jeudi 23 mai 2024

حديثٌ شاركتُ به في المقهى، اليومَ صباحًا: سِتُّ قِيمٍ سَمحَةٍ، أحببتُ الإسلامَ لأجلها، وللأسف الشديد لم يطبقها جل المسلمين طيلة أربعة عشر قرنًا !

 

 

1.    شهادة "لا إله إلا الله" هي بمثابة بيانٍ أسس لتحرر الإنسان من كل سلطة لبشر على بشر مهما كان موقع الأول والثاني في المال أو الجاه أو النسب أو العرق أو العلم أو الأخلاق.

2.    لا وساطة بين الخالق والمخلوق حتى للرسول محمد نفسه، صلى الله عليه وسلم، فما بالك بالبشر الآخرين.

3.    "العن المعصية ولا تلعن العاصي".، المعصية ثابتة الضرر للعاصي نفسه قبل الآخرين، أما العاصي فهو بشرٌ خطّاءٌ بطبيعته، والله غفورٌ رحيمٌ، ورحمته وسِعت الأرضَ ومَن عليها، وبابُ التوبةِ مفتوحٌ لآخر ثانية في الحياة. أفقُه وعفوُه، سبحانَه، واسعانِ جدا وجل الفقهاء ضيقوا فيهما دون رخصةٍ منه لقِصرٍ في نظرهم.

4.    قِمّة المحبة والتسامح: كان سيدنا إبراهيم الخليل لا يتعشى حتى يمر عابر سبيل يشاركه طعامه. قدِم يومًا عابرُ سبيل، أكل و شرب ثم طلب من إبراهيم أن يوقد له نارا ففعل. قام الضيف يصلي للنار فنهره النبي و طرده قائلا: أتُعبدُ النارُ في بيت الخليل ؟ كلّمه الله مربيا: يا إبراهيم كم عمر هذا الضيف ؟ قال: ستون سنة. قال: تحملته أنا ستون سنة ولو شئتُ لقبضتُ روحَه، و لم تستطع أنت أن تتحمله ليلة واحدة ! ما أروع هذه الحكمة الإلهية لو أخذ بها و طبقها دعاة الدين الجدد.

5.    قِمّة الصبر على الملحِدِ وكرم إمهاله دون إهماله: الفيلسوف الفرنسي المسلم حديثًا روجي ڤارودي (1913- 2012) أسلم وعمره تسعة وستون عامًا بالضبط. زنديق (hérétique ) من أب ملحدٍ وأمُّ أمّه مسيحية كاثوليكية ورِعة، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي ونائب عنه (1933-1970 سنة فصله من الحزب)، كتب رسالة دكتوراه حول المادية (Théorie matérialiste de la connaissance, Sorbonne, 1953)، اعتنق البروتستنتية والكاتوليكية ثم الإسلام سنة 1982. أهَدَيْتَه أنتَ أم الله هداه ؟ ونحن في تونس نكفّر مَن شرب حارة بيرّة في شبابه !

6.    قِمّة النصحِ بـ"التي هي أحسن": في حضور الرسول صلى الله عليه وسلم، دخل رجلٌ وتَبَوَّلَ وفي مسجده. لم ينهره الرسول ونهى أصحابه عنه. غلبَ النهرُ النهرَ وفاض نهرُ المحبةِ وغمرَ نهرَ النهرِ واقتلعه من قلب الصادقِ الأمينِ. تعلم المخطئ من أخلاق قُدوتِنا. تخيلوا اليوم لو دخل أجدٌ مسجدا في تونس وفعلها، فكيف سيكون رد فعل المصلين وما عساهم به فاعلون ؟ أأنتم أحرص من الرسول على بيوت الله ؟

خاتمة: أركانُ الإسلام خمسةٌ، لكنها لو رُفِعت على أرضية غير أرضية التقوى، لَكانَ وُجودُها كعَدَمِهِ أو أنْكَى !


 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire