أولا، أعرض تعريفي الشخصي للإرهاب: يبدو لي أن الإرهابي،
بغض النظر عن دينه أو عرقه أو جنسيته، هو كل شخص تسبب عمدا في قتل مدني أعزل مهما
كان دين الضحية أو عرقها أو جنسيتها من أجل خدمة هدف
سياسي مهما كان نوعه. يؤلمني
جدا قتل مدني بريء أعزل طفلا كان أو كهلا أو مسنّا، إسرائيليا كان أو أمريكيا أو
بريطانيا أو فرنسيا أو بلجيكيا كما يؤلمني أيضا وبنفس الدرجة
قتل مواطن غزاوي أو سوري أو عراقي أو تونسي. جرمٌ عظيمٌ وذنبٌ كبيرٌ لا يغفره
إنسانٌ عاقلٌ مسالمٌ ولا تبرره مقاومة ولا يخففه دفاع عن قضية مهما كانت عادلة.
هل قام أصحاب الاتهام أعلاه ببحث علمي موثق في الموضوع ؟
وحتى لو فعلوا ذلك على عينة تونسية، فهل يحق لهم تعميم نتائجهم أو استخراج قاعدة
من بحوثهم المحصورة في المكان والزمان العربيَّين الإسلاميَّين ؟
بكل لطف ألفت نظر المتهِمِين إلى تواجد الإرهاب غير
الإسلامي في تاريخ الغرب الحديث وأطالبهم بالبحث في أنواعِ الشُّعَبِ الجامعية
التي تخرّج منها هؤلاء الإرهابيون المحترفون غير المسلمين. مَن هم الإرهبون
الغربيون في التاريخ الحديث ؟ هم الأنظمة والمنظمات الإرهابية التالية مع الإشارة أنني أدين فقط بعض عملياتهم المسلحة
الموجهة ضد المدنيين الأبرياء العزل حتى ولو كانوا من دولة العدو ولا أدين
عملياتهم الدفاعية الشرعية عن طريق مقاومة مسلحة ضد عدو مستوطن مسلح أو من أجل صد
عدوان خارجي ضد جنود العدو: كل نظام دولة استعمر دولة أخرى (يدخل في
هذا الإطار تقريبا كل الدول الغربية التي أتت هذا المنكر بصفة عسكرية مباشرة ولا
زالت تأتيه بصفة اقتصادية أشوم)، الأنظمة المسيحية الفاشية والديكتاتورية (هتلر،
موسولوني، فرانكو)، الأنظمة الشيوعية التي أرهبت وأرعبت عمّالَها (ستالين، ماو،
بول بوت)، الأنظمة الرأسمالية المسيحية والإسلامية التي قصفت فيتنام وأفغانستان
ويوغسلافيا والعراق وسوريا وليبيا والصومال وغزة واليمن (أمريكا
الشمالية، فرنسا، بريطانيا، كندا، استراليا، ألمانيا، بلجيكا، تركيا، السعودية،
مصر). الأنظمة اليهودية (إسرائيل). الأنظمة الإسلامية التي قطعت الأيدي والرؤوس
(السعودية، إيران، السودان). المنظمات التي مارست الإرهاب ضد المدنيين العزل خلال
القرن العشرين: المنظمات المسيحية الأمريكية (ٍ CIA et Ku
Klux Klan). المنظمات
الشيوعية: بادرماينهوف الألمانية، الألوية الحمراء الإيطالية، الفعل المباشر
الفرنسية، الجيش الأحمر الياباني، الجبهة الشعبية الفلسطينية. المنظمات الإسلامية:
حماس، الجهاد، فتح، التكفير والهجرة، القاعدة، النصرة، طالبان، أنصار الشريعة، جند
الإسلام، داعش، بوكو حرام. ابحثوا فيما ماذا درَس بوش وريغن وميتران وهولاند وبلير
وهتلر وموسولوني وفرانكو وستالين وماو وبول بوت قبل أن تبحثوا فيما ماذا درَس
البغدادي وبن لادن والڤضڤاضي. ولا تنسوا أن النظام التربوي في العالم أجمع متهم
بالتركيز على تدريس المعارف والمعلومات والتجارب العلمية لغاية في نفس رأس المال
الحاكم وإهمال تدريس القيم الكونية العلمية والدينية في الشعب العلمية كما في
الشعب الإنسانية على السواء لغاية في نفس العم سام.
ملاحظة استفزازية:
أحتكر لنفسي ولجميع مواطني العالم المسالمين إدانة إرهاب
داعش وأنكره على كل مَن ينهَى عن مكروه ويأتي بمثله، أنكره على كل مواطن غربي لم
يدنْ إرهاب حكوماته المتعاقبة، وعلى كل يساري لم يدنْ إرهاب الأنظمة والمنظمات
الشيوعية، وعلى كل إسلامي لم يدنْ إرهاب الأنظمة والمنظمات الإسلامية. وأنهِي
بأفضل قول لأفضل قائل، النبي والرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن
أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، رواه البخاري ومسلم. قال لأخيه يعني
لأخيه الإنسان بصفة عامة وليس أخيه المسلم فقط.
في الآخر يبدو لي أن مقاومة الإرهاب لا تكون
بالإرهاب نفسه وإلا سقطت حجة المقاوِم وهي وقوفه ضد إرهاب عدوه المسلَّط عليه
وتساوت المقاومة بالإرهاب. حزب الله أبدع في مقاومة إسرائيل دون إرهاب المدنيين في
إسرائيل عربا ويهودا، قام بثلاث عمليات انتحارية شرعية المقاومة ضد ثلاث ثكنات
أجنبية في بيروت (ضد ثلاثة جيوش محتلة الأمريكية والفرنسية والإسرائيلية)، عمليات
لا أدينها ولكنني لا أتبناها لأنها تتعارض مع إيماني الغاندي بالمقاومة السلمية
ولن أفضّل العنف على السلمية وإذا اضطُرِرتُ للاختيار بين الجبن والعنف فسأختار
الثاني مُجبرا أخاكم لا بطل على حد قول مثَلِي الأعلى، النبي الإنساني غاندي:
Je crois en vérité que
s'il fallait absolument faire un choix entre la violence et la lâcheté, je
conseillerais la violence. (...) Mais je crois que la non-violence est
infiniment supérieure à la violence.
وأنهِي أيضًا بغاندي:
Gandhi : l’ennemi ne trouvera pas chez moi une résistance
physique contre laquelle il peut s’appuyer mais une résistance de l’âme qui
l’aveuglera.
إمضائي:
قال مواطن العالَم محمد كشكار:
- أنا الذي أحمل في رأسي نقدٌ دائمٌ للسائد القائم وكأني
أحمل مرضًا مزمِنًا وأتطلع إلى مواجهة الحجة بالحجة دون أن يتهافت عقلي فهل تعتقد
أن يهتز نَقدِي لعُنفك اللفظي، يا "مستقيم الرأي" ؟
- أشعر أن هناك اختلافات كافية بيني وبين القرّاء لذلك
أجد من الضرورة المحافظة على شعرة معاوية التي تفصل بيني وبينهم من أجل إمكانية
مواصلة المناقشة بطرق مثمرة.
- أؤكد ما قلت صادقا مع نفسي، ليس عن تواضع مبطّن
بالغرور ولا عن مَسكنة يُراد بها استجداء العطف، وإنما لأنني أعي جيدا أن اختصاصي
العلمي سيبقى بطبيعته اختزاليا ناقصا ومحدودا.
Jean
Jaurès conciliait patriotisme et internationalisme. Aujourd'hui il faut
associer ces deux termes qui sont antagonistes pour la pensée non complexe:
patriotisme et cosmopolitisme signifiant "citoyen du monde" (Edgar Morin).
Citoyen
du monde a dit: Chacun de nos problèmes est un phénomène complexe. Les causes
nationales et les causes internationales de nos maux sont tellement imbriquées
les unes dans les autres et en perpétuelle interaction qu’il m’est impossible
de les séparer : C’est pourquoi je suis devenu citoyen du monde, 100%
patriotique et 100% cosmopolite.
Edgar
Morin : "Le temps est venu de changer de civilisation".
حمام الشط، الأحد 3 أفريل 2016.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire