1.
موقف من مظاهرة الهاشمي الحامدي باعث تيار
المحبة بِغَضِّ النظر عن تاريخه مع بن علي وخلفياته ونواياه السياسية التي قد تكون
ديماغوجية وانتهازية:
يبدو لي أن مطالبه الاجتماعية معقولة وهي حسب اجتهادي تصبُّ في صالح
الفقراء والمعطَّلين عن العمل، مثل: منحة بطالة على شرط أن تكون وقتية ولا تعوّض
العمل الدائم. بطاقة علاج لكل مَن لا يقدر على الانخراط في الضمان ضد المرض (CNAM) وخاصة المزمن منه (APCI). مجانية التنقل في وسائل النقل العمومي لكل تونسي
تجاوز سن 65. أنا أرى مثله أن الدولة قادرة على تلبية هذه المطالب خاصة ونحن نراها
تُبعثِر المليارات على الأغنياء ولا تطلب حق الشعب من المتهربين من الضرائب أمثال
رجال الأعمال وأصحاب المهن الحرة والتجارة الموازية. نزلتُ إلى مظاهرته في شارع بورقيبة بالعاصمة يوم 12 أكتوبر 2015
على الساعة 15 و30 والمظاهرة بدأت على الساعة 14، وصلتُ متأخرًا فلم أجد إلا
العشرات من المتعاطفين قُبالَة المسرح البلدي.
2.
موقف من رَمْيِ التمورِ في الشارع (نوع دڤلة
كانت أو كِنْتَة) احتجاجا على انخفاض ثمنها نتيجة الاحتكار:
دون مجاملة أو مواربة أو مخاتلة، أنا لا أدين طريقتهم في الاحتجاج، ففلاحو
ڤبلي أوعَى وأدرَى وأقدَر مني ألف مرة على استنباط حلول لمشاكلهم بأنفسهم. لستُ
واعِظًا دينيا إسلاميا لهم كـ"البشير بن حسن" وإنما أريد أن أعبِّر عن
رأي شخصي مخالِف، رأيٌ مَبنيٌّ على عِلم البيئة (Environnement ou
Ecologie) ولمَن نسيَ أو تناسَى فللعِلمِ أيضا سُلّم أخلاقيات
إنسانية راقية ونبيلة حِيالَ مثل هذه الطرُق في الاحتجاج (مثل رمي التفاح في
أوروبا أو سكب الحليب في الأرض في الشمال الغربي، إلخ)، رأيي هذا رأيٌ قديم وسابِق
لتاريخ إضرابهم العام يوم 5 نوفمبر 2015. الخلاصة: هم أحرار فيما يرَوْه صالحا لهم
ويخدم نضالَهم وأساندهم وأحيّيهم لكن لا أوافقهم وأنا حر في أن يكون لي رأي شخصي
مخالِفٌ، رأيٌ لا يُلزمهم في شيء ولا يعطل نضالهم، لا من بعيد ولا من قريب. لستُ
في حاجة إلى تذكير، أنا أعي جيدا أن "العافِس على الجمرة" ليس
كالمتفرّج. ختامًا أحترمهم وأشدّ على
أياديهم والدڤلة دڤلتهم يفعلون بها ما يشاؤون ! أنا أحترمهم كبشر أحرار ولو كنت لا
أوافقهم في طريقة احتجاجهم لذلك أطلب المعاملة بالمِثل وهذا حقي الذي لا ولن
أتنازل عنه ولا ولن يقدر أن يسلبه مني أحد واعلموا أنني لا ولن أستجدي مزية من
أحدٍ.
3. موقف مما
يحدث بـجامع اللخمي في صفاقس:
لا أساند ولا أدين الوزير بَطيخ ولا الإمام الجوادي وذلك لِـنَقْصٍ لديَّ
في الإلمام بالمسألة إعلاميا وخاصة فقهيا. وبصفتي أنتمي فكريًّا وليس تنظيميًّا
إلى التيار اليساري العَلماني، ألوم بشدة على الجوادي شَتْمَه في الجامع لليساريين
والعَلمانيين لو صحّت الاتهامات ضده (الفيديوهات التي تابعتها في التلفزة
والفيسبوك لم تكن واضحة الصوت). لكنني أرى أنه لا يجوز ديمقراطيا فرض إمام على المُصَلِّين
في جامع اللخمي في صفاقس ولو بحجة هيبة الدولة وتطبيق القانون، وانطلاقا من
الدستور أرى أنه من حق الإمام في الجامع الخوض في الشأن العام (هو بالضبط تعريف
مفهوم السياسة) مع المُصلين دون توجيههم حزبيا أو الدعاء لـتيار سياسي بعينه (أقصد
هنا التيار الإسلامي) أو الدعاء على تيار مخالف لتياره (أقصد هنا التيار اليساري
والتيار العلماني) وهو حر خارج الجامع يعبر عن رأيه في الأحزاب كما يشاء ولو كنتُ
أفضّل بصراحة أن لا يُنتدب لهذه الرسالة الإسلامية الأخلاقية إلا المستقلون حزبيا
إذ لا وجودَ لمستقلين سياسيا.
4. ملاحظة
عابرة:
في هذه العاصفة السياسية التي يمر بها حزب نداء تونس، يتراءى لي أن لسان
حال الغنوشي يترنم ويقول: "امطِري حيث شئت فخراجُكِ لي". يبدو لي، والله
والأمريكان أعلم، أن خراج سحابة الانشقاقات الحزبية داخل النداء واليسار والقوميين
والدساترة والتجمعيين قد يرجع كله أو جله بالفائدة على حزب حركة النهضة.
معنى كلمة
"كشكار":
"كشكار دائم
ولا علامة مقطوعة" (مَثل متداوَل في مصر منذ سبعة قرون). تفسيره: الكشكار هو الدقيق الخشن الذي يقدر على شرائه الفقراء، والعلامة هي الدقيق
المكرَّر الذي لا يقدر على شرائه الفقراء. يشرِّفني أن تكون مقالاتي الفيسبوكية
غذاءً فكريّا في متناول الفقراء.
حمام الشط، الأربعاء 11 نوفمبر 2015.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire