قرابتَها من مخالب وحشٍ؟ مسلمٌ لا يتحملُ تصويرَ وتمثيلَ الوجهِ الآدميِّ؟ عربيٌّ يكرهُ اليهودَ - إذن اليهوديَّ؟ إسلاميٌّ نَذَرَ الشيوعيةَ  - إذن الشيوعيَّ - إلى رِواقِ الموتِ. أحمقٌ يجهلُ كل هذا؟ هل يوجدُ أناس يتذكرون فجأةً، لأنهم عايشوا العصرَ، أو حتى الشخصيةَ، يتكلمون. يتكلمون ويبكون. (...)

في هذا العالم حيث الذاتيّات المشِعّة ترافق الممثلين المجهولين في التاريخِ ، تلوحُ صورَ الأبطال، العباقرة، أبناء الشعب، المتواضعون، الذين، كلهم، يقاومون العالَم كما هو وكما يكرهه البعضُ: عنيفٌ، حيوانيٌّ، وحشيٌّ. الرسّامُ يقترحُ عالَمًا جمالِيًّا مضادًّا، قُدَّ من الرأفةِ، من الغضبِ، من الإخلاصِ والأخوّةِ. منه نُغذِّي، نُنجِزُ ونواصل النضالَ...".

إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 5 ديسمبر 2017.

Référence: Michel Onfray, La lueur des orages désirés, Éd. Grasset, 2007, p. 361




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire