"سَجنُ بعض الكلماتِ في استعمالاتِ السبِّ والشتمِ يمنعُ
المرءُ من استعمالها لأغراضٍ أخرى. خسارةٌ مزدوَجةٌ: أولا، التهجّم على الآخر لا
يمكن أن يبني الجسرَ الأفضلَ لحوارٍ فكريٍّ بين اثنينِ، وثانيًا قد يُغلِق علينا
بابَ استعمالِ المدلولِ
(Le signifié)
عندما يدلُّ على شيئٍ حقيقيٍّ (signifie
vraiment)!"، أونفري، 2007.
وهكذا وقع لي مع بعض الكلماتِ
مثل اخوانجي، بورجوازي، رجعي، عَدُوٌّ للنضال النقابي، معادي لحقوق الإنسان، ،
معادي لليسار، جبان، إلخ.
-
أكتب في مقالاتي "محمد صلى الله عليه وسلم"...
أصَنَّفُ اخوانجيًّا!
-
أطالِبُ بالاستقبالِ الطيبِ في ندوةٍ فكريةٍ يساريةٍ
دُعِيتُ للمداخلة فيها... أنعتُ بالبورجوازيِّ!
-
أبحثُ لابني (4 سنوات) عن روضةٍ قرآنيةٍ من أجل
"حمامٍ لغويٍّ عربيٍّ" (Un bain linguistique)...
أحْشَرُ مع الرجعيينَ!
-
أجرِّمُ الإضرابَ عن التدريسِ... عَدُوٌّ للنضال النقابي!
-
أقول أن منظمات حقوق الإنسان الغربية تكيل بمكيالَين...
أصبحُ معاديًا للبيان العالمي لحقوق الإنسان!
-
أمضي بعض مقالاتي بِـ"يساري غير ماركسي"...
يساري "مْذَرَّحْ"!
-
أمضي كل مقالاتي بِـ"مواطن العالَم"... غير
وطني!
-
أنادي بإحياء تقاليدنا في الأكل والتربية وهندسة
البناء... غير حداثيٍّ!
-
على نهجِ غاندي، أدعو للتخلي عن المقاومة المسلحة التي يملك العدو أفضل
أسلحتها ويبيعنا أرذلها، واستبدالها بالمقامة السلمية حيث "لن يجد العدو عندي
مقاومة مسلحة شرعية أو إرهابية قد يستند عليها ويتعلل بها، لكنه سوف يصطدم بمقاومة روحية غير عنيفة قد تعمِيه
وتهزمه شرّ هزيمة"... جُبنٌ يتزيّنُ بِنُبْلِ المقاومةِ!
Gandhi :
l’ennemi ne trouvera pas chez moi une résistance physique contre laquelle il
peut s’appuyer mais une résistance de l’âme qui l’aveuglera
إمضائي
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ
العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك
فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد
بمقال جيد" مواطن العالَم
تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 6 ديسمبر 2017.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire