mardi 28 mai 2024

الإله لا يسكن مستقبلاً إلا في العالَمِ الثالثِ والرابعِ. مقولةٌ للفيلسوف ميشيل سارّ. تعليق مواطن العالَم

 

 

L`idée principale de cet article est inspirée de Michel Serres, Hominescence, Ed. Le Pommier, 2001.

نص مواطن العالَم:

الله يُمهِلُ ولا يُهمِلُ، "وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا" (قرآن) .القرية حسب فهمي الخاص هي عالَم اليوم ومترفوها المعاصرون هم الرأسماليون الغربيون ووسطاؤهم في العالَمِ الثالثِ والرابعِ. ابتلاهم الله بِدعوشةٍ فاقت في الإرهابِ دعوشةَ المسلمين، أليس هم مَن مدّ دويعشاتَنا بأداة الجريمة، أسلحةُ الدمارِ الشاملِ وعلى رأسِها اللغمُ والقنبلةُ والرشّاشُ والمدفعُ.

زيّن الله لهم أنهم أصبحوا أقوياءَ من دون الله فتوهّموا أنهم هم الخالقون الآمرون الناهون المتنفذون المتحكمون في مصائر شعوبهم والشعوب الأخرى. تراءى لهم أنهم نجحوا في انتحال صفات الله: القوة والجبروت والقهر والحساب والعقاب، وظنوا خطأ أن "الله مات" أو شُبِّه لهم أنهم قتلوه ودون محاكمة دفنوه ولم يُصلّوا عليه وطلبوا منا أن نترك ذكره وننساه ونحمله مصائبنا، فقرنا وتعاستنا، جهلنا ومرضنا، سلمنا وحربنا وهو القائل سبحانه وتعالى: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"، "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"، حكمتان كافيتان شافيتان لو تفكرهما دعاةُ المسلمين لَحلّوا عنا وبلعوا ألسنتهم وكفوا عنا هُراءهم.

تهيأ لهم، الرأسماليون الغربيون ووسطاؤهم في العالَمِ الثالثِ والرابعِ، أن الأمرَ استقر نهائيًّا لهم ولأولادهم من بعدهم، لا آخرة والدنيا لهم، ولا عقاب ولا حساب، هم الله ولا إله غير آلهتهم، آلهة المال والربح والاستغلال. اغترّوا بنجاحاتهم المادية المتتالية وتوهموا أنهم اكتسبوا كل صفات الله.

صفةٌ واحدةٌ من صفاتِ الله لم يدّعوا يومًا اكتسابَها، صفةٌ واحدةٌ تبدو لي لوحدها أحق منهم بالتبجيلِ والتوقيرِ والإجلالِ والتعظيمِ، ألا وهي الرحمةُ !

الله يسكن حيث يسكن عباده الفقراء الضعفاء والذين بسبب فقرهم هم الأقل ضررًا بالإنسانية والبيئة وهم الأقرب إلى صفات الله الأزلية فهم الأكثر طيبة ورحمة والأقل بطشًا بإخوانهم من عباد الله.

وهل للفقيرِ الضعيفِ أنيابٌ حتى ينهش لحمَ أخيه ؟ ومَن أحوجُ إلى رحمة الله غير الفقيرِ المسكينِ ؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire