lundi 27 mai 2024

ويحك يا كشكار، يا سارق الأفكار، يا عديم الصفة في هذا المجال الرقمي البعيد على اختصاصك المحدود ومخك الصغير (1300غ)، يا منتحل صفة ! مالَك وسِيدَكْ الشيخ "ڤوڤل": صوّرتَه لنا وكأنه لم يبنِ شيئًا يُذكر فيُشكَرُ !

 

 

ومَن قال أن الفسادَ لا يبني ؟ على العكس فهو ولا أحدَ غيره مَن بنَى كل الحضارات الإنسانية الإمبريالية دون استثناء !

لولا فساد العبودية لَما شُيِّدت أهرامُ الفراعنة في مصر وأهرامُ المايا في أمريكا الجنوبية، ولَما تَفرّغَ فلاسفة أثينا للجدل والتفكير والتنظير في شتى مجالات المعرفة والفن والجماليات والأخلاق !

لولا فساد الإبادة العرقية للهنود الحمر لَما أسِّست أكبر قوة ظالمة في العالم الحديث، أمريكا !

لولا فساد الاستعمار لَما تقدّمت أوروبا !

والمفارقة الكبرى (Le grand paradoxe) أن الحضارةَ الأقل بناءًا هي الحضارة الأقل فسادًا ؟ نعم، وهي، لحسن حظنا أو لسوء حظنا، لا أدري، هي حضارتُنا العربية-الإسلامية ! حضارةٌ لم تبنِ أهرامات ولا أقصورًا ولا أسوارَ، لكنها بَنَتْ فكرةَ "لا إله إلا الله"، والفكرةُ أبقى من الحجرِ ! عند الفتح، مَنَعَ عمر بن الخطاب، رضي الله عنه،  الصحابة من تأسيس نظام إقطاعي في العراق. أخطأ أو أصابَ ؟ الله أعلَم ؟

La civilisation arabo-musulmane est victime de son succès (l`esprit égalitaire y est  plus développé que dans les autres civilisations concurrentes, chrétienne et juive. Idée du marxiste Habib Ben Hamida, le fameux philosophe de Hammam-Chatt

هو شرٌّ كله إذن يا عِرّيفْ زمانه ؟

لا، لم أقل ذلك، فالشر دون خير يستحيل وجوده كالفيروس دون خلية حية تستحيل حياته !

كيف تُفسّر إذن مجانية خدماته الجليلة المتمثلة في مساعدتنا على التواصل وحرية النشر والتعبير والبحث عن المعلومة المفيدة بسرعة البرق بواسطة محركاته البحثية النفّاثة ؟

هو ليس غبيًّا حتى يذبح الدجاجة التي تبيض له كل يوم بيضة من ذهب عيار 24 كارا ! لن يخاطر اقتصاديًّا ويطلب مقابلاً من عبيده مستعمليه وإلا خسر كل شيء.

كيف تُفسّر أيضًا إمكانية فتح حساب "ڤوڤل" جديد مزيّف دون مَدِّ هذا النظام بأي معلومة صحيحة ؟

لوموند ديبلوماتيك طرحت الإشكالية ولم تُجبْ عليها، وأنا لستُ مختصًّا وليس لي ما أضيفُ. لكنني أكاد أجزم أن الثعلب لا يفعل شيئًا لوجه الله وأكيد له مآربَ لا يعلمها إلا هو ورب العالمين ! ومتأكد أيضًا أن لا خيرَ يأتي من عنده لصالح الشعوب قاطبةً !

 

خاتمة شخصية

 "ڤوڤل"، العزيز على قلبي، قدّم لنا مشكورًا خدمات لا تُحصَى ولا تُعَد ويسّر لنا سُبُلَ تَواصُل ولولاه لَما يُسِّرت، وأنا أعتبرُ نفسي على المستوى الشخصي أول وأكبر المستفيدين، لكن ألا تعلمون أعزّائي أن جهابذة الصناعة الرقمية وأصحابها في أمريكا يُدخِلون أبناءَهم مدارسَ يُحجَّر فيها تمامًا استعمالُ الأنترنات. ولكم في المثال موعظة يا أولِي الألباب.

المصدر:

Le Monde diplomatique, janvier 2019, Extrait de l`article «Votre brosse à dents vous espionne. Un capitalisme de surveillance», par Shoshana Zuboff, Professeure émérite à la Harvard School , pp. 1, 10 et 11.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire