شركة "جينرال
إلكتريكْ" الأمريكية (GE) صنعت لنفسها سمعة
"الفارس الأبيض" (chevalier blanc)، ونسجت علاقات وثيقة
ومشبوهة مع "قطب مقاومة الفساد في وزارة العدل الفدرالية الأمريكية".
الدليل: 15 نائبًا عامًّا سابقًا (procureur) كانوا يحتلون مناصب
عليا داخل نفس الشركة عام 2014 في قسم "أخلاقيات داخل المؤسسة" (chargés de la compliance : éthique en
entreprise).
منذ عام
2000، ابتدعت هذه الشركة طريقة جهنمية في المنافسة الليبرالية المفترسة، وفي ظرف
10 سنوات، ابتلعت أربع شركات منافسة كبرى والخامسة في الطريق (Alstom).
كيف ؟
تُقدّمُ إلى الشركة الفريسة عرضَ شراءٍ مرفوقًا بملف
فساد ضد أحد أو بعض مديريها أو مالكيها (وكلهم أو جلهم فاسدون)، عرضًا مسنودًا بوعدٍ لمساعدتهم على تسوية وضعيتهم
مع القضاء. أما الشركات غير المنافسة والتي تبيع أو تروّج لبعض منتوجات (GE) فلا خوفَ عليها من
مخالب "قطب مقاومة الفساد في وزارة العدل الفدرالية الأمريكية"، ولا هم
يحزنون.
في سنة 2010،
مثلاً، تمكنت (GE) من البيع مراكنةً للعراق (de gré à gré : sans appel d’offres) محركات توليد كهرباء تشتغل بالغاز (des turbines à gaz) بما يقابل عندنا 7،5
مليار دينار (تقريبًا رُبع ميزانية تونس السنوية).
تدقيقٌ في
غاية الأهمية (Une précision de taille): الفساد يتمثل
جَلِيًّا في أن العراق في تلك الفترة لا يحتاجُ لهذه المحرّكات لأنه لا يملك أصلاً
القدرة على بناء محطات توليد كهرباء جديدة حتى يستعملها فيها فوجدت بغداد نفسها تملك
عشرات التوربينات المستورَدة ولا تعرف ماذا تصنع بها !
تعليق مواطن
العالَم: في أمريكا، القضاء غير مستقل، وفي تونس، القضاء مستقل !!!
Référence : Le Monde diplomatique, septembre 2019, extraits du statut « Le piège General
Electric », p. 17.
حمام الشط في 7 سبتمبر 2019.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire